تخبرني من أين علمت وقلت : إنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرِّجلين ؟ فضحك ، ثم قال : « يا زرارة قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله ونزل به الكتاب من الله ، لأنّ الله يقول : ( اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ) (١) فعرفنا أنّ الوجه كله ينبغي (٢) أن يغسله ، ثم قال : ( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ) (٣) ثم فصّل بين الكلامين ، فقال ( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ) فعرفنا حين قال : ( بِرُءُوسِكُمْ ) أنّ المسح ببعض الرأس لمكان الباء ، ثم وصل الرِّجلين بالرأس ، كما وصل اليدين بالوجه ، فقال : ( وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) فعرفنا حين وصلهما بالرأس أنّ المسح ببعضهما (٤) ، ثم بيّن (٥) رسول الله صلىاللهعليهوآله ذلك للناس فضيّعوه ، ثم قال : ( فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ) فلما وضع الوضوء عمّن لم يجد الماء أثبت مكان (٦) الغَسل مسحاً لأنّه قال : ( بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ) ثم وصل بها ( وَأَيْدِيكُم ) ثم قال : ( مِّنْهُ ) أي من ذلك التيمم ، لأنّه علم أنّ ذلك (٧) لا يجري علىٰ الوجه ، لأنّه يعلق من ذلك (٨) ببعض الكف ولا يعلق ببعضها ، ثم قال : ( مَا يُرِيدُ اللَّـهُ (٩) لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ) والحرج : الضيق » .
__________________
(١) المائدة : ٦ .
(٢) في الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٦ يوجد : له .
(٣) في الفقيه ١ : ٥٦ / ٢١٢ زيادة : فوصل اليدين إلىٰ المرفقين بالوجه فعرفنا انه ينبغي لهما ان يغسلا إلىٰ المرفقين .
(٤) الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٦ في « د » : علىٰ بعضها .
(٥) في الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٦ : سنّ .
(٦) في الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٦ : بعض ، وفي « ج » : لبعض .
(٧) في الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٦ يوجد : أجمع .
(٨) في الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٦ زيادة : الصعيد .
(٩) في الاستبصار ١ : ٦٣ / ١٨٦ لا يوجد : الله . ويوجد في الدين بعد قوله : عليكم .