تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

١٠٣ ـ أحمد بن الحسن بن الحسين بن كيلان (١).

أبو بكر البغداديّ المقرئ الخبّاز.

سمع : أبا القاسم الحرفيّ.

روي عنه.

١٠٤ ـ أحمد بن عبد الوهّاب (٢).

أبو منصور الشّيرازيّ الواعظ الشّافعيّ الفقيه المغسّل ، نزيل بغداد.

تفقّه على : أبي إسحاق.

وسمع من : أحمد بن محمد الزّعفرانيّ ، وأبي محمد الجوهريّ.

سمع منه : ابن طاهر ، وعبد الله بن أحمد بن السّمرقنديّ.

ذكره ابن الصّلاح في «طبقات الشّافعيّة».

١٠٥ ـ أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد بن أيّوب بن أيّوب (٣).

الأستاذ أبو القاسم ابن القاضي أبي الوليد الباجيّ.

سكن سرقسطة وغيرها.

وروى عن أبيه معظم علمه ، وخلفه في حلقته بعد وفاته. وأخذ عن :

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (أحمد بن سليمان) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٧١ رقم ١٥٣ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٤٠٤ رقم ٢٩١٨ ، والديباج المذهب ٤٠ ، وكشف الظنون ٨٣٦ ، وإيضاح المكنون ١ / ٥٥٠ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٢١ رقم ٣٤٢ ، ومعجم المؤلفين ١ / ٢٣٧.

١٤١

حاتم بن محمد ، وابن جيّان ، ومحمد بن عتّاب ، ومعاوية بن محمد العقيليّ ، ويوسف بن الفرج.

وغلب عليه علم الأصول والنّظر. وله تصانيف تدلّ على حذقه وتوسّعه في المعارف (١). وله كتاب «العقيدة في المذاهب السّديدة» ورسالة «الاستعداد للخلاص في المعاد». وكان غاية في الورع ، معدودا في الأذكياء. توفّي بجدّة بعد منصرفه.

ودخل بغداد ولم يقم بها. وتحوّل منها إلى البحرين ، وإلى اليمن ، وأجاز للقاضي عياض.

وقال ابن بشكوال (٢) : أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا ، ووصفوه بالنّباهة والجلالة. وكان من كبار المالكيّة.

وقال القاضي عياض : خلف أباه في الحلقة ، وكان حافظا للخلاف والمناظرة ، أديبا ، ناظما ، ورعا ، تخلّى عن تركة أبيه لقبوله جوائز السّلطان ، وكانت وافرة. وخرج عن جميعها ، حتّى احتاج بعد ذلك رحمه‌الله.

١٠٦ ـ أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمود بن علّكان (٣).

الفقيه أبو بكر الهمذانيّ الشّروطيّ (٤) البيّع (٥). ويعرف بابن المحتسب.

روى عن : عبد الله بن عبدان ، وأبي عبد الله التّوثيّ (٦) ، وأبي سعد بن

__________________

(١) انظر : الصلة ١ / ٧١.

(٢) في الصلة ١ / ٧١.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) الشروطي : بضم الشين المعجمة ، والراء ، وبعدهما الواو ، وفي آخرها الطاء المهملة. هذه النسبة لمن يكتب الصّكاك والسّجلّات لأنها مشتملة على «الشروط» فقيل لمن يكتبها : الشروطي. (الأنساب ٧ / ٣٢١).

(٥) البيّع : بفتح الباء الموحّدة وكسر الياء المشدّدة آخر الحروف وفي آخرها العين المهملة. هذه اللفظة لمن يتولّى البياعة والتوسّط في الخانات بين البائع والمشتري من التجار للأمتعة. (الأنساب ٢ / ٣٧٠).

(٦) في الأصل : «التوني» ، والتصحيح من : الأنساب ٣ / ١٠٠ وفيه : التوثي : بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث ، هذه النسبة إلى توث وهي قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها.

١٤٢

زيرك ، وحمد بن المأمون ، وبندار بن الحسين الزّاهد ، وأبي عبد الله بن خرجة النّهاونديّ ، وغيرهم.

قال شيرويه إنّه سمع منه ، وإنّه كان صدوقا صالحا ، مثابرا للمتعلّمين.

توفّي في رمضان.

قلت : روى عنه شهردار بن شيرويه كتاب «الألقاب» لأبي بكر الشّيرازيّ ، وقد وقع لنا.

١٠٧ ـ أحمد بن محمد بن سميكة (١).

البغداديّ : أحد وكلاء الخليفة.

روى عن : أبي عليّ بن شاذان.

روى عنه : أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، وغيره.

مات في شوّال.

١٠٨ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن دينار (٢).

أبو طالب الكندلانيّ.

وكندلان (٣) من قرى أصبهان.

روى عن : أبي بكر بن أبي عليّ المعدّل ، وغلام محسّن ، والجمّال.

روى عنه السّلفيّ ، وغيره.

وقيل إنّه سمّع لنفسه في شيء (٤).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (أحمد بن محمد الكندلاني) في : الأنساب ١٠ / ٤٨٥ ، ٤٨٦ ، واللباب ٣ / ١١٥.

(٣) كندلان : بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون. (الأنساب).

(٤) قال ابن السمعاني : سمع الحديث الكثير ، وخلط ما لم يسمع بما سمع ، وسقطت روايته. ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مندة الحافظ في كتاب أصبهان ، فقال : أبو طالب الكندلاني ، حدّث عن أبي بكر بن أبي علي ، وأبي عبد الله الجمّال ، وغلام محسّن ، وأبي علي الصيدلاني ، وروى عن أبي بكر بن مردويه ، ولم يسمع منه ، ولم تكن الرواية والحديث من صنعته ، إن أخطأ لا يعتمد على روايته إلا ما كتب عنه أهل الرواية والمعرفة. ومات في التاسع عشر من المحرّم سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. وكان شيخنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول : أبو طالب الكندلاني فيه لين.

١٤٣

قال السّلفيّ : سمعته يقول : ولدت سنة اثنتين وأربعمائة. ونا (١) عن النّقّاش.

قال السّمعانيّ : نا عنه محمد بن عبد الواحد المغازليّ.

١٠٩ ـ أحمد بن محمد (٢).

أبو القاسم الأصبهاني الباغبان (٣).

والد أبي الخير ، وأبي بكر.

حدّث عن : أبي القاسم عبد الرحمن بن مندة.

ومات كهلا (٤).

١١٠ ـ إبراهيم بن يحيى (٥).

أبو إسحاق التّجيبيّ الطّليطليّ ، النّقّاش. المعروف بابن الزّرقالة.

كان واحد عصره في علم العدد والرّصد ، وعلل الأزياج. لم تخرج الأندلس أحدا مثله ، مع ثقوب الذّهن والبراعة في عمل الآلات النّجوميّة. وله رصد بقرطبة.

وتوفّي في ذي الحجّة.

١١١ ـ إسماعيل بن إبراهيم بن عبيد الله (٦).

أبو الفرج البرديّ (٧).

سمع : الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه.

روى عنه : السّلفيّ ، وقال : مات في شعبان سنة ٤٩٣.

١١٢ ـ أحمد بن عبد الرحيم بن القاضي (٨).

__________________

(١) اختصار لكلمة : «وأخبرنا».

(٢) انظر عن (أحمد بن محمد الباغبان) في : المنتظم ٩ / ١١٤ رقم ١٦٩ (١٧ / ٥٥ رقم ٣٦٩٠).

(٣) في الأصل : «الباغيان».

(٤) قال ابن الجوزي : سمع الحديث الكثير تحت ضرّ شديد ، وكان رجلا صالحا.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) لم أجد مصدر ترجمته.

(٧) البردي : في الأنساب ٢ / ١٤١ : «البردي» بفتح الباء وسكون الراء. و «البردي» بضم الباء وسكون الدال. ولا أدري إلى أيّهما ينسب صاحب الترجمة.

(٨) تأخّرت ترجمته في الأصل بعد (ثابت بن روح رقم ١١٥).

١٤٤

أبو نصر البخاريّ الحمّال الواعظ.

سمع : أباه ، وأحمد بن القاسم ، وطاهر بن حسين المطّوّعيّ.

وأملى مدّة.

ولد سنة أربع عشر.

حدّث عنه : عثمان بن عليّ البيكنديّ ، ومحمد بن أبي بكر السّنجيّ ، وعمر بن أبي بكر الصّابونيّ ، وأبو رجاء محمد بن محمد البخاريّ.

ـ حرف الباء ـ

١١٣ ـ بريدة بن محمد بن بريدة (١).

أبو سهل الأسلميّ المروزيّ.

سمع : إسماعيل بن ينال المحبوبيّ (٢) صاحب محمد بن أحمد بن محبوب ومولاه ، وأبا بكر محمد الحسن بن عبويه.

قال ابن السّمعانيّ : هو الشّيخ الصّالح بريدة بن محمد بن بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عبّاس بن خلف بن برد بن سرجس بن عبد الله بن بريدة بن الخصيب ، كان صالحا ، جميل الأمر ، فقيه أهل بيته.

توفّي في ذي الحجّة ، وكان مولده في سنة ثمان وأربعمائة ، روى لنا عنه :محمد بن أبي بكر السّنجيّ ، وجماعة.

ـ حرف الثاء ـ

١١٤ ـ ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد (٣).

أبو الفتح الرّارانيّ (٤) الأصبهانيّ ، جدّ خليل بن أبي الرجاء.

سمع : أبا بكر بن رندة ، وأبا طاهر عبد الرحيم.

__________________

(١) انظر عن (بريدة بن محمد) في : التحبير ١ / ٢١٧ ، ٥٤١.

(٢) المحبوبي : بفتح الميم ، وسكون الحاء المهملة ، وضم الباء الموحّدة ، وفي آخرها باء أخرى ، بعد الواو ، هذه النسبة إلى محبوب وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب ١١ / ١٥٩).

(٣) انظر عن (ثابت بن روح) في : الأنساب ٦ / ٣٩.

(٤) في الأصل : «الرازاني» بالزاي. والتصحيح من : الأنساب ، وفيه : «الراراني» : راران بالراءين المفتوحتين المنقوطتين من تحتهما بنقطة واحدة قرية من قرى أصبهان.

١٤٥

روى عنه : محمد بن طاهر المقدسيّ ، وأبو عامر العبدريّ (١) ، والسّلفيّ.

صوفيّ كبير.

ـ حرف الجيم ـ

١١٥ ـ جعفر بن محمد بن الفضل (٢).

أبو طاهر القرشيّ العبّادانيّ (٣) البصريّ.

حدّث عن أبي عمر الهاشميّ بأجزاء من «مسند» عليّ بن إبراهيم المادرائيّ (٤) ، وشيء من إملاء أبي عمر الهاشميّ ، وغير ذلك.

روى عنه : أبو غالب محمد بن أبي الحسن الماورديّ (٥) ، وعليّ بن عبد الملك الواعظ ، وطلحة بن عليّ المالكيّ ، وعبد الله بن عليّ الطّامذيّ (٦) ، ومحمد بن طاهر المقدسيّ ، وعبد الله بن عمر بن سليخ (٧) ، وآخرون.

وآخر من حدّث عنه : ابن سليخ.

وآخر من حدّث عنه بالإجازة أبو طاهر السّلفيّ.

وأمّا قول أبي نصر اليونارتيّ (٨) إنّه روى عن أبي داود عن الهاشميّ ، فقول لا يتابع عليه ، فإنّ النّاس ازدحموا على أبي عليّ التّستريّ (٩) ، ورحل إليه ابن

__________________

(١) العبدري : بفتح العين المهملة ، وسكون الباء المنقوطة بواحدة ، وفتح الدال المهملة ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى «عبد الدار».

(٢) انظر عن (جعفر بن محمد) في : الأنساب ٨ / ٣٣٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٧٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٤١ ـ ٤٣ رقم ٢٧ ، والعبر ٣ / ٣٣٦ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٩.

(٣) العبّاداني : بفتح العين المهملة ، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة والدال المهملة بين الألفين ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى عبّادان ، وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر. (الأنساب ٨ / ٣٣٥).

(٤) المادرائي : بفتح الميم والدال المهملة بعد الألف ، وبعدها الراء ، هذه النسبة إلى مادرايا من أعمال البصرة. (الأنساب ١١ / ٦٤).

(٥) الماوردي : بفتح الميم والواو ، وسكون الراء ، وفي آخرها الدال المهملة ، هذه النسبة إلى بيع الماورد وعمله. (الأنساب ١١ / ١٠٤).

(٦) الطامذي : بفتح الطاء المهملة ، والميم ، بينهما الألف ، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى طامذ ، قرية من قرى أصبهان. (الأنساب ٨٠ / ١٧٩).

(٧) سليخ : بالسين المهملة المفتوحة ، وفي آخرها خاء معجمة. (المشتبه ١ / ٣٦٧).

(٨) تقدّم التعريف بهذه النسبة.

(٩) التّستري : بالتاء المضمومة المنقوطة من فوق بنقطتين وسكون السين المهملة وفتح التاء=

١٤٦

طاهر ، والمؤتمن السّاجيّ ، وعبد الله بن السّمرقنديّ ، ومحمد بن مرزوق الزّعفرانيّ ، وطائفة سواهم. وقد مات من سنة تسع وسبعين ، فلو كان العبّادانيّ يروي الكتاب إلى عامنا هذا ، لرحل النّاس إليه أكثر ممّا رحل إلى التّستريّ ، وأيضا ، فلا نعلم أحدا حدّث بالسّنن عن العبّادانيّ إلّا ما قاله أبو نصر وأثبته لأهل أصبهان ، ولو كان هذا معروفا بالعراق لسمعوا «السّنن» على ابن سليخ بالإجازة من العبّادانيّ ، وأسمعه أهل مصر ، على السّلفيّ ، عن العبّادانيّ ، مع أنّ الاحتمال باق.

قرأت على عبد المؤمن الحافظ : أخبركم ابن رواج ، أنا السّلفيّ ، كتب إلينا أبو طاهر جعفر بن محمد بن البصرة ، وحدّثني عنه شجاع الكنانيّ : أنا أبو عمر الهاشميّ ، ثنا عليّ بن إسحاق ، ثنا عليّ بن حرب ، ثنا عبد الله (١) بن إدريس ، عن الأعمش ، عن شقيق قال : كان ابن مسعود يقول : إنّي لأخبر بمكانكم ، فما يمنعني أن أخرج إليكم إلّا كراهية أن أملّكم. إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتخولّنا بالموعظة كراهية السّامة علينا (٢) ، قال ابن سكّرة : أبو طاهر رجل صالح أمّيّ.

قلت : قال السّلفيّ في «معجم أصبهان» (٣) : سمعت يحيى بن محمد البحرانيّ يقول : توفّي العبّادانيّ في جمادى الأولى سنة ثلاث. ونودي في البصرة على ابن العبّادانيّ الزّاهد فليحضر ، فلعلّه لم يتخلّف من أهل البلد إلّا القليل.

قال السّلفيّ : كان يروي عن الهاشميّ ، وأبي الحسن النّجّاد. ومن مرويّاته كتاب «السّنن» لأبي داود ، يرويه عن أبي عمر الهاشميّ. كذا قال السّلفيّ.

__________________

= المعجمة أيضا بنقطتين من فوق والراء المهملة. هذه النسبة إلى تستر بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان ، يقولها الناس شوشتر ، وبها قبر البراء بن مالك رضي‌الله‌عنه. (الأنساب ٣ / ٥٤).

(١) في الأصل : «ثنا علي بن حرب ، نا عبد الله ، ثنا عبد الله».

(٢) السند صحيح. وقد أخرجه البخاري في العلم (٦٨) ، وفي الدعوات (٦٤١١) ، ومسلم في صفات المنافقين (٢٨٢١) ، والترمذي (٢٨٥٥) ، وأحمد في المسند ١ / ٣٧٧ و ٣٧٨ و ٤٢٥ و ٤٤٣ و ٤٦٢ من عدّة طرق عن الأعمش ، بهذا الإسناد.

(٣) في الأصل : «قال السلفي في الثامن معجم أصبهان». ولعلّ «الثامن» مقحمة ، أو لعلّها : «في الجزء الثامن من معجم أصبهان». والله أعلم.

١٤٧

ـ حرف الحاء ـ

١١٦ ـ الحسن بن تميم (١).

أبو عليّ البصريّ.

سمع كتاب «الشّهاب» من القضاعيّ.

وسمع ببغداد من ابن النّقّور ، وبالبصرة من أبي عليّ التّستريّ.

روى عنه : عبد الواحد بن محمد المدينيّ في مشيخته.

وسمع منه السّلفيّ بأصبهان بعض «الشّهاب».

توفّي في رجب.

١١٧ ـ حمزة بن مكّيّ (٢).

أبو طاهر الخبّاز.

بغداديّ يروي عن : عبد الملك بن بشران.

وعنه : عمر بن ظفر المغازليّ (٣).

توفّي في رجب.

١١٨ ـ الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة (٤).

أبو عبد الله النّعاليّ (٥).

شيخ معمّر من كبار المسندين ببغداد.

قال السّمعانيّ : كان صالحا ، إلّا إنّه ما كان يعرف شيئا. وكان حمّاميّا.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) المغازلي : بفتح الميم والغين المعجمة ، وكسر الزاي بعد الألف ، وفي آخرها اللام ، هذه النسبة إلى المغازل وعملها. (الأنساب ١١ / ٤١٦).

(٤) انظر عن (الحسين بن أحمد) في : التحبير لابن السمعاني ٢ / ٤٢٦ ، والأنساب ١٢ / ١١٤ ، والمنتظم ٩ / ١١٥ رقم ١٧٩ (١٧ / ٥٦ رقم ٣٦٩٢) ، واللباب ٣ / ٣١٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٧٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٠١ ـ ١٠٣ رقم ٥٧ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٣ ، والعبر ٣ / ٣٣٦ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٣٣٩ ، وتبصير المنتبه ١ / ١٦٦ ، ولسان الميزان ٢ / ٢٦٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٩ ، وأعيان الشيعة ٢٥ / ١٦٥.

(٥) النّعالي : بكسر النون وفتح العين المهملة وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى عمل النعال. (الأنساب ١٢ / ١١٣).

١٤٨

قلت : ولهذا يقال له الحافظ ، لأنّه كان قعّادا لحفظ ثياب النّاس في الحمّام (١).

قال شجاع الذّهليّ : صحيح السّماع ، خال من العلم والفهم. سمعت منه. وبخطّ أبي عامر العبدريّ قال : الحسين بن طلحة عامّيّ ، أمّيّ ، رافضيّ ، لا يحلّ أن يحمل عنه حرف.

وبخطّه أيضا : كان أمّيّا ، لا يدري ما يقرأ عليه. لم يكن أهلا أن يؤخذ عنه.

وكذا نعته بعض شيوخ السّمعانيّ بعدم الفهم ، وقال : لا أروي عنه.

سمّعه جدّه من أبي عمر بن مهديّ ، وأبي سعد المالينيّ ، وأبي الحسين محمد بن عبيد الله الحنّائيّ ، وأبي سهل العكبريّ ، وأبي القاسم بن المنذر القاضي وهو آخر من حدّث عنهم.

قال السّمعانيّ : ثنا عنه جماعة ببلاد. وسألت إسماعيل الحافظ بأصبهان عنه ، فقال : هو من أولاد المحدّثين ، سمع الكثير.

وسألت أبا الفرج إبراهيم بن سليمان عنه ، فقال : سمعت منه ، ولا أدري عنه. كان لا يعرف ما يقرأ عليه.

وسمعت عبد الوهّاب الأنماطيّ يقول : دلّنا عليه أبو الغنائم بن أبي عثمان ، فمضينا إليه ، فقرأت عليه الجزء الّذي فيه اسمه وسألناه : هل عندك من الأصول شيء؟ فقال : كان عندي شدّة بعتها ابن الطّيوريّ ، ما أدري أيش فيها.

فمضينا إلى ابن الطّيوريّ (٢) ، فأخرج لنا شدّة فيها سماعاته من المالينيّ وغيره ، فقرأناها عليه.

قلت : روى عنه خلق كثير منهم : أبو الفتح بن البطّيّ ، ويحيى بن ثابت بن بندار ، وهبة الله بن الحسن الدّقّاق ، والقاضي أبو المعالي حسن بن أحمد بن

__________________

(١) لسان الميزان ٢ / ٢٦٨.

(٢) هو المبارك بن عبد الجبّار الطيوري. وستأتي ترجمته في وفيات سنة ٥٠٠ ه‍. في هذا الجزء.

١٤٩

محمد بن جعفر الكرخيّ ، والقاضي أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حمزة الثّقفيّ ، وأبو القاسم هبة الله بن الفضل القطّان ، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، وأبو البركات سعد الله بن محمد بن حمدي البزّاز ، وأبو الغمر خريفة ، والهاطر أو المبارك بن هبة الله بن العقّاد ، وأبو المظفّر محمد بن أحمد بن محمد عبد الوهّاب بن الدّبّاس ، والمبارك بن المبارك السّمسار ، وعبد الله بن منصور الموصليّ ، ومحمد بن إسحاق بن الصّابيء ، ومحمد بن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وصالح بن الرّخلة (١) ، وأبو عليّ أحمد بن محمد الرّحبيّ (٢) ، وتركناز (٣) بنت عبد الله بن محمد بن الدّامغانيّ (٤) ، وكمال بنت عبد الله بن السّمرقنديّ ، وشهدة الكاتبة ، ونفيسة البزّازة (٥) ، وتجنّي (٦) الوهبانيّة ، وأحمد بن المقرّب (٧).

ومات في صفر (٨).

ـ حرف الخاء ـ

١١٩ ـ خلف بن محمد بن خلف (٩).

أبو الحزن العبدريّ (١٠) السّرقسطيّ.

__________________

(١) الرّخلة : بكسر الراء المشدّدة وسكون الخاء وفتح اللام. (المشتبه ١ / ٣١١).

(٢) الرّحبي : بفتح الراء وسكون الحاء المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة ، هذه النسبة إلى الرحبة ، وهي بلدة من بلاد الجزيرة في آخر حدّ هاب على أول حدّ الشام يقال لها رحبة بن مالك بن طوق على شرط الفرات. (الأنساب ٦ / ٨٩).

(٣) في الأصل : «تركنار» براءين مهملتين. والصحيح ما أثبتناه. بالزاي آخر الحروف.

(٤) الدّامغانيّ : بالدال المفتوحة المشدّدة المهملة والميم المفتوحة والغين المنقوطة. بلدة من بلاد قومس : (الأنساب ٥ / ٢٥٩).

(٥) في الأصل : «البزارة» براء قبل الهاء. وما أثبتناه هو الصحيح.

(٦) تجنّي : بفتح التاء المثنّاة بنقطتين من فوق ، والجيم ، وكسر النون المشدّدة ، وياء. وهي معمّرة من طبقة شهدة. توفيت سنة ٥٧٥ ه‍. (المشتبه ١ / ١١٠).

(٧) في الأصل : «المقرن».

(٨) وقال ابن الجوزي : وعاش تسعين سنة ، فاحتاج الناس إلى إسناده مع خلوّه من العلم ، حدّثنا عنه أشياخنا. (المنتظم).

(٩) انظر عن (خلف بن محمد) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ١٧٣ رقم ٣٩٣.

(١٠) هكذا ورد في هامش الأصل من كتاب (الصلة) وفيه عبارة : «نقلته من خط بن الدباغ». أما في متن الترجمة ورد أنه يعرف ب : القروذي.

١٥٠

أجاز له جدّه أبو الحزم خلف بن أحمد بن هاشم (١) قاضي وشقة (٢). وسمع من خاله موسى بن خلف ، وولي الأحكام.

وكان فقيها صالحا.

مات في ذي الحجّة عن نيّف وثمانين سنة. وكانت جنازته مشهودة.

توفّي جدّه سنة إحدى وعشرين (٣).

ـ حرف السين ـ

١٢٠ ـ سعد بن محمد بن عبد الملك (٤).

أبو منصور البغدادي النّحويّ.

سمع الكثير ، ونسخ ، وحدّث عن : أبي طالب بن غيلان ، والجوهريّ.

روى عنه : هبة الله السّقطيّ.

ومات في ربيع الأوّل ، وكان صحيح النّقل.

١٢١ ـ سلمان بن أبي طالب عبد الله بن محمد بن الفتى (٥).

أبو عبد الله النّهروانيّ (٦) النّحويّ.

من كبار أئمّة العربيّة. صنّف كتبا في اللّغة من ذلك كتاب «القانون» في عشرة أسفار في اللّغة ، قليل المثل. وصنّف كتابا في تفسير القرآن ، وشرح

__________________

(١) في الصلة ١ / ١٦٥ رقم ٣٦٩ : «خلف بن أحمد بن هشام».

(٢) في الصلة : قاضي سرقسطة.

(٣) لم يرد في (الصلة) تاريخ لوفاته.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (سلمان بن أبي طالب) في : معجم الأدباء ١١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٦ رقم ٧٤ ، والمنتظم ٩ / ١١٥ رقم ١٧٢ (١٧ / ٥٦ رقم ٣٦٩٣) ، وإنباه الرواة ٤ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، رقم ٢٦٧ ، ونزهة الألباء ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٦ وفيه «سليمان» ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٣١١ ـ ٣١٣ رقم ٤٣٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٩ ، وبغية الوعاة ١ / ٥٩٥ رقم ١٢٥ ، وطبقات المفسرين للسيوطي ١٣ ، وكشف الظنون ١٦٣ ، ٢١٢ ، ٤٤٦ ، ٨١٢ ، ١١٦٠ ، ١٣١٣ ، وروضات الجنات ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، ومعجم المؤلفين ٤ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ٢٣٤ رقم ١٨٨.

(٦) النهرواني : بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى. هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربعة فراسخ من الدجلة يقال لها النهروان. (الأنساب ١٢ / ١٧٤).

١٥١

«الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ.

وصنّف في علل القراءات.

ونزل أصبهان ، وتخرّج به أهلها.

قرأ الأدب على : أبي الخطّاب الجيليّ ، والثّمانينيّ.

وقدم بغداد بعد الثّلاثين وأربعمائة.

وله شعر جيّد.

وسمع : أبا طالب بن غيلان ، وأبا الطيب الطّبريّ.

روى عنه : أبو زكريّا بن مندة ، وأبو القاسم إسماعيل الطّلحيّ (١) ، وأبو طاهر السّلفيّ (٢).

__________________

(١) الطّلحي : بفتح الطاء المهملة ، وسكون اللام ، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى طلحة بن عبيد الله رضي‌الله‌عنه. (الأنساب ٨ / ٢٤٦).

(٢) ذكره ابن الأنباري باسم «سليمان». وقال : ثقة ، نشأ بالمدرسة النظامية ببغداد ، ونزل بأصبهان وسكنها ، وأكثر فضلائها قرءوا عليه وأخذوا عنه الأدب. وذكره أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب في تاريخ أصبهان ، واستوطن فيها ، وكان جميل الطريقة ، فاضلا ، أديبا ، حسن الأخلاق.

ودخل بغداد سنة ثلاثين وأربعمائة. وتشاغل بالأدب على أبي القاسم الثمانيني ، وغيره. من أدباء وقته ، وكان مليح الشعر ، ومنه قوله :

تذلّل لمن إن تذلّلت له

رأى ذاك الفضل لا للبله

وجانب صداقة من لم يزل

على الأصدقاء يرى الفضل له

(نزهة الألباء ٢٦٨ ، ٢٦٩) وقال ابن النجار : قدم بغداد وقرأ بها النحو على الثمانيني ، واللغة على ابن الدهان ، وغيره ، وبرع في النحو وكان إماما فيه وفي اللغة. وسمع الحديث من القاضي أبي الطيب الطبري ، وغيره. وجال في العراق ونشر بها النحو ، واستوطن أصبهان ، وروى عنه السلفي. وصنّف تفسير القرآن ، وكتابا في القراءات و «القانون في اللغة» عشر مجلّدات لم يصنّف مثله ، وشرح «الإيضاح» لأبي علي الفارسيّ ، وشرح «ديوان المتنبّي» و «الأمالي» وغير ذلك. مات في ثاني عشر من صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، وقيل سنة أربع وتسعين وأربعمائة. ومن شعره :

إن خانك الدهر فكن عائذا

بالبيض والإدلاج والعيس

ولا تكن عبد المنى إنّها

رءوس أموال المفاليس

وقال :

تقول بنيّتي : أبتي تقنّع

ولا تطمح إلى الأطماع تعتد

وروض باليأس نفسك فهو أحرى

وأزمن في الورى وعليك أعود

فلو كنت الخليل وسيبويه

أو الفرّاء أو كنت المبرّد

لما ساويت في حيّ رغيفا

ولا تبتاع بالماء المبرّد

١٥٢

وهو والد مدرّس النّظاميّة أبي عليّ الحسين (١) بن سلمان.

قال السّلفيّ : هو إمام في اللّغة. أخذ عن ابن برهان ، وطائفة.

ـ حرف الصاد ـ

١٢٢ ـ صالح ابن الحافظ أبي صالح أحمد بن عبد الملك النّيسابوريّ (٢).

المؤذّن أبو الفضل.

توفّي في شعبان.

روى اليسير ، ومات في الكهولة (٣).

ـ حرف الطاء ـ

١٢٣ ـ طاهر بن الحسين بن عليّ بن عبد المطّلب بن حمد (٤).

أبو المظفّر النّسفيّ.

قال السّمعانيّ : كان من العلماء الزّهاد.

__________________

= (معجم الأدباء ١١ ، ٢٣٤ ـ ٢٣٦) ومن شعره أيضا :

يا ظبية حلّت بباب الطاق

بيني وبينك أوكد الميثاق

فو حقّ أيام. الحمى ووصالنا

قسما بها وبنعمة الخلّاق

ما مرّ من يوم ولا من ليلة

إلّا إليك تجدّدت أشواقي

سقيا لأيام جنى لي طيبها

ورد الخدود ونرجس الأحداق

(الوافي بالوفيات ١٥ / ٣١٢).

(١) في نزهة الألباء : «الحسن» ، ومثله في : الوافي بالوفيات. وهو توفي سنة ٥٢٥ ه‍. وله ابن آخر يقال له أبو الحسن علي. كان أديبا فاضلا ، وكان وجيها بالري إمّا وزيرا لبعض أمراء السلجوقية أو شبيها بالوزير. مدحه أبو يعلى ابن الهبارية.

(٢) انظر عن (صالح بن أبي صالح) في : المنتخب من السياق ٢٦٠ رقم ٨٤٠ وقد وردت ترجمته في الأصل عقب ترجمة «كامكار» الآتية برقم (١٣٩).

(٣) وقال عبد الغافر الفارسيّ : «شاب سنّي متعصّب للسّنّة ، فاضل محصّل ، سمّعه أبوه الكثير ، ولم يفته كثير أحد من مشايخي. وأدرك أسانيد المخلدي ، والخفّاف ، وأصحاب السيد والأصمّيّات.

توفي عصر يوم الجمعة السابع من شعبان سنة تسع وتسعين وأربعمائة». «أقول» : ينبغي لهذا أن تؤخّر ترجمته من هنا إلى وفيات سنة ٤٩٩ ه‍.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

١٥٣

سمع : الحسين بن عبد الواحد الشّيرازيّ الحافظ ، وميمون بن عليّ النّسفيّ الأديب.

ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، ومات في رابع رمضان عن ثمانين سنة.

ـ حرف العين ـ

١٢٤ ـ عبد الله بن الحسين بن أبي منصور (١).

الحافظ أبو محمد الطّبسيّ (٢).

يوصف بالفهم والحفظ.

سمع : ابن النّقّور ، وعبد الوهّاب بن مسور.

وكان مشتغلا بإخراج الصّحيح والموافقات.

مات بخراسان.

١٢٥ ـ عبد الله بن أحمد بن عليّ بن صابر بن عمر (٣).

أبو القاسم السّلميّ الدّمشقيّ أخو عبد الرحمن. ويعرف بابن سيده.

محدّث مشهور ، كتب الكثير ، وسمع واستنسخ (٤).

وروى عن : الحافظ عبد العزيز الكتّانيّ ، وأبي عبد الله بن [أبي] الحديد ، وأبي القاسم بن أبي العلاء.

روى عنه : أبو القاسم بن مقاتل (٥).

وعاش إحدى وأربعين سنة (٦).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) الطّبسيّ : بفتح الطاء المهملة والباء المنقوطة بواحدة ، والسين المهملة. هذه النسبة إلى طبس ، وهي بلدة في برّيّة بين نيسابور وأصبهان وكرمان. (الأنساب ٨ / ٢٠٩).

(٣) انظر عن (عبد الله بن أحمد) في : تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى ـ عبد الله بن ثوب) ٣٣٣ ، ٣٣٤ رقم ١٥٣ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٢ / ٢١ رقم ٢٢ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٢٨٧ ، ٢٨٨.

(٤) وحدّث باليسير.

(٥) وأنشد قول ابن صابر السلمي :

صبرا لحكمك أيّها الدهر

لك أن تجور ومنّي الصبر

آليت لا أشكوك مجتهدا

حتى يردّك من له الأمر

(٦) وسئل عن مولده فقال : ولدت ليلة الثلاثاء العتمة لتسع بقين من ذي القعدة من سنة اثنتين

١٥٤

١٢٦ ـ عبد الله بن جابر بن ياسين بن الحسين (١).

أبو محمد العسكريّ (٢) الحنّائيّ (٣) ، الفقيه الحنبليّ.

تفقّه على : القاضي أبي يعلى ، وكان خال أولاده.

وسمع : أبا عليّ بن شاذان ، وأبا القاسم بن بشران.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وابن أخيه أبو الحسين بن أبي يعلى ، وعمر بن ظفر ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وأبو طاهر السّلفيّ.

قال السّمعانيّ : كان صدوقا. مليح المحاضرة ، حسن الخطّ ، بهيّ المنظر.

كان يستملي للقاضي أبي يعلى بجامع المنصور (٤).

وقال السّلفيّ : كان من مشاهير المحدّثين وثقاتهم.

وقال أبو الحسين : توفّي خالي في العشرين من شوّال. وكان مولده سنة تسع عشرة (٥).

١٢٧ ـ عبد الله بن محمد بن أحمد بن العربيّ (٦).

أبو محمد المعافريّ الإشبيليّ.

__________________

= وخمسين وأربعمائة.

(١) انظر عن (عبد الله بن جابر) في : طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ٢ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ رقم ٦٩١ ، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ١ / ٨٧ ، ٨٨ رقم ٣٦ وفيه : «الحسن» بدل «الحسين».

(٢) العسكري : بفتح العين ، وسكون السين المهملتين وفتح الكاف ، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى مواضع وأشياء. فأشهرها المنسوب إلى عسكر مكرم وهي بلدة من كور الأهواز يقال لها بالعجمية الشكر (الأنساب ٨ / ٤٥٢).

(٣) الحنّائيّ : بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشدّدة وفي آخرها الياء آخر الحروف. هذه النسبة إلى بيع الحنّاء ، وهو نبت يخضبون به الأطراف. (الأنساب ٤ / ٢٤٤).

(٤) طبقات الحنابلة ٢ / ٢٥٢ وفيه : «علّق عنه قطعة من المذهب والخلاف ، وكتب أشياء من تصانيفه».

(٥) وقال أيضا : وسمعت منه عدّة أجزاء ، وكان صادق اللهجة ، حسن الوجه ، مليح المحاضرة ، كثير القراءة للقرآن ، مليح الخط ، حسن الحساب.

وذكر القاضي عياض أنه سأل أبا علي بن سكّرة عنه ، فقال : كان شيخا مستورا ، فاضلا. وقال ابن السمعاني : وكان أبوه أبو الحسن جابر بن ياسين ثقة ، من أهل السّنّة. توفي سنة ٤٦٤ ه‍. (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٨٨).

(٦) انظر عن (عبد الله بن محمد) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٨٨ رقم ٦٣٥ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٩٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٣٠ ، ١٣١ رقم ٦٨ ، والوفيات لابن قنفذ ٢٦٢ ، ٢٦٣ رقم ٤٩٣ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٣٣٠ في ترجمة ابنه «محمد بن عبد الله بن محمد».

١٥٥

قال ابن بشكوال (١) : هو والد شيخنا القاضي أبي بكر بن العربيّ. سمع ببلده من محمد بن أحمد بن منظور ، ومن أبي محمد بن خزرج.

وبقرطبة من محمد بن عتّاب.

وأجاز له أبو عمر بن عبد البرّ.

ورحل مع (٢) ابنه سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، وحجّ. وسمعا بالشّام والعراق. وكان أبو محمد من أهل الآداب الواسعة ، واللّغة ، والبراعة ، والذّكاء ، والتّقدّم في معرفة الخبر والشّعر والافتتان بالعلوم وجمعها.

توفّي بمصر في المحرّم منصرفا عن المشرق (٣). وكان مولده في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.

وقال ابن عساكر (٤) في ترجمته : أنبأني أبو بكر محمد بن طرخان قال : قال لي أبو محمد بن العربيّ : صحبت الإمام أبا محمد بن حزم سبعة أعوام ، وسمعت منه جميع مصنّفاته سوى المجلّد الأخير من كتاب «القصد» ، وسوى أكثر كتاب «الإيصال».

قلت : مدح الوزير عميد الدّولة ابن جهير بعدّة قصائد (٥).

١٢٨ ـ عبد الجليل بن محمد بن الحسين (٦).

__________________

(١) في الصلة ١ / ٢٨٨.

(٢) في الأصل : «عن» ، والمثبت عن : الصلة.

(٣) وقد ذكر المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ في ترجمة ابنه : «محمد بن عبد الله بن محمد» أنه رجع إلى الأندلس بعد أن دفن أباه في رحلته ـ أظنّ ببيت المقدس ـ. (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٩٩). أما ابن خلّكان فيقول إنه توفي بمصر. (وفيات الأعيان ٤ / ٢٩٧).

(٤) لم أجد قوله في تاريخ دمشق ، ولا في تبيين كذب المفتري. ولعلّه في بعض مصنّفاته الأخرى. أو لعلّه ذكره في ترجمة ابنه محمد.

(٥) وقال المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ في ترجمة ابنه أبي بكر محمد : وكان أبوه أبو محمد ـ أي صاحب الترجمة ـ من كبار أصحاب أبي محمد بن حزم الظاهري بخلاف ابنه القاضي أبي بكر ، فإنه منافر لابن حزم ، محطّ عليه بنفس ثائرة. (سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٩٨).

(٦) انظر عن (عبد الجليل بن محمد) في : تاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود ـ عبد الحميد بن بكار) ٣٩ / ٤٤٨ ، ٤٤٩ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٤ / ١٦٦ رقم ١٠١.

١٥٦

أبو سعد السّاوي (١) التّاجر.

كان يتاجر إلى مصر والشّام ، ويسمع ويكتب. وشهد عند قاضي القضاة الدّامغانيّ في سنة خمس وستّين وأربعمائة. ثمّ ارتفع شأنه ، ورتّب في أعمال جليلة.

سمع بمصر : القاضي أبا عبد الله القضاعيّ ، وعبد العزيز بن الحسن الضّرّاب. وبآمد : أحمد بن عبد الباقي بن طوق الموصليّ.

وبتنّيس : رمضان بن عليّ.

وبدمياط : عبد الله بن عبد الوهّاب.

وبدمشق : أبا القاسم الحسين بن محمد الحنّائيّ ، وعبد الصّمد بن تميم.

وبالبصرة : أبا عليّ التّستريّ.

وببغداد : أبا الحسين بن المهتدي بالله. وخلقا سواهم.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، ومحمد بن البطّيّ ، وشهدة ، وغيرهم (٢).

قال شجاع الذّهليّ : مات في رجب.

١٢٩ ـ عبد الصّمد بن عليّ بن الحسين بن البدن (٣).

أبو القاسم الصّفّار البغداديّ.

والد الشّيخ عبد الخالق.

سمع : أبا طالب بن غيلان.

روى عنه : ابنه ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

كان سنّيّا قويّ النّفس ، يضرب ويعاقب بمحلّته (٤).

__________________

(١) الساوي : بفتح السين المهملة ، وفي آخرها الواو بعد الألف. نسبة إلى ساوة بلدة بين الري وهمذان. (الأنساب ٧ / ١٩).

وفي الأصل تصحفت إلى : «البساوي».

(٢) وقال ابن عساكر : وحدّث بدمشق ، فسمع منه بها طاهر الخشوعي في سنة ثمان وخمسين ، وسكن بغداد ، وشهد بها. (تاريخ دمشق).

(٣) انظر عن (عبد الصمد بن علي) في : المنتظم ٩ / ١١٦ ، ١١٧ رقم ١٧٦ (١٧ / ٥٨ رقم ٣٦٩٨).

(٤) في المنتظم : «المحملة».

١٥٧

١٣٠ ـ عبد العزيز بن عمر بن أحمد الزّعفرانيّ (١).

الأصبهانيّ.

روى عن : أبي بكر بن أبي عليّ.

وروى عنه : السّلفيّ.

توفّي في صفر.

١٣١ ـ عبد الغفّار بن طاهر بن أحمد بن جعفر بن دوّاس (٢).

البزّار ، أبو أحمد.

توفّي في أواخر رمضان.

روى عن محمد بن إبراهيم الأردستانيّ (٣) «صحيح البخاريّ» ، وروى عن أبي مسعود البجليّ.

قال شيرويه : سمعت منه ولم يكن التّحديث من شأنه.

١٣٢ ـ عبد القاهر بن عبد السّلام بن عليّ (٤).

أبو الفضل العبّاسيّ الشّريف النّقيب المكّيّ.

تلميذ أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزينيّ (٥).

قال السّمعانيّ : كان فقيه الهاشميّين. وكان من سراة النّاس ، استوطن بغداد ، وتصدّر للإقراء ، وصار قدوة.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) الأردستاني : بفتح الألف وسكون الراء وفتح الدال ، وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرّية عند ازوارة بينهما ، وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان.

وقال ابن السمعاني : ورأيت بخط والدي ـ رحمه‌الله ـ وكان ضبطها عن الحافظ الدقاق بكسر الألف والدال. (الأنساب ١ / ١٧٧).

(٤) انظر عن (عبد القاهر بن عبد السلام) في : المنتظم ٩ / ١١٧ رقم ١٧٨ (١٧ / ٥٨ رقم ٣٧٠٠) ، والعبر ٣ / ٣٣٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٠.

(٥) الكارزيني : بفتح الكاف والراء وكسر الزاي بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى كارزين ، وهي من بلاد فارس بنواحيها مما يلي البحر. (الأنساب ١٠ / ٣١٦).

١٥٨

وكان قيّما بالقراءات ، أخذها عن الكارزينيّ.

وسمع من : أبي الحسن بن صخر ، وسعد الزّنجانيّ.

قرأ عليه بالرّوايات : أبو محمد سبط الخيّاط ، وصنّف كتاب «المبهجي» في رواياته عنه.

وقرأ عليه أيضا : أبو الكرم الشّهرزوريّ ، ودعوان بن عليّ.

وقرأت بخطّ أبي الفضل محمد بن محمد بن عطّاف قال : رحمة الله على هذا الشّريف ، فلقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف من دين مكين ، وعقل رزين ، قدم من مكّة وأقام بالمدرسة النّظاميّة ، فأقرأ بها القرآن عن جماعة ، وحدّث. جميل الأمر.

وقال غيره : توفّي في يوم الجمعة من جمادى الآخرة ، وقال : ولدت سنة خمس وعشرين.

١٣٣ ـ عبد الكريم بن المؤمّل بن المحسّن بن عليّ (١).

أبو الفضل السّلميّ الكفرطابيّ (٢) ، ثمّ الدّمشقيّ البزّار.

سمع جزءا من عبد الرحمن بن أبي نصر التّميميّ.

روى عنه : أبو محمد بن صابر ، وطاهر الخشوعيّ ، وعمر الدّهستانيّ (٣) ، وأبو المكارم عبد الوهّاب.

ووثّقه ابن صابر وقال : سألته عن مولده فقال : سنة عشر وأربعمائة. وتوفّي في المحرّم.

__________________

(١) انظر عن (عبد الكريم بن المؤمّل) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٥ / ١٨٥ رقم ١٧٩.

(٢) الكفرطابي : بفتح الكاف والفاء وسكون الراء وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة. هذه النسبة إلى كفر طاب وهي بلدة من بلاد الشام عند معرّة النعمان بين حلب وحماة. (الأنساب ١٠٧ / ٤٤٨).

(٣) الدّهستاني : بكسر الدال المهملة والهاء ، وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى دهستان ، وهي بلدة مشهورة عند مازندران وجرجان. (الأنساب ٥ / ٣٧٨ ، ٣٧٩).

١٥٩

ووقع لنا ذلك الجزء.

١٣٤ ـ عليّ بن سعيد بن محرز (١).

العلّامة أبو الحسن العبدريّ الميورقيّ (٢) ، نزيل بغداد.

من كبار الشّافعيّة.

سمع من : القاضيين أبي الطّيّب ، والماورديّ ، وأبي محمد الجوهريّ.

وتفقّه بالشيخ أبي إسحاق.

وصنّف في المذهب والخلاف كتبا. وكان ديّنا حسن الطّريقة.

روى عنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وسعد الخير ، وعبد الخالق بن يوسف.

توفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاث (٣).

ذكره ابن النّجّار.

١٣٥ ـ عبد الهادي بن عبد الله بن محمد (٤).

أبو عروبة ابن شيخ الإسلام الأنصاريّ الهرويّ.

__________________

(١) انظر عن (علي بن سعيد) في : الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ رقم ٩٠٦ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٩٨ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧٧ ، ٢٧٨ رقم ٢٣٦ ، وهدية العارفين ١ / ٦٩٤ ، وكشف الظنون ١٤٩٩ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ١٠٠.

(٢) الميورقي : بفتح الميم وضم الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، وراء مهملة وقاف. نسبة إلى ميورقة. وهي جزيرة شرقي الأندلسي.

(٣) وقال ابن بشكوال : من أهل جزيرة ميورقة ، سمع بها قديما من أبي محمد بن حزم ، وأخذ عنه أيضا ابن حزم. ورحل إلى المشرق وحجّ ، ودخل بغداد وترك مذهب ابن حزم وتفقّه عند أبي بكر الشاشي ، وله تعليق في مذهب الشافعيّ.

وسمع من الخطيب أبي بكر بن ثابت البغدادي ، وغيره. أخبرني بذلك أبو بكر بن العربيّ وذكر أنه صحبه ببغداد وأخذ عنه وأثنى عليه ، وقال لي : تركته حيّا ببغداد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، وتوفي بعد ذلك.

وذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا وقال : صديقنا أبو الحسن الفقيه العبدري رجل من أهل الفضل والمعرفة والأدب وهو من جزيرة ميورقة. (الصلة).

وقال السبكي : له «مختصر الكفاية» في خلافيات العلماء ، وقد وقفت عليها بخطّه من بني عبد الدار ومن أهل موقة (هكذا) من بلاد الأندلس. كان رجلا عالما مفتيا عارفا باختلاف العلماء وقال أيضا : وحدّث باليسير. (طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٢٩٨).

(٤) ذكره هكذا دون ترجمة. ولم أجد مصدر ترجمته.

١٦٠