عباس لم يقل ذلك ليجعله اسلوبا للمحاورة والمناظرة وتقريرا للاشكال ولا للمذاكرة والاستفادة بل قاله عن اعتقاد وردا على من يقول بالغسل وهل يقبل قوله لا اجد في القرآن الا المسح التأويل وهل يمكن ان يعارض قول الناس قول الله ليكون محلا للمناظرة والمذاكرة. ودعواه اجماع الصحابة التي اعدها لكل حادث طريفة جدا فاذا كان عدم الانكار يفيد الاجماع فعدم انكارهم قوله لا اجد في القرآن الا المسح اجماع منهم على ان وظيفة الرجلين هي المسح والا لا نكروا عليه قوله لا اجد في القرآن الا المسح فهو قد ادعى دعويين (احداهما) انه لا يجد في القرآن الا المسح (والثانية) ان الناس قد أخطئوا بقولهم بالغسل لمخالفته للقرآن ، والصحابة قد سمعوا ذلك منه وسكتوا فعلى قوله يكون سكوتهم اجماعا منهم على صحة كلا الدعويين وكان هذا الاجماع قبل ان يخلق الله موسى جار الله بما يزيد عن الف وثلاثمائة سنة. فقوله باجماع الصحابة على ان وظيفة الرجلين الغسل افتراء منه على الصحابة وجهل ومعاندة لصاحب الشريعة المعصوم وكيف كان فابن عباس مخالف فاين الاجماع. واما افضل الامة بعد سيد الامة فهو من لم يشاركه احد من الامة في فضائله كما شهد له بذلك خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين بقوله :
من فيه ما فيهم لا يمترون به |
|
وليس في القوم ما فيه من الحسن |
وشهدت له بذلك شواهد اليقين التي لا يمكن ردها. واما ان فيهم أفقه الصحابة فهو لم يدع ذلك لنفسه حين قال كل الناس افقه منك حتى المخدرات. لو لا علي لهلك عمر. قضية ولا ابو حسن لها. لا عشت لقضية ليس لها ابو حسن.
ولم يكن يقدم ابن عباس ويأخذ بقوله كما زعم بل الذي كان يقدمه ويأخذ بقوله في الفتاوى والأمور المشكلة هو علي بن أبي طالب وحسبك ما مر من أقواله آنفا وقد اخذ بقوله في وضع التاريخ وغزو الفرس وحلي الكعبة وغيرها واين ابن عباس وغير ابن عباس من علي ابن ابي طالب. وابن عباس لم يجسر على اظهار قوله في العول في حياته بل اظهره بعد وفاته كما مر في العول. وبذاءة لسانه ـ التي اعتادها ـ في حق الصادق امام اهل البيت الطاهر وفي حق غيره قد دلت على سوء ادبه وعدم صفاء نفسه وان ابرزها بصورة التعليق. وجدّ الصادق امير المؤمنين علي بن ابي طالب معصوم بالبرهان