تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ـ حرف الحاء ـ

١٦٣ ـ الحسن بن أحمد بن عليّ (١).

عن : ابن شاذان ، وأبي القاسم بن بشران.

روى عنه : أبو المعمّر الأنصاريّ ، وعمر بن ظفر ، وسعد الخير الأندلسيّ ، وشهدة الكاتبة ، والسّلفيّ.

وتوفّي في رمضان.

ـ حرف السين ـ

١٦٤ ـ سعد بن عليّ بن الحسن (٢).

أبو منصور العجليّ (٣) الأسداباذيّ (٤) ، الفقيه. نزيل همذان.

قال السّمعانيّ : كان ثقة مفتيا ، حسن المناظرة ، كثير العلم والعمل.

سمع : أبا الطّيّب الطّبريّ ، وأبا إسحاق البرمكيّ ، وبمكّة : كريمة المروزيّة ، وعبد العزيز بن بندار.

روى عنه : ابنه أحمد (٥) ، وإسماعيل بن محمد الحافظ ، والسّلفيّ إذنا.

وقال شيرويه : قرأت عليه شيئا من الفقه ، وكان حسن المناظرة ، كثير العبادة ، هيوبا (٦).

مات في ذي القعدة.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) انظر عن (سعد بن علي) في : التحبير ١ / ٣١٣ ، والمنتظم ٩ / ١٢٥ رقم ١٨٧ (١٧ / ٦٨ رقم ٣٧٠٩) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ١٦٦ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٢١٣ ، ٢١٤ رقم ٨٣٣.

(٣) العجليّ : بكسر العين المهملة ، وسكون الجيم. هذه النسبة إلى بني عجل بن لجيم بن صعب بن علي.

(٤) الأسداباذي : بفتح الألف والسين والدال المهملتين والباء المنقوطة بواحدة بين الألفين وفي آخرها الذال. هذه النسبة إلى أسداباذ وهي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت إلى العراق. (الأنساب ١ / ٢٢٤).

(٥) وكنيته : أبو علي. توفي سنة ٥٣٥ ه‍. (الأنساب ٨ / ٤٠١).

(٦) وقال ابن الجوزي : سمع بمكة ، والمدينة ، والكوفة ، وغيرها. (المنتظم).

١٨١

١٦٥ ـ سعد بن محمد بن جعفر (١).

أبو نصر الأسداباذيّ (٢) ، ثمّ الحلوائيّ (٣).

خدم أبا طالب يحيى بن عليّ الدّسكريّ (٤).

وسمع : ابن مسرور الزّاهد ، وأبا عثمان الصّابونيّ ، وعبد الغافر الفارسيّ.

روى عنه : محمد بن سعد ، وعبد الخالق بن زاهر.

توفّي في شعبان عن نيّف وتسعين سنة.

ـ حرف الظاء ـ

١٦٦ ـ ظبيان بن خلف (٥).

أبو بكر المالكيّ المتكلّم.

قال ابن عساكر : كان متورّعا في المعيشة ، موسوس في الوضوء.

سمع : محمد بن مكّيّ المصريّ ، والكتّانيّ (٦).

سمع منه : غيث الأرمنازيّ ، وعمر الرّؤاسيّ.

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) تقدّمت هذه النسبة في الترجمة السابقة مباشرة.

(٣) الحلوائي : بفتح الحاء المهملة وسكون اللام ، وهذه النسبة إلى عمل الحلواء وبيعها. (الأنساب ٤ / ١٩٣).

(٤) الدّسكري : بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى الدسكرة ، وهي قريتان ، إحداهما على طريق خراسان ، يقال لها دسكرة الملك ، وهي قرية كبيرة تنزلها القوافل. وقرية أخرى من أعمال نهر الملك ببغداد على خمسة فراسخ ، يقال لها الدسكرة أيضا. (الأنساب ٥ / ٣١١ ، ٣١٢).

ولم أتبيّن إلى أيّهما ينسب يحيى بن علي الدسكري.

(٥) انظر عن (ظبيان بن خلف) في : معجم البلدان ١ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١١ / ٢٣١ رقم ١٢٥ ، وتهذيب تاريخ دمشق ٧ / ١٢٠.

واسمه بالكامل : ظبيان بن خلف بن نجيم ـ ويقال : لجيم ـ ابن عبد الوهاب المالكي الفقيه الإقليمي المتكلّم ، من أهل الإقليم.

(٦) في الأصل ، ومعجم البلدان ١ / ٢٣٨ : «الكناني» بنون بعد الكاف ، وهو تصحيف ، والصحيح ما أثبتناه (بالتاء المثنّاة من فوق).

١٨٢

ـ حرف العين ـ

١٦٧ ـ عاصم بن أيّوب (١).

أبو بكر البطليوسيّ (٢) الأديب.

روى عن : أبي بكر محمد بن الغراب ، وأبي عمر السّفاقسيّ (٣) ، ومكّيّ بن أبي طالب.

وكان لغويّا ، أديبا ، فاضلا ، خيّرا ، ثقة.

روى عنه : أبو محمد بن السّيّد ، شيخ لابن بشكوال.

١٦٨ ـ عبد الله بن الحسن بن محمد بن ماهويه (٤).

أبو محمد بن أبي عليّ الطّبسيّ (٥) الحافظ.

سمع : أبا القاسم القشيريّ ، وأبا الحسن بن المظفّر الدّاوديّ ، وأبا صالح المؤذّن ، وخلقا كبيرا بخراسان ، وأبا محمد الصّريفينيّ (٦) ، وابن النّقّور ، وابن

__________________

(١) انظر عن (عاصم بن أيوب) في : طبقات النحويين واللغويين ٢٧٢ ، والصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٥١ رقم ٩٦٩ ، والوافي بالوفيات (مخطوط) ١٤ / ١٣٤ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٤ رقم ١٣٣٥ ، وهدية العارفين ١ / ٤٣٥ ، وتاريخ الأدب العربيّ ١ / ٣٠٩ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ٥١ ، ٥٢.

(٢) البطليوسي : بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة وسكون اللام وضمّ الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بطليوس وهي مدينة من مدن الأندلس من بلاد المغرب. (الأنساب ٢ / ٢٤١).

(٣) السّفاقسي : بفتح السين المهملة المشدّدة ، والفاء ، وقاف مضمومة ثم سين مهملة. نسبة إلى مدينة سفاقس ، مدينة من نواحي إفريقية جلّ غلّاتها الزيتون ، وهي على ضفّة الساحل ، بينها وبين المهديّة ثلاثة أيّام وبين سوسة يومان وبين قابس ثلاثة أيام ، وهي على البحر ذات سور. (معجم البلدان ٣ / ٢٢٣).

(٤) انظر عن (عبد الله بن الحسن الطبسي) في : المنتظم ٩ / ١٢٥ رقم ١٨٨ (١٧ / ٦٩ رقم ٣٧١٠) ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٠ ، ولسان الميزان ٣ / ٢٧١ ، ٢٧٢ رقم ١١٥٣ وقد حوّل في اسمه.

(٥) الطّبسيّ : بفتح الطاء المهملة ، والباء المنقوطة بواحدة ، والسين المهملة. هذه النسبة إلى طبس ، بين نيسابور وأصبهان وكرمان. وتحرّفت النسبة إلى «الطسي» في : لسان الميزان.

(٦) الصّريفيني : بفتح الصاد المهملة ، وكسر الراء ، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين ، والفاء بين الياءين ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «صريفين» ، قريتين : إحداهما من أعمال واسط ، والأخرى صريفين بغداد. والمذكور خطيب صريفين بغداد. توفي سنة ٤٦٩ ه‍. (الأنساب ٨ / ٥٨ ، ٥٩).

١٨٣

البسريّ (١) ، وطبقتهم ببغداد.

وانتقى على الشّيوخ ، واستوطن مروالرّوذ. وكان رديء الكتابة.

قال شيرويه : كان ثقة يحسن هذا الشّأن ، ورعا ، مشتغلا بإخراج الصّحيح والموافقات ، مواظبا على ذلك (٢).

وقال المؤتمن السّاجيّ : لم يكن يتحرّى فيما يحدّث به الصّدق فسقط ، وعاش نيّفا وخمسين سنة (٣).

١٦٩ ـ عبد الله بن عبد الصّمد بن أحمد (٤).

أبو بكر التّرابيّ (٥) المروزيّ.

صالح خيّر.

روى عن : عبد الرحمن بن أحمد الشّيرنخشيريّ (٦) ، وغيره.

قال عبد الرحمن بن محمد المقرئ بمرو : أنا التّرابيّ ، فذكر حديثا.

مات بعد ربيع الأوّل من العام (٧).

__________________

(١) البسري : بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بسر بن أرطاة ، وقيل ابن أبي أرطاة. (الأنساب ٢ / ٢١٠).

(٢) وقال ابن الجوزي : جال الأقطار ، وسمع من الشيوخ الكثير ، وخرّج لهم التخاريج ، وكان أحد الحفّاظ ، ثقة صدوقا عارفا بالحديث ، ورعا ، حسن الخلق. (المنتظم).

(٣) وقال ابن النجار : كان موصوفا بالحفظ والمعرفة وسعة الرحلة. روى عنه محمد بن طرخان.

وقال الدّقّاق : جمع جزءا في مسألة الاستواء ومن يقول بالجسم والجوهر ، ولو لم يجمعه لكان خيرا له.

وقال ابن السمعاني : مات في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة. وقد أثنى عليه يحيى بن مندة ، وحسين الجزري.

ويقال : كان خطّه رديّا.

وقال ابن حجر : سمع الكثير وجدّ واجتهد. (لسان الميزان ٣ / ٢٧١ ، ٢٧٢).

(٤) انظر عن (عبد الله بن عبد الصمد) في : الأنساب ٣ / ٣٦ وقد طوّل في اسمه ونسبه.

(٥) الترابي : بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق والراء المهملة المخفّفة ، فهم جماعة بمرو ينتسبون بهذه النسبة يقال لهم خاك فروشان ولهم سوق ينسب إليهم ، يبيعون فيه البزور والحبوب. (الأنساب ٣ / ٣٥).

(٦) في الأصل : «الشيرتحشيري» ، والتصحيح عن (الأنساب).

(٧) في الأنساب : توفي بعد سنة أربع وتسعين وأربعمائة.

١٨٤

١٧٠ ـ عبد الجبّار بن سعيد (١).

أبو نصر بن البحيريّ (٢) أبي عثمان.

رجل خيّاط خيّر ، سمّعه أبوه من : أبي سمعة الصّيرفيّ ، وأبي بكر الحيريّ.

روى عنه : أبو البركات الفراويّ (٣) ، وأحمد بن محمد البيّع ، وجوهر نار بنت زاهر الشّحّاميّ ، وأخوها عبد الخالق ، وآخرون.

مات في صفر.

١٧١ ـ عبد الباقي بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان (٤).

أبو محمد ابن الشّيخ أبي طالب البزّار.

روى عن : أبيه.

قال ابن ناصر : ما كان يعرف شيئا.

مات في المحرّم.

١٧٢ ـ عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد (٥).

أبو القاسم العيدانيّ (٦) الحنفيّ. أحد الأئمّة.

سمع : محمد بن أبي الهيثم التّرابيّ ، وخاله عليّ بن الحسين (٧) الدّهقان.

خواهرزاده (٨).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) البحيري : بفتح الباء الموحّدة وكسر الحاء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء ، هذه النسبة إلى بحير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ٢ / ٩٧).

(٣) الفراوي : بضم الفاء وتخفيف الراء.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) انظر عن (عبد الحميد بن عبد الرحمن) في : الجواهر المضيّة ٢ / ٣٦٥ ، ٣٦٦ رقم ٧٥٦ ، والطبقات السنية ، رقم ١١٤٥ وسيأتي اسم أبيه على أنه «عبد الرحيم» في ترجمة ابنه محمد الآتية برقم (١٨٩).

(٦) في الأصل : «العبداني» بالباء الموحّدة ، والتصحيح من الجواهر المضية.

و «العيداني» بفتح العين المهملة ، وسكون الياء آخر الحروف ، والدال المهملة المفتوحة ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «عيدان» وهو بطن من حضرموت ، وهو : ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي العرف بن وائل ذي طواف. (الأنساب ٩ / ١٠٤).

(٧) في الأصل : «الحسن» ، والتصحيح من : الجواهر المضيّة ٢ / ٥٦٦ رقم ٩٦٨.

(٨) هكذا هنا ، مما يعني أن الدهقان هو خواهرزاده. أما في : الجواهر المضيّة ٢ / ٣٦٥ فصاحب

١٨٥

ولم يكن في عصره حنفيّ أطلب للحديث منه (١).

١٧٣ ـ عبد الخالق بن محمد بن خلف (٢).

أبو تراب البغداديّ المؤدّب ، ويعرف بابن الأبرص.

سمع : هبة الله بن الحسن اللّالكائيّ ، وعبد الرحمن الحرفيّ.

وعنه : إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهاب الأنماطيّ ، وأبو طاهر السّلفيّ.

ولد سنة خمس وأربعمائة ، وتوفّي في آخر رمضان.

وقال الأنماطيّ : كان رجلا صالحا ، أدّبني.

١٧٤ ـ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن زاز بن محمد بن عبد الرحمن بن حميد بن أبي عبد الله النويزيّ (٣).

فقيه مرو ، الأستاذ أبو الفرج السّرخسيّ (٤) ، الفقيه الشّافعيّ ، المعروف بالزّازّ.

كان أحد من يضرب به المثل في حفظ المذهب. وكان رئيس الشّافعيّة بمرو. ورحل إليه الأئمّة ، وسارت تصانيفه. وكان ورعا ديّنا. تفقّه على القاضي حسين.

__________________

= الترجمة عبد الحميد هو المعروف بخواهرزاده وليس خاله.

(١) وقال ابن السمعاني : كان إماما فاضلا عالما.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في : التحبير ١ / ١٦٧ ، ٣٦٢ و ٢ / ٧٨ ، ٤٤٩ ، ٤٥١ ، والمنتظم ٩ / ١٢٥ ، ١٢٦ رقم ١٨٩ (١٧ / ٦٩ رقم ٣٧١١) ، ومعجم البلدان ٣ / ٢٠٩ ، وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٦٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٤ ، ١٥٥ رقم ٨٠ ، والعبر ٣ / ٣٣٩ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٠٦ ، ١٠٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٣٧ رقم ٦٠٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٠ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ١ / ٢٧٣ رقم ٢٣١ ، وكشف الظنون ١٦٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠٠ ، وهدية العارفين ١ / ١٥٨ ، وديوان الإسلام ٣ / ٣٧٥ رقم ١٠٤٩ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ١٢١ ، ١٢٢.

(٤) السّرخسيّ : بسكون الراء. هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها : سرخس ، وسرخس ، وهو اسم رجل من الذّعّار في زمن كيكاوس سكن هذا الموضع وعمّره وأتمّ بناءه ومدينته ذو القرنين. (الأنساب ٧ / ٦٩).

١٨٦

وتوفّي في شهر ربيع الآخر ، وله نيّف وستّون سنة (١). ومصنّفه الّذي سمّاه «الإملاء» انتشر في الأقطار.

وكان عديم النّظير في الفتوى ، ورعا ، ديّنا ، محتاطا في مأكله وملبسه إلى الغاية.

وكان لا يأكل الرّزّ لكونه لا يزرعه إلّا الجند ، ويأخذون مياه النّاس غالبا ويسقونه.

سمع : الحسن بن عليّ المطّوّعيّ ، وأبا المظفّر محمد بن أحمد التّميميّ ، وأبا القاسم القشيريّ ، وخلقا.

روى عنه : أحمد بن إسماعيل النّيسابوريّ ، وأبو طاهر السّنجيّ ، وعمر بن أبي مطيع ، وآخرون (٢).

__________________

(١) ولد في سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

قال ابن الجوزي : ورأى رجل في المنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : قل له أبشر ، فقد قرب وصولك إليّ ، وأنا أنتظر قدومك. رأى ذلك ثلاث ليال ، ثم جاءه فبشّره ، فعاش بعد سنتين ، وتوفي في هذه السنة. (المنتظم).

(٢) وصفه ابن السمعاني بأنه أحد أئمّة الإسلام. (تهذيب الأسماء) ومن يضرب به المثل في الآفاق بحفظ مذهب الشافعيّ الإمام ومعرفته وتصنيفه الّذي سمّاه «الإملاء» سارت في الأقطار مسير الشمس ، ورحل إليه الأئمة والفقهاء من كل جانب وحصّلوه واعتمدوا عليه ، ومن تأمّله عرف أن الرجل كان ممن لا يشقّ غباره في العلم ولا يثني عنانه في الفتوى ، ومع وفور فضله وغزارة علمه كان متديّنا ورعا محتاطا في المأكول والملبوس.

وسمعت زوجته وهي حرّة بنت عبد الرحمن بن محمد بن علي السنجاني تقول إنه كان لا يأكل الأرزّ لأنه يحتاج إذا زرع إلى ماء كثير ، وصاحبه قلّ أن لا يظلم غيره في سقي الماء.

وسمعتها تقول : سرق كل شيء في داري من ملبوس حتى المرط الّذي كنت أصلّي عليه ، وكانت طاقية الإمام عبد الرحمن زوجي على حبل في صحن الدار لم تؤخذ ، فوجد السارق ، فقبض عليه بعد خمسة أشهر ، وردّ علينا أكثر المسروق ولم يضع إلّا القليل ، فاتفق أن الإمام عبد الرحمن سأل السارق : لم لا تأخذ الطاقية؟ فقال : أيّها الشيخ تلك الطاقية أخذتها تلك الليلة مرات ، فكل مرة إذا قربت منها كانت النار تشتعل منها حتى كادت أن تحرقني ، فتركتها على الحبل وخرجت.

وذكر ابن السمعاني أن شيخه أبا بكر احمد بن محمد بن إسماعيل الجرجرائي كان إذا حدّثهم عن الشيخ أبي الفرج قال : أخبرنا الإمام حبر الأمّة وفقيهها أبو الفرز الزاز.

وقال السبكي : وأبو الفرج فيما أحسب نويزي بضم النون وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف

١٨٧

١٧٥ ـ عبد الغفّار بن محمد بن أبي بكر (١).

الصّوفيّ الهمذانيّ أبو بكر الصّائغ.

أجاز للسّلفيّ.

رحل ، وسمع من : أبي الحسين بن المهتدي بالله ، وابن النّقّور ، وجماعة.

قال شيرويه : سمعت منه ، وكان أحد مشايخ الصّوفيّة ، كثير العبادة ، توفّي في شوّال.

١٧٦ ـ عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن بندار (٢).

الإمام أبو منصور.

خطيب همذان ومفتيها.

يروي عن : ابن عيسى ، وابن مأمون ، وابن مسعود البجليّ.

أجاز للسّلفيّ.

مات في فرات (٣).

١٧٧ ـ عبد الواحد بن عبد الرحمن بن زيد بن إبراهيم (٤).

الخطيب أبو القاسم النّيسابوريّ ، المعروف بالحكم.

مات بالشّاش في جمادى الآخرة وله سبع وثمانون سنة.

روى عن : أبي بكر محمد بن عبيد الله الخطيب ، وغيره.

__________________

= في آخرها زاي. وهي فيما أحسب أيضا من قرى سرخس. وإليها ينسب عباس بن حمزة النويزي أحد الرواة عن يزيد بن هارون. وقد فات شيخنا الذهبي ذكرها في «المؤتلف والمختلف» مع اشتباهها بالبويزي بالباء ، والتويزي بمثناة وزاي. وأغرب من ذلك أن شيخنا الذهبي ذكر أبا الفرج هذا فيمن توفي بعد الخمسمائة وضبط النويزي بضم النون وإسكان الواو بعدها نون مفتوحة ثم راء ساكنة ثم باء موحدة ، كذا رأيت بخطه ، فإن صح هذا فهي نسبة أخرى شبيهة بما ذكرنا. وأما دعواه أن الزاز توفي بعد الخمسمائة فليس كذلك وإنما توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ذكر الذهبي وفاته في موضع آخر على الصواب فيما أحسب. (طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٢٢).

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) لم أقف على هذا الموضع.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

١٨٨

١٧٨ ـ عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة (١).

الإمام أبو سعيد (٢) ابن الإمام أبي القاسم القشيريّ النّيسابوريّ الخطيب.

قال السّمعانيّ فيه : أوحد عصره فضلا ونفسا وحالا ، الثّاني من ذكور أولاد أبي القاسم.

نشأ في العلم والعبادة ، وكان قويّ الحفظ ، بالغا فيه. تخرّج في العربيّة ، وضرب في الكتابة والشّعر بسهم وافر. وأخذ في تحصيل الفوائد من أنفاس والده ، وضبط حركاته وسكناته وما جرى له ، وصار في آخر عمره سيّد عشيرته (٣).

وحجّ ثانيا بعد الثّمانين (٤).

وحدّث ببغداد (٥) والحجاز. ثمّ عاد إلى نيسابور مشتغلا العبادة ، لا يفتر عنها ساعة.

سمع : عليّ بن محمد الطّرازيّ ، وأبا نصر منصورا المفسّر ، وأبا سعد النّصروييّ (٦). وببغداد : أبا الطّيّب الطّبريّ ، وأبا محمد الجوهريّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الواحد بن عبد الكريم) في : الأنساب ١٠ / ١٥٦ ، والمنتخب من السياق ٣٣٩ ، ٣٤٠ رقم ١١١٩ ، والتحبير ١ / ٧٦ ، ٤٧٤ ، ٥٧٧ ، ٥٨٩ و ٢ / ١٠٧ ، ١٢١ ، ٤٥٥ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، والعبر ٣ / ٣٣٩ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٧ ، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار ١ / ٢٤٨ ـ ٢٥٢ رقم ١٣٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠١.

(٢) في الأصل : «أبو سعد» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. وقال السبكي : أما أبو سعد بإسكان العين فذاك أخوه عبد الله ، كلاهما ولد الأستاذ أبي القاسم. (طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٢٨٤).

(٣) ذيل تاريخ بغداد ١ / ٢٤٨ ، ٢٤٩.

(٤) وقال ابن السمعاني فيه : شيخ نيسابور علما وزهدا وورعا وصيانة ، لا بل شيخ خراسان ، وهو فاضل ملء ثوبه ، وورع ملء قلبه ، لم أر في مشايخي أورع منه وأشد اجتهادا.

ومن شعره :

يا شاكيا فرقة شهر الصيام

تفيض عيناه كفيض الغمام

ذلك من أوصاف من لم يزل

حضوره الباب بنعت الدوام

دم حاضرا بالباب مستيقظا

وكل شهر لك شهر الصيام

(وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٨٤ و ٢٨٥).

(٥) قدم إليها حاجّا سنة ٤٨١ ه‍.

(٦) في الأصل : «النصروي». والتصحيح من (الأنساب ١٢ / ٩١) بفتح النون وسكون الصاد=

١٨٩

ثنا عنه : ابنه هبة الرحمن ، وأبو طاهر السّنجيّ ، وأبو صالح عبد الملك ابنه الآخر ، وغيرهم.

ومولده في صفر سنة ثمان عشرة وأربعمائة. ومات في جمادى الآخرة.

وقال غيره : خطب نحو خمس عشرة سنة ، فكان ينشئ الخطب ولا يكرّرها (١).

وروى عنه أيضا : عبد الله بن الفراويّ (٢).

وسماعه من الطّرازيّ والمفسّر حضورا (٣) في الرابعة أو نحوها (٤).

١٧٩ ـ عزيزيّ بن عبد الملك بن منصور (٥).

__________________

= المهملة والراء المضمومة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى نصرويه وهو في أجداد المنتسب.

(١) زاد عبد الغافر الفارسيّ : وما تلعثم فيها حينا. وعقد لنفسه مجلس الإملاء عشيّات الجمع في المدرسة النظامية ، وتكلّم على المتون يستخرج المشكلات ويستنبط المعاني والإشارات ويزينها بالحكايات والأبيات.

وكان عقد مجلسه في زمان زين الإسلام مقصورا في جواب المسائل وروايات الأخبار والاقتصار على حكايات السلف والمشايخ من غير خوض في الطريقة ودقائقها والغوص في حقائقها احتراما لأيام الإمام. (المنتخب ٣٣٩).

(٢) في المنتخب : «وخرّج له أبو عبد الله الفارسيّ الفوائد فقرئت عليه سفرا وحضرا». (٣٤٠).

(٣) في الأصل : «حضور».

(٤) وقال ابن النجار : قرأت في كتاب «جواهر الكلام» لأبي منصور أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ بخطه ، وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين ، عن علي بن أحمد الخياط عنه قال : أنشدنا الأستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري لنفسه :

خليليّ كفّا عن عتابي فإنني

خلعت عذارا في الهوى وعناني

تصاممت عن كل الملام لأنني

شغلت بما قد نابني وعناني

وكتب عبد الغافر الفارسيّ قال : أنشدنا أبو سعيد القشيري لنفسه :

لعمري لئن حلّ المشيب بمفرقي

ورثت قوى جسمي ورق عظامي

فإن غرام العشق باق بحاله

إلى الحشر منه لا يكون فطامي

(ذيل تاريخ بغداد ١ / ٢٥١).

(٥) انظر عن (عزيزي بن عبد الملك) في : المنتظم ٩ / ١٢٦ رقم ١٩٠ (١٧ / ٦٩ ، ٧٠ رقم ٣٧١٢) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٦ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، والإعلام بوفيات=

١٩٠

أبو المعالي الجيليّ (١) القاضي ، الملقّب شيذلة (٢).

ورد بغداد وسكنها ، وولي قضاء باب الأزج مدّة.

وكان مطبوعا ، فصيحا ، كثير المحفوظ حلو النّادرة.

جمع كتابا في «مصارع العشّاق» ومصائبهم.

وسمع من : أبي عبد الله محمد بن عليّ الصّوريّ ، والحسين بن محمد الوني الفرضيّ ، وجماعة.

وحدّث بيسير ، وكان شافعيّ المذهب.

مات في سابع صفر.

روى عنه : فخر النّساء شهدة ، وأبو عليّ بن سكّرة وقال : كان زاهدا ، متقلّلا من الدّنيا ، وكان شيخ الوعّاظ ومعلّمهم الوعظ بتصانيفه وتدريبه (٣)

__________________

= الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٧٤ ، ١٧٥ رقم ٩٦ ، والعبر ٣ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٠٤ ، ١٠٥ ، وذيل تاريخ بغداد ٢ / ٢٥٤ ـ ٢٥٧ رقم ٤٨٢ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ١٠٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦٠ ، وفيه : «عزيز» ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠١ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ٢٨٤ رقم ١٠١٢ ، والأعلام ٥ / ٢٥ ، ومعجم المؤلفين ٦ / ٢٨١ ، ٢٨٢ ، وكشف الظنون ٢٤١ ، ٧٧٧ ، ١٥٦٨ ، وهدية العارفين ١ / ٦٦٣ ، وتاريخ الأدب العربيّ ١ / ٤٣٣.

(١) الجيلي : بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى بلاد متفرقة وراء طبرستان ويقال لها : كيل وكيلان معرّب ونسب إليها وقيل جيلي وجيلاني. (الأنساب ٣ / ٤١٤).

(٢) هكذا في معظم مصادر الترجمة. أما السبكي فجوّد ضبطها على أنها «شيلد» فقال : بفتح الشين المعجمة وسكون آخر الحروف وفتح اللام والدال بعدها. (طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٢٨٧).

وقال صاحب (تاج العروس) في لفظ (شيذلة) : إن السبكي ضبطه بالدال المهملة ، مما قد يرجّح أن المطبوعة من الطبقات وقع فيها خطأ.

وقال ابن خلّكان : وشيذلة : بفتح الشين المعجمة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وفتح الذال المعجمة واللام وبعدها هاء ساكنة ، وهو لقب عليه ، ولا أعرف معناه مع كثرة كشفي عنه.

(وفيات الأعيان ٣ / ٢٦٠).

(٣) وقال ابن الجوزي : وكان شافعيا لكنه كان يتظاهر بمذهب الأشعري. وكانت فيه حدّة وبذاءة لسان ، توفي في صفر هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب أبرز مقابل تربة الشيخ أبي إسحاق ، وسرّ أهل باب الأزج بوفاته. فإنه سمع يوما رجلا يقول : من وجد لنا حمارا؟ فقال : يدخل باب=

١٩١

١٨٠ ـ عليّ بن أحمد بن عبد الغفّار (١).

أبو القاسم البجليّ المؤدّب.

سمع من : أبي العلاء محمد بن عليّ الواسطيّ ، وأبي طالب عمر بن إبراهيم الزّهريّ.

__________________

= الأزج ويأخذ من شاء. وقال يوما بحضرة نقيب النقباء طراد : لو حلف حالف أنه لا يرى إنسانا فرأى أهل باب الأزج لم يحنث. فقال النقيب : أيّها الثالب ، من عاشر قوما أربعين صباحا صار منهم. (المنتظم).

وقال ابن خلّكان : الفقيه الشافعيّ الواعظ ، كان فقيها فاضلا واعظا ماهرا ، فصيح اللسان ، حلو العبارة ، كثير المحفوظات ، صنّف في الفقه وأصول الدين والوعظ ، وجمع كثيرا من أشعار العرب ... ومن كلامه : إنما قيل لموسى عليه‌السلام (لَنْ تَرانِي) لأنه لما قيل له (انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ) نظر إليه ، فقيل له : يا طالب النظر إلينا لم تنظر إلى سوانا؟

يا مدّعي بمقالة

صدق المحبّة والإخاء

لو كنت تصدق في المقال

لما نظرت إلى سوائي

فسلكت سبل محبّتي

واخترت غيري في الصفاء

هيهات أن يحوي الفؤاد

محبّتين على استواء

وقال : أنشدني والدي عند خروجه من بغداد للحجّ :

مددت إلى التوديع كفّا ضعيفة

وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي

فلا كان هذا العهد آخر عهدنا

ولا كان ذا التوديع آخر زادي

و «عزيزي» : بفتح العين المهملة وزايين بينهما ياء مثنّاة من تحتها وهي ساكنة ، وبعد الزاي الثانية ياء ثانية. (وفيات الأعيان ٣ / ٢٥٩ ، ٢٦٠).

وأنشد القاضي عزيزي قال : أنشدني ابن الحصين لنفسه :

ولما اعتنقنا للوداع وقلبها

وقلبي يفيضان الصبابة والوجدا

بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي

عقيقا فصار الكلّ في نحرها عقدا

(ذيل تاريخ بغداد ٢ / ٢٥٦).

وقالت شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري : سمعت القاضي الإمام عزيز بن عبد الملك من لفظه في سنة تسعين وأربعمائة يقول : اللهمّ يا واسع المغفرة ، ويا باسط اليدين بالرحمة ، افعل إلي ما أنت أهله ، إلهي أذنبت في بعض الأوقات وآمنت بك في كل الأوقات ، فكيف يغلب بعض عمري مذنبا جميع عمري مؤمنا. إلهي لو سألتني حسناتي لجعلتها لك مع شدّة حاجتي إليها وأنا عبد ، فكيف لا أرجو أن تهب لي سيئاتي مع غناك عنها وأنت ربّي ، فيا من أعطانا خير ما في خزائنه وهو الإيمان به قبل السؤال لا تمنعنا أوسع ما في خزائنك وهو العفو مع السؤال ، إلهي حجّتي حاجتي وعدّتي فاقتي فارحمني ، إلهي كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ولا أراك تمنع مع الذنب من العطاء ، فإن غفرت فخير راحم أنت ، وإن عذبت فغير ظالم ، أنت إلهي أسألك تذلّلا ، فأعطني تفضّلا. (طبقات الشافعية الكبرى ٣ / ٢٨٨).

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

١٩٢

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعبد الخالق الغزّال ، والسّلفيّ ، وجماعة ببغداد.

ومات في شعبان.

١٨١ ـ عليّ بن أحمد بن أبي ذكرى النّجّاد (١).

شيخ صالح.

سمع : ابن غيلان.

روى عنه : عمر بن ظفر ، وأبو المعمّر الأنصاريّ.

١٨٢ ـ عليّ بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الطّيّب أخرم (٢).

أبو الحسن المدينيّ ابن النّيسابوريّ ، الصّيدلانيّ المؤذّن الزّاهد.

ولد في رجب سنة خمس وأربعمائة (٣).

ذكره عبد الغافر فقال : (٤) شيخ عابد ، جليل ، فاضل ، من تلامذة الإمام أبي محمد الجوينيّ.

كان يسكن المدينة الداخلة في المسجد المعروف به ، لزمه سنين منزويا عن النّاس ، قلّ ما يخرج ويدخل.

سمع : أبا زكريّا المزكّي ، والشّيخ أبا عليّ عبد الرحمن السّلميّ ، وأبا

__________________

(١) وردت هذه الترجمة واللتان قبلها : «عزيزي بن علي» ، و «علي بن أحمد البجلي» في الأصل بعد ترجمة «محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي» الآتية برقم (١٨٥) ، فقدّمتها إلى هنا مراعاة لترتيب الحروف.

ولم أجد مصدرا لصاحب الترجمة.

(٢) انظر عن (علي بن أحمد المديني) في : الأنساب ٥١٦ أ ، والمنتخب من السياق ٣٨٧ ، ٣٨٨ رقم ١٣٠٧ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٦٧ أ ، والتقييد لابن نقطة ٤٠٢ رقم ٥٣٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٧٦ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٧ ، ١٥٨ رقم ٨٤ ، والعبر ٣ / ٣٣٩ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٤٠١.

وقد وردت هذه الترجمة في الأصل بعد ترجمة «محمد بن الحسن الذاذاني» الآتية برقم (١٨٧) فقدّمتها إلى هنا مراعاة للترتيب على المعجم.

(٣) التقييد ٤٠٢.

(٤) في المنتخب.

١٩٣

القاسم عبد الرحمن السّرّاج ، وأبا بكر الحيريّ ، وأبا سعيد الصّيرفيّ ، وجماعة (١).

روى عنه : خلق كثير. وتوفّي في ثامن عشر المحرّم سنة أربع وتسعين.

عقد مجلسا (٢) للإملاء ، وحضره الأعيان.

روى عنه : أبو البركات الفراويّ ، والعبّاس العصاريّ ، وعمر بن الصّفّار ، والفلكيّ ، وعبد الخالق ابن الشّحّاميّ (٣).

١٨٣ ـ عليّ بن محمد بن الحسن بن أبي ثابت (٤).

أبو الحسن الزّهريّ الأبيورديّ (٥) ، عرف بالأيّوبيّ.

إمام فاضل جليل.

روى عن : أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغداديّ ، وفضل الله بن أبي الخير الميهنيّ (٦) ، وأبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي ، وأحمد بن محمد بن الحارث الأصبهانيّ ، وعدّة.

وكان مولده بعد الأربعمائة.

روى عنه : ابنه عبد القاهر بن طاهر البغداديّ ، وفضل الله بن أبي الخير الميهنيّ (٦) ، وأبي حسّان محمد بن أحمد المزكّي ، وأحمد بن محمد بن الحارث الأصبهانيّ ، وعدّة.

وكان مولده بعد الأربعمائة.

__________________

(١) زاد في المنتخب : «وحفظ سير المشايخ وحكايات الأئمة».

(٢) في الأصل : «عقد مجلس».

(٣) وذكره أبو نصر اليونارتي في معجم شيوخه وأثنى عليه خيرا. (التقييد ٤٠٢).

(٤) وردت هذه الترجمة في الأصل بعد ترجمة «نصر بن أحمد» الآتية برقم (١٩٩) فقدّمتها إلى هنا مراعاة لترتيب الحروف.

(٥) الأبيوردي : بفتح الألف وكسر الباء الموحّدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة ، هذه النسبة إلى أبيورد وهي بلدة من بلاد خراسان ، وقد ينسب إليها الباوردي. (الأنساب ١ / ١٢٨).

(٦) قيّدها في الأصل بفتح الميم. وما أثبتناه عن (الأنساب ١١ / ٥٨٠) وفيه : «الميهني» : بكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة ، وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد.

١٩٤

روى عنه : ابنه عبد الملك ، وجماعة.

وتوفّي في هذه السّنة ، أو في الماضية.

ـ حرف الفاء ـ

١٨٤ ـ الفضل بن عبد الواحد بن الفضل (١).

أبو العبّاس السّرخسيّ ، ثمّ النّيسابوريّ الحنفيّ التّاجر.

سمع : أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السّرّاج ، وأبا بكر الحيريّ ، وصاعد بن محمد القاضي.

وسمع بمرو : أبا بكر بن محمد بن عبويه الأنباريّ ، وأبا غانم الكراعيّ (٢).

وببخارى : أبا سهل الكلاباذيّ (٣).

وتفرّد بالرّواية في الدّنيا عن أبي سهل بن حسنويه ، وأبي علي بن عبدان صاحبي الأصمّ.

ومولده سنة أربعمائة.

قال السّمعانيّ : شيخ حسن السّيرة ، مسنّ ، معمّر ، ذو نعمة وثروة. ورد بغداد مع والده في سنة عشر وأربعمائة. روى لنا عنه : عمّي الحسن بن منصور ، وأبو طاهر السّنجيّ ، وأبو مضر الطّبريّ ، وعبد الله بن الفراويّ ، وناصر بن سليمان الأنصاريّ ، وجماعة كبيرة.

وكان صلبا في مذهب أبي حنيفة.

__________________

(١) انظر عن (الفضل بن عبد الواحد) في : التحبير في المعجم الكبير لابن السمعاني ١ / ٧٩ ، ٢١٨ ، ٣٠٥ ، ٥١٧ ، ٥٨٩ و ٢ / ٣٣٨ ، ٣٩٩ ، ٤٥٠ ، والمنتخب من السياق ٤١١ رقم ١٤٠١ ، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة ٧٥ أ. وفيه اسمه : «الفضل بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الصمد» ، ومعجم البلدان ٢ / ٤٢٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٤٧ ، ١٤٨ رقم ٧٦ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٦٩٤ ، ٦٩٥ ، والطبقات السنية رقم ١٧٠٤.

(٢) الكراعي : بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. (الأنساب ١٠ / ٢٧٣ ، ٢٧٤).

(٣) الكلاباذي : بفتح الكاف والباء الموحّدة وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى محلّتين ، إحداهما محلّة كبيرة بأعلى البلد من بخارى يقال لها : كلاباذ. منها : أبو سهل المذكور.

والثانية محلّة بنيسابور. (الأنساب ١٠ / ٤٠٦ و ٤٠٩).

١٩٥

وقرأت بخطّ إسماعيل بن عبد الغافر قال (١) : طلبوا من الفضل بن عبد الواحد ألفي دينار ، وأخذوه وضربوه ، وحملوه إلى دار القاضي صاعد ، وضمنه أبو المعالي بن صاعد ، وبقي أيّاما في داره.

وتوفّي في أوائل جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ، وخلّوه في التّابوت في داره أيّاما ، وما وجدوا له شيئا ، فإنّ ابنه هرب وأصحابه.

ـ حرف الميم ـ

١٨٥ ـ محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن عليّ بن لقمان (٢).

أبو بكر النّسفيّ المقرئ ، والد أبي حفص عمر ، مؤرّخ سمرقند.

ولد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.

وسمع من : القاضي أبي الفوارس النّسفيّ ، والإمام يوسف بن محمد المودوديّ ، وأحمد بن جعفر الكاسنيّ ، (٣) وأبي بكر بن إبراهيم النّوحيّ (٤).

ودخل بخارى ، وسمرقند.

وتوفّي في أوّل صفر.

١٨٦ ـ محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق (٥).

أبو الفضائل الرّبعيّ (٦) الموصليّ.

أحد الفقهاء الشّافعيّة.

__________________

(١) قول عبد الغافر ليس في (المنتخب من السياق). والموجود فيه : المتقن الصالح ، مشهور معروف ، من وجوه التجّار والأمناء. سمع حضرا وسفرا. وسمع ببخارا ، ثمّ سمع من المتأخّرين ، وعقد له مجلس الإملاء.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) الكاسني : بفتح الكاف والسين المهملة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى كاسن ، وهي قرية من قرى نخشب. (الأنساب ١٠ / ٣٢١).

(٤) النّوحي : بضم النون وسكون الواو وفي آخرها الحاء. هذه النسبة إلى نوح. وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب ١٢ / ١٥٠).

(٥) انظر عن (محمد بن أحمد الربعي) في : المنتظم ٩ / ١٢٦ رقم ١٩١ (١٧ / ٧٠ رقم ٣٧١٣) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦١.

(٦) الرّبعيّ : بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار. (الأنساب ٦ / ٧٦).

١٩٦

سكن بغداد ، وسمع من : أبي إسحاق من البرمكيّ ، وأبي الطّيّب الطّبريّ ، وابن غيلان.

وتفقّه على أبي إسحاق الشّيرازيّ.

روى عنه : كثير بن مماليق (١) ، وأبو نصر الحرشيّ (٢) الشّاهد.

توفّي في صفر (٣).

١٨٧ ـ محمد بن الحسن (٤).

الفقيه أبو عبد الله الرّاذانيّ (٥). أحد العبّاد الحنابلة.

قال السّمعانيّ : (٦) من الزّهّاد والمنقطعين ، والعبّاد الورعين. مجاب الدّعوة ، صاحب كرامات.

سمع : أبا يعلى الفقيه الحنبليّ ، وغيره (٧).

حكي عنه أنّه أراد أن يخرج إلى الصّلاة ، فجاء ابنه إليه ، وكان صغيرا ، فقال : أريد غزالا ألعب به. فسكت الشّيخ ، فألحّ عليه وقال : لا بدّ لي من غزال. فقال له : اسكت ، غدا يجيئك غزال.

__________________

(١) هكذا ورد في الأصل.

(٢) الحرشيّ : بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة ، هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس ، وأكثرهم نزلوا البصرة ، ومنها تفرّقت إلى البلاد. وفي الأزد : الحريش بن جذيمة بن زهران بن الحجر بن عمران. (الأنساب ٤ / ١٠٨).

(٣) وقال ابن الجوزي : كتب الكثير وروى عنه أشياخنا ، وقال عبد الوهاب الأنماطي : كان فقيها صالحا فيه خير. (المنتظم).

(٤) انظر عن (محمد بن الحسن الراذاني) في : الأنساب ٦ / ٣٦ ، ٣٧ ، والمنتظم ٩ / ١٢٧ رقم ١٩٤ (١٧ / ٧١ رقم ٣٧١٦) ، وطبقات الحنابلة ٢ / ٢٥٣ رقم ٦٩٢ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٩١ ـ ٩٣ رقم ٤١ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦١.

(٥) في الأصل : «الزاذاني» بالزاي. وفي طبقات الحنابلة : «الراداني» بالدال المهملة. وفي البداية والنهاية : «المرادي». والمثبت هو الصحيح ، عن : ذيل طبقات الحنابلة ، والأنساب (٦ / ٣٦) وفيه : «الراذاني» : بفتح الراء والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى راذان ، وهي قرية من قرى بغداد.

(٦) انظر الأنساب ٦ / ٣٦ ، ٣٧.

(٧) وقال ابن أبي يعلى : كان زاهدا ورعا ، عالما بالقراءات وغيرها. (طبقات الحنابلة).

١٩٧

فجاء من الغد غزال ، ووقف على باب الشّيخ ، وجعل يضرب بقرنيه الباب ، إلى أن فتحوا له ودخل ، فقال الشّيخ : يا بنيّ ، جاءك الغزال (١).

توفّي رحمة الله عليه في رابع عشر جمادى الأولى (٢).

١٨٨ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد (٣).

أبو مسعود (٤) السّوذرجانيّ (٥). شيخ السّلفيّ.

يروي عن : عليّ بن ميلة الفرضيّ ، وغيره.

توفّي في جمادى الأولى عن سنّ عالية (٦).

١٨٩ ـ محمد بن عبد الحميد بن عبد الرّحيم (٧) بن أحمد (٨).

__________________

(١) المنتظم ٩ / ١٢٧ (١٧ / ٧١) ، ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٩٢.

(٢) وقع في (الأنساب ٦ / ٣٧) : «توفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة».

وهو من مواليد سنة ٤٢٦ ه‍.

وذكر ابن النجار أنه حدّث باليسير. وروى عنه الحافظ أبو نصر اليونارتي في معجمه وقال :أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو عبد الله الراذاني.

وقال ابن الجوزي : كان الراذاني كثير التهجّد ، ملازما للصيام.

وقال ابن السمعاني : سمعت الحسن بن حرينا الشيخ صالح باللجمة يقول : دخلت على أبي عبد الله الراذاني ، واعتذرت عن تأخّري عنه ، فقال : لا تعتذر ، فإنّ الاجتماع مقدّر.

وذكر ابن النجار بإسناده : أنّ رجلا حلف بالطلاق أنه رآه بعرفة ، ولم يكن الشيخ حجّ تلك السنة ، فأخبر الشيخ بذلك فأطرق ، ثم رفع رأسه ، وقال : أجمعت الأمّة قاطبة على أنّ إبليس عدوّ الله يسير من المشرق إلى المغرب ، في افتتان مسلم أو مسلمة ، في لحظة واحدة ، فلا ينكر لعبد من عبيد الله أن يمضي في طاعة الله بإذن الله في ليلة إلى مكة ويعود. ثم التفت إلى الحالف وقال : طب نفسا ، فإنّ زوجتك معك حلال. (ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٩٢ ، ٩٣).

(٣) انظر عن (محمد بن عبد الله) في : الأنساب ٧ / ١٨٥ ، ومعجم البلدان ٣ / ٢٧٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٩٤ (وفي ترجمة أخيه : أبي الفتح أحمد بن عبد الله ، رقم ١١٤).

(٤) في المطبوع من (الأنساب) : «أبو سعد».

(٥) السّوذرجانيّ : بضم السين المهملة ، والذال المفتوحة المعجمة ، وسكون الراء ، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان ، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب).

(٦) وصفه ابن السمعاني بالمؤذّن ، من أهل أصبهان. وقال : ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

(٧) تقدّم في ترجمة أبيه «عبد الحميد» برقم (١٧٢) أن اسم جدّه هو «عبد الرحمن».

(٨) انظر عن (محمد بن عبد الحميد) في : الجواهر المضيّة ٣ / ١٣٥٨.

١٩٨

العلّامة أبو سعد العيدانيّ (١) الخراسانيّ المروزيّ ، الحنفيّ. ويعرف بخواهرزاده (٢).

كان مائلا إلى الحديث وكتابته. كبير الشّأن في مذهبه.

روى عن : خاله القاضي عليّ بن الحسن الدّهقان ، والخطيب عبد الوهّاب الكسائيّ ، وطائفة.

ومات بمرو.

ذكره ابن شيخنا قاضي الحسن (٣).

١٩٠ ـ محمد ابن الوزير الشّهيد أبي القاسم رئيس الرؤساء عليّ بن الحسن بن المسلمة (٤).

أبو نصر.

ولد سنة أربعين وأربعمائة ، وولي الأستاذ داريّة في العراق.

وكان صدرا محتشما معظّما.

مات في المحرّم.

١٩١ ـ محمد بن عليّ بن عبيد الله بن ودعان (٥).

__________________

(١) في الأصل : «العبداني» بالباء الموحّدة. والتصحيح من : الجواهر المضيّة. وقد تقدّم التعريف بهذه النسبة في ترجمة أبيه «عبد الحميد» برقم (١٧٢).

(٢) انظر التعليق على هذا في ترجمة أبيه السابقة.

(٣) هكذا رسمت في الأصل.

(٤) انظر عن (محمد بن الوزير بن المسلمة) في : الكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٦.

(٥) انظر عن (محمد بن علي الموصلي) في : المنتظم ٩ / ١٢٧ ، ١٢٨ رقم ١٩٦ (١٧ / ٧١ رقم ٣٧١٨) ، واللباب ٣ / ٣٥٦ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٦١٨ رقم ٥٨٥٤ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٦٤ ـ ١٦٧ رقم ٩٠ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٦٥٧ ـ ٦٥٩ ، والمغني في الضعفاء ٢ / ٦١٨ رقم ٥٨٥٤ ، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ٢٧ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ١٠١ ، ١٠٢ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٤١ ، ١٤٢ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٦١ ، والإعلام بتاريخ الإسلام لابن قاضي شهبة (مخطوط) (حوادث ووفيات ٤٩٤ ه‍.) والكشف الحثيث ٣٩٤ ـ ٣٩٦ رقم ٧١١ ، ولسان الميزان ٥ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ رقم ١٠٢٧ ، وتاريخ الخميس للدياربكري ٢ / ٤٠٣ ، وكشف الظنون ١ / ٦٠ ، ٧١٥ ، وإيضاح المكنون ١ / ٤٣١ ، وهدية العارفين ٢ / ٧٨ ، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان ١ / ٤٣٥ ، والأعلام ٧ / ١٦٣ ، ومعجم المؤلفين ١١ / ٢٦ ، ٢٧.

١٩٩

القاضي أبو نصر الموصليّ.

قدم بغداد في سنة ثلاث وتسعين (١) قبل موته بعام ، وروى «الأربعين الودعانيّة» الموضوعة الّتي سرقها عمّه أبو الفتح بن ودعان من الكذّاب زيد بن رفاعة (٢).

سمعها منه : هبة الله الشّيرازيّ ، وعمر الرّؤاسيّ.

وكان مولده سنة اثنتين وأربعمائة.

ومات بالموصل.

قال السّمعانيّ : حدّث عن عمّه أبي الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن سليمان بن ودعان ، وأبي الحسن محمد بن عليّ بن بحشل (٣) ، والحسين بن محمد الصّيرفيّ.

وروى عنه : أبو المعمّر الأنصاريّ ، وأبو طاهر السّلفيّ.

وقال السّلفيّ : قرأت عليه «الأربعين» جمعه ، ثمّ تبيّن لي حين تصفّحتها تخليط عظيم يدلّ على كذبه وتركيبه الأسانيد.

وقال هزارست : سألته عن مولده ، فقال : ليلة نصف شعبان سنة إحدى وأربعمائة ، أوّل سماعي سنة ثمان وأربعمائة.

وقال ابن ناصر : رأيته ولم أسمع منه لأنّه كان متّهما بالكذب ، وكتابه في «الأربعين» سرقه من ابن رفاعة ، وحذف منه الخطبة ، وركّب على كلّ حديث رجلا (٤) أو رجلين إلى شيخ زيد بن رفاعة واضع الكتاب. وكان كذّابا ، وألّف بين

__________________

(١) وقع في المطبوع من (المنتظم) : «سنة ثلاث وسبعين». والمثبت هو الصحيح كما أوضح المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ.

(٢) انظر عن (زيد بن رفاعة) في : تاريخ بغداد ٨ / ٤٥٠ ، ٤٥١ رقم ٤٥٦٤ ، والموضوعات لابن الجوزي ١ / ١٣٦ ، والضعفاء والمتروكين ١ / ٣٠٥ رقم ١٣٢١ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٢٤٦ رقم ٢٢٧٢ ، وميزان الاعتدال رقم ٣٠٠٥ د ، وتاريخ الإسلام (٣٨١ ـ ٤٠٠ ه‍.) ص ٢٢١ ، ٢٢٢ ، والكشف الحثيث ١٨٨ رقم ٣٠٢ ، ولسان الميزان ٢ / ٥٠٦.

(٣) في الأصل : «نحشل» بالنون ، وهو تصحيف.

(٤) في الأصل : «رجل».

٢٠٠