تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٥١

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١
٢

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر الحوادث الكائنة في هذه السنين العشر على الترتيب مختصرا

سنة إحدى وثمانين وستمائة

[سلطان دولة المماليك]

سلطان مصر والشام : الملك المنصور.

[صاحب العراق وخراسان]

وصاحب العراق ، وخراسان ، وغير ذلك : أحمد (١) بن هولاوو.

[القبض على بيسري وكشتغدي]

وفي صفر قبض المنصور بمصر على بدر الدين بيسري ، وكشتغدي الشّمسيّ ، فبقيا في السّجن تسعة أعوام (٢).

[تدريس الأمينيّة]

وفيه ولي تدريس الأمينيّة القاضي شمس الدّين ابن خلّكان (٣).

_________________

(١) واسم أحمد : تكدار. واسم أمّه : قنو خاتون ، وهي نصرانية. (تشريف الأيام والعصور ٤).

(٢) ذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤١ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٠٩ ، نهاية الأرب ٣١ / ٨٨ ، دول الإسلام ٢ / ١٨٤ ، تاريخ الدولة التركية ، ورقة ١٦ أ ، وفيه «بلبان الشمسي الأكستعدي» (حوادث سنة ٦٨٠ ه‍.) ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٠٠ وفيه : «بيسري وعلاء الدين السعدي الشمسي» ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٠٤ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٧٠٦ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٣١١ ، بدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٥١ ، والجوهر الثمين ٢ / ٩٥.

(٣) ذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤٢ ـ ١٤٤ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٣٠٨ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥.

٥

[نيابة القضاء]

وفي رجب ناب في القضاء شمس الدّين الأبهريّ (١).

[تدريس الأمينية والفرّخشاهية]

وفي رجب درّس بالأمينية الشيخ علاء الدّين ابن الزّملكانيّ (٢) بعد موت ابن خلّكان.

ودرّس شمس الدين بن الحريري بالفرّخشاهيّة بعد موت الجمال يحيى مدرّسها (٣).

[سلطنة الملك أحمد]

قال قطب الدّين (٤) : وفي أوائلها تسلطن الملك أحمد وله نحو ثلاثين سنة ، فأمر بإقامة شعائر الإسلام ، وضرب الجزية على الذّمّة. ويقال إنه أسلم صغيرا وأبوه حيّ (٥).

_________________

(١) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٠ أ.

(٢) البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٠.

(٣) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٠ ب.

(٤) في ذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤٥.

(٥) تاريخ مختصر الدول لابن العبري ٢٨٩ ـ ٢٩٦ ، وتاريخ الزمان ، له ٣٤٤ ، وتشريف الأيام والعصور لابن عبد الظاهر ٤ ـ ١٦ ، والمختصر في أخبار البشر لأبى الفداء ٤ / ١٦ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٩٩ ، وعيون التواريخ ٢١ / ٣٠٣ ، ٣٠٤ ، والدرّة الزكية لابن أيبك ٢٤٩ ـ ٢٦٠ ، وتذكرة النبيه لابن حبيب ١ / ٧٢ ، وزبدة الفكرة في تاريخ الهجرة لبيبرس المنصوري ٩ / ورقة ١٣٩ ب ، والنهج السديد لابن أبي الفضائل ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ونهاية الأرب للنويري ٢٧ / ٤٠١ ، ٤٠٢ ، ومآثر الإنافة للقلقشندي ٢ / ١٢٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩٩ ، وتاريخ الخميس للدياربكري ٢ / ٤٢٤ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ٤٧٩ ، والفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور ، لشافع بن علي (بتحقيقنا) ـ طبعة المكتبة العصرية ؛ بيروت ـ صيدا ١٤١٨ ه‍. / ١٩٩٨ م. ـ ص ٩٣.

٦

[وزارة مصر]

وفيها ولي الوزارة بمصر نجم الدّين ابن الأصفونيّ ، وأصفون من قرى قوص (١).

[قضاء القاهرة]

وولي قضاء القاهرة شهاب الدّين ابن الخويي (٢).

[زيارة القدس والخليل]

وفيها قدم رسول الملك أحمد ، وهو بهاء الدّين أتابك الروم ، وشمس الدّين ابن البتّي الآمديّ ، وقطب الدّين الشيرازيّ العلّامة ؛ وزاروا القدس والخليل في طريقهم. وكان سيرهم في اللّيل (٣).

[حريق الأسواق بدمشق]

وفي ليلة الإثنين حادي عشر رمضان احترقت اللّبّادين ، والكتبيّين ، والخواتميّين ، والزّجّاجين ، وبعض سوق الأساكفة ، والمرجانيّين ، وما فوق ذلك ، وما تحته من الأسواق والقياسير والفوّارة ، وكان حريقا عظيما مهولا ، ذهب فيه من الأموال ما لا يحصى ، ولم يحترق فيه أحد. وأصله أنّ دكّان أولاد الجابي كانت إلى جنب دكّان أبي ، وعملوا مجمرة نار على العادة ، ووضعت في البويب ، وخرج الخارج يزعجه ، ودفع الكساء الّذي يكون على الباب ، فرمى المجمرة ، وأغلق الدّكّان ، وذهب للإفطار ، فعملت النّار والنّاس في إفطارهم ، واشتدّ الدّخان ، وخرجت من الدّار قبل عشاء الآخرة ، فعلقت

_________________

(١) ذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤٤ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٠٤ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٧٠٦ ، بدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٥٢ ،

(٢) ذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤٤ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٠ أ ، نهاية الأرب ٣١ / ٨٧ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٧٠٦.

(٣) ذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤٥.

٧

بالسّقوف العتق والبواري ، واشتدّ عملها ، وعجزوا عنها. وجاء الوالي ، ونزل ملك الأمراء حسام الدّين لاجين ، فأعجزتهم ، وقضي الأمر.

واستمرّت إلى نصف اللّيل ، ولو لا لطف الله لاحترق الجامع واجتهدوا في إطفائها بكلّ ممكن (١).

[عمارة الأماكن المحترقة]

ثمّ اهتمّ بذلك محيي الدّين ابن النّحّاس ناظر الجامع اهتماما لا مزيد عليه ، وشرع في عمارته ، فبني ذلك وتكامل في سنتين. وبعض ذلك وقف المارستان الصّغير (٢).

قال شمس الدّين ابن الفخرانيّ : فخر الدين ابن الكتبي احترق له كتب بعشرة آلاف درهم ، وأنّ الشّمس اللّيثيّ ، يعني الفاشوشة ، ذهب له كتب ومال في الحريق بما يقارب مائة ألف.

قال : وكان مغلّ الأملاك المحترقة ، يعني الأوقاف ، في السنة مائة ألف وأربعين ألف درهم.

قلت : وفرّقت هذه الأسواق ، فعملوا سوق تجّار جيرون على باب دار الخشب ، وسكن الزّجّاجون عند حمّام الصّحن ، وسكن الذّهبيّون في أماكن إلى أن تكامل البنيان وعادوا.

_________________

(١) انظر عن (الحريق) في : دول الإسلام ٢ / ١٨٤ ، والعبر ٥ / ٣٣٣ ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤٦ ، ١٤٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٠٠ ، وعيون التواريخ ٢١ / ٣٠٥ ، والسلوك ج ١ ق ٣ / ٧٠٩ ، وتاريخ ابن الفرات ٧ / ٢٤٦ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٨١ ، وتاريخ الأزمنة للدويهي ٢٦٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١١ أ ، ونهاية الأرب ٣١ / ٨٩ ، ومنتخب الزمان في تاريخ الخلفاء والعلماء والأعيان لابن الحريري ٢ / ٣٦٤ ، وتذكرة النبيه ١ / ٧٣ ، ٧٤ ، ودرّة الأسلاك ١ / ورقة ٧٠.

(٢) ذيل مرآة الزمان ٤ / ١٤٧.

٨

سنة اثنتين وثمانين وستمائة

[قدوم السلطان دمشق]

في رجب قدم السلطان الملك المنصور دمشق (١).

[مشيخة الإقراء بتربة أمّ الصالح]

وفي صفر ولي مشيخة الإقراء بتربة أمّ الصّالح شيخنا جمال الدّين الفاضليّ ، لموت العماد الموصليّ ، وحضر عنده قاضي القضاة ابن الصّائغ ، والشيخ تاج الدّين عبد الرحمن ، وخطب وذكر فضل القرآن و [تلاوته] (٢) في الجمع ، وهل هو بدعة.

[حسبة دمشق]

وفيها ولي حسبة دمشق جمال الدّين ابن صصريّ ، وولي ابن عمّه الإمام نجم الدّين ابن صصريّ درس العادليّة الصغرى ، نزل له عنها القاضي شرف الدّين ابن المقدسيّ لمّا ولي الشاميّة الكبرى بعد أخيه (٣).

_________________

(١) الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور ١١٤ ـ ١١٦ ، زبدة الفكرة ٩ / ورق ١٤٠ ب ، التحفة الملوكية ١٠٩ ، نهاية الأرب ٣١ / ٩٦ ، تاريخ ابن الفرات ٧ / ٢٧٤ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ١٨ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٣٠٩ ، دول الإسلام ٢ / ١٨٥ مرآة الجنان ٤ / ٢٣١ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠١ ، منتخب الزمان ٢ / ٣٦٣ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٢١ ، السلوك ج ١ ق ٣ / ٧١٥ ، عقد الجمان (٢) ٢٩٥ ، تذكرة النبيه ١ / ٨٠.

(٢) غير واضحة في الأصل.

(٣) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٥ ب ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٢ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٢٧.

٩

[تدريس الرواحيّة]

وولي نجم الدّين البيسانيّ نائب القاضي تدريس الرّواحيّة عوضا عن ابن المقدسيّ ، لكونه صحّت له الشاميّة (١).

_________________

(١) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٥ أو١١٦ أ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٣١٢ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٢ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٢٧.

١٠

سنة ثلاث وثمانين وستمائة

[سلطنة حماة]

فيها ولي سلطنة حماة الملك المظفّر بعد موت المنصور والده (١).

[السيل الهائل بدمشق]

وفي شعبان ليلة الرابع والعشرين منه نصف اللّيل كانت الزيادة العظمى ، توالت الرّعود والبروق ، وأرسلت السّماء عزاليها ، وجاء سيل هائل ، وطلع الماء فوق جسر باب الفرج قامة وأكثر ، واشتدّ الأمر ، وغرق شيء كثير من الخيل والجمال وبني آدم. وذهب للمصريّين شيء كثير ، وافتقروا ، وراحت خيمهم وأثقالهم ، فذكر أستاذ دار بكتاش النّجميّ أنّه هلك لأستاذه ما قيمته أربعمائة ألف وخمسون ألف درهم ، وخربت بيوت كثيرة ، وكانت في تشرين ، فأخذت مصاطب السّفرجل من الغياط (٢).

_________________

(١) ذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، زبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٥١ أ ، ب (حوادث سنة ٦٨٢ ه‍.) ، التحفة الملوكية ١١٠ ، الدرة الزكية ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ١٨ (حوادث سنة ٦٨٢ ه‍) ، ونزهة المالك والمملوك ، ورقة ١١٠ ، ١١١ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٣ ، النجوم الزاهرة ٧ / ٣١٤ ، تذكرة النبيه ١ / ٨٨ ، درّة الأسلاك ١ / ورقة ٧٧ ، تاريخ ابن الفرات ٨ / ٨.

(٢) خبر (سيل دمشق) في : تشريف الأيام والعصور ٧٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ١٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٣١ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٩٨ ، والدرّة الزكية ٢٦٢ و٢٦٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٠٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٤١ ، وعيون التواريخ ٢١ / ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، تذكرة النبيه ١ / ٨٠ ، وتاريخ ابن الفرات ٨ / ٧ ، والسلوك ج ١ ق ٣ / ٧٢٤ ، وعقد الجمان (٢) ٣٠٩ ، ٣١٠ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٨٢ ، ٤٨٣ ، وتاريخ الأزمنة ٢٦٢ ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٠٤ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٩ أ ، وزبدة الفكرة ٩ / ١٥٠ ب ، ١٥١ أ(حوادث سنة ٦٨٢ ه‍.) ، ونهاية الأرب ٣١ / ١١٩ ، ١٢٠ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٣١٤ ، ٣١٥ ، والعبر ٥ / ٣٤٢ ، ومنتخب الزمان ٢ / ٣٦٤ ، ٣٦٥.

١١

[زيادة المطر بالصالحيّة]

وجاءت بعدها بأيّام يسيرة زيادة أخرى بدّعت في جبل الصّالحيّة. وحدث في الأرض أودية ، وجرت الحجارة الجمالية ، وانطمّت الأنهار ، وسخّروا العامّة للعمل في الأنهار عند الرّبوة ، وطلعت إلى الرّبوة يومئذ مع أبي ، فطلع بنا إلى فوق الجنك ولم يعمل شيئا.

[ولاية دمشق]

وفي شعبان ولي ولاية دمشق سيف الدّين طوغان المنصوريّ عوض الأمير ناصر الدّين الحرّانيّ ، وأعيد الصّارم المطروحيّ إلى ولاية البرّ بدل طوغان (١).

[درس ابن تيميّة]

وفيها عمل الدّرس ابن تيميّة شيخنا بالقصّاعين في الحرم ، وخضع العلماء لحسن درسه ، وحضره قاضي القضاة بهاء الدّين ، والشّيخ تاج الدّين (٢) ، ووكيل بيت المال زين الدّين (٣) ، وزين الدين المنجّا ، وجماعة. وجلس بجامع دمشق على كرسيّ أبيه يوم الجمعة عاشر صفر ، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة (٤).

_________________

= وقد شكّك «اليافعي» في أن تكون «الزيادة» من السيل ، وظنّ أن الصحيح هو «الزلزلة» ، فوهم في ذلك ، حيث قال : «في شعبان كانت الزيادة الهائلة بدمشق بالليل. هكذا هو «الزيادة» في الأصل الّذي وقفت عليه من الذهبي. وما يظهر لي معنى صحيح ، ولعلّه «الزلزلة» ، والله أعلم ، فخربت البيوت وانطمّت الأنهار»! ولبعض أهل دمشق في السيل شعر :

لو يدوم السيل يوما واحدا

لأتى الطوفان كالبحر المحيط

ليس هم من فوق نوح يا سما

فاقلعي عنهم فهم من قوم لوط

(١) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٩ أ ، المختار من تاريخ ابن الجزري ٣١٥.

(٢) هو تاج الدين الفزاري.

(٣) هو زين الدين ابن المرحّل.

(٤) ذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٠٣ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١٦ ب ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٣ ،

١٢

قال الجز [ريّ] (١) في «تاريخه» (٢) : وعمل ابن تيميّة بالسّكّريّة درسا حسنا ، وكان يوما مشهودا (٣).

[الرخص في الحجّ]

قال : وقدم الركب وكان السّعر رخيصا. قال : حدّثني نجم الدّين ابن أبي الطّيّب أنّه اشترى غرارة شعير بعرفات بخمسة وثلاثين درهما.

[تدريس المقصورة الحنفيّة]

وفيها درّس بمقصورة الحنفيّة جلال الدّين والد القاضي حسام الدّين بمعلوم على المصالح.

[عزل الدويدار وقتله]

وفيها عزل الدّويدار من الشّدّ بالأعسر وقتل (٤).

_________________

= السلوك ج ١ ق ٣ / ٧٢٣ وفيه «طوغار».

(١) في الأصل بياض.

(٢) الخبر ليس في المختار من تاريخ ابن الجزري ، وهو في الجزء الضائع من «تاريخ حوادث الزمان».

(٣) عقد الجمان (٢) ٣٣٠.

(٤) المختار من تاريخ ابن الجزري ٣١٥ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٣ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٤٣.

١٣

سنة أربع وثمانين وستمائة

[فتح حصن المرقب]

في أوّلها خرج الملك المنصور إلى الشّام ، ثمّ قصد حصار المرقب في صفر ، وتقدّمت المجانيق ، ونازل الحصن في عاشر صفر ، فلمّا انتهت ستارة المنجنيق المقابل لباب الحصن سقطت إلى بركة كبيرة كان عليها جماعة من أصحاب علم الدّين الدّواداريّ ، منهم أستاذ داره ، فاستشهدوا ، ثمّ طلب الإسبتار الصّلح ، فلم يجبهم السّلطان ، ورماهم بالمنجنيق ، وهدم بعض الأبرجة ، واستمرّ الحصار إلى سادس عشر ربيع الأول ، فزحف الجيش على المرقب ، فأذعنوا بتسليمه ، وراسلوا بذلك ، فأجيبوا ، ثمّ رفعت عليه أعلام السّلطان يوم الجمعة ثامن عشر الشّهر. وجهّز السّلطان معهم من وصّلهم إلى أنطرطوس. وكانت مرقية بالقرب من المرقب على البحر ، وكان صاحبها قد بنى على البحر برجا عظيما لا يناله النّشّاب ، فاتّفق حضور رسل صاحب طرابلس يطلب رضى السّلطان ، فاقترح عليه خراب البرج المذكور وإحضار من أسره من الجبليّين الّذين كانوا مع صاحب جبيل ، فأحضر من كان حيّا منهم ، واعتذر عن البرج فإنّه ليس له. فلم يقبل عذره ، فقيل إنّه اشتراه من صاحبه بمال وعدّة قرى وهدمه ، وحصل للاستيلاء على المرقب ومرقية وبانياس ، وعمّروا ما تشعّث من المرقب ، وكان لبيت الإسبتار ، ولم يتهيّأ للسّلطان صلاح الدّين فتحه.

وممّن شهد فتحه القاضي نجم الدّين ابن الشّيخ ، وأخوه العزّ ، وشيخنا العزّ ابن العماد ، وشمس الدّين ابن الكمال ، وابنه ، وشمس الدّين ابن حمزة.

وبلغني أنّ صلاح الدّين وقف عليهم جمّاعيل على أن يشهدوا الغزاة مع المسلمين ، فلذلك يخرجون في مثل هذه الغزوات (١).

_________________

(١) خبر (فتح المرقب) في : تشريف الأيام والعصور ١٧٧ ـ ٨٦ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة

١٤

[تزيين دمشق]

وفي ثالث جمادى الأولى قدم السّلطان دمشق ، وزيّن البلد.

[عزل وتعيين]

وعزل التّقيّ البيّع ، وولي الوزارة محيي الدّين ابن النّحّاس (١). وعزل طوغان من الولاية بعزّ الدّين بن أبي الهيجاء (٢).

[دخول الملك المظفّر حماة]

وقدم دمشق قبل المرقب الملك المظفّر تقيّ الدّين الحمويّ ، فتلقّاه السّلطان ، وبعث إليه بالخلعة والغاشية ، فركب وحمل بين يديه الغاشية نائب السّلطنة طرنطاي (٣).

[قضاء حلب]

وفيها توجّه على قضاء حلب الإمام شمس الدّين محمد بن محمد بن بهرام (٤).

_________________

= ١٢٢ أ ، ودول الإسلام ٢ / ١٨٦ ، والعبر ٥ / ٣٤٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٧ ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٣٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٠٥ ، وعيون التواريخ ٢١ / ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، وتذكرة النبيه ١ / ٩٦ ، ٩٧ ، والدرّة الزكية ٢٦٨ ـ ٢٧١ ، وتاريخ ابن الفرات ٨ / ١٧ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩٩ ، ومآثر الإنافة ٢ / ١٢٢ ، والسلوك ج ١ ق ٣ / ٧٢٧ ، ٧٢٨ ، وعقد الجمان (٢) ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٣١٥ ـ ٣١٩ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٨٦ ، ٤٨٧ ، وتاريخ الأزمنة ٢٦٣ وفيه أن حصن المرقب في لبنان! وهذا وهم ، والصواب أنه في ساحل سورية ؛ وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٥٤ ، والفضل المأثور ١٤١ ـ ١٤٤ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٥٥ ، والتحفة الملوكية ١١٣ ، ١١٤ ، ونهاية الأرب ٣١ / ٣٩ ، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير ـ القسم السياسي ـ (تأليفنا) ـ ص ٣٦١ ، وتاريخ الدولة التركية ، ورقة ١٦ ب ، ونزهة المالك والمملوك ورقة ١١١ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٣٣ ، ومنتخب الزمان ٢ / ٣٦٥ ، والجوهر الثمين ٢ / ٩٦.

(١) ذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٥٩ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢٢ أ ، نهاية الأرب ٣١ / ١٢٥.

(٢) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢٢ ب ، نهاية الأرب ٣١ / ١٢٦ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٣٢ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٥٦ ، تاريخ ابن الفرات ٨ / ٢٢.

(٣) المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢٢ أ ، منتخب الزمان ٢ / ٣٦٥.

(٤) ذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٥٩ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٥٦ وفيه «محمد بن محمد بن بهران»

١٥

[القحط والظلم في العراق]

واشتدّ القحط بالعراق ، وكثر الظّلم ، ونهبت الأكراد البوازيج ، وقتلوا النّصارى.

[الغارة على بلاد الجزيرة]

وأغار عسكر الشّام على بلاد الجزيرة وماردين.

[تدريس ابن الوكيل]

وفيها ذكر صدر الدّين ابن الوكيل درسا بالعذراويّة ، ولي إعادتها. فقال الحجّ تاج الدّين : ذكر خطبة بديعة ودروسا ، ثمّ جاء هو وأبوه إلى الحلقة فأعاد ما أورده.

_________________

= (بالنون) ، تذكرة النبيه ١ / ٩٧.

١٦

سنة خمس وثمانين وستمائة

[الوزارة بدمشق]

فيها صرف ابن النّحّاس من الوزارة ، وأعيد التّقيّ توبة (١).

[وظيفة الشدّ]

وفيها أعيد الدّواداريّ إلى الشّدّ (٢).

[فتح الكرك]

وفيها أخذت الكرك من الملك المسعود خضر بن الملك الظّاهر ركن الدّين وذلك في صفر ، ودقّت البشائر (٣).

[التدريس بالغزاليّة]

وفيها درّس بالغزاليّة القاضي بدر الدّين ابن جماعة ، انتزعها من شمس

_________________

(١) ذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٨٢ ، نهاية الأرب ٣١ / ١٢٩ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٨ ، عيون التواريخ ٢١ / ٣٧٤.

(٢) قال البرزالي : «وأعيد الأمير علم الدين الدواداريّ إلى الشد في منتصف المحرّم عوضا عن الأمير شمس الدين الأعسر». المقتفي ١ / ورقة ١٢٦ ب) ، نهاية الأرب ٣١ / ١٢٩ ، البداية والنهاية ١٣ / ٣٠٧ ، تاريخ ابن الفرات ٨ / ٣٥.

(٣) خبر (الكرك) في : تشريف الأيام والعصور ٣٨ أوالمختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٣٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٠٧ ، وتذكرة النبيه ١ / ١٠٢ ، والسلوك ج ١ ق ٣ / ٧٣٠ ، وعقد الجمان (٢) ٣٥٠ ، ٣٥١ ، وتاريخ ابن الفرات ٨ / ٣٥ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٨٨ ، والفضل المأثور ١٣٩ ، ١٤٠ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٧٥ ، والتحفة الملوكية ١١٥ ونهاية الأرب ٣١ / ١٣٢ ، والدرّة الزكية ٢٧٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٨٦ ، والعبر ٥ / ٣٥١ ، ومرآة الجنان ٤ / ٢٠١ ، وعيون التواريخ ٢١ / ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٩٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٣١٩ ، وتاريخ الأزمنة ٢٦٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٩٠ ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٨١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢٦ ب. ونزهة المالك والمملوك ، ورقة ١١١ ، ومنتخب الزمان ٢ / ١٦٦.

١٧

الدّين إمام الكلّاسة نائب شمس الدّين الأيكي في تدريسها. ثمّ وليها الأيكي ، وناب عنه في تدريسها جمال الدّين الباجريقيّ.

[زوبعة الغسولة]

وفي صفر جاءت زوبعة عظيمة بالغسولة (١) إلى عيون القصب ، فأتلفت أشياء كثيرة للجند المجرّدين مع بكتوت العلائيّ ، بحيث إنّها حملت خرجا ملآن نعال خيل (٢).

[استيلاء الفرنج على جزيرة ميورقة]

وفيها نازلت الفرنج جزيرة ميورقة ، وحاصروها مدّة ، ورأس أهلها الحكم بن سعيد بن الحكم الّذي ذكرنا ترجمة أبيه في سنة ثمانين. ثمّ سلّموها صلحا ، على أن يعطوا عن كلّ آدميّ بها سبعة دنانير (٣) ، فعجزوا وبقي أكثرهم في الأسر. وأمّا الّذين خلّصوا فأعطتهم الفرنج مركبين ، فجاءوا مع الحكم إلى المريّة ثمّ إلى سبتة ، فبالغ صاحبها في لم شعثهم ، وأكثر من الإحسان إليهم.

_________________

(١) الغسولة : منزل للقوافل بين حمص وقار بالشام. (معجم البلدان).

(٢) ذيل مرآة الزمان ٤ / ٢٨١ ، المقتفي ١ / ورقة ١٢٦ ب ، وفيه : «وورد كتاب من الأمير بدر الدين بكتوت العلائي إلى نائب السلطنة بدمشق الأمير حسام الدين لاجين يذكر فيه أنه في يوم الخميس رابع عشر صفر وقت العصر حصل بالغسولة إلى جهة عيون القصب غمامة سوداء ، وأرعدت ، وظهر شبه دخان أسود ، وحصل من الدخان صورة هائلة مثل الزوبعة تحمل الحجارة وترفعها كرمية سهم نشاب ، وتلاطمت الحجارة ، وسمع صوتها من مكان بعيد ، واتصل بطرف العسكر ، وما صادف شيئا إلّا رفعه من آلات الحرب وغيرها ، ومما رفع تطابيق نعال جملة في خرج ، ورفع بعض الجمال بأحمالها مقدار رمح ، وحمل جماعة من الجند والغلمان ، وأهلك شيئا كثيرا ، وغابت الزوبعة عن العين إلى جهة الشرق».

وانظر : نهاية الأرب ٣١ / ١٢٩ ـ ١٣١ ، وتاريخ ابن الفرات ٨ / ٣٧ ، ٣٨ ، ١٠٣ والسلوك ج ١ ق ٣ / ٧٣١ ، وتذكرة النبيه ١ / ١٠٢ ، ١٠٣.

(٣) دول الإسلام ١ / ١٨٧.

١٨

[غرق الحكم بن سعيد]

ثمّ إنّ الحكم قصد السّلطان أبا يعقوب المرينيّ ليسأله في أسرى بلده ، فأعطاه جملة ، ثمّ جاز إلى غرناطة فأعطى ابن الأحمر مالا ، ثمّ ركب البحر قاصدا تونس وبجاية يطلب في الأسرى ، فغرق به المركب ، رحمه‌الله تعالى.

١٩

سنة ست وثمانين وستمائة

[فتح صهيون وبرزية]

في المحرّم دخل دمشق نائب المملكة حسام الدّين طرنطاي في تجمّل زائد لا يدخله إلّا ملك ، ثمّ سار لحصار صهيون وبرزية وانتزاعهما من يد سنقر الأشقر ، وتوجّه معه الشّاميّون بالمجانيق ، وقاسوا مشقّة وشدّة من الأوحال. وتهيّأ سنقر الأشقر للحصار ، ونازلة الجيش.

ثمّ توجّه بعد أيّام نائب دمشق حسام الدّين لاجين لحصار برزية ، فافتتحه بلا كلفة ، ووجد فيه خيلا لسنقر الأشقر ، فلمّا أخذ ضعفت همّة صاحبه ، وأجاب إلى تسليم صهيون على شروط يشترطها ، فأجابه طرنطاي ، وحلف له بما وثق به. ونزل بعد حصار شهر ، وأعين على نقل ثقله بجمال وظهر ، وحضر بعياله ورخته في صحبة طرنطاي إلى خدمة الملك المنصور ، ووفى له طرنطاي ، وذبّ عنه أشدّ ذبّ ، وأعطي بمصر مائة فارس ، وبقي وافر الحرمة إلى آخر الدّولة المنصوريّة (١).

_________________

(١) خبر (صهيون) في : تشريف الأيام والعصور ١٤٩ ـ ١٥٣ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣٢ أ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٨٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٣٣ ، ٢٣٤ ، وذيل مرآة الزمان ٤ / ٣١٥ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ورقة ٢٧٠ ب ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٥٨ ب ، والدرّة الزكية ٢٨٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٣٠٩ ، وعيون التواريخ ٢١ / ٣٩١ ، وتذكرة النبيه ١ / ١٠٨ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٤٠٠ ، والسلوك ج ١ ق ٣ / ٧٣٤ ، وعقد الجمان (٢) ٣٥٩ ، ٣٦٠ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٣١٩ ، ٣٢٠ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٨٩ ، وتاريخ الأزمنة ٢٦٤ ، والتحفة الملوكية ١١٧ ، وتاريخ الدولة التركية ، ورقة ١٦ ب ، ومنتخب الزمان ٢ / ٣٦٦ ، والجوهر الثمين ٢ / ٩٧ ، وتاريخ ابن الفرات ٨ / ٤٩ ، ٥٠.

٢٠