تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٦

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١
٢

٣

٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الطبقة الرابعة والستون

الحوادث سنة إحدى وثلاثين وستمائة

[خروج الكامل إلى الروم ورجوعه خائبا]

فيها جاء الكامل ، واجتمع بإخوته وبصاحب حمص الملك المجاهد شيركوه ، وساروا ليدخلوا الروم من عند النّهر الأزرق ، فوجدوا عساكر الرّوم قد حفظوا الدّربند ووقفوا على رءوس الجبال ، وسدّوا الطّرق بالحجارة. وكان الأشرف ضيّق الصّدر من جهة الكامل ، لأنّه طلب منه الرّقّة ، فقال الكامل : ما يكفيه كرسي بني أميّة؟ فاجتمع شيركوه بالأشرف ، وقال : إن حكم الكامل على الرّوم أخذ جميع ما بأيدينا ، فوقع التّقاعد منهما. فلمّا رأى الكامل ذلك عبر الفرات ونزل السّويداء ، وجاءه صاحب خرت برت (١) الأرتقيّ ، فقال : عندنا طريق سهلة تدخل منها فجهّز الكامل بين يديه ابنه الملك الصّالح ، وابن أخيه الملك النّاصر داود ، وصوابا الخادم ، فلم يرعهم إلّا وعلاء الدّين صاحب الروم بالعساكر ، وكان صواب في خمسة آلاف ، فاقتتلوا ، وأسر صواب ، وطائفة ، منهم الملك المظفّر صاحب حماة ، وقتل طائفة وهرب الباقون. فتقهقر الكامل ودخل آمد ، ثمّ أطلق علاء الدّين صوابا والمظفّر والأمراء ، مكرمين. وأعطى الكامل إذ

__________________

(١) وتكتب متصلة أيضا «خرتبرت» قيّدها ياقوت بالفتح ثم السكون ، وفتح التاء المثناة ، وباء موحدة مكسورة ، وراء ساكنة ، وتاء مثناة من فوقها ، وهو حصن يعرف بحصن زياد ، في أقصى ديار بكر.

٥

ذاك ولده الصّالح حصن كيفا ، واستناب صوابا بآمد ، ورجع إلى الشّام خائبا (١).

[تسلطن صاحب الموصل]

وفيها تسمّى لؤلؤ صاحب الموصل بالسّلطنة ، وضرب السكّة باسمه. قاله أبو الحسن عليّ بن أنجب ابن السّاعي (٢).

[اكتمال بناء المستنصريّة]

قال : وفيها تكامل بناء المدرسة المستنصريّة ببغداد ، ونقل إليها الكتب وهي مائة وستّون حملا ، وعدّة فقهائها مائتان وثمانية وأربعون فقيها من المذاهب الأربعة ، وأربعة مدرّسون ، وشيخ حديث ، وشيخ نحو ، وشيخ طبّ ، وشيخ فرائض. فرتّب شيخ الحديث أبو الحسن ابن القطيعيّ (٣). ورتّب فيها الخبز والطّبيخ والحلاوة والفاكهة. فأنبأني محفوظ ابن البزوريّ ، قال : تكامل بناء المستنصرية وجاءت في غاية الحسن ونهايته ، وخلع على أستاذ الدّار العزيزة متولّي عمارتها ، وعلى أخيه علم الدّين أبي جعفر ابن العلقميّ ، وعلى حاجبه ، وعلى المعمار ، وعلى مقدّم الصّنّاع. ونقل إلى خزانة الكتب كثير من الكتب النّفيسة ، فبلغني أنّه حمل إليها ما نقله مائة وستون حمّالا ، سوى ما نقل إليها فيما بعد ، وأوقفت ، وجعل الشّيخ عبد العزيز شيخ الصوفيّة برباط الحريم ، وخازن كتب دار الخلافة ، هو وولده ضياء الدّين أحمد ينظران في ترتيبها ، فرتّبا الكتب

__________________

(١) انظر خبر الكامل في : مفرّج الكروب ٥ / ٧٤ ـ ٨٣ ، وزبدة الحلب ٣ / ٢٦٦ ـ ٢٦٨ ، وتاريخ المسلمين لابن العميد ١٤١ وقال فيه إنّ عدّة من حضر إلى خدمة الكامل ثلاثة عشر ملكا جميعهم من بني أيوب ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٥٤ ، ١٥٥ ، والدرّ المطلوب ٣١١ ، ٣١٢ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٤٨ ، ١٤٩ ، والعبر ٥ / ١٢٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٣٦ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ١٩٨ ـ ٢٠١.

(٢) انظر خبر صاحب الموصل في : الحوادث الجامعة ٣٢ ، والعبر ٥ / ١٢٣ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٤٩ ، ١٥٠ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٥٧ ، ودولة الأتابكة في الموصل بعد عماد الدّين زنكي ، للدكتور رشيد الجميلي ٢٢٩ ، ٢٣٠ طبعة دار النهضة العربية ، بيروت ١٩٧٥.

(٣) هو محمد بن أحمد بن عمر المتوفى سنة ٦٣٤ ه‍. انظر ترجمته ومصادرها في الوفيات برقم (٢٨١).

٦

أحسن ترتيب. وفي بعض الأيّام اتّفق حضور أمير المؤمنين عندهما لينظر ، فسلّم عليه عبد العزيز وتلا قوله تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (١) فخشع المستنصر بالله أمير المؤمنين ، وردّ عليه‌السلام ، وكلّمه ، وجبر قلبه. وشرط لكلّ مدرس أربعة معيدين ، واثنان وستّون فقيها ، وأن يكون بالدّار المتّصلة بالمدرسة (٢) ثلاثون يتيما يتلقّنون (٣).

[وقفيّة المستنصريّة]

قلت (٤) : رأيت نسخة كتاب وقفها في خمسة كراريس ، والوقف عليها عدّة رباع وحوانيت ببغداد ، وعدّة قرى كبار وصغار ما قيمته تسعمائة ألف دينار فيما يخال إليّ ، ولا أعلم وقفا في الدّنيا يقارب وقفها أصلا سوى أوقاف جامع دمشق ، وقد يكون وقفها أوسع.

فمن وقفها بمعاملة دجيل : قصر سميكة (٥) ، وهي ثلاثة آلاف وسبعمائة جريب ، والجمد (٦) وضياعه كلّها ، ومساحته ستّة آلاف وأربعمائة جريب ، والأجمة (٧) كلّها ، وهي خمسة آلاف جريب وخمسون ، ومن نهر الملك برفطا (٨) كلّها ، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب ، وناحية البدو ، وهي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعون جريبا ، وقوسنيثا (٩) ، وهي ثلاثة آلاف جريب ونيّف ، وقرية يزيد كلّها ، وهي أربعة آلاف جريب ومائة وثمانون جريبا ، ومن ذلك ناحية

__________________

(١) سورة الفرقان ، الآية ١٠.

(٢) أي دار القرآن المستنصرية.

(٣) انظر عن بناء المستنصرية في : الحوادث الجامعة ٣٢ ـ ٣٥ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٠ ـ ١٥٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٣٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٣٩ ، ١٤٠ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٥٨ ـ ٤٦٠.

(٤) القائل هو المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ.

(٥) سميكة في شمالي بغداد.

(٦) الجمد : من ناحية دجيل. (معجم البلدان).

(٧) تعتبر من أراضي الحلّة الآن.

(٨) برفطا : بفتح الباء الموحدة والراء ، وسكون الفاء. قرية من قرى نهر الملك.

(٩) هكذا بخط المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ.

٧

طبسنى ، ومساحتها ثمانية آلاف ومائة جريب ، ومن ذلك سستا ، وهي ثلاثة آلاف جريب وزيادة ، وناحية الأرحاء (١) ، وهي أربعة آلاف جريب ، ومن ذلك ناحية البسطاميّة ، وهي أربعة آلاف جريب ، والفراشة (٢) ، ألف جريب ، وقرية حد النّهرين ، وهي ألف جريب ومائتا جريب ، والخطابيّة (٣) ، وهي أربعة آلاف وثمانمائة جريب ، وناحية بزندي (٤) ، وهي ستة آلاف وخمسمائة جريب ، ومن ذلك الشدّاديّة ومبلغها عشرون ألف جريب ومائتان وخمسون جريبا ، وحصن بقية (٥) ، وهو أربعة آلاف جريب وثمانمائة ، ومن ذلك فرهاطيا (٦) ، ستّة آلاف جريب ، ومن ذلك حصن خراسان ، وهي خمسة آلاف جريب وتسعمائة جريب ، وما أضيف إلى ذلك ، وهو سبعة آلاف جريب ومائتا جريب. ومن أعمال نهر عيسى قرية الجديدة ، وهي ألفا جريب وستّمائة جريب ، والقطنية ، وهي ستّة آلاف وأربعمائة جريب ، وقرية المنسل ، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب ، وميثا ، وهي ألفان وخمسمائة جريب ، وقرية الدّينارية ، وهي أربعة آلاف وستمائة جريب ، والنّاصريّة كلّها ، وهي تسعة عشر ألف جريب.

فالمرتزقة من أوقاف هذه المدرسة على ما بلغني نحو من خمسمائة نفس ، المدرّسون فمن دونهم ، وبلغني أنّ تبن الوقف يكفي الجماعة ويبقى مغلّ هذه القرى مع كري الرّباع فضلة ، فكذا فليكن البرّ وإلا فلا.

وحدّثني الثّقة أنّ ارتفاع وقفها بلغ في بعض السّنين وجاء نيّفا وسبعين ألف مثقال ذهب.

__________________

(١) لعلّها «الأرحاء» التي بالقرب من واسط.

(٢) لعلّها هي «فراشا» القرية المشهورة من أعمال نهر الملك ، والتي ذكرها ياقوت.

(٣) قرية على جانب الصراة ، كانت في موضع المحلة التي تسمى الكبش والأسد ، بالقرب من بغداد ، وبها قبر إبراهيم الحربي «معجم البلدان».

(٤) وردت من غير نقط في الأصل.

(٥) هكذا في الأصل ، ولعله بقّة ـ بالفتح وتشديد القاف واحدة البق : اسم موضع ، قريب من الحيرة ، وقيل : حصن كان على فرسخين من هيت ، كان ينزله جذيمة الأبرش ـ كما ذكر ياقوت في «معجم البلدان».

(٦) هكذا مجوّدة بخط المؤلّف.

٨

وفي خامس رجب يوم الخميس فتحت ، وحضر سائر الدّولة والقضاة والمدرّسون والأعيان ، وكان يوما مشهودا.

[عودة ركب العراق]

وفيها سار ركب العراق ، فبلغهم أنّ العرب قد طمّوا المياه ، وعزموا على أخذ الرّكب ، فردّ بالنّاس قيران الظّاهريّ أميرهم ، ووصل أوائلهم في ذي الحجّة إلى بغداد ، وماتت الجمال والنّاس. وكانت سنة عجيبة. وكان معهم تابوت مظفّر الدّين صاحب إربل ليدفن بمكّة ، فعادوا به ودفنوه بمشهد عليّ رضي‌الله‌عنه (١).

[إقامة الجمعة بمسجد جرّاح]

وفيها أقيمت بمسجد جرّاح الجمعة بالشّاغور (٢).

[تعليق حبل بباب جامع دمشق]

وفيها أمر وزير دمشق ، وابن جرير أن يعلّق بباب الجامع حبل ، فمن دخل من أصحاب الحريريّ ، علّق فيه.

__________________

(١) انظر خبر الركب العراقي في : الحوادث الجامعة ٣٦ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٢.

(٢) انظر عن مسجد جرّاح في : البداية والنهاية ١٣ / ١٤٠.

٩

سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

[الشروع في بناء جامع العقيبة]

فيها شرع الملك الأشرف في بناء جامع العقيبة ، وكان قبل ذلك خانا يقال له : خان الزّنجاريّ ، فيه الخمور والخواطئ ، فأنفق عليه أموالا كثيرة (١).

[وصول رسول من اليمن]

وفيها في صفر وصل إلى الدّيوان العزيز رسول من الأمير عمر بن رسول أنّه استولى على بلاد اليمن ، وأرسل تقادم وتحفا (٢).

[ختم المستعصم للقرآن]

وفيها ختم القرآن عبد الله ابن المستنصر بالله ، وهو المستعصم الّذي قتلته التّتار ، ختم على مؤدّبه أبي المظفّر عليّ بن النّيّار ، فعملت دعوة هائلة غرم عليها عشرة آلاف دينار ، وأعطى ابن النّيّار شيئا كثيرا ، من ذلك : ألف دينار ، وخلع عديدة (٣).

__________________

(١) انظر عن بناء جامع العقيبة في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٩٣ ، وذيل الروضتين ١٦٣ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، والأعلاق الخطيرة ٢ / ٨٧ ، ٨٨ ، ووفيات الأعيان ٥ / ٣٣٤ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٣ ، والمختار من تاريخ ابن الجوزي ١٥٦ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٦٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٤٣ ، وصبح الأعشى ٤ / ٩٤ ، والدارس ٢ / ٤٢٦ ، وشذرات الذهب ٥ / ١٤٨ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٣٠٨ ، ومنادمة الأطلال ٣٧٠.

(٢) انظر خبر الرسول في : المختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٧ ، والعسجد المسبوك ٤٦٤ ، والعقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية للخزرجي ١ / ١٥٤ ، وغاية الأماني في أخبار القطر اليماني لابن القاسم ٤٢١.

(٣) انظر خبر الختم في : الحوادث الجامعة ٤١ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٧ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٦٤.

١٠

[ضرب دراهم بأمر المستنصر بالله]

وفيها جلس الوزير نصير الدّين بن النّاقد ، واستحضر الولاة والتّجار والصّيارف ، ثمّ فرشت الأنطاع ، وأفرغ عليها الدّراهم التي ضربت بأمر المستنصر بالله ، فقام الوزير والدّولة خدمة لرؤيتها ، ثمّ قال : قد رسم مولانا أمير المؤمنين بمعاملتكم بهذه الدّراهم عوضا عن قراضة الذّهب ، رفقا بكم ، وإنقاذا لكم من التّعامل بالحرام من الصّرف الرّبويّ ، فأعلنوا بالدّعاء والطّاعة. ثمّ سعّرت كلّ عشرة بدينار إماميّ ، وأديرت بالعراق ، فقال الموفّق أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد :

لا عدمنا جميل رأيك فينا

أنت باعدتنا عن التّطفيف

ورسمت اللّجين حتّى ألفناه

 ، وما كان قبل بالمألوف

ليس للجمع كان منعك للصّرف

 ، ولكن للعدل والتّعريف (١)

[وقعة أهل سبتة مع الفرنج]

وفي ربيع الأوّل كانت وقعة أهل سبتة مع الفرنج ، وذلك أنّ متولّيها الينشتيّ (٢) كان قد بالغ في تألّفهم ، فكانوا يأتون بالتّجارات ، فكثروا إلى الغاية بسبتة بحيث إنّهم صاروا بها أكثر من أهلها ، فطمعت الفرنج وراموا تملّك البلد وأعملوا الحيلة. وكان لأبي العبّاس الينشتيّ ابنان : أحدهما قائد البحر ، والآخر قائد البرّ. فخرج قائد البرّ نوبة بجيشه لأخذ الخراج من القبائل ، فعزم الملاعين على أمرهم ، ولبسوا أسلحتهم وخرجوا ، فطلبوا من سقّاء ماء ، فأبى ، فقتلوه ، وشرعوا في القتال. وثار المسلمون إليهم ، والتحم الحرب ، فقتلوا من أهل

__________________

(١) انظر خبر الدراهم في : الحوادث الجامعة ٤٠ ، ٤١ (دون ذكر الأبيات) ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٧ ، ١٥٨ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٧٥ وفيه البيتان : الأوّل والثالث ، وتاريخ الخلفاء ٤٢٥ ، ٤٢٦ ، وشذرات الذهب ٥ / ١٤٧ ـ ١٤٨.

وفي المختار من تاريخ ابن الجزري ، والعسجد المسبوك أبيات أخرى للقاضي محمد بن أبي الفضل الفقيه الحنفي.

(٢) الينشتيّ : نسبة إلى ينشتة من أعمال بلنسية.

١١

الرّبض خلقا ، وسدّ أهل البلد الباب في وجوههم ، ورموهم بالنّشّاب من المرامي ، وأسرع الصّريخ إلى قائد البرّ ، فكرّ بالجيش ركضا ، والإفرنج قد ملكوا الرّبض ، وسدّوا بابه الواحد ، وهم على أن يغلقوا الثّاني ، فحمل الجيش عليهم حملة صادقة ، فدخلوا عليه ، فلم يفلت منهم إلّا الشّريد ، ففرّوا إلى البحر هاربين ، وغنم المسلمون من الأموال ما لا يوصف. فذهب المنهزمون واستنجدوا بالفرنج ، ثمّ أقبلوا في هيئة ضخمة من الرجال والمراكب وآلات الحصار والمجانيق ، ونازلوا سبتة ، واشتدّ الأمر ، فطلب المسلمون المصالحة ، فقالوا : لا نردّ حتّى يغرموا لنا جميع ما أخذ لنا في العام الماضي. فأعطوا جميع ذلك ، التزم الينشتيّ لهم بذلك ، وعجز عن البعض ، فشرع في مصادرة العامّة ، فتوغّلت صدورهم عليه ، وقال له الأعيان : الرأي يا أبا العبّاس أن نصالح صاحب المغرب ، فكأنّه أحسّ منهم القيام عليه ، فأجاب على كره ، فكاتبوا الرّشيد عبد الواحد ، فبعث أحسّ منهم القيام عليه ، فأجاب على كره ، فكاتبوا الرّشيد عبد الواحد ، فبعث جيشا مع وزيره ، وفتح أهل سبتة له البلد ، وأسر الينشتيّ هو وابنه الواحد ثمّ قتلا بالسّمّ بمرّاكش ، وهرب ابنه الآخر في البحر ، فما استقرّ إلّا بعدن. وأمّا الفرنج فنازلوا على إثر ذلك بلنسية ، فأخذوها.

١٢

سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

[دخول الناصر داود بغداد]

في المحرّم دخل بغداد الناصر داود بن المعظّم ، وتلقّاه الموكب وخلع عليه قباء أطلس وشربوش ، وأعطي فرسا بسرج ذهب ، وأقيمت له الإقامات. ولمّا مرّ بالحلّة عمل له زعيمها سماطا عظيما ، فقيل : إنّه غرم على الدّعوة اثني عشر ألف دينار ، ولمّا أراد التوجّه ، خلع عليه قباء أسود ، وفرجيّة ممزج ، وعمامة قصب كحليّة مذهّبة ، وأعطي فرسا بمشدّة حرير ، يعني الحزام الرقبة ، وأعطي علما ، وخفتاتين (١) ، وخيما ، وكراعا ، وآلات ، وعدّة أرؤس من الخيل ، وبقج قماش ، وخمسة وعشرين ألف دينار ، وذلك بعد الصّلح بينه وبين عمّيه الكامل والأشرف. وأرسل في حقّه رسول إلى الكامل ، وسافر في رمضان (٢).

[خروج التتار إلى إربل والموصل]

وفي ربيع الأوّل جاء فرقة من التّتار إلى إربل فواقعوا عسكرها ، فقتل جماعة من التتار ، وقتل من الأرابلة نفر يسير. ثمّ إنّ التّتار ساقوا إلى الموصل ونهبوا وقتلوا ، فاهتمّ المستنصر بالله وفرّق الأموال والسّلاح. فرجع التّتار ودخلوا الدّربند ، وردّ عسكر بغداد وكان عليهم جمال الدّين قشتمر (٣).

__________________

(١) هكذا قيّدها المؤلّف هنا ـ رحمه‌الله ـ ، وفي المختار من تاريخ ابن الجزري بخطه أيضا :

«جفتاتين» ، وفي نهاية الأرب ٢٩ / ٢١٢ «الجفتاوات».

(٢) انظر عن دخول النّاصر بغداد في : الحوادث الجامعة ٤٣ ، ٤٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، ومفرّج الكروب ٥ / ١٠٠ ـ ١٠٢ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٦١ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٧٠ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٢١١ ـ ٢١٣.

(٣) انظر عن خروج التّتار في : الحوادث الجامعة ٤٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠٣ ، والعبر ٥ / ١٣٢ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٦٢ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٩٩ (حوادث ٦٣٤ ه‍) ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٧٠ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٥١ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤١٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٤٤.

١٣

[قضاء القضاة والتدريس بالمستنصرية]

وفيها عزل أبو المعالي بن مقبل عن قضاء القضاة ، وتدريس المستنصريّة.

وولي التّدريس أبو المناقب محمود بن أحمد الزّنجانيّ الشافعيّ. ثمّ ولي قضاء القضاة أبو الفضل عبد الرحمن بن اللّمغانيّ (١).

[تدريس المالكية بالمستنصرية]

وفيها وصل سراج الدّين عبد الله بن عبد الرحمن الشّرمساحيّ (٢) المالكيّ إلى بغداد بأهله ، فولي تدريس المالكيّة بالمستنصريّة ، وبانت فضائله (٣).

[التدريس الحنفي بالمستنصرية]

وفيها وصل إلى بغداد أيضا شهاب الدّين أحمد بن يوسف ابن الأنصاريّ الحلبيّ الحنفيّ ، وولي تدريس المستنصريّة.

[تعدية الكامل والأشرف إلى الشرق وعودتهما]

وفيها عدّى الكامل والأشرف الفرات إلى الشرق ، واستعاد الكامل حرّان والرّها من صاحب الروم ، فأخرب قلعة الرّها. ثمّ نزل على دنيسر فأخربها. فجاءه كتاب صاحب الموصل أنّ التّتار قد قطعوا دجلة في مائة طلب (٤) ، ووصلوا إلى سنجار ، فخرج إليهم معين الدّين ابن كمال الدّين بن مهاجر فقتلوه. فردّ الكامل والأشرف إلى الشّام. فأتت عساكر الروم والخوارزميّة إلى ماردين فنزل إليهم صاحبها ، وأتوا إلى نصيبين ، فأخربوها ، وبدّعوا ، وعملوا فيها أعظم ممّا فعل الكامل بدنيسر ، فلا حول ولا قوّة إلّا بالله (٥).

__________________

(١) انظر خبر القضاء والتدريس في : الحوادث الجامعة ٤٧ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٦٢ ، ١٦٣ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٧٢ و ٤٧٣.

(٢) الشرمساحي : نسبة إلى شرمساح من نواحي مكة المكرّمة.

(٣) الحوادث الجامعة ٥٠ (حوادث سنة ٦٣٤ ه‍).

(٤) الطلب : مجموعة من الجيش ، وجمعها : أطلاب.

(٥) انظر خبر التعدية في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٩٥ ، ٦٩٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٥٨ ،

١٤

قال سعد الدّين ابن شيخ الشّيوخ ـ وأجازه لنا ـ : فيها وصلت الأخبار من مصر بأنّ فيها وباء عظيما ، بحيث إنّه مات في شهر نيّف وثلاثون ألف إنسان (١).

ثمّ ساق كيفيّة حصار الكامل لحرّان. وقتل عليها عدد من المسلمين. وزحف عليها الكامل والأشرف مرّات ، وجرح خلق كثير. ثمّ أخذها بالأمان من نوّاب صاحب الروم وأخذهم في القيود ، وجرت أمور قبيحة جدّا.

[آمرية مائة فارس بدمشق]

وفي رمضان كان الملك الكامل بدمشق نازلا في دار صاحب بعلبكّ الّتي داخل باب الفراديس ، فأعطى آمريّة مائة فارس للصّاحب عماد الدّين عمر ابن الشيخ.

[منازلة صاحب الروم حرّان وآمد]

وفي آخر السّنة حشد صاحب الروم وجمع ونازل حرّان وآمد ، وتعثّرت الرعيّة بينه وبين أولاد العادل ، نسأل الله اللّطف. ثمّ جرت أمور (٢).

[أخذ الفرنج قرطبة]

وفيها أخذت الفرنج ـ لعنهم الله ـ قرطبة بالسّيف ، واستباحوها ، فقال لنا أبو حيّان (٣) : توفّي ابن الربيع (٤) بإشبيليّة بعد استيلاء النّصارى على شرقيّ قرطبة سنة ثلاث وثلاثين.

__________________

= ومفرّج الكروب ٥ / ١٠٩ ، ١١٠ ، وزبدة الحلب ٣ / ٢٢٠ ، وتاريخ مختصر الدول ٢٤٩ ، وتاريخ المسلمين لابن العميد ١٤١ ، والدرّ المطلوب ٣١٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٦١ ، ومرآة الجنان ٤ / ٨٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٤٤ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٥١ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٩٣ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٣٠٩.

(١) انظر عن الوباء بمصر في : السلوك ج ١ ق ١ / ٢٥٠.

(٢) انظر خبر صاحب الروم في : الحوادث الجامعة ٥١ (حوادث سنة ٦٣٤ ه‍).

(٣) يعني : أثير الدين أبا حيّان الغرناطي النحويّ المفسر المشهور.

(٤) هو أبو سليمان ربيع بن عبد الرحمن بن ربيع القرطبي.

١٥

وقال ابن الأبّار (١) : استولت الروم على قرطبة في شوّال سنة ثلاث وثلاثين.

قلت : هي أكبر مدائن الأندلس وما زالت دار إسلام من زمن الوليد بن عبد الملك إلى أن استولت النّصارى الآن عليها بالأمان.

__________________

(١) في كتاب : التكملة لكتاب الصلة ١ / ٣٢٣ في ترجمة «ابن الربيع» هذا.

١٦

سنة أربع وثلاثين وستمائة

[انخساف مشرفة بجماعة]

في المحرّم قصد جماعة عيادة مريض ببغداد ، فطلعوا وجلسوا عنده على مشرفة ، فانخسفت بهم ، فماتوا جميعا سوى المريض ، وكانوا سبعة (١).

[مصرع طير لابن صاحب الموصل]

وفيها صرع الطّير الأمير ركن الدّين إسماعيل ابن صاحب الموصل ، فادّعي لشرف الدّين إقبال الشّرابيّ ، وبعث بالطّير إلى بغداد ، فقبله ، وعلّق ببغداد ، ونثر عليه ألف دينار فالتقطها رماة البندق (٢).

[امتناع الحجّ من العراق]

ولم يحجّ أحد هذا العام من العراق (٣).

[نكبة ركب الشام]

وجرى على ركب الشام نكبة شديدة من العطش قبل ثجر وهي على درب خيبر (٤).

__________________

(١) انظر خبر الانخساف في : الحوادث الجامعة ٥٠ ولكن من غير عدد للموتى ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٦٣ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٧٤ ، وقد زاد ابن الفوطي :

كم من مريض قد تحاماه الردى

فنجا ومات طبيبه والعوّد

(٢) انظر خبر الطير في : الحوادث الجامعة ٥٢ ، ٥٣ ، والفتوّة لابن المعمار (توفي ٦٤٢ ه‍) تحقيق مصطفى جواد وغيره ، بغداد ١٩٦٠ ـ ص ١٢٣ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٦٣.

(٣) انظر عن حج العراق في : ذيل الروضتين ١٦٥ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٦٣.

(٤) انظر خبر ركب الشام في : ذيل الروضتين ١٦٥ و «ثجر» بالفتح ثم السكون ، وراء. وماء لبني القين ، بين وادي القرى وتيماء. وقيل ماء لبني الحارث بن كعب قريب من نجران. والثجر في لغة العرب : معظم الشيء ووسطه ، ويقال لوسط الوادي ومعظمه الثجر. (معجم البلدان ٢ / ٧).

١٧

[مصالحة الكامل وصاحب الروم]

وفيها وقع الصّلح بأمر الخليفة بين الكامل وبين صاحب الروم في شهر محرّم.

[السّيل العرم بدمشق]

وفيها جاء بدمشق سيل عرم قدر قامة وبسطة ، خرّب الخانات ، والدّور الّتي بالعقيبة من شماليّ باب الفرج ، وذهب للنّاس شيء كثير.

[وفاة صاحب حلب]

وفيها مات صاحب حلب الملك العزيز (١).

[وفاة صاحب الروم]

وصاحب الروم علاء الدّين (٢).

[عرس بنت صاحب الموصل]

وفيها كان عرس مجاهد الدّين أيبك الدّويدار الصغير على بنت بدر الدّين صاحب الموصل. وكان عرسا ما شهد مثله. وخلع عليه الخليفة ، وأعطاه ، ونوّه باسمه ، ومشى في ركابه الأمراء ، ووراءه ألوية الملك. وأعطي أنواعا كثيرة وتحفا ، واستمرّ دخوله إلى دار الخلافة في كلّ يوم (٣).

[نزول التتار على إربل]

وفيها نزل التتار على إربل وحاصروها ، ونقبوا السّور وأخذوها عنوة ، وقتلوا

__________________

(١) هو السلطان محمد بن غازي بن يوسف بن أيوب. انظر ترجمته ومصادرها في الوفيات برقم (٢٨٧).

(٢) هو السلطان كيقباذ بن كيخسرو. انظر ترجمته ومصادرها في الوفيات برقم (٢٨٠).

(٣) انظر عن العرس في : الحوادث الجامعة ٥١ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٧٥ ـ ٤٧٦ وفيه تفصيل وشعر.

١٨

وسبوا ، وجافت إربل بالقتلى. وكان باتكين نائب البلد بالقلعة فقاتلهم. ثمّ إنّ التتار نقبوا القلعة ، وجعلوا تحتها سربا وطرقا ، وقلّت المياه على أهل القلعة ، ومات بعضهم من العطش ، ولم يبق إلّا أخذ القلعة ، ثمّ لطف الله بمن بقي بالقلعة ، ورحلت التّتار بمكاسب لا تحصى (١).

[الخلاف بين الكامل والأشرف]

وفيها وقع بين الكامل والأشرف ، لأنّ الأشرف طلب من أخيه الرّقّة فامتنع ، وأرسل إليه عشرة آلاف دينار عوضها ، فردّها. فغضب الكامل وقال : يكفيه عشرته للمغاني ، فتنمّر الأشرف ، وبعث إلى حلب والشّرق ، فاتّفقوا معه. وأمّا الكامل فإنّه خاف ومضى إلى مصر ، فلمّا دخل باس الأرض شكرا ، وقال : رأيت روحي في قلعتي ، أنبأني بذلك سعد الدّين : أنّ ابن عمّه فخر الدّين حكى له ذلك (٢).

[الاحتياط على ديوان الكامل]

وفي ذي القعدة احتاط الأشرف على ديوان الكامل الّذي بدمشق ، وأمر بنفي نوّابه. وختم على الحواصل من غير أن يتصرّف فيها.

__________________

(١) انظر خبر إربل في : مرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٩٩ ، والحوادث الجامعة ٥٤ ، ودول الإسلام ٢ / ١٣٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٤٥ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٧٨ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٥٥ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤١٥.

(٢) انظر خبر الخلاف في : زبدة الحلب ٣ / ٢٢٦ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٦٩٩ ، ٧٠٠ ، ومفرّج الكروب ٥ / ١٢١ ـ ١٢٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٥٨ ، ١٥٩ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٢١٦ ، ٢١٧ ، والدرّ المطلوب ٣١٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٤٥ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٥٤ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٣١٠.

١٩

سنة خمس وثلاثين وستمائة

[اختلاف الخوارزمية على الصالح أيوب]

فيها اختلفت العساكر الخوارزميّة الذين من جيش (١) الصّالح نجم الدّين أيّوب عليه ، وهمّوا بالقبض عليه ، فهرب إلى سنجار ، وترك خزائنه فنهبتها الخوارزميّة. فلمّا صار في سنجار ، سار إليه بدر الدّين صاحب الموصل وحاصره. فطلب منه الصّلح فأبى. فبعث الملك الصالح قاضي سنجار بدر الدّين وحلق لحيته ودلّاه من السّور ، فاجتمع بالخوارزميّة وشرط لهم كلّ ما أرادوا. فساقوا من حرّان بسرعة فكبسوا بدر الدّين ، فهرب على فرس النّوبة ، وانتهبوا خزائنه وثقله ، واستغنوا (٢).

[أخذ صاحب حمص عانة]

وفيها أخذ أسد الدّين صاحب حمص عانة من صاحبها صلحا ، واحتوى عليها ، وجعل له بها واليا من البلد (٣).

[دخول عساكر الأمراء بغداد]

وفيها وصل إبراهيم بن الأمير خضر بن السّلطان صلاح الدّين إلى بغداد في

__________________

(١) في الأصل بخط المؤلّف : «حيث» والتصحيح من السياق ، حيث كان نجم الدّين استمال الخوارزميّة بعد وفاة كيقباذ واستخدمهم ، وقد أذن له أبوه الكامل بذلك.

(٢) انظر خبر الخوارزمية في : مفرّج الكروب ٥ / ١٩٠ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٧٠٤ ، والمختصر لأبي الفداء ٣ / ١٦٢ ، ونهاية الأرب ٢٩ / ٢٣٢ ، ٢٣٣ ، والدرّ المطلوب ٣٣٠ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٦٦ ، ودول الإسلام ٢ / ١٣٨ ، والعبر ٥ / ١٤١ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٦٦ ، ومرآة الجنان ٤ / ٨٦ ، ٦٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ١٥٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٢٧٠ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٩٩ ، ٣٠٠ ، وتاريخ سباط ١ / ٣١٥.

(٣) انظر خبر عانة في : المختار من تاريخ ابن الجزري ١٦٦ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٤٨١ ، والحوادث الجامعة ٥٤.

٢٠