الأجلّاء عن الضعفاء قد سبق القول في أنّه موجب للتعجب (١) .
وبعد التأمّل التامّ يحتمل أن يقال : إنّ رواية الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسىٰ ربما كانت قبل قوله بالوقف ، فيترجّح القبول ، كما في روايته عن محمد بن سنان الوارد فيه تمام الذمّ (٢) ، والتوجيه واحد .
ولو نظرنا إلىٰ أنّ الرواية عن مثل هذين من جهة القرائن علىٰ الصحة ، أمكن ؛ إلّا أنّه يستلزم عدم الردّ لرواياته التي يروي فيها الثقة عن الضعيف ، ولا قائل بذلك فيما أعلم ، لكن في الظنّ أنّ التوجيه لا بأس به ، غير أنّ الإشكال ربما يخفّ فيمن نقل الإجماع علىٰ تصحيح ما يصح عنه ـ كما نحن فيه ـ وإن كان الناقل غير معلوم .
ومن هنا يعلم أنّ عدم التفات المتأخّرين لتحقيق الحال في المقام لا يخلو من غرابة ، فليتأمّل .
وأمّا أبو بصير ، فالذي يقتضيه الاعتبار أنّه إذا روىٰ عن غير معيّن ـ كما في هذه الرواية ـ فهو مشترك بين ضعيف وموثق [ وإماميّ ثقة (٣) ] (٤) . علىٰ تقدير بعض نسخ الكشي ؛ إذ في البعض في يوسف بن الحرث أبو نصر ـ بالنون ـ وقد أوضحنا الحال في أبي بصير في فوائد الرجال ، وسيجيء إن شاء الله نوع تفصيل (٥) .
أمّا الإضمار في الحديث فبعض الأصحاب أوجب به الضعف (٦) .
__________________
(١) راجع ص ٤٩ ، ٥٠ .
(٢) انظر الفهرست : ١٤٣ / ٦٠٩ ، ورجال النجاشي : ٣٢٨ / ٨٨٨ .
(٣) انظر هداية المحدثين : ٢٧٢ .
(٤) بدل ما بين المعقوفين في النسخ : وأمّا في نفسه . والظاهر ما أثبتناه .
(٥) يأتي في ص ٨٤ ، ١٣٠ .
(٦) حكاه عن جمع في منتقىٰ الجمان ١ : ٣٩ .