تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٣٤

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

بدمشق ، والقدس ومصر.

روى عنه : الخطيب مع تقدّمه شيئا ممّا سمعه ، وأبو البيان محمد بن أبي غانم ، وغيرهما (١).

وتوفّي بالمعرّة (٢).

٣٣ ـ عبد السّميع بن عليّ بن عبد السّميع (٣).

أبو الحسين الهاشميّ.

من أهل البصرة ببغداد.

سمع : أبا الحسن بن مخلد.

روى عنه : أبو البركات الأنماطيّ ، وأبو بكر الزّاغوانيّ.

وتوفّي في ربيع الآخر.

ومولده سنة تسع.

٣٤ ـ عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم (٤).

أبو طاهر المغازليّ الأصبهانيّ الشّرابيّ.

سمع : أبا نعيم الحافظ.

وعنه : السّلفيّ ، وقال : مات في صفر.

٣٥ ـ عمر بن أحمد بن محمد بن الخليل (٥).

أبو حفص البغويّ (٦).

__________________

= وبعدها سين أخرى مفتوحة وفي آخرها الطاء. هذه النسبة إلى سميساط ، وهي من بلاد الشام.

(الأنساب ٧ / ١٥٣).

(١) ومما أنشده لنفسه يصف كوز الفقّاع :

ومحبوس بلا جرم جناه

له سجن بباب من رصاص

يضيّق بابه خوفا عليه

ويوثق بعد ذلك بالعفاص

إذا أطلقته خرج ارتقاصا

وقبّل فاك من فرح الخلاص

(٢) قيل توفي سنة ٤٨٩ وقيل ٤٩١ ، وكان مولده سنة ٤١٨ ه‍. بالمعرّة.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) لم أجد مصدر ترجمته.

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) البغوي : هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها : بغ وبغشور. (الأنساب ٢ / ٢٥٤).

١٠١

سمع «مسند» إسحاق الكوسج ، من أبي الهنديّ محمد بن محمد بن الحسن البغويّ.

ومات بعد شعبان في هذا العام أو بعده.

روى عنه : عبد الله بن محمد بن المظفّر البنّاء ، وأسعد بن أحمد الخطيب ، وأبو أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر البغويّون.

٣٦ ـ عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشّيبانيّ (١).

أبو الفتح السّقلاطونيّ (٢) البغداديّ النّصريّ من النّصريّة.

شيخ ثقة صدوق.

سمع : أبا نصر بن حسنون ، وأبا القاسم الحرفيّ ، وعثمان بن دوست ، وهو أخو عبد الرحمن بن علوان.

روى عنه : عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، ووالده أبو بكر ، وإسماعيل بن السّمرقنديّ ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ ، وآخرون.

وآخر من روى عنه فخر النّساء شهدة.

توفّي في رجب (٣).

٣٧ ـ عبد الوهّاب بن رزق الله بن عبد الوهّاب (٤).

أبو الفضل التّميميّ ، أخو عبد الواحد.

سمع : أباه ، وأبا طالب بن غيلان.

وكان حسن الصّورة ، ظريفا بارعا في الوعظ.

روى عنه : محمد بن عبد الواحد الدّقّاق ، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الواحد بن علوان) في : المنتظم ٩ / ١٠٦ رقم ١٥٦ (١٧ / ٤٥ رقم ٣٦٧٧) ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٢٨ رقم ٦٥ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٨ ، ذيل تاريخ بغداد ١ / ٢٦٠ ـ ٢٦٢ رقم ١٤٣.

(٢) السقلاطوني : نسبة إلى سقلاطون بلد بالروم تنسب إليه الثياب. (القاموس المحيط).

(٣) قال ابن النجار : قرأت في كتاب عبد المحسن بن محمد الشيجي بخطه قال : سمعت عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيبانيّ يقول : ولدت سنة ثلاث وأربعمائة. وورّخ شجاع بن فارس الذهلي وفاته.

(٤) انظر عن (عبد الوهاب بن رزق الله) في : ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ١ / ٨٥ رقم ٨٢.

١٠٢

٣٨ ـ عليّ بن محمد بن الحسين خذام (١).

أبو الحسن الخذاميّ (٢) البخاريّ الواعظ.

كان معمّرا مكثرا من السّماع.

تفرّد بشيوخ.

روى عن : القاضي أبي عليّ الحسين بن الخضر النّسفيّ ، ومنصور الكاغديّ ، وأحمد بن محمد بن القاسم الفارسيّ ، وأحمد بن الحسن المراجليّ (٣) ، وخلق أخذ عنهم الكبار.

روى عنه : عثمان بن عليّ البيكنديّ (٤) ، وأبو ثابت الحسن بن عليّ البردعيّ (٥) وأبو رجاء محمد بن محمد ، ومحمد بن محمد السّنجيّ (٦) ، وعدّة.

وعمّر تسعين سنة.

مات في هذا العام.

ـ حرف الفاء ـ

٣٩ ـ فارس بن الحسين بن فارس بن حسين بن غرب (٧).

__________________

(١) انظر عن (علي بن محمد) في : الأنساب ٥ / ٥٦ ، ٥٧ ، واللباب ١ / ٤٢٦ ، والمشتبه في الرجال ١ / ١٤٦ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨٠ ، ١٨١ رقم ١٠١ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٦٠٥ رقم ١٠٠٩ ، والطبقات السنية ، رقم ١٥٠٥.

(٢) في الأصل : «خدام» و «الخدامي» بالخاء المعجمة ، والدال المهملة. والمثبت عن : المشتبه ، والأنساب ، واللباب. وهي بكسر الخاء المعجمة.

(٣) في الأصل : «المراحلي» بالحاء المهملة. والتصحيح من (الأنساب ١١ / ٢٢١) وفيه : «أحمد بن الحسين بن الحسن المراجلي من أهل بخارى». والمراجلي : بفتح الجيم ، والراء ، وكسر الجيم بعد الألف ، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى المراحل وعملها ، وهي جمع مرجل).

(٤) البيكنديّ : ضبطها في الأنساب بفتح الباء الموحّدة. وفي معجم البلدان بكسرها. وفتح الكاف وسكون النون ، بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى.

(٥) تقدّم القول في هذه النسبة إنه يصحّ فيها : «البردعي» بالدال المهملة ، و «البرذعي» بالذال المعجمة.

(٦) السّنجي : بكسر السين المهملة ، وسكون النون ، وفي آخرها جيم ، هذه النسبة إلى سنج ، وهي قرية كبيرة من قرى مرو ، على سبعة فراسخ منها. (الأنساب ٧ / ١٦٥).

(٧) لم أجد مصدر ترجمته.

١٠٣

أبو شجاع الذّهليّ (١) السّهرورديّ ، ثمّ البغداديّ.

شيخ فاضل ، صالح ، ثقة ، لغويّ ، شاعر.

سمع : أبا عليّ بن شاذان ، وعبد الملك بن بشران.

روى عنه : قاضي المرستان ، وإسماعيل السّمرقنديّ ، وابن ناصر.

توفّي في ربيع الآخر وقد جاوز التّسعين رحمه‌الله.

وابنه شجاع حافظ معروف.

٤٠ ـ الفضل بن عليّ بن أحمد بن محمد بن محمد (٢).

أبو سعد الأصبهانيّ المقرئ.

سمع : أبا سعيد محمد بن عليّ النّقّاش ، وعليّ بن ميلة ، ومعمر بن زياد.

روى عنه : السّلفيّ ، وقال : توفّي في رجب. وكنّاه أبا نصر.

ـ حرف الميم ـ

٤١ ـ المحسّن بن المحسّن بن محمد بن جمهور (٣).

أبو الرّضا الأنصاريّ الدّمشقيّ الفراء المعدّل.

إمام الجامع الأمويّ ، ثمّ ولي نظر الأوقاف وعمادة الأملاك السّلطانيّة ، فظلم وجار.

وحدّث عن : محمد بن عوف المزنيّ ، وغيره.

روى عنه : عمر الرّؤاسيّ (٤).

٤٢ ـ محمد بن أحمد بن محمد (٥).

__________________

(١) الذّهليّ : بضم الذال المعجمة وسكون الهاء وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى قبيلة معروفة وهو ذهل بن ثعلبة. (الأنساب ٦ / ٣٠).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (المحسن بن المحسن) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٤ / ١١٣ ، ١١٤ رقم ٨٤.

(٤) قال ابن عساكر : كان مستورا في أول أمره ، وصلّى بالناس إماما في جامع دمشق في ولاية المصريين ، ثم خلّط في آخر آمره ، وتولّى الأوقاف ، وعمارة الأملاك السلطانية ، وفعل في ذلك ما أدّى إلى الإضرار بارتفاع الوقف ، وطمع الجند فيه.

(٥) انظر عن (محمد بن أحمد الميبذي) في : الأنساب ١١ / ٥٥٨ ، والمنتظم ٩ / ١٠٧ رقم ١٥٧ (١٧ / ٤٥ رقم ٣٦٧٨).

١٠٤

أبو عبد الله الميبذيّ (١) البغداديّ اللّغويّ.

من كبار أئمّة العربيّة.

سمع : أبا جعفر ابن المسلمة.

روى عنه : ابن ناصر.

٤٣ ـ محمد بن جامع بن محمد بن عليّ (٢).

أبو بكر القطّان الهمذانيّ الجوهريّ.

روى عن : أبيه ، والزّنجانيّ.

قال شيرويه : سمعت منه ، وكان كيّسا صدوقا.

٤٤ ـ محمد بن الحسين بن محمد (٣).

أبو سعد الحرميّ المكّيّ (٤) الحافظ ، نزيل هراة.

أحد الحفّاظ والزّهّاد.

سمع بمصر : محمد بن الحسين الطّفّال ، وأبا الفتح بن بابشاذ ، وعليّ بن حمّصة ، وعليّ بن بغا الورّاق.

وبمكّة : أبا نصر السّجزيّ الحافظ ، وعبد العزيز بن بندار الشّيرازيّ.

وببغداد : أبا بكر الخطيب ، والموجودين.

قال محمد بن أبي عليّ الهمذانيّ : كان أبو سعد الحرميّ من العبّاد ، ولم أربعيني أحفظ منه.

__________________

(١) الميبذيّ : بفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الباء المنقوطة بواحدة ، وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى ميبذ وهي بلدة بنواحي أصبهان من كور إصطخر فارس ، قريبة من يزد. (الأنساب ١١ / ٥٥٧).

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) انظر عن (محمد بن الحسين الحرمي) في : الأنساب ٤ / ١١٦ ، والمنتظم ٩ / ١٠٧ رقم ١٥٨ وفيه (المخرمي) ، (١٧ / ٤٥ رقم ٣٦٧٩) ، واللباب ١ / ٣٥٩ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٣ رقم ١٥٦٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٨ وفيه : «محمد بن الحسن» ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ رقم ١٢٢ ، والعقد الثمين ٢ / ٧ ، ٨ ، وطبقات الحفاظ ٤٤٩ ، وشذرات الذهب ٢ / ٣٩٧.

(٤) هكذا في الأصل وتذكرة الحفاظ. وفي سير أعلام النبلاء «المزكّي».

١٠٥

وقال الواعظ أبو حامد الخيّام : إن كان لله بهراة أحد من أوليائه فهو هذا.

وأشار إلى أبي سعد.

مات في شعبان (١).

٤٥ ـ محمد بن عبد الله بن أحمد (٢).

أبو المحاسن المحميّ النّيسابوريّ الحنفيّ.

أحد الرؤساء والأكابر.

خالف أهل بيته لأنّ المحمية (٣) شافعيّون.

وقد سمع من أصحاب الأصمّ. وكان يضيف الطّلبة (٤).

توفّي في شعبان عن ثمانين سنة.

روى عنه : عمر بن أحمد بن الصّفّار ، وعبد الله بن الفراويّ.

روى عن : أبي بكر الحيريّ.

٤٦ ـ محمد بن محمد (٥).

أبو سعد الخداشيّ (٦).

توفّي بنسف وله ثمان وثمانون سنة.

سمع بهراة : إسحاق الفرات ، وأبا عثمان القرشيّ.

٤٧ ـ مروان بن عبد الملك (٧).

__________________

(١) وقال ابن الجوزي : في رمضان. وقال : رحل إلى البلاد في طلب العلم وسمع الكثير ، وكان من الزّهّاد الورعين ، لا يخالط أحدا ، وكانوا يعدّونه من الأبدال. (المنتظم).

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الله المحمي) في : المنتخب من السياق ٦٥ رقم ١٣٣.

(٣) في الأصل : «المحية».

(٤) وقال عبد الغافر الفارسيّ : «من أولاد الرؤساء والمشايخ المنظورين ومن أهل المروة والثروة متلفّع بالضيافة والديانة ، يخالف مذهبه بيته إذ المحمية كلهم من أصحاب الشافعيّ ، وكان هذا على مذهب أبي حنيفة وله سبب كان يذكره والّذي من جهة جدّه من قبل الأم ولكنه كان حسن الاعتقاد ، متصاون النفس .. وكان من عادته الجميلة أنه إذا حضرت الطلبة وقراء الحديث لا يدعهم يتفرقون إلا عن مائدة نظيفة لا تكلّف فيها كما يليق بحاضر الوقت. ولد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة».

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

(٦) لم أجد هذه النسبة.

(٧) انظر عن (مروان بن عبد الملك) في : الغنية للقاضي عياض ٢٥٨ ـ ٢٦٠ ، وسير أعلام النبلاء=

١٠٦

أبو محمد اللّواتيّ الطّنجيّ ، الفقيه المالكيّ ، نزيل مصر.

كان متفنّنا في العلوم ، بارعا في المذهب.

قرأ القراءات على أبي العبّاس أحمد بن نفيس ، وسمع منه.

ومن : أبي هاشم ، وأبي محمد بن الوليد.

قال القاضي عياض (١) : كان ذا علم بالقراءات ، والنّحو ، واللّغة ، خطيبا مفوّها مصقعا ، ولي القضاء والخطبة بسبتة في دولة البرغواطيّ ، وسمع منه كثيرا. وكان ذا هيبة وسطوة.

سمع عليه : القاضي عبّود بن سعيد ، وأبو إسحاق بن جعفر ، وخالاي أبو عبد الله وأبو محمد ابنا الجوزيّ.

وله بنون نجباء أئمّة.

وكان أخوه أبو الحسن من كبار الأئمّة.

وله ابنان ، أحدهما عبد الله ولي قضاء غرناطة وغيرها ، وعبد الرحمن ولي قضاء مكناسة مدّة ، ثمّ ولي قضاء تلمسان بعد الثّلاثين وخمسمائة عليّ بن عبد الرحمن.

٤٨ ـ المظفّر بن عليّ بن الحسن بن أحمد بن محمد (٢).

الصّدر أبو الفتح ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم ابن المسلمة.

ناب في الوزارة في خلافة المقتدي بالله بعد عزل الوزير عميد الدّولة أبي منصور بن جهير ، إلى أن ولي أبو شجاع الوزارة.

وكانت دار أبي الفتح مجمعا لأهل العلم والدّين.

ومن جملة من أقام في داره ومرض عنده ومات أبو إسحاق مصنّف «التّنبيه». وممّن كان يقيم عنده أبو عبد الله الحميديّ.

سمع الحديث من : أبي الطّيّب الطّبريّ ، وأبي محمد الجوهريّ بإفادة

__________________

= ١٩ / ١٩١ ، ١٩٢ رقم ١١٢ ، وغاية النهاية ٢ / ٢٩٣ رقم ٣٥٨٨.

(١) في الغنية ٢٥٨.

(٢) انظر عن (المظفر بن علي) في : المنتظم ٩ / ١٠٧ رقم ١٦٠ (١٧ / ٤٦ رقم ٣٦٨١) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٨٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٦.

١٠٧

الخطيب. كتب عنه : الحميديّ ، وغيره.

وتوفّي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة.

٤٩ ـ مكّيّ بن منصور بن محمد بن علّان السّلّار (١).

الرئيس أبو الحسن الكرجيّ (٢). رئيس كرج ومعتمدها.

حدّث عن : أبي بكر الحيريّ ، ومحمد بن القاسم الفارسيّ ، وأبي الحسين ابن بشران المعدّل ، وأبي سعيد محمد بن موسى الصّيرفيّ ، وأبي القاسم هبة الله اللّالكائيّ (٣).

قال شيرويه : رحلت إليه إلى الكرج ، وسمّعت (٤) منه ولديّ ، وكان شيخا لا بأس به ، محمودا بين الرؤساء ، محسنا إلى الفقراء والعلماء (٥).

قلت : روى عنه : أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجيّ الفقيه ، وأبو المكارم أحمد بن محمد بن علّان البلديّ ، وأبو بكر أحمد بن نصر بن دلف ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق ، وإسماعيل بن محمد الحافظ ، ورجاء بن حامد المعدانيّ ، ومحمد بن أحمد بن ماشاذة ، وأبو زرعة طاهر المقدسيّ ، والقاسم بن الفضيل الصّيدلانيّ ، وأبو طاهر السّلفيّ.

قال ابن طاهر : دخلت بابني أبي زرعة الكرج حتّى سمع «مسند الشّافعيّ» من السّلّار مكّيّ ، وكان قد سمعه بنيسابور ، وورّق له ابن هارون ، وكانت أصوله صحيحة جيّدة.

وقال السّلفيّ : كان السّلّار جليل القدر ، نافذ الأمر ، محبوبا إلى رعيّته

__________________

(١) انظر عن (مكيء بن منصور) في : التقييد لابن نقطة ٤٥١ رقم ٦٠٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٧١ ، ٧٢ رقم ٣٩ ، والعبر ٣ / ٣٣١ ، ٣٣٢ ، والمشتبه في الرجال ٢ / ٥٤٦ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٨٣ ، ٨٤ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٤ ، وتبصير المنتبه ٣ / ١٢٠٩ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٧.

(٢) الكرجي : بفتح الكاف والراء ، وجيم في آخرها. هذه النسبة إلى الكرج ، وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان. (الأنساب ١٠ / ٣٧٩).

(٣) لم أجد هذه النسبة.

(٤) في التقييد تحرّفت إلى : «سمّت».

(٥) التقييد ٤٥١.

١٠٨

بجود سجيّته. وآخر ما قدم أصبهان كنت أوّل من قرأ عليه.

وقال السّمعانيّ : هو من رؤساء الكرج ، كانت له الثّروة الكبيرة والدّنيا العريضة الواسعة ، والتّقدّم ببلده. عمّر حتّى صار يرحل إليه. ونقل عنه الكثير ، لأنّه لحق إسناد العراق وخراسان.

وقال أبو زكريّا بن مندة : توفّي بأصبهان في سلخ جمادى الأولى ، وولد سنة سبع (١) أو تسع وتسعين وثلاثمائة.

ـ حرف النون ـ

٥٠ ـ نصر بن عليّ بن مقلّد بن نصر بن منقذ (٢).

الأمير الجليل عزّ الدّولة أبو المرهف الكنانيّ ، صاحب شيزر تملّكها بعد أبيه. ولمّا قدم إلى الشّام السّلطان ملك شاه سلّم إليه أبو المرهف اللّاذقيّة ، وفامية ، وكفر طاب ، وبقيت له شيزر.

وكان سمحا ، كريما ، شاعرا ، فارسا ، عاقلا ، ديّنا ، عابدا ، خيّرا ، وكان بارّا أباه (٣) ، وأحسن إلى إخوته وربّاهم. وله برّ كثير وصدقات ، رحمه‌الله.

ويحكى عنه أنّه كان يقوم عامّة اللّيل.

توفّي في شيزر في جمادى الآخرة (٤).

__________________

(١) هكذا في الأصل. وفي التقييد : «سنة ست وتسعين».

(٢) انظر عن (نصر بن علي) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٣ / ٤٥١ ، والاعتبار لأسامة بن منقذ ٥٣ ـ ٥٥ ، ١٠٨ ، وزبدة الحلب ٢ / ٤٠ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ٢٦٧ ، ٣٠٦ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ١٤٩ ، ١٦٨ ، والتاريخ الباهر في الدولة الأتابكية ٩٩ ، ومفرّج الكروب لابن واصل ١ / ٧٨ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٦ / ١٣٤ ، ١٣٥ رقم ٩٥ ، والمنازل والديار ٢ / ١١٢ ، وبغية الطلب التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة ١٢٥ ، ١٢٦.

(٣) في الأصل : «بارّا أبيه».

(٤) أقول : هو ابن الأمير «سديد الملك» ، وعمّ الأمير «أسامة بن منقذ». أقام بطرابلس الشام مع أبيه في كنف «جلال الملك ابن عمّار» ، وكان مندوبا من «جلال الملك» إلى الأمير «حصن الدولة حيدرة بن منزو الكتامي» الّذي ولي دمشق ، حيث خطب منه ابنته لجلال الملك ، وأحضرها من دمشق إلى طرابلس لما تزوّجها. (تاريخ دمشق ٤٣ / ٤٥١).

وحين نزل الشاعر «ابن حيّوس» طرابلس أشار عليه «سديد الملك» بمغادرتها لأنّ بني عمّار لا يميلون إليه ، ونصحه بأن يقصد محمود بن نصر المرداسي صاحب حلب ، فخرج «ابن حيّوس»=

١٠٩

__________________

= من طرابلس وبصحبته عزّ الدولة أبو المرهف وذلك حول سنة ٤٦٥ ه‍. (زبدة الحلب ٢ / ٤٠).

وقد جرى خلف بين أهل لطمين وبين أبي المرهف في سنة ٤٨١ ه‍. فخرج آقسنقر إلى شيزر وقاتل أهلها ، فقتل منهم مائة وثلاثين رجلا ، وعاد إلى حلب بعد أن نهب ربضها ، واستقرّت الموادعة بينه وبين أبي المرهف. (زبدة الحلب ٢ / ١٠٥).

ونزل قسيم الدولة على أفامية في سنة ٤٨٣ فأخذها من خلف بن ملاعب وسلّمها إلى أبي المرهف. (زبدة الحلب ٢ / ١٠٦ ، الدرّة المضيّة ٦ / ٤٣١ وفيه سنة ٤٨١ ه‍).

وذكر «أسامة بن منقذ» أن أبا المرهف جرح في حرب ابن ملاعب سنة ٤٩٧ عدّة جراح منها طعنة طعنها في جفن عينه السفلاني من ناحية المأق. وكان هو وأخوه مرشد والد أسامة من أشجع قومهما. فقال أسامة : لقد شهدتهما يوما وقد خرجا إلى الصيد بالبزاة نحو تلّ ملح وهناك طير ماء كثير ، فما شعرنا إلّا وعسكر قد أغار على البلد ووقفوا عليه ، فرجعنا ، وكان الوالد من أثر مرض. فأما عمّي فخفّ بمن معه من العسكر وسار حتى عبر المخاض إلى الإفرنج وهم يرونه. (الاعتبار ٥٥).

وسيّر «سديد الملك» ابنه عزّ الدولة أبا المرهف إلى خدمة تاج الدولة وهو معسكر بظاهر حلب ، فقبض عليه واعتقله ووكّل به من يحفظه. وكان لا يدخل إليه سوى مملوكه شمعون الملقّب بموفّق الدولة ، والموكّلون حول الخيمة ، فكتب عزّ الدولة إلى أبيه يقول : «تنفّذ لي في الليلة الفلانية ـ وعيّنها ـ قوما من أصحابه ، ذكرهم ، وخيلا أركبها إلى الموضع الفلاني. فلما كانت تلك الليلة دخل شمعون خلع ثيابه فلبسها مولاه وخرج على الموكّلين في الليل ، فما أنكروه ، ومضى إلى أصحابه ، وركب وسار ، ونام شمعون في فراشه.

وجرت العادة أن يجيئه شمعون في السّحر بوضوئه ، فكان ـ رحمه‌الله ـ من الزهّاد القائمين ليلهم يتلون كتاب الله تعالى ، فلما أصبحوا ولم يروا شمعون دخل كعادته دخلوا الخيمة ، فوجدوا شمعون وعزّ الدولة قد راح. فأنهوا ذلك إلى تاج الدولة ، فأمر بإحضاره ، فلما حضر بين يديه قال : كيف عملت؟ قال : أعطيت مولاي ثيابي لبسها ، وراح ، ونمت أنا في فراشه. (الإعتبار ٥٧).

أنشده أخوه أبو سلامة قول الشاعر :

كنت أستعمل السواد من الأمشاط

والشّعر في سواد الدّياجي

أتلقّى مثلا بمثل فلمّا

صار عاجا سرّحته بالعاج

فلما كان من غد أنشد لنفسه :

كنت أستعمل البياض من الأمشاط

عجبا بلمّتي وشبابي

فاتّخذت السواد في حالة الشّرب

سلوّا عن الصّبا بالتّصابي

(تاريخ دمشق ٤٣ / ٤٥١ ، المختصر ٢٦ / ١٣٤ ، ١٣٥).

ومن شعره :

لهفي لدار عفاها كلّ منهمر

جون ملثّ عليها رائح ساري

وما عفا ذكر أحبابي الذين لهم

حزني مقيم ودمعي إثرهم جاري

(المنازل والديار ٢ / ١١٢).

١١٠

ـ حرف الهاء ـ

٥١ ـ هبة الله بن عبد الرّزّاق بن محمد بن عبد الله بن اللّيث (١).

أبو الحسن الأنصاريّ الأشهليّ السّعديّ البغداديّ ، من ولد سعد بن معاذ رضي‌الله‌عنه.

سمع : هلال بن محمد الحفّار ، وأبا الحسين بن بشران ، وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التّميميّ.

وتفرّد بالرواية عن التّميميّ. وكان أحد قرّاء المواكب ، ومن ذوي الهيئات النّبلاء ، وأرباب الدّيانات ، صحيح السّماع (٢).

قال ابن السّمعانيّ : ثنا عنه إسماعيل بن السّمرقنديّ ، وأبو البركات الأنماطيّ ، وعبد الخالق اليوسفيّ ، وجماعة كبيرة.

وسمعت بعض مشايخي يقول : إنّ الشّريف هبة الله الأنصاريّ كان يأخذ على جزء الحفار دينارا صحيحا.

ولد هبة الله في سنة اثنتين وأربعمائة ، وتوفّي في الحادي والعشرين من ربيع الآخر.

قلت : وروى عنه : عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الطّوسيّ ، ومحمد بن عبد الله بن العبّاس الحرّانيّ ، وجماعة.

وللسّلفيّ منه إجازة ، ولكنّه ما دري بأنّ عنده مثل جزء الحفّار ، ولا خرّج عنه شيئا.

٥٢ ـ هبة الله بن محمد بن هارون بن محمد (٣).

__________________

(١) انظر عن (هبة الله بن عبد الرزاق) في : المنتظم ٩ / ١٠٧ ، ١٠٨ رقم ٤٩١ (١٧ / ٤٦ رقم ٣٦٨٢) ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٦٩ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٢ ، والعبر ٣ / ٣٣٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٤ ، ٤٥ رقم ٢٨ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٨٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٧.

(٢) المنتظم.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

١١١

الأديب أبو غالب الهارونيّ التّانيّ (١) الأصبهانيّ.

سمع من : جدّه هارون صاحب الطّبرانيّ.

روى عنه : السّلفيّ ، وقال : مات في رجب ، وكان له حظّ وافر من الأدب ، وإذا قرأ الحديث أطرب.

ـ حرف الياء ـ

٥٣ ـ ياسين بن سهل (٢).

أبو روح القائنيّ (٣) الخشّاب الصّوفيّ ، شيخ الصّوفيّ ، شيخ الصّوفيّة ببيت المقدس طوّف البلاد ، وسمع : أباه ، وأبا الحسن بن الطّفّال ، ورشأ بن نظيف ، وأبا الحسن بن صخر ، وطبقتهم.

روى عنه : هبة الله بن الأكفانيّ ، وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشيّ ، وإسماعيل بن أبي سعد النّيسابوريّ ، وابن السّمرقنديّ ، ويحيى بن عبد الرحمن الطّوسيّ.

توفّي في آخر السّنة.

وكان كبير القدر ، زاهدا.

قال غيث الأرمنازيّ : تحدّث ياسين الصّوفيّ ، وكان عندهم محتشما مميّزا قدم علينا (٤) ، ومات بالقدس في ذي الحجّة (٥).

٥٤ ـ يحيى بن محمد (٦).

__________________

(١) التاني : بالتاء المشدّدة المعجمة من فوقها بنقطتين والنون بعد الألف. هذه النسبة إلى التناية وهي الدهقنة ، ويقال لصاحب الضياع والعقار : التاني. (الأنساب ٣ / ١٣).

(٢) انظر عن (ياسين بن سهل) في : تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٤٦ / ١٩ ، ٢٠ ، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٢٧ / ١٩٨ رقم ٩٤ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٥ / ١٨٩ رقم ١٨٠٣.

(٣) في الأصل : «الفاسي».

(٤) في الأصل : «قدم عليها». وما أثبتناه هو الصحيح ، فقد كان «غيث» يذكر في تراجم من دخل صور : قدم علينا. أي قدم علينا بصور. وجاء في (تاريخ دمشق) : قدم علينا عدّة دفعات.

(٥) أقول : وسمع بصور : أبا الفرج عبد الوهاب بن غزّال ، وأبا الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان ، وأبا الحسين بن عمر بن برهان ، وله سماع بمصر ، ودمشق ، وآمد.

(٦) انظر عن (يحيى بن محمد) في : بغية الوعاة ٢ / ٣٤٤ رقم ٢١٤٥.

١١٢

أبو بكر بن الفرضيّ الدّانيّ النّحويّ. نزيل المريّة.

وكان رأسا في العربيّة واللّغة.

أخذ عنه : أبو الحجّاج بن سبعون ، وأبو عبد الله بن سعيد ابن غلام القرشيّ ، وأبو بكر بن خطّاب ، وجماعة.

كان حيّا في سنة إحدى هذه.

١١٣

سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة

ـ حرف الألف ـ

٥٥ ـ أحمد بن عبد الله بن عليّ بن طاوس بن موسى (١).

أبو البركات (٢) المقرئ.

ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ببغداد ، وقرأ القراءات على أبي الحسن عليّ بن الحسن العطّار ، وعلى : محمد بن عليّ بن فارس الخيّاط.

وسمع : أبا عبيد الله الأزهريّ ، وأبا طالب بن بكير بن غيلان ، والعتيقيّ ، وجماعة.

قدم دمشق ، سنة إحدى وخمسين وأربعمائة فسكنها ، وسمع من : أبي القاسم الحنّائيّ ، وجماعة.

وصنّف في القراءات. وأقرأ النّاس.

وكان إماما ماهرا ، مجوّدا ، ثقة ، ديّنا.

روى عنه : الفقيه نصر المقدسيّ وهو أكبر منه ، وابنه هبة الله بن طاوس ، والفقيه نصر الله المصّيصيّ ، وحمزة بن أحمد ، وكردوس.

وتوفّي في جمادى الآخرة (٣).

وقرأ عليه ابنه.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الله) في : مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ٣ / ١٣٦ رقم ١٥٤ ، وغاية النهاية ١ / ٧٤ رقم ٣٢٧.

(٢) تحرّفت في (المختصر) إلى : «الركاب».

(٣) وقيل : ختم القرآن في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وعمره عشر سنين أو أقلّ.

١١٤

٥٦ ـ أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف (١).

أبو الحسين البغداديّ.

قال السّمعانيّ : شيخ ثقة ، جليل القدر ، خيّر ، مرضيّ الطّريقة ، حسن السّيرة. سافر الكثير ووصل إلى الغرب.

وسمع : أبا القاسم الحرفيّ ، وأبا عمرو بن دوست ، وأبا عليّ بن شاذان ، وأبا القاسم بن بشران ، وجماعة.

وبمكة : أبا الحسن بن صخر ، وأبا نصر السّجزيّ ، وبالرّملة : محمد بن الحسين بن التّرجمان ، وبمصر : أبا الحسن بن حمّصة.

روى عنه : بنوه عبد الله ، وعبد الخالق ، وعبد الواحد ، وأبو الفضل بن ناصر ، وأبو الفتح بن البطّيّ ، وشهدة ، وخطيب الموصل ، وآخرون.

قال ابن ناصر : كان صالحا ثقة.

وقال عبد الخالق ابنه : حدّثني أخي قال : رأيت أبي في النّوم ، فقلت : يا سيّدي ، ما فعل الله بك؟

قال : غفر لي.

توفّي في شعبان ، وله إحدى وثمانون سنة (٢).

٥٧ ـ أحمد بن مسلم محمد بن عليّ (٣).

الشّيخ أبو منصور الشّعيريّ (٤) الأصبهانيّ.

قال السّلفيّ : روى عنه عبد الواحد بن أحمد الباطرقانيّ ، وأبو (٥) نعيم ،

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد القادر) في : المنتظم ٩ / ١٠٩ رقم ١٦٢ (١٧ / ٤٨ ، ٤٩ رقم ٣٦٨٣) ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٧٠ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٣٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٦٣ ، ١٦٤ رقم ٨٩ ، والعبر ٣ / ٣٣٣ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٥٤ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ١٣ / ٩٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٧.

(٢) مولده سنة ٤١٢ ه‍.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) الشعيري : بفتح الشين المعجمة ، وكسر العين المهملة ، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، وفي آخرها الراء. نسبة إلى بيع الشعير. (الأنساب ٧ / ٣٥٢).

(٥) في الأصل : «أبي».

١١٥

كتبنا عنه ، ومات في شوّال سنة اثنتين.

٥٨ ـ أحمد بن محمد بن محمد (١).

أبو القاسم الخليليّ (٢) الدّهقان.

حدّث ببلخ بمسند الهيثم بن كليب ، عن أبي القاسم الخزاعيّ (٣) ، عنه.

وعاش مائة سنة وسنة ، فإنّ أبا نصر اليونارتيّ (٤) قال : سألته عن مولده ، فقال : في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وأنّه سمع من الخزاعيّ (٣) لمّا قدم عليهم بلخ في سنة ثمان وأربعمائة (٥).

وقال السّمعانيّ (٦) : توفّي في صفر (٧).

قلت : حدّث عنه بالمسند أبو شجاع عمر البسطاميّ ، ومسعود بن محمد الغانميّ ، ومحمد بن إسماعيل الفضيليّ (٨) ، واليونارتيّ ، وآخرون.

قال : وكان ثقة ، صحيح السّماع. روى «الشّمائل» أيضا (٩).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد) في : الأنساب ٥ / ١٧٠ ، ١٧١ ، والتقييد لابن نقطة ١٧٣ ، ١٧٤ رقم ١٩٤ ، واللباب ١ / ٤٥٨ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٤٤ رقم ١٥٧١ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٧٣ ، ٧٤ رقم ٤١ ، والعبر ٣ / ٣٣٣ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٣٠ ، والجواهر المضيّة ١ / ٣١٠ ، ٣١١ ، والطبقات السنية ، رقم ٣٥٥ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٩٧ ، ٣٩٨.

(٢) في الأصل : «الجيلي». والمثبت هو الصحيح.

(٣) في الأصل : «الجراعي».

(٤) اليونارتي : بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفتح النون وسكون الراء ، وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. هذه النسبة إلى يونارت وهي قرية على باب أصبهان. (الأنساب ١٢ / ٤٣٤).

(٥) التقييد ١٧٤.

(٦) في الأنساب ٥ / ١٧١.

(٧) وقال ابن السمعاني : من أهل بلخ ، شيخ صدوق ثقة ، قيل له الخليلي لأنه كان يخدم القاضي الخليل بن أحمد السجزيّ شيخ الإسلام ببلخ ، وكان وكيلا له ، فقيل له الخليلي لهذا. هكذا سمعت عبد الرشيد بن أبي حنيفة الولوالجي يقوله بقطوان.

(٨) الفضيلي : بضم الفاء وفتح الضاد المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى الفضيل ، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (الأنساب ٩ / ٣١٥).

(٩) وقال ابن نقطة : حدّث ببلخ بمسند الهيثم بن كليب الشاشي ، عن أبي القاسم علي بن أحمد الخزاعي ، وذكر أنه له فوتا في الكتاب. وأما أبو سعد السمعاني فلم يذكره. (التقييد ١٧٣ ،=

١١٦

٥٩ ـ إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين (١).

السّلطان أبو المظفّر.

توفّي بغزنة في شوّال. وكان عادلا ، منصفا ، شجاعا ، جوادا ، منقادا إلى الخير ، محبوبا إلى الرّعيّة ، واسع المملكة (٢).

عاش أكثر من سبعين سنة.

وتوفّي في السّلطنة أكثر من أربعين سنة (٣).

٦٠ ـ أسعد بن عليّ (٤).

أبو القاسم الزّوزنيّ ، الشّاعر المشهور.

توفّي ليلة الأضحى بنيسابور.

__________________

= ١٧٤).

أقول : أي لم يذكر الفوت في الكتاب. لأن ابن نقطة عاد وقال : ذكر أبو سعد السمعاني في (معجم شيوخه) أنه سمع أبا الفتح عبد الرشيد بن النعمان بن عبد الرزاق بن عبد الملك الوالوالجي يذكر أنه سمع من أبي القاسم الخليلي كتاب «شمائل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم» لأبي عيسى الترمذي ببلخ في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. ومات الشيخ أبو القاسم بعد سماعنا بسبعة أشهر أو ثمانية أشهر.

(١) انظر عن (إبراهيم بن مسعود) في : المنتظم ٩ / ١٠٩ ، ١١٠ رقم ١٦٣ (١٧ / ٤٩ رقم ٣٦٨٤) ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٥ ، ٦ ، ١٦٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٦ رقم ٨٢ ، والعبر ٣ / ٢٢٥ ، ودول الإسلام ٢ / ١٠ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٩ ، وعيون التواريخ (مخطوط) ج ١٣ / ٨٩ ، ٩٠ ، والبداية والنهاية ١٢ / ١٥٧ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٤.

(٢) وقال ابن الجوزي : حكى أبو الحسن الطبري الفقيه الملقّب بالكيّا قال : أرسلني إليه السلطان بركياروق ، فرأيت في مملكته ما لا يتأتّى وصفه ، فدخلت عليه وهو جالس في طارقة عظيمة بقدر رواق المدرسة النظامية ، وباب فضّة بيضاء بطول قامة الرجل وفوق ذلك إلى السقف صفائح الذهب الأحمر ، وعلى باب الطارق الستور التنّيسي ، وللمكان شعاع يأخذ بالبصر عند طلوع الشمس عليه ، وكان تحته سرير ملبّس بصفائح الذهب ، وحواليه التماثيل المرصّعة من الجوهر واليواقيت ، فسلّمت عليه ، وتركت بين يديه هدية كانت معي ، فقال : نتبرّك بما يهديه العلماء. ثم أمر خادمه أن يطوف بي في داره ، فدخلنا إلى خركاه عظيمة قد ألبست قوائمها من الذهب ، وفيها من الجواهر واليواقيت شيء كثير ، وفي وسطها سرير من العود الهندي ، وتمثال طيور بحركات ، إذا جلس الملك صفّقت بأجنحتها ، إلى غير ذلك من العجائب. فلما عدت رويت له الخبر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا». فبكى.

قال : وبلغني أنه كان لا يبني لنفسه منزلا حتى يبني لله مسجدا أو مدرسة.

(٣) ملك اثنتين وأربعين سنة كما قال ابن الجوزي. (المنتظم).

(٤) انظر عن (أسعد بن علي) في : الأنساب ٦ / ٣٢١ ، والمنتخب من السياق ١٦٦ رقم ٤٠٤.

١١٧

ذكره عبد الغافر فقال : شاعر عصره وواحد دهره في فنّه ، وديوان شعره أكبر من [أن] يحصيه مجموع ، وهو في الفضل ينبوع. له القصائد الفريدة قديما وحديثا ، والمعاني الغريبة.

شاع ذكره ، وسار في البلاد شعره ، ومدح عميد الملك الكندريّ وأركان دولة السّلطان طغرلبك ، ثمّ أركان الدّولة الملكشاهيّة. وكان مع ذلك سمع الحديث وكتبه (١).

٦١ ـ الأطهر بن محمد بن محمد بن زيد (٢).

الحسينيّ العلويّ أبو الرّضا ابن السّيّد الأجلّ الحافظ المعروف ، مسند بغداد ، نزيل سمرقند.

كان أبو الرّضا يلقّب بسيّد السّادات.

ذكره عبد الغافر فقال : سيّد السّادات ، الفائق حشمته ودولته وماله وجاهه ، مطّرد العادات. وأبوه كان من أفاضل السّادة وأكثرهم ثروة. وله السّماع العالي والتّصانيف الحسان في الحديث والشّعر وهذا النّحل السّريّ.

ورد نيسابور بعد وفاة أبيه ، وطلب ما كان له من الودائع والبضائع ، وأخذها وعاد. ولم يزل يعلو شأنه ويرتفع إلى أن بلغت درجته الملك ، وناصب الخان وباض شيطان الولاية في رأسه ، وفرّخ.

وكان في نفسه وهمّته متكبّرا أبلج (٣). ما كان همّته تسمح إلّا بالملك ، حتّى سمعت أنّه أمر بضرب السّكّة على اسمه ، ورتّب ألوفا من الأعوان والشّاكريّة والأتباع. وكان يضبط الولاية ويجبي المال ويجمع ويفرّق ، إلى أن انتهت أيّامه وامتلأ صاع (٤) عمره ، واستعلى عليه من ناصبة ، فسعى في دمه وقدّه

__________________

(١) وزاد عبد الغافر الفارسيّ : «سمع بقراءاتي».

وقال ابن السمعاني : وكان على كبر سنّه يكتب الحديث ويسمع ويحضر مجالس الإملاء إلى آخر عمره.

(٢) انظر عن (الأطهر بن محمد) في : المنتخب من السياق ١٦٦ ، ١٦٧ رقم ٤٠٥.

(٣) في المطبوع من (المنتخب) : «أملح».

(٤) في الأصل : «وابتلا ضاع» ، والمثبت عن : المنتخب.

١١٨

نصفين ، وعلّقه في السّوق (١) ، وأغار على أمواله وخدمه (٢) ، وسار حديثا يسمر به ، ولم يبق منهم نافخ نار.

قتل سنة اثنتين وتسعين.

٦٢ ـ إبراهيم بن أبي نصر بن إبراهيم (٣).

أبو إسحاق الأصبهانيّ البخاريّ ، نزيل بلخ.

شيخ صالح ، تاجر متموّل.

سمع من : منصور الكاغديّ صاحب الهيثم بن كليب جزءين ، وسمع من جماعة.

توفّي ببلخ.

حدّث عنه : أبو شجاع عمر بن محمد البسطاميّ ، وغيره.

ورّخه السّمعانيّ.

ـ حرف الباء ـ

٦٣ ـ بركة بن أحمد بن عبد الله (٤).

أبو غالب الواسطيّ البزّار.

سمع : أبا القاسم بن بشران ، وأحمد بن عبد الله بن المحامليّ.

روى عنه : عبد الوهاب الأنماطيّ ، وأحمد بن المقرئ ، وهبة الله بن هلال الدقاق ، وإسماعيل بن الحافظ.

وتوفّي في ذي الحجّة وله نيّف وثمانون سنة.

وثّقه عبد الوهّاب.

٦٤ ـ بكر بن نصر بن أحمد (٥).

أبو محمد البخاريّ الخيّاط.

__________________

(١) زاد في المنتخب : «عبرة للمعتبرين».

(٢) في المطبوع من (المنتخب) : «وحرمه».

(٣) لم أجد مصدر ترجمته. ولعلّه في (ذيل الأنساب).

(٤) انظر عن (بركة بن أحمد) في : المنتظم ٩ / ١١٠ رقم ١٦٥ (١٧ / ٥٠ رقم ٣٦٨٦).

(٥) لم أجد مصدر ترجمته.

١١٩

شيخ صالح ، سمع ببخارى : عمر بن منصور بن خبّ ، وبالرّيّ : عبد الكريم بن أحمد الوزّان ، وببغداد : أبا يعلى بن الفرّاء ، وهناد بن إبراهيم ، وطائفة.

توفّي ببخارى بعد هذه السّنة أو فيها.

روى عنه : عثمان بن عليّ بن البيكنديّ ، وصاعد بن عبد الرحمن.

ـ حرف الحاء ـ

٦٥ ـ الحسن بن محمد بن الحسن بن عليّ (١).

العلّامة أبو عليّ ابن الشيخ أبي جعفر الطّوسيّ رأس الرّافضة.

ولد ببغداد.

وسمع من : أبي محمد الخلّال ، وأبي الطّيّب الطّبريّ.

وأمّ بالمشهد بالكوفة.

روى عنه : عمر بن محمد النّسفيّ ، وهبة الله بن السّقطيّ ، وجماعة.

بقي إلى هذه السّنة ، وكان متديّنا قاعر النّسب.

٦٦ ـ الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن عليّ بن أيّوب (٢).

أبو عبد الله العكبريّ أحد الأذكياء النّدماء.

ولد سنة ثلاث وأربعمائة.

وسمع : أحمد بن عليّ بن أيّوب العكبريّ ، وأبا الحسين بن بشران.

روى عنه : عبد الوهّاب الأنماطيّ ، وعمر بن ظفر ، ومحمد بن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، ومحمد بن محمد بن عطّاف.

ومات في رمضان.

وقد أجاز للسّلفيّ ، وذكره ولم يترجمه ولا عرفه.

٦٧ ـ الحسين بن عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس (٣).

أبو عبد الله الهمذانيّ التّانيّ (٤).

__________________

(١) لم أجد مصدر ترجمته.

(٢) لم أجد مصدر ترجمته.

(٣) لم أجد مصدر ترجمته.

(٤) تقدم التعريف بهذه النسبة.

١٢٠