أمّا قوله : إنّ ما قدمه مطابق للأخبار كلها . فأنت خبير بالحال ، وقد سبق منّا نقل القول عن الصدوق في الفقيه (١) بمدلول رواية إسحاق بن عمار ، والشذوذ ، الشيخ أعلم به ، وتقدم أيضاً في رواية عمرو بن سعيد : السبع للشاة . وأنّ الصدوق في المقنع قائل به (٢) .
والعجب من المحقق أنّه رجّح العمل برواية إسحاق بن عمار علىٰ رواية عمرو معلّلاً بأنّه ضعيف (٣) ، والحال أنّ الضعف مشترك ، ولعله استفاد توثيق غياث بن كلوب .
وحكىٰ المحقق عن الشيخين والمرتضىٰ إيجاب نزح الأربعين للشاة ، وأنّ الشيخ إحتجّ بالمشابهة للكلب ، وردّه بأنّ الاحتجاج بالمشابهة ليس بصريح فالصريح أولىٰ (٤) ، ورواية المشابهة لا يفيد تفسير الأربعين ، فما أدري الوجه في تعيّنها ، غير أنّ ضعف الرواية يسهل الخطب .
قال :
باب البئر يقع فيها الفأرة والوزغة والسام أبرص
أخبرني الشيخ أبو عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد وفضالة ، عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الفأرة والوزغة تقع في البئر ، قال : « ينزح منها ثلاث دلاء » .
__________________
(١) الفقيه ١ : ١٥ .
(٢) المقنع : ١٠ .
(٣) المعتبر ١ : ٦٩ .
(٤) المعتبر ١ : ٦٩ .