من بين الذين صدّوا دعوة الإسلام ووقفوا منها موقفاً سلبيّاً تمثّل في العناد واللجاج والمقاومة والحرب هو أبو سفيان الذي كان أكثرهم عناداً ، فقد عمل على إطفاء نور الإسلام في معركة بدر وأُحد والخندق التي قاد فيها المشركين ، بل كان زعيمهم وقائدهم في أُحد والخندق.
فكان أبو سفيان وزوجته وأولاده في طليعة الذين عملوا على إيذاء رسول الله صلى الله عليه واله وصدّه ومنعه ، والعمل على حماية المشركين والدفاع عنهم ، فقد اشترك فيم عركة بدر مع أولاده معاوية وحنظلة وعمرو فقتل الإمام علي عليه السلام حنظلة منهم وأسر عمرو ولاذ معاوية بالفرار من الحرب الضروس وانطلق إلى مكّة هارباً ولمّا وصلها كانت قدماء قد ورمتا (١).
عرفت هند أُمّ معاوية بهذا الاسم «آكلة الأكباد» لأنّها مثّلت بحمزة سيّد الشهداء عمّ النبي صلى الله عليه واله بعد حرب أُحد بسبب حقدها وكرهها له ثمّ استخرجت كبده وقطعته ولاكته في فيها ثمّ استخرجته وعملت منه ثلادة حول عنقها وهذا دليل كفرها وشدّة بغضها للإسلام فهي كأبي سفيان لا تختلف عنه في عدائها للرسول صلى الله عليه واله وللإسلام بل كانت أكثرهم عداوة.
لقد كان أبو سفيان في كفره وعدائه للإسلام أوضح بكثير من كفر إبليس منذ بدايات البعثة وإلى ىخر يوم توفّي فيه النبي صلى الله عليه واله ، فقد كان من قادة المشركين في عداوة النبي صلى الله عليه واله ، وتولّى بنفسه التصدّي لرفع راية الكفر والشرك وصدّ الشباب الذين يعتنقون الإسلام ، فقد كانت له في مكّة شباك وخداع ومكر يتصيّد بها هؤلاء ويمنعهم من الدين الجديد ، وحتّى لمّا هاجر النبي صلى الله عليه واله إلى المدينة عمل أبو سفيان على صدّه ومنعه من نشر
__________________
(١) المصدر السابق ص ٢٣٧ / فارسي.