الأروام ، فانقطعت إن شاء الله مادتهم بحمد الله من الحبشة.
قلت : ولم أعرف معنى الفقيه عبد الله باسنجلة في قوله : فقتلهم عبد من عبيد السلطان سليمان ورجع إلى الهند ، والله أعلم.
ومن خط باسنجلة في محل مسوّداته بعد أن ذكر ما تقدم قال : بل خرج أربعة غربان ، ودخلت الهند والخامس منهم وصل جدة ، وأخذ جلبة فيها مال وفيها مملوكين للسّلطان سليمان ، فلما علم صاحب زبيد مصطفى نشّار (١) أرسل مكتب إلى المهرة بأنكم تفكوا المماليك وورقة للسلطان بدر.
وفي يوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة : وصل غراب إفرنجي إلى بندر الشحر متجسس أخبار أهل الحبشة وأخبار الرومي ، واتفق بثلاثة مراكب من الهند بالشحر إحداهن معه خط إلى الشحر واثنين خطوطهن إلى المشقاص ، فعاقب أهل المركب في واحد منهما ألفين أشرفي وأخذ طرادين (٢) من البندر ففكوهن بمائتي أشرفي وجلس على البندر يتخطف ، فوصل إلى الجزر فوجد طرادا في زيلع فيه قشر (٣) وسمن ، فدخل به الشحر فلم تفكه الدولة فسافر به إلى المشقاص.
وفيها : وصل قاصد رومي من صاحب زبيد الباشة مصطفى نشار ومعه خلعه ودراهم للشريف ناصر بن أحمد من الباشة بأول شهر شعبان ، ويطلبون منه الخلعة ، وأنه يشغل لهم الإمام شرف الدين في الجوف.
وفيها في شهر رمضان : توصل الأمير الشريف ناصر بن أحمد بن الحسين هو وأولاد له صغار وجماعة صحبته نحو خمسة وعشرين خيّالا أكثرهم من الخرفان برسالة السلطان بدر إليه بعد وصوله إلى هينن واجتمع هو والقاصد الرومي بقيدون بعد هوشها واختلف في قدر الدراهم الذي
__________________
(١) (في الأصل بشار بالباء) وأصلحناه من عندنا.
(٢) مثنى طراد نوع من السفن (أنظر السفن الإسلامية : ٨٩).
(٣) هو قشر البن (معروف).