بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
شغل المؤرخون في حضرموت بكتابة تاريخ القرن العاشر الهجري في أعمال متتابعة كثيرة يلحظها الباحث في تاريخ الحركة الثقافية في ذلك البلد. فبعد أن كتب المؤرخ الحضرمي الهندي العلامة عبد القادر بن شيخ العيدروس كتابه المشهور «النور السافر في أخبار القرن العاشر» أتى بعده مؤرخان يتبعان أثره ، أحدهما : هو صاحب كتابنا هذا المؤرخ الطيب محمد بافقيه ليحصره في أخبار مدينة الشحر خلال هذا القرن مع ما استقاه من نتف أخرى من كتاب النور السافر تتعلق بأخبار القرن العاشر خارج منطقته المعنى بها. ثم جاء بعده مؤرخ آخر هو العلامة محمد بن أبي بكر الشلي المتوفى ١٠٩٣ ه فوجد كتاب النور السافر على الرغم من ضخامته واستطراده لكثير من التراجم والأشعار الأدبية وجده ينقصه الكثير من التراجم التي فاتت مؤلفه ، وهذا يقع لكثير من المؤرخين القدامى نظرا لصعوبة الحصول على المصادر قبل ظهور آلة الطباعة ؛ فما كان منه إلا أن ألحق النص بما فات مؤلفه الأول من تراجم كثيرة ضمنها كتابه هذا مع حرصه على إيراد ما جاء في الكتاب الأم. ومع ذلك فإن لكتاب النور السافر رونقه وطابعه الخاص بما حواه من تراجم يمنية في حين أغرق الشلي كتابه بتراجم مبتسرة لكثير من رجال العالم الإسلامي يجدها الباحث في مصادر أخرى معروفة.