ولا يبعد أن يكون نظره إلىٰ ما ذكرناه ، من حيث اشتراك أبي العباس بين ابن نوح وابن عقدة الجارودي ، علىٰ أنّ في ابن نوح نوع كلام ، كما يظهر من الفهرست ، وإن كان دفعه ممكناً ؛ لأنّ الشيخ قال : إنّه حكي عنه مذاهب فاسدة مثل القول بالرؤية (١) . والحاكي غير معلوم .
ويؤيّد هذا أنّ النجاشي لا يخفىٰ عليه الحال ، ولم يتعرض لشيء من ذلك .
فإن قلت : الذي ذكره الشيخ : أحمد بن محمّد بن نوح ، والنجاشي قال : أحمد بن علي بن نوح (٢) ، فلعلّه غيره .
قلت : الظاهر الاتّحاد ، كما يعلم من المراجعة لكتاب شيخنا ـ أيّده الله ـ في الرجال (٣) .
فإن قلت : لعل المحقق اعتمد في الضعف علىٰ ما قاله النجاشي : من أنّ آل أعين غمزوا عليه بما ذكر ، وآل أعين فيهم من هو ثقة .
قلت : لا يبعد أن يكون آل أعين ليس المراد جميعهم ؛ لما هو الظاهر من أنّ سبب الغمز هو النبوة المقتضية للميل إلىٰ الهوىٰ ، وصدور هذا من الثقة بعيد .
إلّا أن يقال : إنّ إظهار الجرح بلعب الشطرنج سببه النبوة ، وإنّ كان الرامي ثقة ، والوجه في ذلك أنّ الثقة قد يتحرّز عن القدح في الفاسق من غير سبب ، لكون الاحتياط فيه ، بناءً علىٰ جواز غيبة الفاسق ، ومع النبوة ترك الاحتياط ، وهو لا يضر بحال الثقة . ويشكل الحال في الثقة بأنّه
__________________
(١) الفهرست : ٣٧ / ١٠٧ .
(٢) رجال النجاشي : ٨٦ / ٢٠٩ ، وفيه : أحمد بن علي بن العباس بن نوح .
(٣) منهج المقال : ٤٧ .