سنة ثمان وأربعين
قال الفقيه عبد الله بامخرمة : في ليلة الأربعاء ثاني شهر محرم وصل غراب كبير من سرة (١) منير وله قصة ، وكان ذلك أنه كان قد وصل إلى الباب في شهر ذي القعدة ، وكان بالباب غرابين أو ثلاثة من الإفرنج ، وهم كانوا قد وصلوا على مرور التجهيز ، ولما أن وصلوا وقفوا فقدّر الله أن هذا الغراب المنيري وصل إلى الباب فاستولوا عليه الإفرنج وصروا به إلى جهة المشاقيص (٢) فلما حاذوا عدن وجدوا سنبوقا لرجل من أهل الشّحر محمد بن طاهر وهو فيه وابنه وصلوا من بربرة (٣) فأخذوهم الإفرنج وغرقوا سنبوقهم وطلعوهم في الغراب المنيري وصروا ، فلما وصلوا بروم ، استقوا منها ، وكان غراب من جملة الغربان لا يزال مصاحب للغراب المنيري وذلك بعد أن طلعوا فيه من جماعتهم أعني الإفرنج تسعة أنفار ، وأخذوا من التجار جماعة عندهم في غربانهم ، فقدّر الله أنهم لما حاذوا بندر المكلا ضرب عليهم طوفان فرقهم ، وبقي الغراب المنيري وحده ، فأجمع رأي المسلمين على رأي التسعة الأنفار الذين معهم فقاتلوهم وصروا إلى عدن ، فوصلوها وقت العشاء من ليلة الأربعاء والحمد لله.
وفي المحرم أول هذه السنة : أخذ (٤) السلطان بدر رخية صنا
__________________
(١) كذا.
(٢) في (س) المشقاص. والمشقاص بلد معروف سيأتي ذكره.
(٣) بربرة. أو بربرا مرفأ في الصومال على خليج عدن (المنجد : ١٢٣).
(٤) تاريخ الدولة الكثيرية : ٤٦. والنفحات المسكية ٢ : ١٢٣.