سنة ثلاث وخمسين
فيها : توصّل السلطان بدر وأخوه محمد من قشن ليلة السّبت الثاني من ربيع الثاني بعد أن استولى عليها وبنى بها حصنا وخلفوا الأمير محمد بن مطران والفقيه محمد بحرق بقشن ، فجاء الخبر يوم الثاني عشر من الشهر أن الأمير أحمد بن مطران خرجوا عليه المهرة وقتلوه وأخذوا أرضهم ، وبقي الحصن الذي بناه السّلطان بدر لنفسه فيه رماة ، وحصروا حصنه فاتهم السلطان بدر أخاه محمد أن عنده بطينة (١) من المهرة في قتله ، فقيّده في حصن الشحر ، ثم عزم مرة ثانية إلى المشقاص فكان خروجه ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين (٢) من ربيع الثاني إلى أن دخل وادي بالحاف أقام فيه تسعة أيام بعد أن توصّل محمد بن بدر وأصحابه من حضرموت من طريق المسيلة ، وحصل بينه في طريق المسيلة وبين بادية المهرة قتال بيّتوهم ليلة وقتلوا منهم نحو ستة جماعة ، منهم علي بن حسن بن مهنا المقروم ، وناس من آل عامر ، وعزم من الوادي إلى صيحوت ثم خرج من صيحوت يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى الأولى واتفق بجماعة من بادية بيت زياد على العقبة الكبيرة فطلع عليهم قهرا وقتل منهم نحو خمسة عشر رجلا من خيار بيت زياد ، وذلك في يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى المذكور ، وعزم فالتقوه جميع المهره بيت زياد وباديتهم بعقبة لبين
__________________
(١) بطينة : كأنها بطانة (معروف).
(٢) من هنا ينتهي النقص من (ح).