تواضع الفقيه محمد بحرق وإنصافه من نفسه واعترافه بالحق ورجوعه إليه رحمهالله ، وبالجملة ففضائله ومناقبه أكثر من أن تحصر ، رحمهالله تعالى ، ونفع به آمين :
هيهات أن يأتي الزمان بمثله |
|
إن الزمان بمثله لا يسمح |
وفيها : توفي الحافظ العلّامة عثمان بن محمد بن ناصر الفخر أبو عمر الديمي (١) بالمهملة المكسورة ثم تحتية مفتوحة بعدها ، وهي بلدة والده القاهري الأزهري الشافعي ، ولد في المحرم سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن العظيم ثم حفظ العمدة وألفية الحديث وألفية في النحو ، ومنهاج الفقه والأصل ، وجوّد القرآن على بعضهم ، وأخذ الفقه عن جماعة ، وكذا في العربية عند بعضهم ولزم الشهاب الهيتمي وأكثر معه من مطالعة شرح مسلم للنووي فعلق بذهنه الكثير منه ، وكان يستغير منه ما كان عنده من الإكمال لإبن ماكولا فيدرس فيه بحيث يأتي على الورقة منه سردا وقرأ أيضا البخاري على الشمس محمد بن عمر الدمجيني الأزهري خادم المؤيديّة وقال : إنه انتفع بصحبتهما وقرأ على الشيّخ ابن حجر العسقلاني في مسند الشهاب وغالب النشائي الصغير ، وسمع عليه أشياء ، وحج في سنة ثلاث وخمسين وزار ، ورجع إلى القاهرة وأقام بها على عادته ، وكان قد اشتهر بين النّاس بحفظ الرجال فانتشر صيته بحفظ الرجال ، فصار يجتمع عنده [جماعة من الأمراء](٢) قال الشيخ جار الله أبن فهد المكي : أقول وبعد المؤلف ازدحم عليه ، الطّلبة وصار له ذكر عند الخاصة والعامة مع عدم معرفته بتخريج الإسناد ، لكن النّاس انتفعوا بتقريره ، واستمر كذلك إلى أن لقي الله رحمهالله تعالى.
__________________
(١) النور السافر : ٤٦. وانظر ترجمته في الضوء اللامع ٥ : ١٤٠ والكواكب السائرة ١ : ٢٥٩ والإعلام ٤ : ٢١٤.
(٢) ساقط من (س).