سنة تسع وسبعين
في شهر ربيع الأول : توفي الفقيه الصوفي الجامع بين الشّريعة والحقيقة بدر الدين حسين بن الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر بلحاج بافضل الشافعي الحضرمي (١) بتريم.
وفي تاريخ وفاته ذلك العام أنشد صاحبنا (٢) الفقيه عفيف الدين عبد الله بن أحمد بن فلاح الحضرمي ببيتين وهما :
شيخنا حي تجده |
|
ضابط العام الذي فات (٣) |
فيه حسين بن الفقيه أبا |
|
فضل بلحاج ذي الكرامات |
وكان رحمهالله تعالى من كمل المشايخ العارفين الجامعين بين علوم الشريعة وسلوك الطريقة وشهود الحقيقة ، صاحب أحوال سنية ومقامات عليه وفراسات صادقه وكرامات خارقة ، وله في التصوف رسالة سمّاها «الفصول الفتحية والنفثات الروحية فيما يوجب الجمعية وعدم البراح من جانب الحق والفنا والبقا بالكلية والجزئية» (٤) ومن كراماته : انه كان مرة في مجلس وبين يديه مريده فضل بن إبراهيم ، فكان يتكلم باشياء بطريق الكشف كعادته ، وكان في ذلك المجلس أخا السيد عبد الله فالتفت اليه
__________________
(١) النور السافر : ٣٠٨ وتاريخ الشعراء الحضرميين ١ : ١٥١.
(٢) الضمير في قوله «صاحبنا» يعود إلى مؤلف النور السافر.
(٣) النور السافر «مات».
(٤) منه مخطوطة بجامع تريم أنظر كتابنا مصادر الفكر الإسلامي : ٣٢٠.