تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

أبو الحسن الأنصاريّ العباديّ الطّليطليّ ، ويعرف بابن اللّونقه (١).

روى عن : أبي المطرّف بن سلمة ، وأبي سعيد الورّاق ، وابن عبد البرّ النّمريّ.

وكان فقيها ورعا ، بصيرا بالطّبّ ، أخذه عن أبي المطرّف بن وافد (٢).

توفّي بقرطبة في هذه السّنة أو في الّتي قبلها.

روى [عنه] : (٣) ابنه الحسن.

٣٤٣ ـ عمر بن المبارك بن عمر بن عثمان بن الخرقيّ (٤).

__________________

(١) في الأصل : «اللويقة». وقال المراكشي : وعلي المترجم به الطليطلي ، خرج منها قبل تغلّب الروم عليها بيسير ، وتجوّل في كثير من بلاد الأندلس وسكن طائفة منها ، فنزل بطليوس ثم إشبيلية ثم قرطبة ، أبو الحسن اللّونقه ، وتفسيره طويل.

(٢) وافد : بالفاء. انظر عنه في : طبقات الأمم لصاعد ٨٣ ، ٨٤ ، وعيون الأنباء ٣ / ٧٩ ، وكان مسدّد. العلاج وله مجرّبات في الطبّ نافعة أخذت عنه فحمد اختباره إيّاها واختياره.

(٣) ساقطة من الأصل.

(٤) انظر عن (عمر بن المبارك) في : المنتظم ٩ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ٢٣٦ (١٧ / ٩٦ ، ٩٧ رقم ٣٧٥٨) ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٢٤ دون رقم أو ترجمة ، وفيه نسبته : «الحرفي».

وقد اختلطت ترجمة «عمر بن المبارك» بترجمة الّذي بعده «محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرزاق الخياط» ، وذلك في الطبعتين من (المنتظم) ، وفي (مرآة الزمان).

وأفرد المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ ترجمة لابن عبد الرزاق الخياط ، لشهرته في (سير أعلام النبلاء) ، واكتفى بذكر وفاة «عمر بن المبارك» في هذه السنة دون ترجمة.

ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ القارئ المتصفّح لترجمة «عمر بن المبارك» لا يتنبّه إلى الخلط الحاصل في ترجمته وترجمة الّذي بعده لأول وهلة ، ذلك أنه لم يذكر اسم صاحب الترجمة الثانية «محمد بن أحمد بن علي» ، لا في (المنتظم) بطبعتيه ، ولا في (مرآة الزمان). وكدت أقع في هذا الخلط لو لا أنني توقفت عند تاريخ ولادة «عمر بن المبارك» ، و «محمد بن أحمد الخياط» فإذا تاريخ مولد الأول هو سنة ٤٢٣ ، ووفاته في نصف جمادى الآخرة ٤٩٩ مما يعني أنه توفي عن ٧٧ سنة.

وإذا بالثاني ولد سنة ٤٠١ وتوفي في شهر المحرّم سنة ٤٩٩ مما يعني أنه توفي عن ٩٩ سنة.

لهذا زعم أنّ «ابن الجوزي» حين وضع كتابه جمع جذاذاته وفيها ترجمة «عمر بن المبارك» على حدة ، و «محمد بن أحمد الخياط» على حدة ، وحين باشر بترتيب كتابه سقط منه القسم الأكبر من ترجمة «عمر» ، واسم صاحب الترجمة الثانية «محمد بن أحمد» وبقيت ترجمته ، وبهذا تداخلت الترجمتان معا في ترجمة واحدة ، ثم جاء سبطه فنقل عنه دون أن يتنبّه لسقوط=

٣٠١

أبو الفوارس المحتسب البغداديّ.

قال السّمعانيّ : شيخ صالح ديّن خيّر. سمع أبا القاسم بن بشران. ثنا عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعمر المغازليّ ، ومحمد بن محمد السّنجيّ.

__________________

= اسم «محمد بن أحمد الخياط» والخلط بين الترجمتين.

ونتيجة لسقوط اسم «محمد بن أحمد الخياط» من (المنتظم) و (مرآة الزمان) برغم وجود ترجمته ، فإن الشيخ «شعيب الأرنئوط» لم يذكر هذين المصدرين بين مصادر ترجمته في (سير أعلام النبلاء) انظر ج ١٩ / ٢٢ بالحاشية.

ولتوضيح الخلط الحاصل أجد من الفائدة إثبات النص الوارد في (المنتظم) ثم الوارد في (مرآة الزمان).

قال في المنتظم :«عمر بن المبارك بن عمر ، أبو الفوارس :ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وقرأ القرآن ، وسمع الحديث من أبي القاسم بن بشران ، وأبي منصور السوّاق ، وأبي الحسن القزويني ، وغيرهم ، وأقرأ السنين الطويلة ، وختم القرآن عليه ألوف من الناس. وروى الحديث الكثير ، فحدّثنا عنه ابن ابنته أبو محمد المقري ، وكان من كبار الصالحين الزاهدين المتعبّدين حتى إنه كان له ورد بين العشاءين يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا ، فلم يقطعه مع علوّ السّنّ. وتوفي ضحى نهار يوم الأربعاء سادس عشر المحرم عن سبع وسبعين ممتّعا بسمعه وبصره وعقله ، وأخرج من الغد فصلّى عليه سبطه أبو محمد في جامع القصر ، وحضر جنازته ما لا يحدّ من الناس ، حتى إن الأشياخ ببغداد كانوا يقولون : ما رأينا جمعا قط هكذا ، لا جمع ابن القزويني ولا جمع ابن الفراء ، ولا جمع الشريف أبي جعفر ، وهذه الجموع التي تناهت إليها الكثرة ، وشغل الناس ذلك اليوم وفيما بعده عن المعاش ، فلم يقدر أحد من نقاد الباعة في ذلك الأسبوع على تحصيل نقده.

وقال لي أبو محمد سبطه : دخل إليّ رجل بعد رجوعي من قبر جدّي ، فقال لي : رأيت مثل هذا الجمع قطّ؟ فقلت : لا ، فقال لي : ذاك من ها هنا خرج ، يشير إلى المسجد ويأمرني فيه بالاجتهاد.

ورئي أبو منصور (كذا) في النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب».

وقال في (مرآة الزمان) :«وفيها توفي عمر بن المبارك بن عمر أبو الفوارس البغدادي ، ولد سنة ٤١٣ قرأ القرآن وبرع في علمه وأقرأ الناس سنين كثيرة ، وختم عليه ألوف من الناس ، وسمع الحديث الكثير ، وكان من كبار الصالحين الزهّاد والمتعبّدين ، وكان له ورد بين العشاءين يقرأ فيه سبعا دائما لم يقطعه مع علوّ السّنّ ، وبلغ سبعا وتسعين سنة ممتّعا بسمعه وبصره وعقله ، وكانت وفاته في المحرّم ...».

ثم ذكر كثرة الخلق في جنازته.

وأعود هنا فأفلت إلى الاختلاف في تواريخ الولادة والوفاة والسّنّ فلتراجع. ثم للمقارنة مع الترجمة التالية.

٣٠٢

قلت : وروى عنه السّلفيّ في «البشرانيّات».

توفّي في نصف جمادى الآخرة.

ـ حرف الميم ـ

٣٤٤ ـ محمد بن أحمد بن عليّ بن عبد الرّزّاق (١).

الشّيخ أبو منصور الخيّاط البغداديّ المقرئ الزّاهد.

قال السّمعانيّ : ثقة صالح عابد ، يقرئ النّاس ويلقّن.

قلت : سمع : أبا القاسم بن بشران ، وأبا بكر محمد بن عمر بن الأخضر الفقيه ، وعبد الغفّار بن محمد المؤدّب وحدّث عنه ب «مسند الحميديّ».

وقرأ القرآن على الشّيخ أبي نصر بن مسرور المقرئ.

وكان قديم المولد ، فلو أنّه سمع في حدود العشر وأربعمائة ، فكان يمكن أن يقرأ على أبي الحسن الحمّاميّ ولكنّ هذه الأشياء قسميّة.

روى عنه جماعة منهم : سبطاه أبو عبد الله الحسين ، والمقرئ الكبير أبو محمد عبد الله شيخنا الكنديّ ، وابن ناصر ، وأبو طاهر السّلفيّ ، وأبو الفضل خطيب الموصل ، وسعد الله بن الدّجاجيّ ، وأحمد الباجسرائيّ.

قال السّمعانيّ : كان له ورد بين العشائين ، يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا ، حتّى طعن في السّنّ وكان صاحب كرامات.

قال ابن ناصر : كانت له كرامات.

وقال أبو منصور بن خيرون : ما رأيت مثل يوم صلّي على أبي منصور

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في : المنتظم ٩ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ٢٣٦ (١٧ / ٩٦ ، ٩٧ رقم ٣٧٥٨) في ترجمة (عمر بن المبارك) ، وكذا في مرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ١٧ ، وانظر ترجمته المفردة في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٤١٥ ، وطبقات الحنابلة ٢ / ٢٥٤ رقم ٦٩٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٧ رقم ١٥٩٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٢٢ ـ ٢٢٤ رقم ١٣٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٨ ، والعبر ٣ / ٣٥٣ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٥٧ ـ ٤٥٩ رقم ٣٩٩ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٩٥ ـ ٩٩ رقم ٤٦ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٥٣ ، ١٥٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٦ ، وغاية النهاية ٢ / ٧٤ ، ٧٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٦ ، ٤٠٧.

٣٠٣

الخيّاط من كثرة الخلق والتّبرّك بالجنازة.

وقال السّمعانيّ : وقد رئي بعد موته في المنام ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي بتعليمي الصّبيان فاتحة الكتاب.

وكان إمام مسجد ابن جردة بالحرم الشّريف ، واعتكف فيه مدّة يعلّم العميان القرآن لله ، ويسأل لهم ، وينفق عليهم.

قال ابن النّجّار في «تاريخه» : إلى أن بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العميان سبعين ألفا. قال : هكذا رأيته بخطّ أبي نصر اليونارتيّ.

قلت : هذا غلط لا ريب فيه ، لعلّه أراد أن يكتب سبعين نفسا ، فكتب سبعين ألفا. ولا شكّ أنّ من ختم عليه القرآن سبعون أعمى يعزّ وقوع مثله (١).

قال السّلفيّ : ذكر لي المؤتمن السّاجيّ في ثاني جمعة من وفاة أبي منصور : اليوم ختموا على رأس قبره مائتين وإحدى وعشرين ختمة ، يعني أنّهم كانوا قد قرءوا الختم قبل ذلك إلى سورة الإخلاص ، فاجتمعوا هناك ، ودعوا عقيب كلّ ختمة.

قال السّلفيّ : وقال أبي عليّ بن الأمير العكبريّ ، وكان رجلا صالحا :حضرت جنازة أبي منصور ، فلم أر أكثر خلقا منها ، فاستقبلنا يهوديّ ، فرأى كثرة الزّحام والخلق فقال : أشهد أنّ هذا هو الحقّ ، وأسلم.

توفّي يوم الأربعاء سادس عشر محرّم سنة تسع (٢) ، ودفن بمقبرة باب حرب (٣).

__________________

(١) علّق ابن الجزريّ على قول المؤلّف بما نصّه : «لا يزال الذهبي يستبعد الممكنات ويردّ على الثقات ، وهذا الرجل ، أعني أبا منصور كان منتصبا للتلقين منقطعا إليه ، وعمّر طويلا ، ولا يخفى كيف كانت بغداد وما كان بها من العالم ، فهذه دمشق أخبرني الشيخ الصالح إبراهيم الصوفي الملقّن بالجامع الأموي أنّ الذين قرءوا عليه القرآن نيف عن عشرين ألفا. (غاية النهاية ٢ / ٧٤).

(٢) ووقع في (المعين في طبقات المحدّثين ١٤٧) أن وفاته سنة ٤٩٧ ه‍.

(٣) راجع تعليقنا على الترجمة السابقة.

٣٠٤

٣٤٥ ـ محمد بن إبراهيم بن محمد بن خلف (١).

أبو نعيم الواسطيّ ابن الجمّاريّ (٢).

روى «مسند مسدّد» (٣) ، عن أحمد بن المظفّر (٤) العطّار.

روى عنه : عليّ بن نغوبا ، وهبة الله بن البوقيّ (٥) ، وهبة الله بن الحلخت ، وأبو طالب محمد بن عليّ الكتّانيّ.

وثّقه الحافظ خميس الحوزيّ (٦).

آخر ما حدّث في هذه السّنة. ولم تؤرّخ وفاته (٧).

٣٤٦ ـ محمد بن عبد الله بن يحيى (٨).

أبو البركات بن الوكيل ، الخبّاز (٩) ، المقرئ ، الشّيرجيّ (١٠). أحد الفضلاء بالكرخ (١١).

قرأ القراءات على : أبي العلاء الواسطيّ ، والحسن بن الصّقر ، وعليّ بن طلحة البصريّ ، ومحمد بن بكير النّجّار.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن إبراهيم) في : سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي ٦٦ رقم ٢٨ ، والأنساب ٣ / ٢٩٠ بالحاشية ، والاستدراك لابن نقطة (مخطوط) ورقة ١٠٢ ب ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ رقم ١٥٢ ، وتبصير المنتبه ١ / ٢٤٦.

(٢) الجمّاريّ : بضم الجيم وتشديد الميم وبعد الألف راء مكسورة. هكذا ضبطها ابن نقطة.

(٣) هو «مسدّد بن مسرهد» المتوفى سنة ٢٢٨ ه‍.

(٤) في الأصل : «أحمد بن أبي المظفر» ، والتحرير من : الاستدراك ، والسير.

(٥) البوقي : بالضم ثم واو ساكنة نسبة إلى بوقة قرية بأنطاكيّة. (توضيح المشتبه ١ / ٤٦٤ ، ٤٦٥)

(٦) في سؤالات السلفي ٦٦.

(٧) وذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤٦) : «توفي في حدود سنة خمسمائة ، فإنه حدّث في سنة تسع وتسعين وأربعمائة».

(٨) انظر عن (محمد بن عبد الله الشيرجي) في : المنتظم ٩ / ١٤٧ رقم ٢٣٧ (١٧ / ٩٧ رقم ٣٧٥٩) ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٥٩ ، ٤٦٠ رقم ٤٠٠ ، وغاية النهاية ٢ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٩٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤١٠.

(٩) زاد في (معرفة القراء الكبار) : «الدّبّاس».

(١٠) الشّيرجيّ : بكسر الشين المعجمة ، وسكون الياء ، وفتح الراء ، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى بيع دهن الشّيرج وهو دهن السمسم. وببغداد يقال لمن يبيع الشيرج : الشيرجي والشيرجاني. (الأنساب ٧ / ٤٥٤).

(١١) في الأصل : «بالكرج» والتصحيح من : المنتظم ، والسير.

٣٠٥

وتفقّه على : أبي الطّيّب الطّبريّ (١).

وسمع «ديوان المتنبّي» من عليّ بن أيّوب.

وسمع : أبا القاسم بن بشران.

قرأ عليه : أبو الكرم الشّهرزوريّ ، والسّلفيّ ، والسّبط الحنّاط.

وروى عنه : أبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ ، وابن ناصر ، والسّلفيّ ، وأبو بكر عبد الله بن النّقّور.

قال ابن ناصر : كان رجلا صالحا ، اتّهم بالاعتزال ، ولم يكن يذكره ، ولا يدعو إليه.

وقال أبو المعمّر المبارك بن أحمد : دخلت عليه مع المؤتمن السّاجيّ في مرضه ، فقال له المؤتمن : يا شيخنا ، بلغنا عنك أشياء. فقال : ذلك صحيح ، وأنا قد رجعت إلى الله ، وتبت عن ذلك الاعتقاد.

ولد في رمضان سنة ستّ وأربعمائة (٢) ، ومات في ربيع الأول ، وله ثلاث وتسعون سنة.

٣٤٧ ـ محمد بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن أبي البقاء (٣).

أبو الفرج البصريّ ، قاضي القضاة بالبصرة.

كان عالما ، فهما ، فصيحا ، كثير المحفوظ ، مهيبا ، تامّ المروءة ، متديّنا (٤).

قدم بغداد وسمع : الطّبريّ ، والتّنوخيّ ، وأبا الحسن الماورديّ.

وكان يقرئ كتب الأدب.

توفّي في المحرّم بالبصرة.

__________________

(١) تفقّه عليه سنين.

(٢) المنتظم.

(٣) انظر عن (محمد بن عبيد الله) في : المنتظم ٩ / ١٤٧ ، ١٤٨ رقم ٢٣٨ (١٧ / ٩٧ ، ٩٨ رقم ٣٧٦٠) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤١٥ وفيه : «عبيد الله بن الحسن» دون ذكر اسمه «محمد» ، ومعجم الأدباء ١٨ / ٢٣٤ رقم ٧٠ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٩ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٦ ، وبغية الوعاة ١ / ١٧٠ رقم ٢٨٤ ، ومعجم المؤلفين ١٠ / ٢٧٧.

(٤) وقال ابن الجوزي : «وكان ممن يخشع قلبه عند الذكر ويبكي».

٣٠٦

وقد سمع بالكوفة من : محمد بن عليّ بن عبد الرحمن العلويّ.

وبالبصرة من : الفضل بن محمد القصبانيّ (١) ، وعيسى بن موسى الأندلسيّ ، وبواسط من : أبي غالب محمد بن أحمد بن بشران.

وأملى مجالس بجامع البصرة.

روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وأبو عليّ بن سكّرة الصّدفيّ وقال :كان من أعلم النّاس بالعربيّة واللّغة. وله تصانيف ، ما رأيت مجلسا أوقر من مجلسه.

وقال السّلفيّ : أنا عبد المؤمن بن خلف ، عن ابن رواج ، عنه قال : كتب إليّ أبو الفرج قال : أنبا محمد بن عليّ بن بشر البصريّ ، أنا طاهر بن عبد الله ، نا أبو خليفة ، نا مسدّد ، عن عيسى بن يونس ، نا معاوية بن يحيى ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أسلم على يد رجل فله ولاؤه».

قال السّلفيّ : كان من أجلّاء القضاة ، وبنى (٢) دارا للعلم بالبصرة في غاية الحسن والزّخرفة ، ووقف بها اثني عشر ألف مجلّدة ، ثمّ ذهبت عند فتنة العرب والتّرك لمّا نهبت البصرة (٣).

٣٤٨ ـ المعمّر بن محمد بن عليّ بن إسماعيل (٤).

أبو البقاء الكوفيّ ، الحبّال ، الخزّاز ، المعروف في بلده. بخريبة.

__________________

(١) القصباني : بفتح القاف والصاد المهملة والباء الموحّدة بعدها الألف وفي آخرها النون : هذه النسبة إلى القصب وبيعه. (الأنساب ١٠ / ١٦٧ ، ١٦٨).

(٢) في الأصل : «بنا».

(٣) وقال ياقوت : «روى عن الماوردي كتبه كلّها ، وكان حافظا للفقه ، حسن المذاكرة ، كثير القراءة ، محتشما عن السلاطين ، وله تصانيف حسان منها : مقدّمة في النحو ، كتاب المتقعّرين.

وسمع في مرضه يقول : ما أخشى أنّ الله يحاسبني أنّني أخذت شيئا من وقف أو مال يتيم». (معجم الأدباء ١٨ / ٢٣٤).

(٤) انظر عن (المعمّر بن محمد) في : التحبير ١ / ١٣٤ ، ٥٧٦ و ٢ / ٣٦٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٧ رقم ١٥٩٦ ، والعبر ٣ / ٣٥٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٠٩ ، ٢١٠ رقم ١٢٧ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٥٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٦١ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٩٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤١٠.

٣٠٧

روى بالكوفة وبغداد عن الكبار.

سمع : القاضي جناح بن نذير المحاربيّ ، وزيد بن أبي هاشم العلويّ ، وأبا الطّيّب أحمد بن عليّ الجعفريّ.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وكثير بن سماليق ، والمبارك بن أحمد الأنصاريّ ، وعبد الخالق اليوسفيّ ، وابن ناصر ، والسّلفيّ.

قال السّمعانيّ : شيخ ثقة ، صحيح السّماع ، انتشرت عنه الرّواية ، وعمّر حتّى روى كثيرا.

وقال : قليل السّماع ، إلّا أنّه بورك له فيما سمع. روى لنا عنه : أبو طاهر السّنجيّ ، وأبو المعالي الحلوانيّ بمرو ، وأبو القاسم إسماعيل الحافظ بأصبهان.

وقد سأله هزارست بن عوض عن مولده ، فقال : سنة عشر وأربعمائة.

وقال أبو بكر بن طرخان ، والحسين بن خسرو : وسألناه عن مولده فقال :سنة ثلاث عشرة.

توفّي في جمادى الآخرة بالكوفة.

٣٤٩ ـ مكّيّ بن بجير بن عبد الله بن مكّيّ بن أحمد (١).

أبو محمد الهمذانيّ الشّعّار.

سمع من : شيخه أبي القاسم نصر بن عليّ ، وابن حميد ، وابن أبي اللّيث ، وأبي سعد بن الصّفّار ، وأبي سعد بن ممسوس ، وأبي طالب بن الصّبّاح ، وهارون بن ماهلة ، وابن مأمون ، وعامّة مشايخ همذان.

ورحل إلى بغداد ، فسمع من أبي محمد الجوهريّ ، وأبي جعفر بن المسلمة. وجمع كتبا كثيرة في العلوم.

قال شيرويه : كنّا نسمع بقراءته من مشايخ البلد ومن القادمين ، وكان حسن السّيرة ، شديدا في السّنّة ، متعصّبا لأهل الأثر ، مؤمنا ، متواضعا.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

٣٠٨

قلت : روى عنه : أبو طاهر محمد بن محمد السّنجيّ : وأبو الفتوح محمد بن محمد الطّائيّ ، وطائفة سواهم.

توفّي في ثامن وعشرين جمادى الآخرة.

٣٥٠ ـ مهارش بن مجلّي بن عكيث (١).

أبو الحارث مجير الدّين العقيليّ أمير العرب بعانة والحديثة.

كان كثير الصّلاة والخير والبرّ (٢) ، يتصدّق كلّ يوم بثلاثمائة رطل خبز.

ولمّا خرج أرسلان البساسيريّ في سنة خمس وأربعمائة على الخليفة القائم ، انحاز الخليفة ، فآوى إلى مهارش هذا كما تقدّم ، فكان يخدم الخليفة بنفسه تلك السّنة. ورد القائم شاكرا له. وقد مدحه مهارش بقصيدة ، وبعث بها إليه ، أوّلها :

لو لا الخليفة ذو الإفضال والمنن

نجل الخلائف آل الفرض والسّنن

ما بعت قومي وهم خير الأنام ولا (٣)

أصبحت أعرف بغداد أو تعرفني

حاربت فيه ذوي القربى ، وبعت به

ما كنت أهواه من دار ومن سكن (٤)

ما استحقّ سواي مثل منزلتي

ما دام عدلك هذا اليوم ينصفني (٥)

توفّي عن سنّ عالية (٦).

٣٥١ ـ محمد بن محمد بن محمد بن الطّيّب بن سعيد بن الصّبّاغ (٧).

__________________

(١) انظر عن (مهارش بن مجلي) في : المنتظم ٩ / ١٤٨ رقم ٢٤٠ (١٧ / ٩٨ رقم ٣٧٦٢) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤١٦ ، والإشارة إلى من نال الوزارة ٤٥ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٢٦٩ (في ترجمة المقلّد بن المسيّب) و ١ / ١٩٣ (في ذكر البساسيري) ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ رقم ١٣٨ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٥٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٦ ، واتعاظ الحنفا ٢ / ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٩٣.

(٢) المنتظم ، الكامل في التاريخ.

(٣) في سير أعلام النبلاء : «وقد».

(٤) هذا البيت لم يرو في السير.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٢٥.

(٦) قال الجوزي إنه بلغ ثمانين سنة.

(٧) انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في : المنتظم ٩ / ١٤٨ رقم ٢٣٩ (١٧ / ٩٨ رقم ٣٧٦١).

٣٠٩

أبو الفضل البغداديّ البزّاز.

ولد الشّيخ أبي الحسين.

سمع : عثمان بن محمد بن دوست العلّاف ، وعبد الملك بن بشران ، وجماعة.

وعنه : ابن ناصر ، وعبد الخالق اليوسفيّ ، وأبو محمد سبط الحنّاط ، والسّلفيّ.

قال شجّاع (١) الذّهليّ : مات في أوّل ربيع الأوّل سنة تسع.

وأمّا أبو عامر العبدريّ فقال : مات في صفر سنة ثمان وتسعين كما ذكرناه.

وقال : في العشرين منه.

قلت : ومولده سنة عشرين (٢) أو إحدى وعشرين وأربعمائة.

نقله ابن النّجّار.

__________________

(١) في الأصل : «ابن شجاع».

(٢) بها أرّخ ابن الجوزي وفاته.

٣١٠

سنة خمسمائة

ـ حرف الألف ـ

٣٥٢ ـ أحمد بن الحسين بن عليّ بن عمرويه (١).

أبو منصور النّيسابوريّ (٢).

سمع : أباه ، وأبا سعيد النّصرويّ ، وعبد الغافر الفارسيّ ، والكنجروذيّ (٣).

وتوفّي في سادس شعبان وله أربع وثمانون سنة.

٣٥٣ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد (٤).

أبو الفتح الحدّاد المقرئ الأصبهانيّ التّاجر ، سبط الحافظ أبي عبد الله بن مندة.

كان شيخا جليل القدر ، ورعا ، خيّرا ، كثير الصّدقات. تفرّد بالإجازة من إسماعيل بن ينّال المحبوبيّ الّذي يروي عن ابن محبوب «جامع التّرمذيّ».

وأجاز له أبو سعيد الصّيرفيّ ، وعليّ بن محمد الطّرازيّ.

وسمع : أبا سعيد محمد بن عليّ النّقّاش ، وعليّ بن عبد كويه ، وأحمد بن إبراهيم بن يزداد غلام محسن ، وأبا سهل عمر بن أحمد بن عمر الفقيه ، وأبا بكر

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن الحسين بن علي) في المنتخب من السياق ١١٧ رقم ٢٥٧.

(٢) وقال عبد الغافر : العمروي ، مستور ، فقيه. ولد سنة ست عشرة وأربعمائة.

(٣) في الأصل : «عبد الغافر الفارسيّ الكنجرودي» والتصحيح من (المنتخب).

(٤) انظر عن (أحمد بن محمد الحداد) في : المنتظم ٩ / ١٥١ رقم ٢٤١ (١٧ / ١٠٢ رقم ٣٧٦٣) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤٣٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٧ رقم ١٥٩٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢١٦ ، ٢١٧ رقم ١٣٣ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٩ ، والعبر ٣ / ٣٥٥ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٤٥٥ ، ٤٥٩ رقم ٣٩٦ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٣٢٣ ، وغاية النهاية ١ / ١٠١ ، ١٠٢ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٩٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤١٠.

٣١١

محمد بن الحسين الدّشتيّ ، وأبا سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه ، وعبد الواحد بن أحمد الباطرقانيّ ، وأبا الفرج محمد بن عبد الله بن شهريار ، وطائفة كبيرة.

روى عنه : أبو طاهر السّلفيّ ، وأبو الفتح عبد الله الخرقيّ ، وجماعة.

بأصبهان ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ (١) ، وصدقة بن محمد ببغداد.

وقد قرأ القراءات على : أبي عمر الخرقيّ ، وشاكر بن عليّ الأسواريّ.

وبمكّة على : أبي عبد الله الكارزينيّ ، وهو آخر أصحابه وفاة ، وعبد الله السّلفيّ العاصميّ إلى (حم عسق).

وكان مولده في سنة ثمان وأربعمائة (٢).

وتوفّي في ذي القعدة.

٣٥٤ ـ أحمد بن محمد بن مظفّر (٣).

الإمام أبو المظفّر الخوافيّ (٤) الفيه الشّافعيّ ، عالم أهل طوس مع الغزّاليّ.

كان من انظر أهل زمانه ، وهو رفيق الغزّاليّ في الاشتغال على إمام الحرمين.

وخواف : قرية من أعمال نيسابور.

__________________

(١) قال ابن الجوزي : روى عنه شيخنا عبد الوهاب فأثنى عليه ووصفه بالخيرية والصلاح ، وكان من أهل الثروة.

(٢) المنتظم.

(٣) انظر عن (أحمد بن محمد بن مظفّر) في : الأنساب ٥ / ١٩٩ ، وتبيين كذب المفتري ٢٨٨ ، والمنتخب من السياق ١١٨ رقم ٢٦٣ ، ومعجم البلدان ٢ / ٣٩٩ ، ووفيات الأعيان ١ / ٩٦ ، ٩٧ رقم ٣٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٥١ (ذكره دون ترجمة) ، والعبر ٣ / ٣٥٥ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٥٥ ، وطبقات الشافعية الوسطى ، له (مخطوط) ورقة ٤٨ أ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٦٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٨ ، والعقد الثمين ٧٠ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ رقم ٢٢٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤١٠.

(٤) الخوافي : بفتح الخاء المعجمة وفي آخرها الفاء بعد الواو والألف. هذه النسبة إلى خواف ، وهي ناحية من نواحي نيسابور كثيرة القرى والخضرة ، وهي متصلة بحدود الزوزن.

(الأنساب).

٣١٢

وكما رزق الغزّاليّ السّعادة في تصانيفه ، رزق الخوافيّ السّعادة في مناظرته (١).

توفّي بطوس (٢).

٣٥٥ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن زنجويه (٣).

الفقيه أبو بكر الزّنجانيّ (٤).

ولد سنة ثلاث وأربعمائة ، وتوفّي في عشر المائة.

سمع ببغداد من : أبي عليّ بن شاذان ، وغيره.

وسمع من : القاضي أبي عبد الله الحسن بن محمد الفلّاكيّ ، وأبي طالب الدّسكريّ (٥) ، وأبي طالب عبد الله بن عمر الشّاذني ، وعبد القاهر بن طاهر البغداديّ ، والحسن بن عليّ بن معروف الزّنجانيّ ، وجماعة.

__________________

(١) وفيات الأعيان ١ / ٩٧.

(٢) وقال ابن السمعاني : «إمام مبرّز فاضل ، له يد في النظر والأصول. تفقّه على أبي المعالي الجويني ، وتخرّج عليه جماعة من الأئمة مثل عمر السلطان ، ومحمد بن يحيى». (الأنساب). وقال ابن عساكر : الإمام المشهور ، انظر أهل عصره وأعرفهم بطريق الجدل في الفقه له العبارة الرشيقة المهذّبة والتضييق في المناظرة على الخصم والإرهاق إلى الانقطاع. تفقّه على الشيخ أبي إبراهيم الضرير ، وكان مبارك النفس. وهذا الإمام أحمد كيّس الطبع فتخرّج به بعض التخرّج ، ثم وقع بعده إلى خدمة إمام الحرمين وصحبته وبرع عنده حتى صار من أوحد تلامذته وأصحابه القدماء ، وكان من جملة منادميه بالليالي والأيام بطول صحبته ، ولاعتداد الإمام بمكانه ، وكان معجبا به وبكلامه ، ثم ترفّع عن الإعادة في درسه فكان يدرس بنفسه وتختلف إليه طائفة ، توفي بطوس سنة خمسمائة ، وكان حسن العقيدة ، ورع النفس ، ما عهد منه هنات قط كما عهد من غيره. (تبيين كذب المفتري).

وقال ياقوت : ولي قضاء طوس ونواحيها في آخر أيامه وبقي مدة ثم عزل عنها من غير تقصير ، بل قصد وحسد. (معجم البلدان).

(٣) انظر عن (أحمد بن محمد الزنجاني) في : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨ رقم ١٤٥٠ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٧ رقم ١٥٩٨ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٤٩.

(٤) الزّنجاني : بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ آذربيجان من بلاد الجبل. (الأنساب ٦ / ٣٠٦).

(٥) الدّسكريّ : بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى الدّسكرة ، وهي قريتان ، إحداهما على طريق خراسان يقال لها دسكرة الملك ، وهي قرية كبيرة تنزلها القوافل. وقرية أخرى من أعمال نهر الملك ببغداد على خمسة فراسخ (الأنساب ٥ / ٣١١ ، ٣١٢).

٣١٣

قال شيرويه : كان فقيها متقنا ، رحلت إليه مع ابن شهردار ، وسمعنا منه بزنجان.

قلت : وروى عنه : سعيد بن أبي شكر بأصبهان ، والحافظ محمد بن طاهر ، وأبو طاهر السّلفيّ.

لا أعلم متى توفّي ، لكنّه حدّث في العام. وكان شيخ ناحيته ومسندها ومفتيها. تفقّه بأبي الطّيّب الطّبريّ ، وسمع «مسند الإمام أحمد الفلاكيّ» سنة نيّف وعشرين ، بسماعه من القطيعيّ. وسمع «مسند أبي يعلى» من أبي عليّ المعروفيّ صاحب ابن المقرئ ، وسمع «غريب أبي عبيد» ، من ابن هارون التّغلبيّ ، عن عليّ بن عبد العزيز ، عنه.

وقرأ لأبي عمرو ، على ابن الصّقر صاحب زيد بن أبي بلال. وكان الرّحلة إليه ، ومدار الفتيا عليه. ورأيت له ترجمة بخطّ الحافظ عبد الغنيّ سمعها من أبي طاهر السّلفيّ ، فيها بعض ما قدّمنا ، وأنّه تلا بحرف أبي عمرو على الحسن بن عليّ بن الصّقر الكاتب. وقرأ كتاب «المرشد» على مؤلّفه أبي يعلى بن السّرّاج. وتلا عليه بما في «المرشد» من الرّوايات. وكتب بنيسابور «تفسير إسماعيل الضّرير» ، عنه.

وسمع من أبي عليّ بن باكويه الشّيرازيّ.

وكانت الرحلة إليه لفضله وعلوّ إسناده. سمعته يقول : أفتى من سنة تسع وعشرين. وقيل لي عنه إنّه لم يفت خطأ قطّ ، وأهل بلده يبالغون في الثّناء عليه ، الخواصّ والعوامّ ، ويذكرون ورعه ، وقلّة طمعه.

٣٥٦ ـ أحمد بن عبد الله بن محمد (١).

الشّيخ أبو منصور بن الذنح (٢) ، الهاشميّ. الموسويّ ، الكوفيّ ، الخطيب.

ولد سنة ٢٢ وأربعمائة ، وحدّث ببغداد عن : العلويّ ، وابن فدويه.

وعنه : أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين ، والسّلفيّ.

لم أجد وفاته.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) رسمت هكذا في الأصل ، ولم أتبيّن صحّتها.

٣١٤

٣٥٧ ـ إسماعيل بن أحمد بن محمد بن حبان (١).

أبو عبد الله النّسويّ الصّوفيّ.

من خواصّ أبي القاسم القسريّ.

سمع : عمرو بن مسرور ، وغيره.

روى عنه : أبو طاهر السّنجيّ.

ومات في صفر.

ـ حرف الجيم ـ

٣٥٨ ـ جعفر بن أحمد (٢).

أبو محمد البغداديّ السّرّاج القارئ.

سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا محمد الخلّال ، وعبيد الله بن عمر بن شاهين ، ومحمد بن إسماعيل بن عمر بن سنبك ، وأحمد بن عليّ التّوّزيّ (٣) ،

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (جعفر بن أحمد) في : الأنساب ٧ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، والمنتظم ٩ / ١٥١ ، ١٥٢ رقم ٢٤٢ (١٧ / ١٠٢ ـ ١٠٤ رقم ٣٧٦٤) ، ومعجم الأدباء ٧ / ١٥٣ ـ ١٦٢ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤٣٩ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٠ / ٣٥٨ ، والأربعينيات لنصر الطوسي (مخطوطة الأزهر) ورقة ٣٩٩ ، ووفيات الأعيان ١ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ١ / ٢٠ ، ٢١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٧ رقم ١٥٩٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٢٨ ـ ٢٣١ رقم ١٤١ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٩ ، والعبر ٣ / ٣٥٥ ، وتاريخ إربل لابن المستوفي ١ / ٩٥ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٩٣ ـ ٩٥ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٦٦ ـ ١٦٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٦٢ و ١٦٢ ، ١٦٣ (ذكر مرتين) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٥ ، ٤٦ ، والوافي بالوفيات ١١ / ٩٢ ، ٩٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٨ وفيه : «جعفر بن محمد» ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ١٠٠ ـ ١٠٣ رقم ٤٧ ، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ١ / ١٧٥ ، وصلة الخلف بموصول السلف (نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية) طبعة الكويت ، مجلّد ٢٩ ج ٢ / ٤٩٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٩٤ ، وبغية الوعاة ١ / ٤٨٥ ، وكشف الظنون ٤٩٢ ، ٩٥٧ ، ١٧٠٣ ، ١٨٣٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤١١ ، ٤١٢ ، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان ١ / ٥٩٤ ، ومعجم المؤلفين ٣ / ١٣١ ، ١٣٢ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم الثاني) ج ٢ / ١٩ ـ ٢٣ رقم ٣٠٧ ، وانظر : مصارع العشّاق ، له ، وكتابنا : الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى ٢٠٦ ، ٢٠٧.

(٣) التّوّزيّ : بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد الواو وفي آخرها الزاي ، هذه النسبة إلى بعض بلاد فارس ، وقد خفّفها الناس ويقولون : الثياب التوزية ، وهو مشدّد ، وهو توج (الأنساب ٣ / ١٠٤).

٣١٥

وعليّ بن عمر القزوينيّ ، وابن غيلان ، والبرمكيّ ، والتنّوخيّ ، وأبا الفتح عبد الواحد بن شيطا ، وغيرهم ببغداد ، والحافظ أبا نصر عبيد الله السّجزيّ (١) ، وأبا بكر محمد بن إبراهيم الأردستانيّ (٢) بمكّة ، وأبا القاسم الحنّائيّ ، وأبا بكر الخطيب بدمشق ، وعبد العزيز الضّرّاب بن الحسين ، وجماعة بمصر.

وخرّج له الحافظ أبو بكر الخطيب خمسة أجزاء مشهورة مرويّة.

روى عنه : ابنه ثعلب ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، ومحمد بن ناصر ، ومحمد بن البطّيّ ، وأبو طاهر السّلفيّ ، وسلمان بن مسعود الشّحّام ، وأبو الحسن بن الخليّ الفقيه ، وعبد الحقّ بن يوسف ، وشهدة الكاتبة ، وأبو الفضل خطيب الموصل ، وخلق كثير.

وكتب بخطّه الكثير. وصنّف كتاب «مصارع العشّاق» ، وكتاب «حكم الصّبيان» ، وكتاب «مناقب السّودان». ونظم الكثير في الفقه ، واللّغة ، والمواعظ وشعره حلو سهل في سائر فنون الشّعر. وكان له اعتناء بالحديث.

انتخب السّلفيّ من كتبه أجزاء عديدة.

وحدّث ببغداد ، ودمشق ، ومصر.

قال شجاع الذّهليّ (٣). كان صدوقا ، ألّف في فنون شتّى.

وقال أبو عليّ الصّدفيّ : هو شيخ فاضل ، جميل ، وسيم ، مشهور ، يفهم.

عنده لغة وقراءات. وكان الغالب عليه الشّعر. ونظم «التّنبيه» لابن إسحاق الشّيرازيّ ، ونظم «مناسك الحجّ».

وذكره الفقيه أبو بكر بن العربيّ ، فقال : ثقة ، عالم ، مقريء ، له أدب ظاهر ، واختصاص بالخطب.

__________________

(١) السّجزيّ : بكسر السين المهملة ، وسكون الجيم ، وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى سجستان. قال ابن ماكولا : هذه النسبة على غير قياس. (الأنساب ٧ / ٤٣).

(٢) الأردستاني : بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البريّة عند ازورارة بينهما ، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان. (الأنساب ١ / ١٧٧).

(٣) في الأصل : «شجاع السلفي» وهو وهم.

٣١٦

وقال السّلفيّ : سألته عن مولده ، فقال : إمّا في آخر سنة سبع عشرة ، وإمّا في أوّل سنة ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد.

وقال السّلفيّ : وكان ممّن يفتخر برؤيته وروايته لديانته ودرايته ، وله تواليف مفيدة. وفي شيوخه كثرة. وأعلاهم إسنادا ابن شاذان.

وقال حمّاد الحرّانيّ : سئل السّلفيّ عن جعفر السّرّاج فقال : كان عالما بالقراءات ، والنّحو ، واللّغة ، وله تصانيف وأشعار كثيرة. وكان ثقة ، ثبتا.

وقال ابن ناصر : كان ثقة ، مأمونا ، عالما ، فهما ، صالحا ، نظم كتبا كثيرة ، منها «المبتدأ» لوهب بن منبّه ، وكان قديما يستملي على القزوينيّ ، وأبي محمد الخلّال (١).

__________________

(١) وقال ابن الجوزي : ولد سنة ست عشرة وأربعمائة ، قرأ القرآن بالقراءات وأقرأ سنين .. وسافر إلى بلاد الشام ومصر ، وسمع بدمشق وطرابلس ، وخرّج له الخطيب فوائد في خمسة أجزاء ، وتكلّم على الأحاديث ، وكان أديبا شاعرا لطيفا صدوقا ثقة ، وصنّف كتبا حسانا ، وشعره مطبوع ، وقد نظم كتبا كثيرة شعرا ، فنظم كتاب «المبتدإ» ، وكتاب «مناسك الحج» ، وكتاب «الخرقي» ، وكتاب «التنبيه» ، وغيرها ، حدّثنا عنه أشياخنا ، وآخر من حدّث عنه شهدة بنت الإبري. قرأت عليها كتابه المسمّى ب «مصارع العشّاق» بحق سماعها منه.

ومن أشعاره :

بان الخليط فأدمعي

وجدا عليهم تستهلّ

وحدا بهم حادي الفراق

عن المنازل فاستقلّوا

قل للذين ترحّلوا

عن ناظري والقلب حلّوا

ودمي بلا جرم أتيت

غداة بينهم استحلّوا

ما ضرّهم لو أنهلوا

من ماء وصلهم وعلّوا

وأنشد في مدح أصحاب الحديث :

قل للذين بجهلهم

أضحوا يعيبون المحابر

والحاملين لها من

الأيدي بمجتمع الأساور

لو لا المحابر والمقالم

والصحائف والدفاتر

والحافظون شريعة

المبعوث من خير العشائر

والناقلون حديثه عن

كابر ثبت وكابر

لرأيت من شيع الضلال

عساكرا تتلوا عساكر

كل يقول بجهله

والله للمظلوم ناصر

سمّيتهم أهل الحديث

أولي النّهى وأولي البصائر

حشويّة فعليكم

لعن يزيركم المقابر

٣١٧

توفّي في صفر رحمه‌الله.

__________________

=هم حشو جنّات النعيم

على الأسرّة والمنابر

رفقاء أحمد كلّهم

عن حوضه ريّان صادر

كان جعفر السّراج صحيح البدن لم يعتره في عمره مرض يذكر ، فمرض أياما. (المنتظم).

وقال ابن عساكر : قرأت بخط غيث بن علي الصوري : جعفر بن أحمد بن الحسين ذو طريقة جميلة ومحبّة للعلم والأدب ، وله شعر لا بأس به ، وخرّج له شيخنا الخطيب فوائد وتكلّم عنها في خمسة أجزاء ، وكان يسافر إلى مصر وغيرها ، وتردّد إلى صور عدّة دفعات ، ثم قطن بها زمانا ، وعاد إلى بغداد وأقام بها إلى أن توفي. (تاريخ دمشق).

ووقع في (مصارع العشاق ١٤ و ٥٥) أن أبا عبد الله محمد بن علي الصوري أخبر ابن السرّاج سنة ٤٠٤ بقراءته عليه.

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : هذا خطأ ، والصحيح سنة ٤٤٠ ، لأنّ ابن السّراج ولد سنة ٤١٦ ه‍.

وقال ابن السرّاج : ولي ابتداء قصيدة كتبت بها من دمشق إلى الشيخ الفقير أبي الحسن مروان بن عثمان النحويّ الإسكندراني وهو بصور :

وحقّ مصارع أهل الهوى

لروعة صوت غراب البين؟

وشكوى المحبّين يوم الفراق

ما في قلوبهم من جوى

وقد لفّ أعناقهم موقف

وقد رفع البين فيهم لوا

عشيّة أجروا عيون العيون

بين العقيق وبين اللوى

دموعا كثرت فلو أنه

أتاهنّ وقد مني لارتوى

لقد أتمنّى زمانا يضم

بك الشمل وهو لقلبي هوى

وله من ابتداء قصيدة نظمها بالشام في بني أبي عقيل أمراء صور :

ألا هل لمن أضناه حبّك إفراق

وهل للديغ البين عندك درياق

وهل لأسير سامه قتل نفسه

هواك وقد زمّت ركابك إطلاق

أيا جارة الحيّ الذين ترحّلوا

فللعيس وخد بالحمول واعتناق

أما تخافي الله في قتل عاشق

هجرته حتى في الكرى وهو مشتاق

فقالت وروعات النوى تستحثّها

ودمع مآقيها على النحر مهراق

هو البين فالبس جنّة الصبر أو فمت

بداء الهوى قد مات قبلك عشاق

وله ابتداء قصيدة مدح بها عين الدولة ابن أبي عقيل قاضي صور :

عرّج بنا عن الحمى يمينا

فقد تولّى الحيرة الغادونا

لم أنس يوم ذي الأراك قولها

والبين عن قوس النوى يرمينا

تزوّد الوداع واعلم أنّنا

كما اشتهى البين مفارقونا

والمستني والرقيب غافل

كفّا تكاد أن تذوب لينا

أجللت فاها اللثم إلّا أنني

قبّلت منها النحر والجبينا

تمنعنا العفّة كل ريبة

والقلب قد جنّ بها جنونا

وقال فيه أيضا :

٣١٨

ـ حرف الخاء ـ

٣٥٩ ـ خلف بن محمد (١).

__________________

= يا هند هل وصل فيرتقب

إن كان يحفظ في الهوى سبب

أم هل لهجرك والبعد أمد

إنّي لأجل رضاك منقضب

أنسيت موقفنا بذي سلم

أيام أثواب الصبا قشب

وحديثنا والدهر غافل

عن الحوادث منه والنّوب

نمسي ونصبح في بلهنيّة

من عيشنا ووشاتنا غيّب

لما هجرت بعثت طيف كرى

ما زيارته لنا أرب

طيف الهنا طرف رنا

زور الزيارة وهو بمحتجب

واصلتنا والدار بارحة

وهجرتنا وديارنا صقب

مطلتنا حلما أو بعض هوى

جلت فأمرك كلّه عجب

دع عنك هند فقد أغار على

فؤادك عسكر شيبك اللجب

ناقص بمدحك ما جديدة

يعني إذا ما أحنت السحب

ملكا يقبل عند رؤيته

في دسته عوض اليد الصيّب

عتبوه في أشعاره كرما

ولو أنهم عقلوا لما عتبوا

من معشر من بجميل فعلهم

بتحمّل الأشعار والخطب

قد وردت بغداد أو طال بها

عهدي وحرّك نحوها سبب

وهي التي أغنتك شهرتها

عن أن تجدّدها لك الكتب

دار الملوك وكلّ ما حزبت

فوق السماك لمجده الطنب

وطلبت مثلك يا نفيس بها رجلا

فأعيا عبدك الطلب

فرجعت أدراجي إلى ملك

أمواله في الجود تنتهب

في المكرمات بعض قصّته

أبدا وفيها يذهب الذهب

هيهات تسمع في الندا عونا

لو أنّ نازلة عليه أب

وأنشد ابن السرّاج بصور لنفسه من قصيدة :

وقد صار يبري نصول السهام

وأولى من المنّ ما لا يمن

ليجعلها في الدواء الجريح

ويشري بها للقتيل الكفن

ومن شعره :

وعدت بأن تزوري بعد شهر

فزوري ، قد تقضّى الشهرزوري

وشقّة بيننا نهر المعلّى

إلى البلد المسمّى شهرزوري

(فشهر صدودك المحتوم صدق

ولكن شهر وصلك شهرزوري

(الأنساب ٧ / ٤١٨).

توفي ليلة الأحد ١١ صفر سنة ٥٠٠ وقيل سنة ٥٠١ وقيل سنة ٥٠٢ ه‍. (انظر كتابنا : موسوعة علماء المسلمين (القسم الثاني) ج ١ / ١٩ ـ ٢٣ رقم ٣٠٧).

(١) انظر عن (خلف بن محمد) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ١٧٥ رقم ٣٩٧.

٣١٩

أبو القاسم الأنصاريّ القرطبيّ ، المعروف بابن السّرّاج.

مكثر عن حاتم بن محمد. وكان رجلا صالحا ورعا ، يشار إليه بإجابة الدّعوة ، وكان النّاس يقصدونه ويتبركون بلقائه ودعائه ، وسمعوا منه (١).

توفّي ليلة سبع وعشرين من رمضان.

ـ حرف العين ـ

٣٦٠ ـ عبّاس بن محمد بن أحمد البردانيّ (٢).

أبو الفضل.

سمع : محمد بن محمد بن غيلان ، وغيره.

توفّي في ربيع الأوّل.

٣٦١ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله (٣).

أبو الحسن التّجيبيّ الطّليطليّ ابن المشّاط.

روى عن : أحمد بن مغيث ، وجماهر بن عبد الرحمن ، وأبي محمد الفارقيّ.

قال ابن بشكوال : كان من أهل العلم ، مقدّما في الفهم ، حافظا ، ذكيّا ، لغويّا ، أديبا ، شاعرا ، متيقّظا. جمع كتبا في غير ما فنّ.

أخبرني عنه أبو الحسن بن مغيث ، وقال : تردّد في الأحكام بناحية إشبيلية ، ثمّ صرف عنها ، وقصد مالقة فسكنها ، وبها توفّي في سابع رمضان ، وشهده جمع عظيم.

٣٦٢ ـ عبد الوهّاب بن محمد بن عبد الوهّاب بن محمد (٤).

__________________

(١) وقد سمع منه بعض كتب الزهد.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته. و «البرداني» : بفتح الباء الموحّدة والراء والدال المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بردان وهي قرية من قرى بغداد. (الأنساب ٢ / ١٣٥).

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٣٤٥ رقم ٧٤٠.

(٤) انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في : المنتظم ٩ / ١٥٢ ، ١٥٣ رقم ٢٤٤ (١٧ / ١٠٤ رقم ٣٧٦٦) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٤٣٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤٨ ـ ٢٥١ رقم ١٥٥ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٦٨٣ ، ٦٨٤ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١ / ٣٩٠ ـ ٣٩٩ ، وعيون =

٣٢٠