من الافرنج غير المسماريات (١) واستولوا على باقي مراكب الشحر التي في البندر ، وكان النّاخوذة الرومي المذكور أو لا سبب سلامة البلد منهم فإنه اجتهد في محاربتهم بالمدافع ، ولو لا أرباب الدولة لما قدر الإفرنج يأخذ شيئا من البندر ، وذلك أنهم أظهروا الموالاة للافرنج ونهو الرومي عن محاربتهم فلم ينته فحبسوا مهاترته (٢) وضربوا بعضهم ورفعوا بعض العدد ، وارتجت البلاد ارتجاجا عظيما من فعلهم ، وحزن المسلمون لذلك ، وحصلت شناعة عظيمة ، وذلك كله ظنا منهم أن ذلك مما يرضي الإفرنج ومما يتقربّون به إليهم ، وهيهات لا الافرنج راضين عنهم ، ولا الرومي ولا المسلمون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم السّبت رابع عشر رمضان بعد الظهر : مرّوا من البندر راجعين إلى الهند خذلهم الله ودمّرهم.
وفي أواخر رمضان : ورد الخبر بأن عثمان باحويرث خادم تريم قتل تحت القرين ببندق ، وأن الشيخ عثمان خرج من القرين بعد أن دخل أخوه عبد الله مكانه ، ووصل إلى الهجرين ولام نهد ، في تخلفّهم عنه ، فاعتذروا له وأجابوه إلى النّصرة وأرسلوا للحشد ، وذكروا أنهم اتفقوا على أن دوعن منصوفا بينهم ، وبين الشيخ ، ثم ورد الخبر بأن الشيخ إنما خرج في معاقدة إتمام الصّلح وإتمام الكلام فيه.
وفي أوائل شوال : ورد الخبر بأنه ، وقع الصّلح بين السلطان وبينهم على أن كل من في يده شيء من الحصون والبلدان فهو له ، وعلى أن السلطان يعدل لهم الرّشيد «وتولبة» والشيخ يعدل القرين ، ونهد يعدلون المنيظرة وعلى أن الشنافر في صلح آل علي بن فارس.
وفي يوم السّبت ثاني عشر شوال : ورد خبر من الغيل «غيل أبي
__________________
(١) كذا في الأصل ولعلها نفس المسماة بالسماريات نوع من السفن ، أنظر حولها السفن الإسلامية : ٩٩.
(٢) كذا ، ولعل هذه اللفظه بمعنى غلمان السفينة.