تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

روى عن : ابن فاذشاه ، وابن ريدة ، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الذّكوانيّ ، وعبيد الله بن العتر ، وأبي ذرّ الصّالحانيّ ، وجماعة.

وعنه : أبو سعيد محمد بن حامد ، وأبو طاهر السّلفيّ.

٢٥٤ ـ محمد بن المنذر بن ظبيان بن المنذر (١).

أبو البركات الكرخيّ المؤدّب.

سمع : أبا القاسم بن بشران.

وهو أحد شيوخ السّلفيّ في بعض أمالي ابن بشران.

وروى عنه أيضا : إسماعيل السّمرقنديّ ، وعبد الوهاب الأنماطيّ.

وتوفّي في صفر.

قال أبو سعد السّمعانيّ : سمعت ابن ناصر يقول : كان كذّابا.

وقال السّلفيّ : هو مستفاد مع ظبيان.

٢٥٥ ـ معالي العابد (٢).

أحد الزّهاد المنقطعين إلى الله.

كان مقيما بمسجد بغداد ، وتحكي عنه كرامات ومجاهدات.

قال أبو محمد سبط الحنّاط : كان لا ينام إلّا جالسا ، ويلبس ثوبا واحدا في الصّيف والشّتاء ، فإذا برد شدّ المئزر على كتفه (٣).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (معالي العابد) في : المنتظم ٩ / ١٣٦ رقم ٢١٢ (١٧ / ٨٢ ، ٨٣ رقم ٣٧٣٤) ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٨٧ ، وفيهما : «أبو المعالي الصالح» ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٦٧ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٣.

(٣) وقال ابن الجوزي : سكن باب الطاق ، وكان مقيما بمسجد هناك معروف به إلى اليوم. سمع واعظ ابن أبي عمامة فتاب وتزهّد.

وحدّث مسعود بن شيرازاد المقرئ قال : سمعت أبا المعالي الصالح يقول : ضاق بي الأمر في رمضان حتى أكلت فيه ربعين باقلّى ، فعزمت على المضيّ إلى رجل من ذوي قرابتي أطلب منه شيئا ، فنزل طائر فجلس على منكبي ، وقال : يا أبا المعالي أنا الملك الفلاني لا تمض إليه نحن نأتيك به ، فبكّر الرجل إليّ.

وقال أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ : كنت يوما عنده فقيل له : قد جاء سعد الدولة شحنة بغداد ، فقال : أغلقوا الباب ، فجاء فطرق الباب ، وقال : ها أنا قد نزلت عن دابّتي ، وما أبرح=

٢٤١

مات في ذي الحجّة.

ـ حرف النون ـ

٢٥٦ ـ نصر بن عبد الجبّار بن عبد الله بن عبد الجبّار (١).

أبو منصور التّميميّ القزوينيّ الواعظ.

سمع : أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ ، وأبا بكر أحمد بن الخضر القزوينيّ ، وجماعة.

وببغداد : (٢) أبا محمد الجوهريّ ، وابن الفتح العشّاريّ (٣).

وسمع بأماكن ، وجمع لنفسه معجمه. وكان من أهل الفضل والدّين. وقدم بغداد في هذه السّنة ، وهو آخر العهد به (٤).

وروى عنه : إسماعيل بن محمد الحافظ ، والمعمّر بن البيّع ، والسّلفيّ وقال : هو محدّث ابن محدّث ابن محدّث ، وبيتهم بقزوين. كتب بني مندة بأصبهان ، وكتب أولاد السّمعانيّ بمرو ، وسألته عن مولده فقال : في سنة خمس وعشرين وأربعمائة.

ـ حرف الياء ـ

٢٥٧ ـ يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد (٥).

__________________

= حتى يفتح لي ، ففتح له ، فدخل فجعل يوبّخه على ما هو فيه ، وسعد الدولة يبكي بكاء كثيرا ، فانفرد بعض أصحابه وتاب على يده. (المنتظم ، مرآة الزمان).

(١) في الأصل : «بن عبد الله بن الرحمن» ، والمثبت عن : التدوين في أخبار قزوين ٤ / ١٦١ ، ١٦٢.

(٢) سمع بها في سنة ٤٥٠ ه‍.

(٣) وسمع منه أحاديث خرّجها عن شيوخه ، عن أبي القاسم البغوي.

(٤) وجاء في (التدوين) أن الحافظ أبا سعد أحمد بن محمد البغدادي وابناه الحسن وعبد الرحيم ، وعطاء بن ناصر بن محمد الهروي سمعوا من نصر بن عبد الجبّار بالمدينة في المحرّم سنة ثمان وخمسمائة.

وهذا يعني أن وفاته تأخّرت ، وعليه ينبغي أن تحوّل ترجمته إلى الطبقة التالية.

(٥) انظر عن (يحيى بن إبراهيم) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٦٧٠ ، ٦٧١ رقم ١٤٧٨ ، وبغية الملتمس ٤٩٧ ، ٤٩٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٤ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٧٢٩ رقم=

٢٤٢

أبو الحسن (١) اللّواتيّ المرسي ، المعروف بابن البيّاز (٢).

روى القراءات عن : مكّيّ بن أبي طالب ، وأبي عمرو الدّانيّ ، وجماعة.

ورحل إلى المشرق.

قال ابن بشكوال : (٣) حجّ ولقي بمصر عبد الوهّاب القاضي المالكيّ ، وأخذ عنه «التّلقين» من تأليفه. وأقرأ النّاس القرآن ، وعمّر وأسنّ.

قلت : وسمع القراءات من عبد الجبّار بن أحمد الطّرسوسيّ ، وهو آخر من روى عنهما.

قال الحافظ أبو القاسم خلف بن بشكوال : (٤) أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا ، وسمعت بعضهم يضعّفه وينسبه إلى الكذب وادّعاء الرّواية عن أقوام لم يلقهم ولا كاتبوه. ويشبه أن يكون ذلك في وقت اختلاطه ، لأنّه اختلط في آخر عمره.

توفّي بمرسية في ثالث المحرّم وله تسعون سنة (٥).

قلت : روى عنه القراءات : أبو عبد الله بن سعيد الدّانيّ ، وعليّ بن عبد الله بن ثابت الخزرجيّ ، وأبو داود ، وسلمان بن يحيى بن سعيد المقرئ ، وآخرون.

وقد وقع لنا إسناده بالقراءات عاليا للإمام علم الدّين القاسم الأندلسيّ ، فإنّه تلا بها على أبي جعفر الحصّار ، عن أبي عبد الله بن سعيد المذكور. (٦)

__________________

= ٦٩١٩ ، وميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٠ رقم ٩٤٤٨ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٤٩ ، ٤٥٠ رقم ٣٨٨ ، والعبر ٣ / ٣٤٤ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٦ ، وغاية النهاية ٢ / ٣٦٤ رقم ٣٨١٨ ، ولسان الميزان ٦ / ٢٤٠ رقم ٨٤٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٤.

(١) هكذا في الأصل وغاية النهاية ٢ / ٣٦٤ ، وفي المصادر «أبو الحسين».

(٢) في الأصل : «البياذ» بالذال المعجمة. وفي العبر ، ودول الإسلام «البيار» بالراء المهملة ، وفي الصلة : «البيّان» ، وفي لسان الميزان : «التيار» ، والمثبت عن معرفة القراء ، وغاية النهاية.

(٣) في الصلة ٢ / ٦٧٠.

(٤) في الصلة ٢ / ٦٧٠.

(٥) وكان مولده في سنة ٤٠٦ ه‍.

(٦) وقال المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ في (معرفة القراء الكبار ١ / ٤٥٠) : «وقد وقع لنا سنده بالقراءات عاليا ، وفرحنا به وقتا ، ثم أوذينا فيه ، وبان لنا ضعفه».

٢٤٣

وقد روى «الموطّأ» عن يونس بن عبد الله بن مغيث.

٢٥٨ ـ يحيى بن منصور (١).

أبو زكريّا الصّوفيّ الجنزيّ ، والد الإمام محمد بن يحيى الفقيه.

سكن بنيسابور ، ونفق على نظام الملك ، وصاده بحسن كلامه. وسيرته قصيرة (٢).

شيخ رباطه ، توفّي في رمضان بنيسابور.

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن منصور) في : المنتخب من السياق ٤٨٦ رقم ١٦٥٠.

(٢) قال عبد الغافر : مشهور معروف فاضل قارئ لكتاب الله ، حسن القراءة ، حافظ لمراسم الصوفية عارف بطرقهم. قدم نيسابور وخدم زين الإسلام وسمع منه ، وحجّ وعاد إلى أصبهان في نوبة نظام الملك. وكان سمع بأصبهان والعراق.

٢٤٤

سنة سبع وتسعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٢٥٩ ـ أحمد بن إبراهيم بن يونس (١).

الخطيب أبو الحسين المقدسيّ.

سمع ببلده : أبا الغنائم محمد بن محمد بن الفرّاء ، وأبا عثمان بن ورقاء ، وأبا زكريّا عبد الرحيم البخاريّ.

سمع منه : عبد الرحمن ، وعبد الله ابنا صابر.

وتوفّي بدمشق (٢).

٢٦٠ ـ أحمد بن بندار بن إبراهيم (٣).

أبو ياسر البقّال القطّان ، أخو أبي المعالي ثابت.

سمع : بشر بن الفاتنيّ ، وأبا عليّ بن دوما ، وأبا طاهر محمد بن عليّ العلّاف ، وجماعة.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو المعمّر المبارك بن أحمد وأثنيا عليه ، وشهدة ، والسّلفيّ ، وجماعة.

ومات في رجب (٤).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٣ / ١٦ رقم ٢٢.

(٢) وكان ثقة.

(٣) انظر عن (أحمد بن بندار) في : المنتظم ٩ / ١٣٩ رقم ٢١٧ (١٧ / ٨٦ رقم ٣٧٣٩) ، وذكر في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٦ دون ترجمة.

(٤) وكان ثقة.

٢٤٥

٢٦١ ـ أحمد بن عليّ بن الحسين (١).

أبو المعالي ابن الحدّاد البغداديّ الدّلّال المستعمل.

سمع : أبا عليّ بن المذهب ، والعشاريّ ، والجوهريّ.

وعنه : أبو نصر النّوربانيّ (٢) ، وأبو طاهر السّلفيّ.

مات في ربيع الآخر ببغداد.

٢٦٢ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة (٣).

القاضي أبو الحسن الكوفيّ ، الثّقفيّ.

سمع : أبا طاهر محمد بن محمد بن الحسن الصّبّاغ ، ومحمد بن إسحاق بن فدويه ، ومحمد بن عليّ بن الحسن العلويّ ، وطائفة.

وتفقّه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغانيّ ببغداد.

وسمع ببغداد من : البرمكيّ ، وأحمد بن محمد بن حبيب الفارسيّ.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو الحسن بن الخليّ الفقيه ، والسّلفيّ.

وثّقه عبد الوهّاب الأنماطيّ.

وقال أبيّ النّرسيّ : توفّي في سادس عشر رجب.

قلت : وله خمس وسبعون سنة.

٢٦٣ ـ أحمد بن محمد بن بشرويه (٤).

الأصبهانيّ.

قد مرّ في سنة إحدى وتسعين.

وقال يحيى بن مندة : مات في صفر سنة سبع.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد هذه النسبة.

(٣) انظر عن (أحمد بن محمد الكوفي) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٧٩ ، وذكر في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٦ دون ترجمة.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

٢٤٦

٢٦٤ ـ أحمد بن عليّ بن الحسين بن زكريّا (١).

أبو بكر الطّريثيثيّ ، ثمّ البغداديّ الصّوفيّ المعروف بابن زهراء.

قال السّمعانيّ : شيخ له قدم في التّصوّف. رأى المشايخ وخدمهم ، وكان حسن التّلاوة.

صحب أبا سعد النّيسابوريّ. وسمع : أباه ، وابن الحسين القطّان ، وأبا القاسم اللّالكائيّ الحافظ ، وأبا القاسم الحرفيّ ، وأبا الحسن بن مخلد ، وأبا عليّ بن شاذان ، وجماعة.

قلت : روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وابن ناصر ، وأبو الفتح بن البطّيّ ، وأبو طاهر السّلفيّ ، وطائفة آخرهم موتا أبو الفضل خطيب الموصل.

وسمع منه : الكبار : عبد الغافر الألمعيّ ، وهبة الله الشّيرازيّ ، وعمر الرّؤاسيّ ، وابن طاهر المقدسيّ.

قال السّمعانيّ : صحيح السّماع في أجزاء ، لكنّه أفسد سماعاته بأن روى منها شيئا ، وادّعى أنّه سمعه من أبي الحسن بن رزقويه ، ولم يصحّ سماعه منه (٢).

وقال فيه شجاع الذّهليّ : مجمع على ضعفه ، وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها (٣).

وقال أبو القاسم بن السّمرقنديّ : دخلت على أحمد بن زهراء الطّريثيثيّ وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقويه ، فقلت : متى؟ فقال : في سنة اثنتي

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن علي الطريثيثي) في : التحبير ١ / ٣٧١ ، والمنتظم ٩ / ١٣٨ ، ١٣٩ رقم ٢١٦ (١٧ / ٨٥ ، ٨٦ رقم ٣٧٣٨) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٣٧٩ ، وطبقات الصوفية للنووي (مخطوط) ورقة ٥٤ أ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٥ رقم ١٥٨٢ وفيه : «أحمد بن الحسين» ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٤ ، والعبر ٣ / ٣٤٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٦٠ ـ ١٦٢ رقم ٨٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٢٢ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٣٩ ، ٤٠ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٦٠ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٠٢ ، ولسان الميزان ١ / ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٥.

(٢) المنتظم ٩ / ١٣٨ (١٧ / ٨٦).

(٣) انظر : المنتظم.

٢٤٧

عشرة وأربعمائة. فقلت : وابن رزقويه في هذه السّنة توفّي. وأخذت الجزء من يده ، وقد سمعوا فيه ، فضربت على التّسميع ، فقام وخرج من المسجد (١).

وقال ابن ناصر : كان كذّابا (٢) لا يحتجّ بروايته.

قلت : ولهذا كان السّلفيّ يقول : أنا (٣) الطّريثيثيّ من أصل سماعه.

وقال في معجمه : هذا أجلّ شيخ شاهدته ببغداد ، من شيوخ الصّوفيّة ، وأكثرهم حرمة وهيبة عند الصحابة. قد اقتدى بأبي سعيد بن أبي الخير الميهنيّ فيما أظنّ. وأنا (٣) عن جماعة لم يحدّثنا عنهم سواه. ولم يقرأ عليه إلّا من أصول سماعه ، وهي كالشّمس وضوحا. وكفّ بصره بآخره.

وكتب له أبو عليّ الكرمانيّ أجزاء طريّة ، فحدّث بها اعتمادا عليه ، ولم يكن ممّن يعرف طرق المحدّثين ودقائقهم وإلّا لكان من الثّقات الأثبات.

وذكره ابن الصّلاح في «طبقات الشّافعية» (٤).

وقال أبو المعمّر الأنصاريّ : مولده في شوّال سنة إحدى عشرة. وتوفّي في جمادى الآخرة.

قلت : قرأت بخطّ السّلفيّ أنّه سمع الطّريثيثيّ يقول : ولدت في شوّال سنة اثنتي عشر وأربعمائة (٥).

٢٦٥ ـ أحمد بن محمد بن الحسين العكبريّ (٦).

ثمّ الواسطيّ المقرئ أبو الحسن.

قرأ القراءات على أصحاب أبي عليّ بن علّان.

وسمع : الحسن بن موسى الغندجانيّ.

__________________

(١) المنتظم.

(٢) المنتظم.

(٣) اختصار لكلمة : «أخبرنا».

(٤) ج ١ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ رقم ١٠٩.

(٥) المنتظم.

(٦) انظر عن (أحمد بن محمد العكبريّ) في : سؤالات الحافظ السلفي ٧٥ ، والمختصر المحتاج إليه للدبيثي ١ / ٢٠٢.

٢٤٨

وقدم بغداد فقرأ بها على : سليمان بن أحمد السّرقسطيّ ، ورزق الله التّميميّ.

وسمع : أبا القاسم بن البسريّ.

وأقرأ النّاس. وهو الّذي سمع محمد بن عليّ الكتّانيّ المحتسب ، ولمّا مات رثاه خميس الحوزيّ.

روى عنه : الكتّانيّ المذكور.

٢٦٦ ـ أرتاش ، ويقال ألتاش ، بن السّلطان تتش بن ألب رسلان (١).

أخو صاحب دمشق دقاق.

سجنه أخوه ببعلبكّ ، فلمّا مات دقاق أطلقه الأمير طغتكين وأقدمه دمشق ، وأقامه في السّلطنة في هذه السّنة. ثمّ خرج سرّا بعد ثلاثة أشهر لأمر تخيّله من طغتكين ، فذهب إلى بغدوين ملك الفرنج طمعا في أن يكون له ناصرا ، فلم يحصل منه على أمل ، فتوجّه على الرّحبة إلى الشّرق ، فهلك هناك.

٢٦٧ ـ إسماعيل بن عليّ بن حسن (٢).

الشيخ أبو علي الجاجرميّ (٣) النّيسابوريّ الأصمّ الزّاهد.

كان حسن الطّريقة صالحا واعظا.

ولد سنة ستّ وأربعمائة ، وسمع : أبا عبد الله بن باكويه الشّيرازيّ ، وأبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث ، وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهنيّ (٤) ، وعبد القاهر بن طاهر التّميميّ ، وأبا عثمان الصّابونيّ ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (أرتاش) في : ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٤٥ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٥ / ٧٨ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٤ / ٢٣٢ رقم ٢٢٣ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٢٢٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٢ / ٣٦٨.

(٢) انظر عن (إسماعيل بن علي) في : المنتظم ٩ / ١٣٩ رقم ٢١٩ (١٧ / ٨٧ رقم ٣٧٤١) ، والمنتخب من السياق ١٤٥ ، ١٤٦ رقم ٣٣٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٦٠.

(٣) الجاجرمي : بفتح الجيمين ، بينهما الألف ، وبعدها الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى جاجرم ، وهي بلدة بين نيسابور وجرجان. (الأنساب ٣ / ١٥٣).

(٤) هكذا ضبطها في الأصل بفتح الميم. وفي (الأنساب ١١ / ٥٨٠) بكسر الميم ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين ، وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد.

٢٤٩

وخرّج له صالح المؤذّن فوائد.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وجماعة من شيوخ السّمعانيّ ، وقال : دفن عند ابن خزيمة.

وذكره عبد الغافر فقال : (١) شيخ ظريف ، خفيف الحركة ، اشتغل مدّة بنيسابور ، وكان واعظا بكّاء ، حصل له قبول زائد (٢).

توفّي في المحرّم.

٢٦٨ ـ إسماعيل بن عبد الله بن عبد الرحمن (٣).

أبو عليّ النّيسابوريّ القلانسيّ ، عرف بالتّركيّ.

شيخ صالح ، سمع من : أبي سعيد الصّيرفيّ.

وعنه : عمر بن أحمد الصّفّار ، ومحمد بن محمد السّنجيّ ، وأبو الأسعد بن القشيريّ.

مات في المحرّم ، وهو في عشر المائة.

٢٦٩ ـ إسماعيل بن أبي الفضل محمد بن عثمان (٤).

أبو الفرج القومسانيّ ، ثمّ الهمذانيّ ، الحافظ ، شيخ همذان.

__________________

(١) في المنتخب ١٤٥.

(٢) العبارة في (المنتخب) : دخل نيسابور قديما وتفقّه وحضر درس زين الإسلام ، وسمع منه شيئا من الأصول والتفسير وخدمه مدّة ، ثم ترك ذلك واشتغل بالعزلة في بعض المساجد ، وسلك طريق الزهد في السكة المعروفة به وسكنها وقام بعمارتها وتعهّد أوقافها. وكان يقعد فيها للتذكير نوبا في الأسبوع ، ويحضر مجلسه الأكابر ، متبرّكين بدعائه.

وكان رجلا بكاء يعظ الناس ويبكي ويدعو لهم فظهر له بذلك قبول ، وبقي على ذلك إلى آخر عمره.

وكان خزانة الكتب في تلك المدرسة في بدء يتعهّدها ويطالع الكتب.

والغالب على أحواله الوعظ ، وأصابه في آخر العمر وقر في أذنه.

(٣) انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في : المنتخب من السياق ١٥٠ رقم ٣٤٤ ، والمنتظم ٩ / ١٤٠ رقم ٢٢٠ (١٧ / ٨٧ رقم ٣٧٤٢) ، ومعجم البلدان ٤ / ٤١٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٥ رقم ٨١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٤.

(٤) انظر عن (إسماعيل بن أبي الفضل) في : المنتظم ٩ / ١٤٠ رقم ٢٢٠ (١٧ / ٨٧ رقم ٣٧٤٢) ، ومعجم البلدان ٤ / ٤١٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٥ رقم ٨١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٤.

٢٥٠

قال شيرويه : هو شيخ البلد والمشار إليه بالصّلاح والدّيانة.

روى عن : أبيه محمد بن عثمان بن أحمد بن مزدين (١) ، وجدّه عثمان ، وابن هبيرة ، وعمر بن جاباره (٢) الأبهريّ ، وأبي الحسين بن المهتدي بالله ، والصّريفينيّ ، وابن النّقّور ، وابن عزو (٣) النّهاونديّ ، وهارون بن طاهر بن ماهلة ، وطائفة.

وكان حافظا ثقة صدوقا ، حسن المعرفة بالرجال والمتون ، أمينا مأمونا ، وحيد عصره في حفظ شرائع الإسلام وشعاره. وكان ابن ثمان وخمسين سنة.

توفّي في المحرّم ، وتولّيت غسله.

قلت : قال السّمعانيّ : ثنا عنه غير واحد ، وهو القائل لابن طاهر المقدسيّ : ثلاثة لا أحبّهم لتعصّبهم : الحاكم ، وأبو نعيم ، والخطيب.

وذكره السّلفيّ ممّن أجاز له ، وأنّه مشهور بالمعرفة التّامّة بالحديث.

٢٧٠ ـ أردشير بن أبي منصور (٤).

الأمير أبو الحسين المروزيّ العبّاديّ (٥) الواعظ.

قدم نيسابور ووعظه فأبدع وأعجب المستمعين بحسن إيراده ، ونكت أنفاسه ، وملاحة قصصه. وظهر له القبول عند الخاصّ والعامّ بغرابة إشاراته ، ووقع كلماته المطابقة لجلالته. وكان له سكون وهيبة وأناة وتؤدة ، وطريقة غريبة في تمهيد كلام سنيّ غير مسبوق على نسق واحد ، مشحون بالإشارات الدّقيقة والعبارات الرّشيقة الحلوة.

__________________

(١) مزدين : بفتح الميم ، وسكون الزاي.

(٢) في الأصل : «جابان».

(٣) هكذا هنا. وفي سير أعلام النبلاء : «غزو» بالغين المعجمة.

(٤) انظر عن (أردشير بن منصور) في : الأنساب ٨ / ٣٣٧ ، والمنتظم ٩ / ١٤٠ رقم ٢٢١ (١٧ / ٨٧ ، ٨٨ رقم ٣٧٤٣) ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٧٠٥ ، وفيه : «أردشير بن منصور» ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٤ وفيه : «أزدشير بن منصور».

(٥) العبّادي : بفتح العين المهملة ، وتشديد الباء الموحّدة ، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب. (الأنساب ٨ / ٣٣٦).

وقد قيّدها محقّق (سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٦) : «العبادي» بضم العين وتخفيف الباء.

٢٥١

خرج إلى العراق ، ولقي ببغداد قبولا بالغا (١) ، ثمّ عاد إلى نيسابور ، وأقام بها مدّة ، وسلّم إليه المدرسة بباب الجامع المنيعيّ ، فسكنها ، ولم يزل قبوله في ازدياد.

وسمع الحديث في كبره ، ولم يحدّث. ومات كهلا في جمادى الآخرة.

قال ابن النّجّار : هو والد الواعظ المشهور أبي منصور بن المظفّر. قدم أبو الحسين الأمير بغداد سنة خمس وثمانين وأربعمائة ليحجّ ، فحجّ وعاد ووعظ ، وازدحموا ، وازداد التّعصّب له إلى أن منع من الجلوس فردّ إلى بلده. وكان بديع الألفاظ ، حلو الإيراد ، غريب النّكت.

سمع من : أبي الفضل بن خيرون ، وغيره. وحدّث بمرو.

قال ابن السّمعانيّ : سمعت عليّ بن عليّ الأمين يقول : اتّفق أنّ واحدا به علّة جاء إلى العبّاديّ ، فقرأ عليه شيئا ، فعوفي. فمضيت معه إلى زيارة قبر أحمد ، فلمّا خرجنا إذا جماعة من العميان والزّمنى على الباب ، فقالوا للأمير :نسألك أن تقرأ علينا. فقال : لست بعيسى بن (٢) مريم ، وذلك قول وافق القدر.

وقيل : إنّ بعض النّاس دخل على العبّاديّ ، فقال له : قم اغتسل. فقام ، وكان جنبا.

وجاء عنه زهد وتعبّد ، وتكلّم على الخواطر ، وتاب على يده خلق كثير.

وكان أمّارا بالمعروف ، مريقا الخمور ، مكسّرا للملاهي ، وصلح أهل بغداد تلك الأيّام به ، والله يرحمه ويغفر له (٣).

__________________

(١) في سنة ٤٨٦ ه‍. وقيل في سنة ٤٨٥ ه‍. (مرآة الزمان).

(٢) في الأصل : «ابن».

(٣) وقال سبط ابن الجوزي : «وكان يخاطب بالأمير قطب الدين ، قدم بغداد وهو أول قدومه في سنة ٤٨٦ وقيل في سنة ٨٥ وجلس في النظامية ، وحضر أبو حامد الغزالي مجلسه ، وكان الغزالي يحاضره ويجالسه ويذاكره ، وامتلأ صحن المدرسة وأروقته وغرفها وسطوحها بالناس ، فخرج إلى قراح ظفر فجلس به ، وكان يحضر مجلسه من الرجال والنساء ثلاثون ألفا ، وكان صمته أكثر من نطقه ، وكانت عليه آثار الزهد ظاهرة ، وكان إذا تكلّم هام الناس على وجوههم ، وترك الناس المعاش ، وحلق أكثر الصبيان رءوسهم ، ولزموا المساجد والجماعات ، وبدّدوا الخمور ، وكسروا الملاهي.

٢٥٢

ـ حرف الجيم ـ

٢٧١ ـ جامع بن محمد بن عبد الحميد (١).

أبو سهل النّيسابوريّ.

قال السّمعانيّ : ثقة ، صالح. سمع على : محمد الطّرازيّ.

روى عنه : محمد بن محمد السّنجيّ ، وغيره.

__________________

= حكى إسماعيل بن أبي سعيد الصوفي قال : كان العبادي ينزل في رباطنا ، وكان في الرباط بركة كبيرة ، وكان يتوضّأ منها ، فكان الناس ينقلون منها الماء بالقوارير والكيزان تبرّكا ، حتى كان يظهر فيها النقصان ، وظهرت له كرامات. وكان يخدمه رجل يقال له أبو منصور الأمين ، قال : فقام إليه رجل ليتوب ، فقال : قف مكانك ليطهّرك ماء المطر ، ولم يكن في السماء قزعة من سحاب ، فارتفع سحاب في الوقت وأمطر الرجل.

قال أبو منصور : قال لي العبادي يوما : يا أبا منصور ، أشتهي توتا شاميّا وثلجا ، فإنّ حلقي قد تغيّر ، فعبرت إلى الجانب الغربي ولي فيه بساتين ، فطفت واجتهدت ، فلم أجد شيئا ، فرجعت إليه قبيل الظهر إلى داري ، وكان نازلا ببيت منها منفرد ، فقلت لأصحابه : من جاء اليوم؟ قالوا :امرأة قالت : قد غزلت غزلا ، وأحبّ أن تقبل منّي ثمنه ، فأخبرناه ، فقال : ليس لي عادة بذلك. فجلست تبكي ، فرحمها ، وقال : قولوا لها اذهبي فاشتري لنا به شيئا ، فقالت : ما الّذي أشتري؟ فقال : ما يقع في نفسها ، فخرجت فاشترت توتا شاميّا وثلجا وجاءت به.

قال أبو منصور : دخلت عليه يوما ، فقال لي : يا أبا منصور ، قد أحببت أن تعمل لي اليوم دعوة. قال : فاشتريت الدجاج ، وعقدت الحلوى ، وغرمت أكثر من أربعين دينارا ، فجلس يفرّقه وجعل يقول : احمل إلى الرباط الفلاني كذا وكذا ولم يتناول منه شيئا.

قال : ورأى فيّ انقباضا لأجل ذلك ، فغمس إصبعه الصغرى في الحلوى. وقال : يكفي هذا ، ولم يأكل من خبز بغداد ، وكان معه طعام قد حمله من بلده مرو فكان يأكل منه. قال : وكنت أرصده ، فكان يصلّي العشاء الآخرة ويتقلّب على فراشه طول الليل ، ثم يقوم فيصلّي الفجر بذلك الوضوء.

حكى عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين ، قال والدي : دخلت على العبادي وهو يشرب مرقة ، فقلت في قلبي : ليته أعطاني فضلته وقال : اشربها على تلك النّيّة ، فشربتها فحفظت القرآن. ثم إنه خرج من بغداد ، وسببه أنه تكلّم في الربا وبيع القراضة بالصحيح ، فأنكر ذلك ، فمنع من الجلوس وأمر بالخروج من البلد ، فخرج إلى مرو ، وأقام بها إلى هذه السنة. (مرآة الزمان).

وقد وصفه الذهبي بأنّه «تالف». (سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٦).

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

٢٥٣

ـ حرف الحاء ـ

٢٧٢ ـ الحسن بن الحسين بن محمد (١).

أبو محمد الكلابيّ الدّمشقيّ.

رئيس دمشق المعروف بابن الصّوفيّ.

سمع : محمد بن عوف المزنيّ.

وحدّث باليسير ، وأصلهم من حلب (٢).

٢٧٣ ـ الحسين بن عبد الملك بن محمد بن يوسف (٣).

أبو محمد اليوسفيّ البغداديّ ابن الشّيخ الأجلّ.

سمع : ابن غيلان ، وإسحاق البرمكيّ ، وجماعة.

وحدّث.

روى عنه : السّلفيّ ، وابن الخليّ ، وخميس ، وجماعة. وكان ذا أموال وحشمة.

٢٧٤ ـ الحسين بن إبراهيم بن أحمد (٤).

أبو عبد الله الأصبهانيّ النّطنزيّ (٥) الأديب (٦). صاحب التّصانيف الأدبيّة (٧).

وله النّظم والنّثر.

سمع : أبا بكر بن ريذة ، وغيره.

وحدّث. أظنّ أنّ السّلفيّ روى عنه.

__________________

(١) انظر عن (الحسن بن الحسين) في : تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ١٧٤.

(٢) سكن أبوه دمشق ، وكان يقصّر ثيابه فلقّب بالصوفي. توفي سنة سبع أو ست وتسعين وأربعمائة.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في : الأنساب ١٢ / ١١٠ ، ١١١ ، ومعجم البلدان ٥ / ٢٩٢ ، واللباب ٣ / ٣١٥ ، ٣١٦ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٢٨ رقم ١٠٩٧ ، وكشف الظنون ٧٥٤ ، وفهرس المخطوطات المصوّرة ١ / ٣٥٤ ، وتاريخ الأدب العربيّ ١ / ٥٠٥ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٣٠٥ ، ٣٠٦.

(٥) النّطنزي : بفتح النون والطاء المهملة وسكون النون الأخرى وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى نطنز ، وهي بليدة بنواحي أصبهان. (الأنساب).

(٦) الملقّب بذي اللسانين.

(٧) منها كتاب : «الخلاص». (الأنساب).

٢٥٤

قال يحيى بن مندة : (١) مات في المحرّم (٢).

٢٧٥ ـ الحسين بن عليّ بن أحمد بن محمد (٣).

أبو عبد الله (٤) بن البسيريّ البندار.

محدّث بغداد وابن محدّثها ، كان رجلا صالحا.

تفرّد بالرّواية عن عبد الله السّكّريّ (٥).

وسمع أيضا من : أبي الحسن بن مخلد وغيره.

روى عنه : أبو عليّ بن سكّرة ، وسعد الخير الأنصاريّ ، والسّلفيّ ، وشهدة ، وأبو الفتح بن شاتيل ، وأبو هاشم الدّوشانيّ ، وآخرون كثيرون ، آخرهم ابن شاتيل.

توفّي في جمادى الآخرة.

وولد سنة تسع أو عشر (٦).

قال السّلفيّ : لم يرو لنا عن السّكّريّ سواه.

__________________

(١) وهو قال : كان أديبا فاضلا بارعا ، يلقّب بذي اللسانين. وكان من أهل السّنّة والجماعة ، محبّا لهم ، أنفق عمره على التعلّم والتعليم. (الأنساب ١٢ / ١١١).

(٢) قيل توفي سنة ٤٩٧ وقيل ٤٩٩ ه‍. ولذا سيعاد برقم (٣٣٣).

ومن شعره :

العزّ مخصوص به العلماء

ما للأنام سواهم ما شاءوا

إنّ الأكابر يحكمون على الورى

وعلى الأكابر يحكم العلماء

وله :

أسوأ الأمّة حالا رجل

عالم يقضي عليه جاهل

(بغية الوعاة).

(٣) انظر عن (الحسين بن علي) في : الأنساب ٢ / ٢١١ ، ٢١٢ ، والمنتظم ٩ / ١٤٠ رقم ٢٢٢ (١٧ / ٨٨ رقم ٣٧٤٤) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٣٧٩ ، واللباب ١ / ١٥٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٥ رقم ١٥٨٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٥ ، ١٨٦ ، رقم ١٠٦ ، والعبر ٣ / ٣٤٦ ، ٣٤٧ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٢٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٥.

(٤) وقع في الطبعة الجديدة من (المنتظم ١٧ / ٨٨) أن كنيته «أبو عبيد الله» ، وهو خطأ.

(٥) وقد سمع منه في سنة ٤١٤ ه‍. (المنتظم).

(٦) الأنساب ٢ / ٢١٢.

٢٥٥

قال : وروى عن : ابن مخلد ، والبرقانيّ ، وأبي عليّ بن شاذان (١).

ـ حرف الدال ـ

٢٧٦ ـ دقاق (٢).

شمس الملوك أبو نصر بن تتش بن ألب أرسلان (٣).

ولي دمشق بعد قتل أبيه تاج الدّولة ، وذلك في سنة سبع وثمانين. وكان دقاق بحلب ، فراسله خادم أبيه ونائبة بقلعة دمشق سرّا من أخيه رضوان ملك حلب ، فخرج دقاق وقدم دمشق فتملّكها. ثمّ عمل هو والأتابك طغتكين زوج أمّه على خادم أبيه المذكور ، واسمه ساوتكين ، فقتلاه. ثمّ إنّ رضوان قدم دمشق وحاصرها ، فلم يقدر عليه ، فرجع.

ثمّ إنّ دقاق عرض له مرض تطاول به إلى أن توفّي في ثامن عشر رمضان ، فغلب طغتكين على دمشق ، وأقام في اسم الملك ابن طغتكين طفل له سنة. ثمّ مات الطّفل بعد قليل واستقلّ الأتابك ظهير الدّين طغتكين بمملكة دمشق وأعمالها (٤).

وقيل إنّ أمّ دقاق رتّبت له جارية فسمّت له عنقود عنب نقبته [بإبرة] (٥) فيها

__________________

(١) وقال ابن السمعاني : صار من محدّثي بغداد لكبر سنّه وعلوّ سنده في عصره.

(٢) انظر عن (دقاق) في : تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٦٢ (وتحقيق سويم) ٢٨ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٥ / ٧٨ (في ترجمة «أرتاش بن تتش») ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٤٤ ، وتاريخ الفارقيّ ٢٧١ (حوادث سنة ٤٩٨ ه‍.) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٣٧٥ ـ ٣٧٧ ، وزبدة الحلب ٢ / ١٥٠ ، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) ١١٢ ، ١٢١ ، ١٣٨ ـ ١٤٠ ، ١٤٩ ، ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٥ ـ ٣٤٧ ، ٣٥٠ ، ووفيات الأعيان ١ / ٢٩٦ و ٥ / ١٨٤ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١١ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٤ / ٢٣٢ في ترجمة أخيه «أرتاش» ، ونهاية الأرب ٢٧ / ٧٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٧ ، والعبر ٣ / ٣٤٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٦ (دون ترقيم) ، و ٢١٠ ـ ٢١٢ رقم ١٢٩ ، والدرّة المضيّة ٤٦٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٥ ، والإعلام والتبيين ١٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٦٠ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٢٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٣ ، ١٦٤ ، ومآثر الإنافة ٢ / ١٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٨٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٥ ، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة ٤٦ ، ٣٤٠ ، وأخبار الدول ٢ / ٤٦٨ ، ٤٧٩ وانظر ما قدّمناه حول اسم «دقاق» وتعليق «ابن تغري بردي» عليه في الحوادث لسنة ٤٩٧ ه‍.

(٣) في الأصل : «رسلان».

(٤) راجع أخباره في حوادث هذه الطبقة.

(٥) إضافة على الأصل.

٢٥٦

خيط مسموم (١) ، ثمّ أطعمته ، فندمت بعد ذلك ، وتهرّى ومات ودفن بخانكاه الطّواويس (٢).

ـ حرف الزاي ـ

٢٧٧ ـ زيد بن عليّ بن عبد الله (٣).

أبو القاسم الفسويّ (٤) الفارسيّ النّحويّ.

ذكر أنّ أبا عليّ الفارسيّ النّحويّ خاله ، فلعلّه خال أبيه أو أمّه ، وإلّا فما يمكن أن يكون أبو عليّ أخا أمّه لقدم زمانه.

قدم الشّام ، وأخذ النّاس عنه بحلب ، وسكن دمشق مدّة ، وأملى بها «شرح الإيضاح» لأبي عليّ ، «وشرح الحماسة» ، وحدّث عن أبي الحسن بن أبي الحديد.

سمع منه : عمر الدّهستانيّ ، وأبو المفضل يحيى القرشيّ.

وكانت وفاته بأطرابلس.

وقرأ عليه بحلب أبو البركات عمر بن إبراهيم العلويّ الكوفيّ (٥) كتاب «الإيضاح». رواه عنه (٦).

__________________

(١) في الأصل : «مسموط».

(٢) وفي وفيات الأعيان ١ / ٢٩٦ : «دفن في مسجد بحكر الفهّادين بظاهر دمشق الّذي على نهر بردي».

(٣) انظر عن (زيد بن علي) في : بغية الطلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات) ٧ / ١٢٤ ـ ١٢٦ ، وإنباه الرواة ٢ / ١٧ و ٣٢٥ ، ومعجم الأدباء ١١ / ١٧٦ ، ١٧٧ ، ونزهة الألبّاء ٢٩٥ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٧٣ ، ومفتاح السعادة ١ / ١٤٠ ، وكشف الظنون ٢١٢ ، ٦٩١ ، وروضات الجنات ٣ / ٣٩٤ ، والغدير ٢ / ٣٣٨ ، وطبقات أعلام الشيعة (النابس في القرن الخامس) ٨٣ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ١٩٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٢٥.

وقد تقدّمت ترجمته في وفيات سنة ٤٦٧ ه‍. برقم (٢٠٩).

(٤) الفسوي : بفتح الفاء والسين. هذه النسبة إلى فسا ، وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها : بسا.

(الأنساب ٩ / ٣٠٥).

(٥) في سنة ٤٥٥ ه‍.

(٦) ونقل الحافظ السلفي من كتاب غيث بن علي الصوري قال : أنشدنا أبو الحسن علي بن طاهر الأديب ، أنشدني زيد بن علي :

الزم جفاك لي ولو فيه الضنا

وارفع حديث البين عمّا بيننا

٢٥٧

ـ حرف الطاء ـ

٢٧٨ ـ طاهر بن أسد بن طاهر بن عليّ بن هاشم بن نزار (١).

أبو ياسر الطّبّاخ الأجميّ (٢) الشّيرازيّ. ثمّ البغداديّ.

ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.

وسمع : أبا القاسم بن بشران ، وعبد الباقي بن محمد الطّحّان.

روى عنه : أبو القاسم السّلفيّ ، وآخرون.

وقع لنا حديثه عاليا. وقد قال السّمعانيّ : كان يعرف النّجوم ، وكان متميّزا. سكن دار الخلافة ، وكان صاحب الفنجان للصّلوات والسّاعات.

توفّي في منتصف رجب.

ـ حرف العين ـ

٢٧٩ ـ عبد الله بن إسماعيل (٣).

__________________

=فسموم هجرك في هواجره الأذى

ونسيم وصلك في أصايله المنى

ما لي إذا ما رمت عتبا رمت لي

ذنبا جديدا من هناك ومن هنا

مثن عليك وما استفاد رغيبة

عجبا ومعتذر إليك وما جنى

ليس التلوّن من أمارات الرّضا

لكن إذا ملّ الحبيب تلوّنا

ما جرّ هذا الخطب غير تغرّبي

لعن التغرّب ما أذلّ وأهونا

وقال علي بن طاهر : سمعت من شيخنا في العربية أبي القاسم الفارسيّ النحويّ غير مرّة الإنكار لصحّة أحكام المنجّمين واستخفاف عقل المصدّق بها. وكان زيد اطّلع على كلّ علم ومقالة.

وقال ابن الأكفاني : توفي زيد بن علي ـ على ما بلغني ـ في شهر ذي الحجّة سنة سبع وستين وأربعمائة بطرابلس ، وكان فهما عالما بعلم اللغة والنحو. وقع إليّ كتاب بخطّ بعض العلماء الدمشقيين ـ وأظنّه ابن عبدان ـ ذكر فيه وفيات جماعة من العلماء على السنين ، فذكر في سنة سبع وستين وأربعمائة وفاة زيد بطرابلس.

وذكر غيث بن علي الصوري في كتابه ، قال : حدّثني أبو محمد السميسمي أن أبا القاسم زيد الفارسيّ توفي بطرابلس في شهر ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة.

وقيّد ابن عساكر وفاته في سنة ٤٩٧ ، وقال القفطي : في هذا القول نظر ، فإنه يكون قد مات قبل ذلك.

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد هذه النسبة.

(٣) انظر عن (عبد الله بن إسماعيل) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٨٩ ، ٢٩٠ رقم ٢٣٧ ، وإيضاح=

٢٥٨

أبو محمد الإشبيليّ.

قال ابن بشكوال : كان من أهل العلم التّامّ والحفظ للحديث والفقه. كان يميل في فقهه إلى النّظر واتّباع الحديث. وكان متقشّفا. سكن المغرب مدّة ، وولي قضاء أغمات. ثمّ نقل إلى قضاء الحضرة ، فتقلّدها إلى أن توفّي. وكان مشكور السّيرة ، حسن المخاطبة ، كثيرا ما يقول لمن يحكم عليه : خذوا بيدي سيّدي إلى السّجن.

وله تصنيفان في شرح «المدوّنة» ، «ومختصر ابن أبي زيد» ملئت علما.

٢٨٠ ـ عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن (١).

أبو مسلم السّمنانيّ (٢) ، ثمّ البغداديّ ابن ابن القاضي أبي جعفر السّمنانيّ.

سمع : أبا عليّ بن شاذان.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو طاهر السّلفيّ ، وجعفر بن عبد الله الدّامغانيّ ، وآخرون.

وثّقه الأنماطيّ.

وولده سنة ستّ عشرة وأربعمائة ، وتوفّي في تاسع عشر المحرّم.

وقال السّلفيّ : كان حنفيّا أشعريّا.

__________________

= المكنون ٢ / ٤٥٥ ، ٤٥٦ ، وذكره كحّالة في (معجم المؤلّفين ٦ / ٣٥) باسم : «عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي الإشبيلي» ، وذكر ولادته سنة ٤٠٧ ووفاته سنة ٤٧٨ ه‍. وقال : من آثاره : شرحان على المدوّنة في فروع الفقه المالكي ، ومختصر رسالة ابن أبي زيدون القيرواني. وذكر مصدرين لترجمته : سير أعلام النبلاء ، والصلة.

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد خلط الأستاذ كحّالة بين ترجمتين فاعتبرهما واحدة. فعبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي المولود سنة ٤٠٧ والمتوفى ٤٧٨ ه‍. والمذكور في (سير أعلام النبلاء) هو غير صاحب الترجمة هنا المتوفى سنة ٤٩٧ ه‍. (انظر : السير ١٨ / ٤٨٨ ، ٤٨٩ رقم ٢٥١) فذاك صاحب «التاريخ» ، وهذا صاحب شرح المدوّنة ، ومختصر ابن أبي زيد.

كما وقع الغلط في (هدية العارفين ١ / ٤٥٣) فذكر ابن خزرج وقال إنه توفي سنة ٤٩٧ ه‍.

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن عمر) في : المنتظم ٩ / ١٤٠ رقم ٢٢٣ (١٧ رقم ٣٧٤٥) ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٥ رقم ١٥٨٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٦.

(٢) السّمناني : بكسر السين المهملة ، وفتح الميم والنون ، بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري ، يقال لها : سمنان. (الأنساب ٧ / ١٤٨).

٢٥٩

قلت : أخذ الكلام عن جدّه أبي جعفر.

٢٨١ ـ عبد الرحمن بن قاسم (١).

أبو المطرّف الشّعبيّ المالقيّ.

قال ابن بشكوال (٢) : روى عن : أبي العبّاس أحمد بن أبي الربيع الإلبيريّ ، وقاسم بن محمد المأمونيّ ، وإسماعيل بن حمزة ، والقاضي يونس بن عبد الله إجازة ، وغيرهم.

وكان ذاكرا للمسائل ، فقيها ، مشاورا.

سمع النّاس منه ، وعمّر وأسنّ ، وشهر بالعلم والفضل.

ولد سنة اثنتين وأربعمائة. وتوفّي في عاشر رجب.

وقال فيه القاضي عياض : فقيه بلدهم وكبيرهم في الفتاوى والرواية. سمع بالمريّة من قاسم المأمونيّ ، وتفقّه عند (٣) أبي الحسن بن عيسى المالقيّ. وأجاز له يونس القاضي والشّنتجاليّ (٤). روى عنه شيخنا أبو عبيد الله بن سليمان ، وولي قضاء بلده في أيّام الصّنهاجيّ. ثمّ عزله ، وجعل سجنه داره لأشياء بلغته عنه.

فلمّا دخل المرابطون دعاه أمير المسلمين للقضاء ، فامتنع ، وأشار عليه بأبي مروان بن حسنون ، فقلّده جملة القضاء ، فكان أبو مروان لا يقطع أمرا دونه.

وبينه وبين ابن الطّلّاع في الوفاة جمعة (٥).

٢٨٢ ـ العلاء بن حسن بن وهب بن الموصلايا (٦).

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن القاسم) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٣٤٤ رقم ٧٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٢٧ رقم ١٤٠ وفيه : «عبد الرحيم بن قاسم الشعبي المالقي» ، ولهذا لم يعرفه محقّقه الشيخ شعيب الأرنئوط وقال في الحاشية : «لم نقف له على ترجمة في المصادر التي بين أيدينا».

(٢) في الصلة ٢ / ٣٤٤.

(٣) في الأصل : «عنده».

(٤) في الأصل : «الشتجالي».

(٥) الصلة ٢ / ٣٤٤.

(٦) انظر عن (العلاء بن حسن) في : المنتظم ٩ / ١٤١ رقم ٢٢٥ (١٧ / ٨٩ رقم ٣٧٤٧) ، وخريدة القصر جريدة العصر (قسم شعراء العراق) ١ / ١٢٣ ، ١٣٢ ، ومعجم الأدباء ١٢ / ١٩٦ ـ ٢٠٥

٢٦٠