بينما كان النصارى يصلّون في القسم البقيّة إلى أن استولى الوليد بن عبدالملك بن مروان على البقية وصار المسجد كلّه للمسلمين (١).
وقد وصف صاحب كتاب «زيارات الشام» مسجد الجامع في دمشق ، ومن ضمن الأُمور التي أشار إليها في كتابه هي «صخرة القربان» فقال : بالقرب من «باب الساعات» صخرة كبيرة كانوا يجعلون القرابين عليها.
ومن كلام لابن عساكر في تاريخه قال فيه : كانوا يجعلون القربان على الصخرة فإذا كان مقبولاً فإنّ النار تنزل من السماء وتحرقه ، أمّا إذا لم يكن مقبولاً فيبقى على حاله (٢) ، وقد ذكر ياقوت الحموي صاحب كتاب «معجم البلدان» هذا الكلام أيضاً.
ومن كلام لابن عساكر أيضاً في هذا المقام قال فيه : أنّ مسجد علي بن الحسين عليهما السلام معروف في مسجد الجامع وكان عليه السلام يصلّي في القسم الشمالي الشرقي من المسجد في كلّ يوم وليلة ألف ركعة (٣).
إنّ مساحة باحة المسجد في العصر الراهن تسع ١٥٣٢ متر مربع ، وفي هذه الباحة يوجد ٤٤ عموداً وبناء مكوّن من طبقتين ، وتنقسم هذه الباحة إلى ثلاثة أقسام في القسم المتوسّط منها هناك قبّة كبيرة تسمّى بـ «العقاب».
وهناك منبر داخل المسجد مشهور بأنّ الإمام السجّاد عليه السلام ارتقاه وخطب الناس خطبته المعروفة عندما أُدخلوا على الطاغية يزيد بن معاوية ، وفي الناحية الأُخرى من المسجد توجد قبّة صغيرة تعتمد على أربعة أعمدة ويعرف هذا المكان بمقام الإمام زين العابدين عليه السلام حيث نقل إنّه عليه السلام كان يستريح في هذا المكان.
__________________
(١) مهذّب تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١.
(٢) مهذّب تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ١٩٧.
(٣) مراقد أهل البيت في الشام ص ٧ ـ ١٥.