سنة ثمان وستين
فيها (١) : جاء جنكز خان ثانيا إلى سرت وأخرب جانبا من كوت سرت وأخرب جمعا من أهل سرت ومنير من التجار والرعية وغيرهما ثم ذهب إلى بروج في أواخر رمضان ، وكان صاحب سرت خداوند خان خرج من الكوت خفية ليلا فذهب إلى بلاد الكفار ، ثم وصل إلى أحمد آباد ثاني شوال فقتل يوم الثلاثاء بعد العصر آخر يوم من ذي القعدة ، قتله بجلي خان وأغاريخان ورستم خان مع عسكرهم ، وفي العسكر جمع من عبيد خداوند خان هربوا منه من رهبته ، وكان خداوند خان رحمهالله تعالى أميرا كبيرا جليل القدر رفيع المنزلة حسن الأخلاق كثير الإنفاق جيّد الصورة طيب السيرة ، جوادا سخيا شهما أبيا شديد البأس محبّبا إلى الناس متواضعا ممدحا ليّن الجانب مشهورا في المشارق والمغارب ، كثير الإحسان والإفضال مقصودا بشدّ الرّحال ، محبا لأهل الخير والصّلاح حسن العقيدة في الأولياء والصّالحين محسنا إلى الفقراء والمساكين عظيم الصدقة والمعروف كثير الإحتفال بالوفود والضّيوف وكان عريق الرئاسة ، حسن السياسة ظريفا لطيفا وفي آخر الأمر اعتراه نوع من الوسواس حمله على الاستيحاش من النّاس اختل به نظام تدبيره فخذله وزيره ومشيره وقل معاونه وناصره (٢) وتفرقت بسببه عساكره والكمال لله ، فكان هذا هو السّبب
__________________
(١) النور السافر : ٢٤١.
(٢) بياض في (س).