سنة الألف أحسن الله عاقبتها
ليلة (١) الأحد سلخ المحرم : توفي الشيخ الكبير والعلم الشهير الولي الصالح العلامة سراج الدنيا والدين عمر بن عبد الله العيدروس بعدن حماها الله ببركته من الفتن ، ودفن بها في قبة جده الشيخ الكبير سيدي أبي بكر بن عبد الله العيدروس ملتصقا بتابونه الشرقي ، وكان من المشايخ العارفين والعلماء العاملين ، وكان السيد الشريف أبو بكر بن أبي القاسم القديمي الحسيني المشهور بصائم الدّهر الذي اشتهر عنه أنه قال : من زارني دخل الجنة ، يعظم سيدنا الشيخ عمر ، ويشير إلى أنه بركة ذلك القطر ، وأم السيد عمر مزنة بنت الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس ، فصار الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس جده من الطرفين ، وهو أول من وقع له ذلك فيما علمت ، ولم يكن الآن عقب لسيدي الشيخ أبي بكر إلا من أم صاحب التّرجمة ، ولذا تصدر المشار إليه بمشهد جدّه بعدن بعد أخيه السيد محمد فقام بالمقام أتم قيام ومشى في ذلك على سنن آبائه الكرام ، واشتهر بذلك شهره عظيمة وكثر اعتقاد النّاس فيه ومحبتهم له ، ولم يزل على السيرة الحميدة إلى أن توفاه الله تعالى ، وأخذ العلم عن جماعة لا يحصون من المشايخ ومقرءاته كثيرة جدا وبرع في علوم شتى ، وكان متبعا للكتاب والسنة متبعا على طريق السلف الصالح متسما
__________________
(١) النور السافر : ٤١٠.