أرسلها الباشة للشريف ناصر بن أحمد ، والظّاهر أنها تكون ألف أشرفي عدنية في عشرة أكياس ، فلما وصل قيدون من هينن تلقاه السلطان بدر إلى خارج البلاد ، وخلع عليه خلعة عظيمة ودخلوا في زوف (١) عظيم وكان نقييب حصن قيدون رام يقال له سند ، وهو صديق للشريف ناصر ، وهو الذي جعله نقيبا في هينن لما أعطاها له السّلطان وهو من خولان ، فخرج من الحصن على سبيل الرد على ناصر فقام له وعظمه وأظهر له التبجيل قيل وخلع عليه الخلعة المذكورة ، فلما كان الصبح أظهر أنه قل عليهم الماء فودى حصن قيدون للسّلطان بدر فأطلع الرماة فيه وحالفهم ورجع السّلطان والشريف ناصر والقاصد الرومي إلى هينن وعيّدوا بها الفطر ، وكتبوا مراسيم جواب للقاصد ورجع القاصد إلى الشحر وعزل القاضي الفقيه أحمد بن عبد الله بالرعية ، وذلك وصوله من حضرموت يوم عاشر شوال ، وسافر القاصد في الحال إلى المخا ما وقف في البلاد إلا ثلاثة أيام ومعه جمله من هوش قيدون ، وبعد وصول الفقيه سالم (٢) بيومين أو ثلاثة عزم القاضي أحمد بالرعية إلى حضرموت إلى عند السلطان لأمور اقتضت ذلك ، وبقي السلطان بدر والشريف ناصر بهينن ومعه أولاده الصغار يبغى يختن لهم فلم يتفق لشغل السلطان بحرب العمودي ، قال باسنجلة قلت : والشيخ عثمان العمودي في بضة وعنده ثمانية عشر خيالا من آل عامر كما سبق ، وجماعة من سيبان وهي في غابة المنعة ، وكان الشيخ يزعم أن عمر بن عبد الرحمن بن جسّار حليفه أنه يقوم هو وأهل المسفلة ويدقّ في اللسّك لأنها معدلة للسّلطان ، ويكون يشغل السّلطان وينهض بآل تريم وغيرهم ، فلم يحصل شيء من ذلك ، ووصل عمر بن عبد الرحمن إلى تريم وكلّم عبد الله بن محمد وأخوانه في المقام مع الشيخ ، فما استطاعوا من قيام وما كانوا سابقين فانقطع أمل الشيخ منهم ، ومن جماعة آل عامر
__________________
(١) كذا وأظنها من قولهم زفّ الرجل أي احتفل به بالرقص والغناء.
(٢) كذا في الأصل أورده المؤلف ولعله الفقيه سالم بن محمد بامعيبد الآتي ذكره ص : ٣٠٢.