الحسين عليه السلام ستّة أولاد ذكور وأربعة أُناث إلّا أنّه أيضاً عند ذكره لأسمائهنّ ذكر ثلاثة وهنّ : زينب وسكينة ، وفاطمة ولم يتطرّق إلى اسم الرابعة أبداً.
ومن المحتمل أن يقال أنّ ابنة سيّد الشهداء عليه السلام الرابعة هي السيّدة رقيّة عليها السلام ، فمن كلام للعلّامة الحائري في كتابه «معالي السبطين» قال : كتب محمّد بن طلحة الشافعي وغيره من علماء الشيعة والسنّة أنّ للإمام الحسين عليه السلام ستّة أولاد وأربعة بنات.
ثمّ تطرّق إلى أسماء البنات فقال : أمّا البنات فهنّ : سكينة ، فاطمة الصغرى ، فاطمة الكبرى ، ورقيّة عليهم السلام.
وأضاف أيضاً فقال : أمّا السيّدة رقية عليها السلام فكان عمرها خمس أو سبع سنوات وقد توفّت في الشام وأُمّها «الشاه زنان» ابنة يزدجر ، وبهذا تكون السيّدة رقيّة عليها السلام أُخت الإمام السجّاد عليه السلام (١).
الكثير من الناس يتساءلون قائلين : الكثير من المصنّفات القديمة مثل الإرشاد للشيخ المفيد ، وأعلام الورى للطبرسي ، وكشف الغمّة للإربلي ، ودلائل الإمامة للطبري لا يوجد فيها ذكر للسيّدة رقيّة أصلاً وهذا خير دليل على عدم وجودها؟
وفي جواب مثل هذا السؤال نقول :
١ ـ في تلك العصور التي كانت الإمكانات قليلة جدّاً ، وكثرة أولاد الأئمّة عليهم السلام من جانب آخر وشدّة مضايقة حكّام بني أُميّة للكتّاب وتتبّعهم لما يكتبون فضلاً من عدم الاهتمام الزائد بضبط وتدوين كلّ صغيرة وكبيرة من حياة الأئمّة عليهم السلام ضيّع علينا الكثير من حياة الأئمّة وأخفى على البشرية الكثير من الحقائق ، ولهذا يمكن أن يقال : إنّ عدم ذكر أمثال العلماء الأعلام مع التوجّه إلى ما ذكرنا لا يكون دليلاً على عدم وجود السيّدة رقيّة عليها السلام.
__________________
(١) سرگذشت جانسوز حضرة رقيه عليها السلام ص ٩ نقلاً عن معالي السبطين ج ٢ ص ٢١٤.