سنة اثنتين وتسعين
توفي (١) الشيخ الصالح العلامة شهاب الدين بن الشيخ بدر الدين العباسي المصري الشافعي بأحمد أباد وعمره نحو التسعين ودفن بتربة العرب بالقرب (٢) من تلميذه وصديقه الشيخ محمد بن عبد الرحيم العمودي رحمهمالله ، وكان بينهما في حياتهما اتحاد وصحبة عظيمة حتى كأنهما كانا روحان في جسد ، وكان مولده سنة ثلاث وتسعمائة بمصر ، وكان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين ومن مشايخه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، والشيخ العلامة برهان الدين بن أبي شريف ، والشيخ الإمام نور الدين المحلى والشيخ كمال الدين الطويل والشيخ زين الدين المغربي ، والشيخ نور الدين المليجي بالجيم ، واجتمع بشيخ الإسلام أبي العباس الطنبداوي البكرى بزبيد سنة ست وثلاثين وتسعمائة وأخذ عنه ، ومن محفوظاته المنهاج في الفقه للنّووي والشاطبية في القراآت والعمدة في الحديث القدسي والأربعين النووية والأجرومية في النحو ومختصر أبي شجاع ، وكان له اليد الطولي في علم الحرف والفلك والميقات ، وكان شديد الورع قليل الاختلاط بالناس متمسكا بالكتاب والسنة ، وطريقة السلف الصالحين مع التقوى المفرط والخمول الزائد ، ومن شعره في تاريخ ميلاد البخاري ومدة عمره وتاريخ موته قوله :
__________________
(١) النور السافر : ٣٦٠.
(٢) الأصل بالهرب وأصلحناه من النور السافر.