وجاوزوها إلى نحو الباب.
وفي اثني عشر شهر شوال قبل النصف : ورد الخبر بأن السلطان تسلم اللّسك وخرجوا عنها أهلها على أنهم يسكنون بور عند آل كثير ويسرحون على أموالهم ويختارون ضمناء من أرادوا من آل كثير.
وفي هذه المدة : رجعت ثلاثه من الغربان المذكورة وتخلف الرابع ثم وصل إلى بندر الشحر يوم العشرين ، وكان صادف بين الشحر وعدن مركب خرج من بادقلا ، فلما وصل به إلى الشحر تكلموا في استفكاكه ، ولم ينتظم بينهم أمر فيه ، ثم صرى بالمركب يوم الجمعة رابع وعشرين شوال.
وفي هذه المدّة الذي كان بها مرسّيا في البندر ، وصل من السواحل مركبان ، فلما أحسوا به جحبوهما (١) إلى البر وسلموا الركبة وبعض الحمل.
وفي يوم الثلاثاء ثامن وعشرين الشهر : وصل غراب إلى بندر الشحر من الأربعة الغربان الذي ذكرناها أنها جاوزت عدن ، وكانوا صادفوا سنبوقا من سنابيق أهل الشحر قريب من روكب فأخذوا ركبته ويسّر الله فكاكهم في الشحر ، وأما السنبوق (٢) وحمله فتركوه فلم يأخذوا منه إلا ما خفّ ، وكان قد صادف قبلهم قريب من عين بامعبد (٣) سنبوق من سنابيق أهل الشحر أيضا فتقافزوا (٤) ركبته ونهبوا الإفرنج غالب حمله من بزّ أسود حضرمي وقرنفل وغير ذلك ، ثم أن الغراب المذكور مكث يومين في البندر ثم
__________________
(١) جحبه : سحبه. والتجحيب جرّ السفينة إلى الشاطىء «الشهداء السبعة : ١٢٤».
(٢) السنبوق والسنبوك : السفينة الصغيرة (فارسي معرب) أنظر السفن الأسلامية : ٧٠.
(٣) عين بامعبد : قرية صغيرة واقعة في الجنوبي الغربي من حضرموت (معجم بلدان حضرموت للسقاف مخطوط)
(٤) في الأصل تفاقروا وأصلحناه من عندنا وتقافزوا بمعنى تواثبوا.