أنهم يريدون يشترون من النّقيب تمرا وطلعوا بالميزان ، وقد كان خرج بعض الرماة لبعض حوائجهم وآل الأمر إلى أن الضعفاء قتلوا النّقيب ومن عنده واستولوا على الحصن ، وطلعوا فيه نحو الأربعين أو الخمسين واستمدوا فيه من الّطعام والتمر والماء ، ثم أن أمراء السّلطان وحلفاه حصروهم.
وفي هذه المدة : وصل الخبر أن الإفرنج وصلوا بتجهيزهم إلى الديو وأنه حصل بينهم وبين السلطان كلام في الصّلح ثم لم ينتظم ، وذلك بعد أن ولي مصطفى يبرم الإمارة بالديو ، ثم وصل الخبر بأنهم رجعوا إلى مواضعهم.
وفي يوم الأحد سابع رمضان : وصل إلى البندر اثنا عشر غراب من الافرنج فأفسدوا البندر على عادتهم وقدموا غرابين (١) إلى جهة عدن والباب (٢) ، وكانوا قد صادفوا نحو أربعة أو خمسة من مراكب من كجرات ، منها مركب ابن منقوش ، وفيه جماعة من العرب وسواهم.
وفي يوم الاثنين خامس الشهر : صروا (٣) من البندر راجعين إلى هرموز ثم بعد يومين أو ثلاث وصل أحد الغرابين ، ثم بعده الثاني وغاية ما وصلوا إلى أحور ولم يظفروا بشيء ، ثم لما وصلوا إلى المشقاص وجدوا منهم برشة وغراب قد دخلوا بمركب منقوش إلى بندر المشقاص فاتفق بينهم كلام في استفكاكه وركبته باثنين وعشرين ألف أشرفي ، ولم يوافقوا الافرنج الا على إخراج التجار دون البحرة ، فلم يجدوا البحرة بّدا من ذلك لأن من جملة الأسارى ابن منقوش.
وفي أواخر الشهر : وصل الخبر من عدن أن أربعة غربان مرّوا بعدن
__________________
(١) (س) غراب.
(٢) كذا ولم يحقق هذا الباب ولعله باب المندب. وحول أبواب عدن أنظر تاريخ ثغر عدن ١ : ١٤.
(٣) كذا كسابقة وقد سبق شرح هذه اللفظة.