تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

فسجنها مؤيّد الملك الوزير ، وصادرها وأمر بخنقها. ولكن أظفر الله بركياروق بالمؤيّد فقتله (١).

[الخطبة للسلطان محمد]

وسار سعد الدّولة كوهرائين من بغداد إلى خدمة السّلطان محمد ، فخلع عليه ، وردّه إلى بغداد نائبا له ، وأقيمت الخطبة ببغداد ، ولقّب «غياث الدّنيا والدّين» في آخر السّنة (٢).

[الغلاء والوباء بخراسان]

وفيها ، وفي العام الماضي ، كان بخراسان الغلاء المفرط ، والوباء ، حتّى عجزوا عن الدّفن ، وعظم البلاء (٣).

[نقل المصحف العثماني من طبرية إلى جامع دمشق]

وفيها نقل الأتابك طغتكين من طبريّة المصحف العثمانيّ خوفا عليه إلى دمشق ، وخرج النّاس لتلقّيه ، فأقرّه في خزانة بمقصورة الجامع (٤).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٢ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٥٧ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٢.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٨٩ ، تاريخ الزمان لابن العبري ١٢٥ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٢ ، العبر ٣ / ٣٣٣ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١١ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٨.

(٣) في المنتظم : «وفيها زادت الأسعار ومنع القطر وبلغ الكر تسعين دينارا ببغداد وواسط ، ومات الناس على الطرقات واشتدّ أمر العيّارين في المحالّ» (٩ / ١٠٩). البداية والنهاية ١٢ / ١٥٧ (١٧ / ٤٨) ، والخبر في : الكامل في التاريخ ١١ / ٢٩١.

(٤) جاء في الدرّة المضية ٤٥٢ أن المسلمين نقلوا مصحف عثمان من المعرة إلى دمشق. ولم ينبّه محقّقه إلى هذا الوهم.

وجاء في : أخبار الدول للقرماني ٢ / ١٦٧ :«وفي هذه السنة أو في حدود ثماني عشرة وخمسمائة نقل المصحف العثماني من مدينة طبرية إلى جامع دمشق خوفا عليه من الكفار».

٢١

سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة

[دخول عسكر بركياروق الحلّة]

لمّا سار بركياروق إلى خوزستان دخلها بجميع من معه وهم في حال سيّئة. ثمّ سار عسكره إلى واسط ، فظلموا النّاس ، ونهبوا البلاد وسار إلى خدمته الأمير صدقة بن مزيد صاحب الحلّة (١).

[إعادة الخطبة لبركياروق ببغداد]

ثمّ سار ودخل بغداد في سابع عشر (٢) صفر ، وأعيدت خطبته (٣) ، وتراجع إليه بعض الأمراء ، ولم يؤاخذ كوهرائين ، وخلع عليه (٤) ، وقبض على وزير بغداد عميد الدّولة ابن جهير ، والتزم بحمل مائة وستّين ألف دينار (٥).

[هزيمة بركياروق أمام أخيه محمد]

ثمّ سار بالعساكر إلى شهرزور ، وانضمّ إليه عسكر لجب ، فالتقى الأخوان فكان محمّد في عشرين ألفا ، وكان على ميمنته أمير آخر ، وعلى مسيرته مؤيّد الملك ، والنّظاميّة (٦).

__________________

(١) المنتظم ٩ / ١١١ (١٧ / ٥٢) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٩٣ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢.

(٢) في الأصل : «في اثنا».

(٣) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ٢٩٣ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٢ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٢ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١١ ، مآثر الإنافة ٢ / ١٢ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٦٥.

(٤) العبر ٣ / ٣٣٥.

(٥) المنتظم ٩ / ١١٣ (١٧ / ٥٢ ، ٥٣) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٩٣ ، ٢٩٤.

(٦) تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) ٣٦٠ (تحقيق سويّم) ٢٦ ، نهاية الأب ٢٦ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٣ و ٥ / ٢٣.

٢٢

وكان على ميمنة بركياروق كوهرائين (١) ، والأمير صدقة ، وعلى ميسرته كبربوقا صاحب الموصل. فهزم كوهرائين ميسرة محمد ، وهزم أمير آخر بميسرة محمد ميمنة بركياروق ، فعاد كوهرائين فكبا به الفرس ، فأتاه فارس فقتله ، وانهزمت عساكر بركياروق وذلّ ، وبقي في خمسين فارسا (٢). وأسر وزيره الجديد الأعزّ أبو المحاسن ، فبالغ مؤيّد الملك وزير محمد في احترامه ، وكفّله عمادة بغداد ، وإعادة الخطبة لمحمد ، فساق إلى بغداد ، وخطب لمحمد ثاني مرّة في نصف رجب (٣).

[ترجمة سعد الدولة كوهرائين]

وكان سعد الدّولة كوهرائين خادما كبيرا محتشما ، ولي بغداد وخدم ملوكها ، ورأى ما لم يره أمير من نفوذه الكلمة والعزّ. وكان حليما كريما حسن السّيرة. وكان خادما تركيّا للملك أبي كاليجار ابن سلطان الدّولة بن بهاء الدّولة بن عضد الدّولة ابن بويه. وبعث بن أبوه مع ابنه أبي نصر إلى بغداد ، فلم يزل معه حتّى قدم السّلطان طغرلبك بغداد ، فحبسه مع مولاه. ثمّ خدم السّلطان ألب أرسلان ، وفداه بنفسه. وثب عليه يوسف الخوارزميّ ، وكان صاحب صلاة ، وتهجّد ، وصيام ، ومعروف ، رحمه‌الله (٤).

[مسير بركياروق إلى نيسابور وغيرها]

وأمّا السّلطان بركياروق ، فسار بعد الوقعة إلى إسفرائين ، ثمّ دخل نيسابور ، وضيّق على رؤسائها. وعمل مصافّا مع أخيه سنجر ، فانهزمت الفتيان.

وسار بركياروق إلى جرجان ، ثمّ دخل البرّيّة في عسكر يسير ، وطلب أصبهان ،

__________________

(١) في تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٤ «كوهراس».

(٢) المنتظم ٩ / ١١٣ (١٧ / ٥٣) ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٧ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٥ ، العبر ٣ / ٣٣٥ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢.

(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٩٤ ، ١٩٥ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٣ و ٥ / ٢٣ ، ٢٤ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١١.

(٤) انظر ترجمة (سعد الدولة كوهرائين) في : المنتظم ٩ / ١١٥ ، ١١٦ رقم ١٧٣ (١٧ / ٥٦ ، ٥٧ رقم ٣٦٩٤) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٣ و ٥ / ٢٤ وفيه «كوهراس».

٢٣

فسبقه أخوه محمد إليها (١).

[فتح ابن باديس مدينة سفاقس]

وفيها فتح تميم بن المعزّ بن باديس مدينة سفاقس ، وغيرها ، واتّسع سلطانه (٢).

[وقوع بيمند الإفرنجي في أسر كمشتكين]

وفيها لقي كمشتكين ابن الدّنشمند (٣) صاحب ملطية ، وسيواس ، بيمند الإفرنجيّ صاحب أنطاكية ، بقرب ملطية ، فأسر بيمند (٤).

[أخذ الإفرنج قلعة أنكوريّة]

ووصل في البحر سبعة قوامص (٥) ، فأخذوا قلعة أنكوريّة (٦) ، وقتلوا أهلها. ثمّ التقاهم ابن الدّنشمند (٧).

قال ابن الأثير (٨) : فلم يفلت أحد من الإفرنج ، وكانوا ثلاثمائة ألف ، غير ثلاثة آلاف هربوا ليلا. كذا قال ، والعهدة عليه.

ثمّ سار الإفرنج من أنطاكية ، فالتقاهم وكسرهم.

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٩٦ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٢ ، العبر ٣ / ٣٣٥ ، دول الإسلام ٢ / ٢٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٣ ، ٤٨٤ و ٥ / ٢٤.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٩٨ ، البيان المغرب ١ / ٣٠٢.

(٣) في نهاية الأرب ٢٨ / ٣٥٩ «الدانشمند» ، ومثله في : المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٢ وفيه :

وقيل له ابن الدانشمند لأن أباه كان معلّم التركمان ، والمعلّم عندهم اسمه الدانشمند.

(٤) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٠ (وتحقيق سويّم) ٢٦ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٠ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٥٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٢ ، العبر ٣ / ٣٣٥ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١١.

(٥) قوامص : مفردها «قمص» ، وتجمع على «قمامصة» ، كما في : نهاية الأرب ٢٨ / ٢٥٩.

(٦) أنكوريّة : هي مدينة أنقرة الآن عاصمة الجمهورية التركية.

(٧) العبر ٣ / ٣٣٥ ، ٣٣٦.

(٨) في الكامل ١٠ / ٣٠٠ ، وعنه ينقل النويري في نهاية الأرب ٢٨ / ٢٥٩ ، والمؤلّف في العبر ٣ / ٣٣٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ١٥٨.

٢٤

[وزارة الدّهستاني]

ووزر للخليفة أبو المحاسن عبد الجليل بن عليّ (١) الدّهستانيّ (٢) جلال الدّولة ، فجاء كتاب بركياروق يحثّه على اللّحاق به. فاستوزر الخليفة المستظهر بالله سديد الملك أبا المعالي الفضل بن عبد الرزاق الأصفهانيّ. قاله صاحب «المرآة».

[رواية فيها مجازفة لصاحب مرآة الزمان]

وفيها خرج سعد الدّولة الطواشيّ (٣) من مصر ، فالتقى الإفرنج على عسقلان ، وقاتل بنفسه حتى قتل ، وحمل المسلمون على النّصارى فهزموهم إلى قيساريّة.

قال : فيقال إنّهم قتلوا من الإفرنج ثلاثمائة ألف (٤).

قلت : هذه مجازفة عظيمة من نوع المذكورة آنفا.

[القحط بالشام]

وفيها كان القحط بالشّام ، والخوف من الإفرنج (٥).

__________________

(١) في الأصل : «عبد الجليل عبد الجليل» ، والتصحيح من : نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٤.

(٢) في نهاية الأرب : «الدهشاني». والمثبت عن الأصل ، والكامل في التاريخ. وفي تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٣ «الرهستاني» بالراء.

و «الدّهستاني» : بكسر الدال المشدّدة والهاء ، وسكون السين المهملة.

(٣) في الأصل : «القرامسي» ، والمثبت عن : اتعاظ الحنفا ٣ / ٣٢ ، وفي النجوم الزاهرة ٥ / ١٥٢ «القواسي».

(٤) المنتظم ٩ / ١١٤ (١٧ / ٥٥) وفيه : «خرج الإفرنج ثلاثمائة ألف ، فهزمهم المسلمون وقتلوهم فلم يسلم منهم سوى ثلاثة آلاف هربوا ليلا ، وباقي الفلّ هربوا مجروحين». دول الإسلام ٢ / ٢٢ ، ٢٣ وفيه : قيل قتل منهم مائة ألف ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٥٢ ، ومثله في : الإعلام والتبيين ١٢.

(٥) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٩ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٨ ، زبدة الحلب ٢ / ١٤٣ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٢٥.

٢٥

سنة أربع وتسعين وأربعمائة

[هزيمة السلطان محمد وذبح وزيره مؤيّد الملك]

في وسطها كان مصافّ كبير بين السّلطانين : محمد ، وبركياروق. كان مع بركياروق خمسون ألفا ، فانهزم محمد ، وأسر وزيره مؤيّد الملك ، فذبحه بركياروق بيده. وكان بخيلا ، سيّئ الخلق ، مذموم السّيرة ، إلّا أنّه كان من دهاة العالم ، عاش خمسين سنة (١).

[دخول بركياروق الرّيّ]

ودخل بركياروق الرّيّ وسجد لله ، وجاء إلى خدمته صاحب الموصل كبربوقا ، ونور الدولة دبيس ولد صدقة (٢).

[تحالف السلطان محمد وأخيه سنجر]

وانهزم محمد إلى خراسان ، فأقام بجرجان ، وراسل أخاه لأبويه الملك سنجار (٣) يطلب منه مالا وكسوة ، فسيّر إليه ما طلب. ثمّ تحالفا وتعاهدا واتّفقا.

ولم يكن بقي مع محمد غير ثلاثمائة فارس ، فقدم إليه أخوه سنجر وانضمّ إليهما عسكر كثير ، وتضرّر بالعسكر أهل خراسان (٤).

__________________

(١) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٣ ، العبر ٣ / ٣٣٧ ، دول الإسلام ٢ / ٢٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٤ و ٥ / ٢٤ ، ٢٥ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٦٧.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٥ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٥.

(٣) هكذا في الأصل ، وهو «سنجر».

(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٥ ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٧ ، نهاية الأرب ٣٦ / ٣٤٧ ، العبر ٣ / ٣٣٧ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٥.

٢٦

[تراجع بركياروق إلى همذان]

وأمّا السّلطان بركياروق ، فسار جيشه قريبا من مائة ألف ، فغلت الأسعار ، واستأذنته الأمراء في التّفرّق بالفلاة ، فبقي في عسكر قليل ، فبلغ ذلك أخويه ، فقصداه وطويا المراحل ، فتقهقر ونقصت هيبته ، وقصد همذان ، فبلغه أنّ أياز متولّيها قد راسل محمّدا ليكون معه ، فسار إلى خوزستان ، ثمّ خرج إلى حلوان (١).

[مرض بركياروق]

وأمّا أياز فلم يقبله محمد ، فخاف وهرب إلى عند بركياروق ، فدخلت أصحاب محمد ، ونهبوا حواصله ، فيقال إنّهم الخمسمائة فرس العربيّة. وتكامل مع بركياروق خمسة آلاف ضعيف ، قد ذهبت خيامهم وثقلهم ، وقدم بهم بغداد ، ومرض ، وبعث يشكو قلّة المال إلى الدّيوان ، فتقرّر الأمر على خمسين ألف دينار حملت إليه ، ومدّ أصحابه أيديهم إلى أموال الرّعية وظلموهم (٢).

[خروج صاحب الحلّة عن الطاعة]

وخرج عن طاعته صاحب الحلّة ، وخطب لأخيه محمد (٣).

[دخول السلطان محمد بغداد]

وفي آخر العام وصل محمد وسنجر إلى بغداد ، وجاء إلى خدمته إيلغازي بن أرتق. وتأخّر بركياروق وهو مريض إلى واسط ، وأصحابه ينهبون القرى والمؤنة (٤). وفرح الخليفة والنّاس بالسّلطان محمد (٥).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٦ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٨ ، العبر ٣ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ ، دول الإسلام ٢ / ٢٣ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٥.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٧ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٣ ، العبر ٣ / ٣٣٨ ، دول الإسلام ٢ / ٢٣.

(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٨ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٠.

(٤) في الأصل : «وبالمونة».

(٥) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٤٠ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٣ ، دول الإسلام ٢ / ٢٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢.

٢٧

[ظهور الباطنيّة ببغداد]

وفي حدودها ظهرت الباطنيّة ببغداد ونواحيها ، وكثروا (١).

[رواية ابن الجوزي عن الباطنية]

قال أبو الفرج ابن الجوزيّ : (٢) وأوّل ما عرف من أخبار الباطنيّة ، يعني الإسماعيليّة ، أنّهم اجتمعوا فصلّوا العيد في ساوة ، ففطن بهم الشّحنة ، فأخذهم وحبسهم ، ثم أطلقهم ، [ثم اغتالوا] (٣) مؤذّنا من أهل ساوة [فاجتهدوا] (٤) أن يدخل في مذهبهم ، فامتنع (٥) ، فخافوا أن ينمّ عليهم ، فقتلوه (٦). فرفع ذلك إلى نظام الملك ، فأخذ رجلا نجّارا اتّهمه بقتله ، وهو أوّل من فتكوا به. وكانوا يقولون : قتلتم منّا نجّارا ، فقتلنا به نظام الملك (٧).

ثمّ استفحل أمرهم بأصبهان.

ولمّا مات السّلطان ملك شاه ، آل أمرهم إلى أنّهم كانوا يسرقون النّاس فيقتلونهم ويلقونهم بالآبار. فكان الإنسان إذا دنا (٨) وقت ولم يعد إلى منزله يئسوا (٩) منه (١٠). وبلغ من حيلهم امرأة (١١) على حصير لا تبرح منها ، فدخلوا الدّار ، يعني الأخوان ، فأزالوها ، فوجدوا تحت الحصير بئرا فيها أربعون (١٢) قتيلا. فقتلوا المرأة ، وهدموا الدّار.

وكانوا يجلسون ضريرا على باب زقاقهم ، فإذا مرّ به إنسان سأله أن يقوده

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٣ ، العبر ٣ / ٣٣٨.

(٢) في المنتظم ٩ / ١٢٠ (١٧ / ٦٣) وما بعدها.

(٣) في الأصل : «فسئلهم» ، والمثبت بين الحاصرتين عن المنتظم.

(٤) إضافة من المنتظم.

(٥) في المنتظم : «أن يدخل معهم فلم يفعل».

(٦) في المنتظم : «فاغتالوه فقتلوه».

(٧) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٣ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٥١.

(٨) في الأصل : «دنى».

(٩) في الأصل : «يأسوا».

(١٠) نهاية الأرب ٢٦ / ٣٥٢.

(١١) في المنتظم ٩ / ١٢٠ : «وفتش الناس المواضع فوجدوا امرأة في دار لا تبرح فوق حصير ...».

(١٢) في الأصل : «أربعين».

٢٨

إلى رأس الزّقاق ، فإذا فعل جذبه من في الدّار إليها فقتلوه. فجدّ أهل أصبهان فيهم ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا (١).

وأوّل قلعة ملكوها بناحية أصبهان ، تسمّى الرّوذبار (٢) ، وكانت لقراج (٣) صاحب ملك شاه ، وكان متّهما بمذهبهم. فلمّا مات ملك شاه أعطوه ألفا ومائتي دينار ، فسلّمها إليهم في سنة ثلاث وثمانين. وقيل : لم يكن ملك شاه مات.

[مقدّم الباطنيّة]

وكان مقدّمهم يقال له الحسن بن الصّبّاح ، وأصله من مرو. وكان كاتبا لبعض الرّؤساء ، ثمّ صار إلى مصر وتلقّى من دعاتهم ، وعاد داعية للقوم ، وحصّل هذه القلعة ، وكان لا يدعو إلّا غنيّا (٤) ، ثمّ يذكر له ما تمّ على أهل البيت من الظّلم ، ثمّ يقول له : إذا كانت الأزارقة والخوارج سمحوا بنفوسهم في القتال مع بني أميّة ، فما سبب تخلّفك بنفسك عن إمامك؟ فيتركه بهذه المقالة طعمة للسّباع.

[طاعة الباطنيّة لمقدّمهم]

وكان ملك شاه نفّذ إليه يتهدّده ويأمره بالطّاعة ، ويأمره أن يكفّ أصحابه عن قتل العلماء والأمراء ، فقال للرّسول : الجواب ما تراه. ثمّ قال لجماعة بين يديه :أريد أن أنفذكم إلى مولاكم في حاجة ، فمن ينهض بها؟ فاشرأبّ كلّ واحد منهم ، وظنّ الرسول أنّها حاجة (٥) ، فأومى إلى شابّ فقال : أقتل نفسك. فجذب سكّينا ، فقال بها في عاصمته (٦) ، فخرّ ميتا.

وقال لآخر : إرم نفسك من القلعة. فألقى نفسه فتقطّع. فقال للرسول :

__________________

(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٥ ، دول الإسلام ٢ / ٢٣.

(٢) في الأصل : «الدور نار» ، وفي المنتظم ٩ / ١٢١ «الروذناذ» ، والمثبت عن : الفخري ٣٠٠.

(٣) هكذا في الأصل ، وفي المنتظم ٩ / ١٢١ : «لقماج».

(٤) هكذا في الأصل ، وفي المنتظم ٩ / ١٢١ ، والكامل في التاريخ : «غبيا».

(٥) في المنتظم : «رسالة».

(٦) هكذا في الأصل. وفي المنتظم ، والكامل في التاريخ : «غلصمته» ، ومثله في البداية والنهاية ١٢ / ١٦٠.

٢٩

قل له عندي من هؤلاء عشرون ألفا ، هذا حدّ طاعتهم (١).

فعاد الرسول وأخبر ملك شاه ، فعجب ، وأعرض عن كلامهم.

[حيلة للباطنية في الاستيلاء على قلعة]

وصار بأيديهم قلاع كثيرة ، منها قلعة على خمسة فراسخ من أصبهان ، وكان حافظها رجلا تركيّا ، فصادقه نجّار منهم ، وأهدى له جارية ، وقوسا (٢) ، فوثق به ، وكان يستنيبه في حفظ القلعة. فاستدعى النّجّار ثلاثين (٣) رجلا من أصحاب ابن عطّاش (٤) ، وعمل دعوة ، ودعا التّركيّ وأصحابه ، وسقاهم الخمر ، فلمّا سكروا تسلّق الثّلاثون (٥) بحبال إليه (٦) ، فقتلوا أصحاب التّركيّ ، وسلم هو وحده ، فهرب. وتسلّموا القلعة.

وقطعوا الطّرقات ما بين فارس وخوزستان.

ثمّ ظفر جاولي بثلاثمائة منهم ، فأحاط هو وجنده بهم فقتلوهم. وكان جماعة منهم في عسكر بركياروق ، فاستغووا خلقا منهم ، فوافقهم ، فاستشعر أصحاب السّلطان منهم ، ولبسوا السّلاح ، ثمّ قتلوا منهم مائة رجل.

[من خزعبلات الباطنيّة]

وكان بنواحي المشان رجل منهم يتزهّد ويدّعي الكرامات. أحضر مرّة جديا مشويّا لأصحابه ، وأمر بردّ عظامه إلى التّنّور ، فردّت ، وجعل على التّنّور طبقا. رفع الطّبق فوجدوا جديا يرعى حشيشا ، ولم يروا نارا ولا رمادا. فتلطّف بعض أصحابه حتّى عرف بأنّ التّنّور كان يفضي إلى سرداب ، وبينهما شقّ (٧) من

__________________

(١) البداية والنهاية ١٢ / ١٥٩ ، ١٦٠.

(٢) هكذا في الأصل. وفي المنتظم : «وفرسا».

(٣) في الأصل : «ثلاثون» ، وهو غلط.

(٤) في المنتظم : «عطاس» ، بالسين المهملة : والمثبت يتفق مع : الكامل ١٠ / ٣١٦ ، واسمه : «أحمد بن عبد الملك بن عطاش». (تاريخ دولة آل سلجوق ٩٠).

(٥) في الأصل : «الثلاثين».

(٦) في المنتظم ٩ / ١٢٢ : «فلما توسّطوا الشعب عاد عليهم ومن معه من أصحابه ، فقتلوهم فلم يفلت إلّا ثلاثة نفر تسلّقوا في الجبال ..».

(٧) في المنتظم : «طبق».

٣٠

حديد يدور بلولب ، فيفرك اللّولب ، فتدور النّار ، ويجيء بدلها الجدي والمرعى.

وقال «الغزاليّ» في كتاب «سرّ العالمين» : شاهدت قصّة الحسن بن الصّبّاح لمّا تزهّد تحت حصن ألموت ، فكان أهل الحصن يتمنّون صعوده إليهم ، ويمتنع ويقول : أما ترون المنكر كيف فشا؟ وفسد النّاس. فبعثنا إليه خلقا (١). فخرج أمير الحصن يتصيّد ، وكان أكثر تلامذته في الحصن ، فأصعدوه إليهم وملّكوه ، وبعث إلى الأمير من قتله.

ولمّا كثرت قلاعهم ، واشتغل عنهم أولاد ملك شاه باختلافهم اغتالوا جماعة من الأمراء والأعيان.

وللغزاليّ رحمه‌الله ـ كتاب «فضائح الباطنيّة» ، ولابن الباقلّانيّ ، والقاضي عبد الجبّار ، وجماعة : ردّ على الباطنيّة. وهم طائفة خبيثة ، ويظهرون الزّهد ، والمراقبة ، والكشف ، فيضلّ بهم كلّ سليم الباطن.

[رواية ابن الأثير عن الباطنيّة]

قال «ابن الأثير» (٢) وفي شعبان سنة أربع وتسعين أمر السّلطان بركياروق بقتل الباطنيّة ، وهم الإسماعيليّة ، وهم القرامطة.

قال : (٣) وتجرّد بأصبهان للانتقام منهم أبو القاسم مسعود بن محمد الخجنديّ الفقيه الشّافعيّ ، وجمع الجمّ الغفير بالأسلحة ، وأمر بحفر أخاديد أوقدوا فيها النّيران ، وجعل فيها رجلا لقّبوه مالكا ، وجعلت العامّة يأتون ويلقونهم في النّار ، إلى أن قتلوا منهم خلقا كثيرا.

إلى أن قال : (٤) وكان الحسن بن الصّبّاح رجلا شهما ، كافيا ، عالما بالهندسة ، والحساب ، والنّجوم ، والسّحر ، وغير ذلك (٥).

__________________

(١) في الأصل : «خلق».

(٢) في الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٣ ، وانظر : تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٦ ، ٢٧.

(٣) في الكامل ١٠ / ٣١٥.

(٤) في الكامل ١٠ / ٣١٦ وما بعدها.

(٥) المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤.

٣١

وكان رئيس الرّيّ أبو مسلم ، فاتّهم ابن الصّبّاح بدخول جماعة من دعاة المصريّين عليه ، فخافه ابن الصّبّاح وهرب ، فلم يدركه أبو مسلم.

وكان ابن الصّبّاح من جملة تلامذة أحمد بن عطّاش الطّبيب الّذي ملك قلعة أصبهان. وسافر ابن الصّبّاح فطاف البلاد ، ودخل على المستنصر صاحب مصر (١) ، فأكرمه وأعطاه مالا ، وأمره أن يدعو النّاس إلى إمامته ، فقال له الحسن بن الصّبّاح : فمن الإمام بعدك؟ فأشار إلى ابنه نزار (٢).

[الدعوة للمستعلي ونزار]

ولمّا هلك المستنصر واستخلف ولده المستعلي صار نزار هذا إلى الإسكندريّة ، ودعي إلى نفسه ، فاستجاب له خلق ، ولقّب بالمصطفى لدين الله.

وقام بأمر دولته ناصر الدّولة أفتكين مولى أمير الجيوش بدر. وهذا في سنة سبع وثمانين وأربعمائة (٣).

[حصار المصريّين للإسكندرية]

فسار عسكر مصر لحصار الإسكندرية في سنة ثمان ، فخرج ناصر الدّولة وطرهم ، فردّوا خائبين (٤) ثمّ سار الأفضل فحاصر الإسكندريّة وأخذها ، وأسر نزار ، وأفتكين وعدّة.

وجرت أمور (٥).

__________________

(١) لفخري لابن طباطبا ٣٠٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤.

(٢) المغرب في حلى المغرب ٨١.

(٣) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٥ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٨ ، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٣ ، تاريخ الفارقيّ ٢٦٧ (حوادث سنة ٤٨٩ ه‍.) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٣٧ ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٥ ، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر ٨٣ ، المغرب في حلى المغرب ٨١ ، وفيات الأعيان ١ / ١٧٩ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٥ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٨ ، الدرّة المضيّة ٤٤٣ ، ٤٤٤ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ١٢ ، ١٣.

(٤) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٦ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٨ ، تاريخ الفارقيّ ٢٦٧ ، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر ٨٣ ، ٨٤ ، المغرب في حلى المغرب ٨١ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٥ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ١٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠٢.

(٥) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣٦ ، ٣٧ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٨ ، الدرّة المضيّة ٤٤٤ و ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ١٤ ، ١٥ ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠٢.

٣٢

[إقامة ابن الصبّاح بقلعة ألموت]

ودخل ابن الصّبّاح خراسان ، وكاشغر ، والنّواحي ، يطوف على قوم يضلّهم. فلمّا رأى قلعة ألموت (١) بقزوين أقام هناك ، وطمع في إغوائهم. ودعاهم في السّرّ ، وأظهر الزّهد ، ولبس المسوح ، فتبعه أكثرهم.

وكان نائب ألموت رجلا أعجميّا علويّا ، فيه بله وسلامة صدر ، وكان حسن الظّنّ بالحسن ، يجلس إليه ، ويتبرّك فيه. فلمّا أحكم الحسن أمره دخل يوما على العلويّ فقال : أخرج من هذه القلعة. فتبسّم ، وظنّه يمزح ، فأمر الحسن بعض أصحابه فأخرجوه ، وأعطاه ماله.

فبعث نظام الملك لمّا بلغه الخبر عسكرا ، فنازلوه ضايقوه ، فبعث من قتل نظام الملك ، وترحّل العسكر عن ألموت.

ثمّ بعث السّلطان محمد بن ملك شاه العسكر وحاصروه (٢).

ومن جملة ما استولوا عليه من القلاع : قلعة طبس (٣) ، وزوزن (٤) ، وفأين (٥) ، وسيمكوه (٦). وتأذّى بهم أهل البلد ، واستغاثوا بالسّلطان ، فبعث عسكرا حاصروه ثمانية أشهر ، وفتحت ، وقتل كلّ من فيها. ولهم عدّة قلاع سوى ما ذكرنا (٧).

__________________

(١) قلعة ألموت : معناها بالديلم : تعليم العقاب. (نهاية الأرب ٢٦ / ٣٥٣) ، وقال أبو الفداء : إن بعض ملوك الديلم أرسل عقابا على الصيد فقعد على موضع ألموت ، فرآه حصينا ، فبنى عليه قلعة وسماها أله الراموت ومعناه بلسان الديلم : تعليم العقاب. ويقال لذلك الموضع وما يجاوره : طالقان. (المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤) (وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣).

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٧.

(٣) طبس : بفتح أوله وثانيه. مدينة في برّيّة بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (معجم البلدان ٤ / ٢٠).

(٤) في الأصل : «روزن». بالراء في أولها ، والتصحيح من : معجم البلدان ٣ / ١٥٨ وفيه : «زوزن : بضم أوله وقد يفتح ، وسكون ثانيه ، وزاي أخرى ، ونون ، كورة واسعة بين نيسابور وهراة ، ويحسبونها في أعمال نيسابور».

(٥) قاين : بعد الألف ياء مثنّاة من تحت ، وآخره نون. بلد قريب من طبس بين نيسابور وأصبهان.

وقال البشّاري : قاين قصبة قوهستان ، صغيرة ضيّقة غير طيبة. (معجم البلدان ٤ / ٣٠١).

(٦) في الكامل ١٠ / ٣١٨ «وسنمكوه» ، وفي نهاية الأرب ٢٦ / ٣٥٣ «سنملوه» ، وفي المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ «وستمكوه» وقال : وهي بقرب أبهر.

(٧) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٨ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٥٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ وفيه=

٣٣

قال : (١) وكان تيران شاه ابن توران شاه بن قاروت (٢) بك السّلجوقيّ بكرمان قد قتل الإسماعيليّة الأتراك أصحاب الأمير إسماعيل ، وكانوا قوما سنّة. قتل منهم ألفي رجل صبرا ، وقطع أيدي ألفين. ونفق عليه أبو زرعة الكاتب ، فحسّن له مذهب الباطنيّة ، فأجاب. وكان عنده الفقيه أحمد بن الحسين البلخيّ الحنفيّ ، وكان مطاعا في النّاس ، فأحضره عنده ليلة ، وأطال الجلوس ، فلمّا خرج أتبعه من قتله فلما أصبح دخل عليه النّاس ، وفيهم صاحب جيشه ، فقال : أيّها الملك ، من قتل هذا الفقيه؟

فقال : أنت شحنة البلد ، تسألني من قتل هذا! وأنا أعرف قاتله! ، ونهض. ففارقه الشّحنة في ثلاثمائة فارس ، وسار من كرمان إلى ناحية أصبهان.

فجهّز الملك خلفه ألفي فارس ، فقاتلوهم وهزمهم. وقدم أصبهان وبها السّلطان محمد ، فأكرمه.

وأمّا عسكر كرمان ، فخرجوا على تيران شاه ، وطردوه عن مدينة بردشير (٣) الّتي هي قصبة كرمان ، وأقاموا عليهم ابن عمّه أرسلانشاه.

وأمّا تيران شاه فالتجأ إلى مدينة صغيرة ، فمنعه (٤) أهلها وحاربوه ، وأخذوا خزائنه ، ثمّ تبعه عسكره ، فأخذوه ، وأخذوا أبا زرعة ، فقتلهما أرسلان شاه (٥).

[لباس الدروع تحت الثياب خوفا من الباطنية]

واستفحل أمر الباطنيّة وكثروا ، وصاروا يتهدّدون من لا يوافقهم بالقتل ،

__________________

= أسماء عدّة قلاع أخرى ، ومثله في تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣.

(١) في الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٠.

(٢) في الكامل : «قاورت».

(٣) في الأصل : «بزدشر» ، والمثبت عن : الكامل ١٠ / ٣٢١ ، ومعجم البلدان ١ / ٣٧٧ وفيه : بردسير بكسر السين ، وياء ساكنة ، وراء. أعظم مدينة بكرمان مما يلي المفازة التي بين كرمان وخراسان. وقال الرهني الكرماني : يقال إنها من بناء أردشير بابكان. وقال حمزة الأصبهاني :بردسير تعريب أردشير ، وأهل كرمان يسمّونها كواشير ، وفيها قلعة حصينة.

(٤) في الأصل : «فمنعوه».

(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢١.

٣٤

حتّى صارت الأمراء يلبسون الدّروع تحت أثيابهم (١). وكان الوزير الأعزّ أبو المحاسن يلبس زرديّة تحت ثوبه. وأشارت الأمراء إلى بركياروق السّلطان بقصدهم قبل أن يعجز عن تلافي أمرهم. فأذن في قتلهم. وركب هو والعسكر وطلبوهم ، وأخذوا جماعة من خيامهم.

وممّن اتّهم وقتل بأنّه مقدّمهم الأمير محمد بن كاكويه صاحب يزد. وقتل جماعة برءاء سعى بهم أعداؤهم (٢).

[الباطنية في عهد المقتدي بالله]

وقد كان أهالي عانة نسبوا إلى هذا المذهب قديما في أيّام المقتدي بالله ، فأنهي حالهم إلى الوزير أبي شجاع ، فطلبهم ، فأنكروا وجحدوا ، فأطلقهم (٣).

[اتّهام الهراسيّ بالباطنية]

واتّهم الكيا الهراسيّ مدرّس النّظاميّة بأنّه باطنيّ فأمر السّلطان محمد بالقبض عليه ، ثمّ شهد له ببراءة السّاحة ، فأطلق (٤).

[حصار الأمير بزغش حصن طبس]

وفيها حاصر الأمير بزغش (٥) ، وهو أكبر أمراء الملك سنجر ، حصن طبس الّذي فيه الإسماعيليّة ، وضيّق عليهم ، وخرّب كثيرا من أسوارها بالمنجنيق ، ولم يبق إلّا أخذها ، فرحل عنهم وتركهم ، فبنوا السّور ، وملئوا القلعة ذخائر.

ثمّ عاودهم بزغش (٥) سنة سبع وتسعين (٦).

__________________

(١) هكذا في الأصل ، والصحيح : «ثيابهم» كما في : تاريخ الخلفاء ٤٢٨.

(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٥٤ ، ٣٥٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٦٦.

(٣) الكامل ١٠ / ٣٢٣.

(٤) الكامل ١٠ / ٣٢٣.

(٥) في الأصل «برغش» بالراء. والتصحيح من الكامل ١٠ / ٣٢٤.

(٦) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٤.

٣٥

[مقتل كندفري صاحب القدس]

وفيها سار كندفري (١) صاحب القدس إلى عكّا فحاصرها ، فأصابه سهم فقتله (٢).

[انكسار بغدوين]

فسار أخوه بغدوين ، ويقال : بردويل (٣) ، إلى القدس في خمسمائة ، فبلغ الملك دقاق صاحب دمشق ، فنهض إليه هو وجناح الدّولة صاحب حمص ، فانكسرت الإفرنج (٤).

[ملك الإفرنج سروج]

وفيها ملكت الإفرنج سروج ، من بلاد الجزيرة ، لأنّهم كانوا قد ملكوا الرّها بمكاتبة من أهلها النّصارى ، وليس بها من المسلمين إلّا القليل ، فحاربهم سقمان ، فهزموه في هذه السّنة. وساروا إلى سروج ، فأخذوها بالسّيف ، وقتلوا وسبوا (٥).

[ملك الإفرنج حيفا]

وفيها ملكوا مدينة حيفا ، وهي بقرب عكّا على البحر. أخذوها بالأمان (٦).

__________________

(١) هكذا في الأصل. وهو الدوق غودفري yerifdoG من مقاطعة بويون nolliuoB في بلجيكا (قصة الحضارة لول ديورنت ٤ / ٢٠ ، ٢١).

(٢) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٠ (وتحقيق سويّم) ٢٦ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٨ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٤ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٠ ، العبر ٣ / ٣٣٨ ، دول الإسلام ٢ / ٢٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٠ ، تاريخ سلاطين المماليك ٢٣١ ، الإعلام والتبيين ١٢ ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠٠.

(٣) وهو «بلدوين» صاحب الرها.

(٤) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٠ (وتحقيق سويّم) ٢٦ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٨ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٤ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦٠ ، العبر ٣ / ٣٣٨ ، دول الإسلام ٢ / ٢٤ ، الإعلام والتبيين ١٢ ، ١٣.

(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٥ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٥٥ و ٢٨ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ ، دول الإسلام ٢ / ٢٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٠ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٨ ، الإعلام والتبيين ١٣ ، تاريخ الرهاوي ٢ / ٤٦٣.

(٦) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦١ (وتحقيق سويّم) ٢٦ ، ذيل تاريخ دمشق لابن=

٣٦

[ملكهم أرسوف]

وأخذوا أرسوف بالأمان (١).

[ملكهم قيسارية]

وفي رجب أخذوا قيساريّة بالسّيف ، وقتلوا أهلها (٢).

[إعادة صلاة التراويح والقنوت]

وفي رمضان أمر المستظهر بالله بفتح جامع القصر ، وأن تصلّى فيه التّراويح ، وأن يجهر بالبسملة ، ولم يجر لهذا عادة. وإنّما تركوا الجهر بالبسملة في جوامع بغداد مخالفة للشّيعة أصحاب مصر. وأمر أيضا بالقنوت على مذهب الشّافعيّ (٣).

[حكاية ابن قاضي جبلة أبي محمد عبيد الله (٤) بن صليحة]

كانت جبلة تحت حكم ابن عمّار صاحب طرابلس ، فتعانى ابن صليحة الجنديّة. وكان أبوه قاضيا ، فطلع هو فارسا شجاعا ، فأراد ابن عمّار أن يمسكه ، فعصى عليه ، وأقام الخطبة العبّاسيّة ، وحوصر ، فلم يقدروا عليه لمّا غلبت

__________________

= القلانسي ١٣٩ وفيه : أخذوها بالسيف ، وكذا في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٥ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٥٥ و ٢٨ / ٢٦٠ ، العبر ٣ / ٣٣٨ ، دول الإسلام ٢ / ٢٤ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٢٦ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٨.

(١) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٥ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٥٦ و ٢٨ / ٢٦٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ ، العبر ٣ / ٣٣٨ ، دول الإسلام ٢ / ٢٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٦ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٢٦ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٦٧ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٨.

(٢) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٥ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٥٦ و ٢٨ / ٢٦٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ ، العبر ٣ / ٣٣٩ ، دول الإسلام ٢ / ٢٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٦ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٠ ، الدرّة المضيّة ٤٥٣ ، تاريخ سلاطين المماليك ٢٣٨ ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٢٦ و ٢٧ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٦٧ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٨ ، الإعلام والتبيين ١٣.

(٣) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦١ (وتحقيق سويّم) ٢٦ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٥ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٥٦ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٦٠.

(٤) في تاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٨٥ : «عبد الله».

٣٧

الإفرنج إلى الشّام ، فرحلت الإفرنج. ثمّ عاودوه ، فأرجفهم بمجيء [المصريين] ، فرحلوا (١). ثمّ عادوا لحصاره ، فقرّر مع رعيّته النّصارى أن يراسلوا الإفرنج ، ويعدوهم إلى برج ليطلعوا منه ، فبادروا وندبوا ثلاثمائة من شجعانهم ، فلم يزالوا يطلعون في الحبال واحدا واحدا ، وكلّما طلع واحد قتله ابن صليحة ، إلى أن قتلهم أجمعين ، فلمّا طلع الضّوء صفّف الرّؤوس على السّور.

ثمّ إنّهم هدموا برجا ، فأصبح وقد عمله. وكان يخرج من الباب بفوارسه يقاتل. فحملوا مرّة عليه ، فانهزموا ، وجاء النّصر عليه ، وأسر مقدّم الإفرنج.

ثمّ علم ابن صليحة أنّ الإفرنج لا ينامون عنه ، فسلّم البلد إلى صاحب دمشق (٢).

وسار إلى بغداد بأمواله وخزائنه ، وأخذ له السّلطان بركياروق شيئا كثيرا (٣).

[كسرة الإفرنج أمام قلج أرسلان]

وفيها أقبل جيش الإفرنج ، نحو خمسين ألف ، فمرّوا ببلاد قلج أرسلان ،

__________________

(١) الخبر هنا مضطرب وفيه نقص ، وهو في (الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٠) : «وأقام الخطبة العباسية ، فبذل ابن عمّار لدقاق بن تتش مالا ليقصده ويحصره ، ففعل ، وحصره ، فلم يظفر منه بشيء ، وأصيب صاحبه أتابك طغتكين بنشّابة في ركبته وبقي أثرها.

وبقي أبو محمد مطاعا إلى أن جاء الفرنج ، لعنهم الله ، فحصروها. فأظهر أن السلطان بركياروق قد توجّه إلى الشام ، وشاع هذا ، فرحل الفرنج ، فلما تحقّقوا اشتغال السلطان عنهم عاودوا حصاره ، فأظهر أنّ المصريّين قد توجّهوا لحربهم ، فرحلوا ثانيا ، ثم عادوا ..».

وانظر رواية مضطربة أخرى ينقلها ابن تغري بردي عن ياقوت الحموي في (معجم البلدان ٢ / ١٠٥) ، وذكرها في : النجوم الزاهرة ٥ / ١١١ ، وفيها اسم القاضي : «أبو محمد عبد الله بن منصور بن الحسين التنوخي المعروف بابن ضليعة» ، وأنه وثب على جبلة واستعان بالقاضي «جلال الدين» (كذا) ابن عمار صاحب طرابلس فتقوّى به على من بها من الروم ، فأخرجهم منها ونادى بشعار المسلمين ، وانتقل من كان بها من الروم إلى طرابلس فأحسن ابن عمّار إليهم. وصار إلى ابن ضليعة منها مال عظيم القدر.

انظر كتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور (الطبعة الثانية) ج ١ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢.

(٢) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٩ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣١٠ ، ٣١١ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٥ و ٥ / ٢٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢.

(٣) ذيل تاريخ دمشق ١٣٩ ، الكامل ١٠٠ / ٣١١ ، مرآة الزمان ج ١٢ ق ٣ / ورقة ٢٣٤ أ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٤ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٢.

٣٨

فحشد وجمع وعرض ستّة آلاف فارس ، وعمل له كمينا ، فكسر الإفرنج كسرة مشهورة ، وغنم ما لا يوصف (١).

[جموع الإفرنج حسب وصف المستوفي]

قال «ابن منقذ» : حدّثني محمد المستوفي رسول جناح الدّولة إلى ملك الروم ، أنّهم اعتبروا عدّتهم ، فكانوا ثلاثمائة ألف وخمسة وأربعين ألف إنسان ، ومعهم خمسون حمل ذهب وفضّة وديباج ، فانضاف إليهم الّذين انهزموا من الوقعة المذكورة ، فجمع قلج رسلان التّرك ببلاده ، فزادوا على خمسين ألفا. وغوّر الماء الّذي في طريقهم ، وأحرق العشب ، وأخلى (٢) القرى ، فأقبلوا في أرض بلا ماء ولا مرعى.

[رواية رسول رضوان عن جموع الإفرنج]

قال : حدّثني رسول رضوان إلى ملك الإفرنج طتكين (٣) أنّه اجتمع مع الملك تنين (٤) صاحب هذا الجمع ، فقال : خرجت من بلادي في أربعمائة ألف ، منهم ألفا شرابيّ ، وألف طبّاخ ، وألف فرّاش ، وسبعمائة بغل ديباج ، ومال ، والخيّالة تزيد على خمسين ألفا ، ولمّا سرت عن القسطنطينيّة أيّاما لم أجد مرفقا ، ولا قبلت من صنجيل في هذه الطّريق ، ولا أتمكّن من العودة لضعف النّاس والعطش والجوع ، فعند اليأس خرجت في ثلاثة نفر ، معنا كلاب ديارات ، وأوهمت أنّي أتصيّد ، وسرت إلى البحر ، ونزلت في مركب ، وتركت العسكر. وبلغني أنّ التّرك دخلوه ، فلم يمنع أحد عن نفسه ، وهلكوا بالموت والقتل. وغنم التّركمان ما لا يوصف. ثمّ سار تنين وحجّ القدس ، ورجع إلى بلاده في الفجر.

__________________

(١) يذكر النويري في حوادث سنة ٤٩٥ ه‍. أن صنجيل لقي الملك قلج أرسلان صاحب قونية ، وصنجيل في مائة ألف مقاتل وقلج في عدد يسير ، واقتتلوا ، فانهزم الفرنج وأسر كثير منهم ، وفاز قلج بالظفر والغنيمة. ومضى صنجيل مهزوما في ثلاثمائة. (نهاية الأرب ٢٨ / ٢٦١).

وانظر ما سيأتي في حوادث السنة التالية ٤٩٥ ه‍. عن موقعة صنجيل عند طرابلس.

(٢) في الأصل : «وأخلا».

(٣) هكذا في الأصل.

(٤) هكذا في الأصل.

٣٩

[انهزام المصريّين والإفرنج عند عسقلان]

وفيها قدم عسكر المصريّين ، فالتقاهم الإفرنج ، فانهزم الفريقان بعد معركة كبيرة بقرب عسقلان (١) ، والله أعلم.

__________________

(١) أخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٤٠ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٤٠ ، وجاء في الدرّة المضيّة ٤٥٣ : «وقتل سعد الدولة على عسقلان» ، اتعاظ الحنفا ٣ / ٢٦.

٤٠