للنبي صلى الله عليه واله ، وعلى أي حال فإنّ مجموع ما ارتكبه يزيد الطاغية من إهانته الساكنين في الحرم الإلهي (مكة) وما جناه بحقّ آل النبي صلى الله عليه واله وعترته الطاهرة سواء في حياة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أو بعد شهادته ، فضلاً عن تفاخره وتكبّره الذي لا يقلّ عن تجاسره على القرآن الكريم لمّا جعله في الأوساخ والقاذورات ، ولا أتصوّر أنّ أمره يخفى على أغلب المسلمين ، نعم أنّ المسلمين آنذاك كانوا مغلوبين على أمرهم من «حكّام الجور» ولم يكن أمامهم سوى الصبر إلى أن قضى الله تعالى فيه بقضائه العادل فأهلكه وأراح العباد من شرّه.
وإذا كان هناك من يحتاط ويخشى أن يلعن يزيد علانية ، فليقل هكذا :
«اللهمّ العن الراضين بقتل الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وعترة الرسول صلى الله عليه واله الذين آذوهم بلا ذنب وغصبوا حقّهم» وبهذه الطريقة فإنّه يلعن «يزيد» الذي يشمله اللعن بالخصوص.
فضيحة ألاعيب معاوية
فور ما تلقّى مروان بن الحكم رسالة معاوية توجّه نحو منزل عبدالله بن جعفر مسروراً متصوّراً أنّ بني هاشم سيقبلون هذا الطرح ويرحبّون به كسائر الناس العاديين المنكبين على حطام الدنيا وأنّ هذه الخدمة الجليلة ستخلّد اسمه في التاريخ.
ولذلك اجتمع بجماعته وطرح عليهم اقتراح معاوية الشيطاني وألقى عليهم خطبة مفصّلة أثنى فيها على آل بيت رسول صلى الله عليه واله وأشاد بفضائلهم ، ثمّ أشار إلى مسألة المهر وأبدى استعداده لتسديد جميع ديون عبدالله بن جعفر وضروة رفع الخصومة بين الطرفين والسعي من أجل فتح صفحة جديدة في تاريخيهما ثمّ جلس مسروراً لينظر ماذا يكون الجواب؟
لحظات قليلة والصمت يعمّ المجلس بينما غرق العديد من الحضور في بحر لجي من الأفكار الطويلة التي لاأوّل لها ولا آخر .. فيما أخذ البعض يحدّث نفسه بأهميّة مثل