العالم الحبر المبرّز في العلا |
|
سبّاق غايات الكرام خطيبها |
جاء الزمان به علينا فاغتدت |
|
أيامه معلومة من طيبها |
غفرت ذنوبك يا زمان جميعها |
|
إذ قد برزت إلى القلوب حبيبها |
إن كنت ترغب في العلوم ونقلها |
|
بادر إليه وسله عن تهذيبها |
فعلى الخبير بها سقطت فسله عن |
|
ما شئت عن غربيها (١) وغريبها |
فالله يبقيه ويصلح شأنه |
|
وجميع أعداه اللئام يصيبها |
وفيها : توفي السّيد الشريف الولي الصالح جمال الدين محمد بن عبد الله مولى عيديد ، ضحى يوم الأربعاء تاسع عشر شهر شعبان.
وفيها : أول (٢) ما بدا به السلطان عبد الله بن بدر من التّجهيز إلى بلاد مهرة يوم الثاني والعشرين من ذي الحجة آخر شهور سنة اثنتين وثمانين ، وكور الغربان يوم الثاني من شهر المحرم في هذه السنة المذكورة ، وكان عزمهم ليلة الجمعة العاشر من المحرم المذكور ، وكان مسيرهم من الريدة ليلة الأحد إلى بندر قشن ، وفي ليلة الأحد الحادي والعشرين من المحرم المذكور ، هجم المهرة غربان السّلطان عبد الله قريب حيريج فما قاتل منهم إلّا غراب النّقيب علي بن معوضة رحمهالله والباقيين خفروهم.
وفيها ليلة الأحد السادس عشر شهر شعبان : عزم السلطان عبد الله بن بدر إلى الريدة يريد المشقاص ، خرج وقت العشاء بجميع العساكر ، والبادية والأشراف ومعهم المدفع وزربطانتين (٣) وقد تقدمه ولده السلطا جعفر وجيش بن عبد العزيز ، ومحمد المرهون والعواتق (٤) ، وكان رجوعه من الريدة ليلة السبت الرابع عشر من شهر رمضان من السنة المذكورة ، هو وجميع العساكر بعد أن اصطلح هو والمهرة بيت زياد صلح كفاية.
__________________
(١) النور السافر «عزيزها».
(٢) العدة ١ : ٢١٩.
(٣) الزبرطانة آله معدة للضرب من الآلات الحربية في ذلك الوقت.
(٤) كذا ولعله «العوالق».