فأخذه أسيرا إلى صنعاء كما سيأتي ، ثم إن أهل عدن أجمع رأيهم وهم أهل الحل والعقد على تولية البلاد للأمير عبد الصّمد بن إسماعيل وهو عبد مولد لبني طاهر ، على إنهم يكتبون لسلمان الرومي بتسليم البلد إليه ، ثم إن عبد الصّمد لم يوافق على ذلك ، وزعم أن عامر بن داؤد من بني طاهر باق في اليمن ، ولا يمكن تسليمها إلى غير بني طاهر ما بقي منهم أحد ، فكاتبوا عامر بن طاهر المذكور فدخلها وملكها ، ثم إنه طرد (١) عبد الصمد المذكور إلى زيلع بعد أن مهد له القواعد ، ثم أرسل إليه ورضي عنه.
[ذكر الطاعون في اليمن]
وفي هذه السنة : وقع في اليمن طاعون (٢) عظيم لم يعهد مثله منذ مائة سنة ، وكان ابتداؤه بإب وجبلة ونواحيها ، فمات خلق كثير ، ثم انتقل إلى تعز وأعمالها فأفنى بها خلقا كثيرا وأخلى قرى من أهلها ، ثم انتقل إلى صنعاء وأعمالها ، قال الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة رحمهالله : حتى إن سيدنا الفقيه الطّيب (٣) ذكر فيما كتب إليّ إنه سمع شخصا من بني الحداد يذكر أن الذي خرج من صنعاء في يوم واحد خمسمائة جنازة ، قال : وبلغني أيضا إنه خرج منها أيضا في يوم واحد ألف وسبعمائة ، فسبحان الحي الذي لا يموت.
وفي (٤) شهر شوال : توفي من هذا الطاعون بتعز الشيخ شجاع الدين عمر بن العفيف.
وفي شهر شوال من هذه (٥) : من هذا الطاعون أيضا توفي الفقيه
__________________
(١) في (س) طرم.
(٢) أنظر خبر هذه الطاعون في روح الروح : ٤٢.
(٣) كذا ولعله الطيب عبد الله بن عبد الله بامخرمة صاحب قلائد النحر كتب إلى ابن أخيه.
(٤) قلت : هذه الأخبار ينقلها المؤلف عن زيادة على كتاب. قلائد النحر لبامخرمة وهي من الأوراق التي عثر عليها من ابن أخي المؤلف الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة.
(٥) النفحات المسكية ٢ : ١١٦.