بالنار الفارسية (١) ، وكان قد كثر ببلاد اليمن وزاد ، وذهب عن الناس وعاد واستمر معهم من أوائل سنة ست وتسعمائة وما بعدها ، وحرجت به الصّدور ، وضاقت النفوس ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
وفي (٢) آخر هذه السنة هرب (٣) الشريف بركات بن محمد من مصر بمواطاة من الدّويدار في ثلاثة أو أربعة من أصحابه ، وكان من سعادته أن وجد خصمه نطاحا في الطريق ومعه أوراق ومال إلى أمراء مصر وأعيانها بأن يحسنون للسلطان تقرير حمّيضة بن محمد على ولاية مكة واعتقال بركات عندهم ، فقتل بركات نطاحا واستولى على ما معه من المال ، وجمع جمعا كثيرا من الشرق وبني لام وغيرهم ، ودخل بهم إلى مكة يوم التروية ومنع الناس من الصّعود إلى عرفات حتى صلحهم (٤) أمير الحج على أربعة آلاف أشرفي يسلّمونها له ، ويمكن النّاس من الوقوف ففعل ، ووقف مع الناس بعرفة ومزدلفة ومنى ، ونهب أصحابه قافلة جاءت من أعلى باب مكة معظمها لأهل زبيد ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله.
__________________
(١) مرض معد يتكون من بثور تنتشر في الجسم حارقة وأسبابه إدمان الأكل للمواد الحارة كالثوم والخردل ويقاربه الحب الافرنجي ، وهو مرض عرف من أهل الفرنجة ونقل نحو سنة ٨٠٧ إلى جزيرة العرب وتزايد حتى كثر وهو مرض يعدي بمجرد العشرة وأسرع ما يكون ذلك بالجماع وعلامته الاستدارة والحمرة ثم ينزف الدم مع التهاب وحكة ، أنظر في ذلك تذكرة أولي الألباب لداود الأنطاكي ٣ : ٤٨.
(٢) قلائد النحر ٣ لوحة : ١٩٠.
(٣) القلائد : خرج.
(٤) قلائد النحر «صالحهم أمراء الحج».