تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

١
٢

٣

٤

[الطبقة السابعة والستون]

بسم الله الرحمن الرّحيم

ذكر الحوادث الكائنة في هذه السنين العشر سنة إحدى وستين وستمائة

[تدريس أبي شامة]

في المحرّم قال أبو شامة (١) : درّست بالرّكنيّة الملاصقة للفلكيّة.

[سفر الحاكم بأمر الله إلى مصر]

قال : وفي صفر دخل دمشق الخليفة الحاكم بأمر الله الّذي بايعه برلو (٢) بحلب ، ثمّ سافر إلى مصر.

[تجريص ابن مؤمن الحنبلي]

وفي رجب جرى على الشّمس محمد بن مؤمن الحنبليّ أمر بتعصّب جماعة عليه ، وحمل إلى والي دمشق وهمّ بتجريصه.

[بيعة الحاكم بأمر الله بالخلافة]

قال قطب الدّين (٣) : في يوم الخميس ثامن المحرّم جلس السّلطان مجلسا عاما ، وحضر الحاكم بأمر الله راكبا إلى الإيوان الكبير بقلعة الجبل ، وجلس مع

__________________

(١) ليس في ذيل الروضتين هذا القول لأبي شامة.

(٢) هكذا في الأصل. وهو : «البرلي» كما في المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٦١ ، وهو الأمير شمس الدين آقوش. (تاريخ الملك الظاهر ٣٨ ، ٣٩).

(٣) في ذيل مرآة الزمان.

٥

السّلطان ، بسطوا له إلى جانبه ، وذلك بعد ثبوت نسبه ، فأقبل عليه السّلطان وبايعه بإمرة المؤمنين. ثمّ أقبل هو على السّلطان الملك الظّاهر وقلّده الأمور.

ثمّ أخذ النّاس يبايعون الخليفة على طبقاتهم ، فلمّا كان من الغد خطب يوم الجمعة خطبة ذكر فيها الجهاد والإمامة وتعرّض إلى ما جرى من هتك حرم الخلافة ، ثمّ قال : وهذا السّلطان الملك الظّاهر قد قام بنصر الإمامة عند قلّة الأنصار ، وشرّد جيوش الكفر بعد أن جاسوا خلال الدّيار ، فبادروا إلى شكر هذه النّعمة ولا يروعنّكم ما جرى ، فالحرب سجال.

وأوّل الخطبة : «الحمد لله الّذي أقام لآل العبّاس ركنا وظهيرا» (١). قال : ثمّ كتب بدعوته إلى الآفاق. ثمّ خطب الحاكم جمعة أخرى بعد مدّة. وهو التّاسع والثّلاثون من خلفاء بني العبّاس. وبقي في الخلافة أربعين سنة وأشهرا (٢).

[غارة صاحب سيس على بعض البلاد]

قال : وفي صفر جمع صاحب سيس تكفور جمعا وأغار على الفوعة ، وسرمين ، ومعرّة مصرين ، وأسر من الفوعة ثلاثمائة وثمانين نفسا ، فساق وراءه جماعة كانوا مجرّدين بسرمين فهزموه ، وتخلّص بعض الأسرى.

[شفاعة أمّ المغيث بابنها صاحب الكرك]

وفي ربيع الآخر خرج الملك الظاهر من القاهرة ، فلمّا قدم غزّة نزلت إليه

__________________

(١) انظر نصّ الخطبة في زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٥٧ أ ـ ٥٨ أ.

(٢) انظر خبر بيعة الخليفة في : الروض الزاهر ١٤١ ـ ١٤٨ ، والتحفة الملوكية ٥١ ، وزبدة الفكرة في تاريخ الهجرة للدواداري ، ومخطوطة المتحف البريطاني ، رقم ٨١٥٧ ، ج ٩ / ورقة ٥٦ ب ، ٥٧ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٧٩ ، والدرّة الزكية ٩٤ ، ٩٥ ، والعبر ٥ / ٢٦٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٧ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٥٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٣٧ ، ٢٣٨ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٨٧ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٤٢٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٤٧٧ ـ ٤٧٩ ، وعقد الجمان (١) ٣٤٦ ـ ٣٥٣ ، ومآثر الإنافة ٢ / ١١٢ ـ ١١٤ و ١١٨ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١١ ، وتاريخ الخلفاء ٤٧٩ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٢٠.

٦

أمّ المغيث صاحب الكرك تشفع في ولدها فأكرمها ، ثمّ رحل إلى الطّور. وغلت الأسعار ، ولحق الجيش مشقّة عظيمة ، والرّسل تتردّد إلى صاحب الكرك تطلبه ، وهو يسوّف خوفا من القبض عليه. ثمّ إنّه نزل ، فلمّا وصل تلقّاه السّلطان وأكرمه ، ومنعه من التّرجّل له. ثمّ أرسل تحت الحوطة إلى قلعة مصر ، وكان آخر العهد به (١).

[تأمير العزيز عثمان على الكرك]

ثمّ توجّه السّلطان إلى الكرك ، وكاتب من فيه بتسليمه ، فوقع الاتّفاق على أن يؤمّر الملك العزيز عثمان بن المغيث ، فأعطاه خبز مائة فارس بمصر. ثمّ دخل السّلطان إلى الكرك في جمادى الآخرة. ثمّ سار إلى مصر (٢).

[إمساك ثلاثة أمراء]

وفي رجب أمسك ثلاثة أمراء لكونهم حطّوا على السّلطان في إعدامه الملك المغيث ، وهم الأمير شمس الدّين أقوش البرليّ ، والأمير سيف الدّين بلبان الرّشيديّ ، والأمير عزّ الدّين أيبك الدّمياطيّ (٣).

__________________

(١) انظر خبر المغيث في : الروض الزاهر ١٤٨ ـ ١٥١ ، وتالي وفيات الأعيان للصقاعي ٩٨ ، رقم ١٤٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢١٦ ، ونزهة المالك والمملوك للعباسي (مخطوطة المتحف البريطاني ، رقم ٢٣٦٦٢) ورقة ١٠٤ ، والتحفة الملوكية ٥١ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٥٨ ب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٧٩ ، والدرّة الزكية ٩٥ ، ٩٦ ، والعبر ٥ / ٢٦٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٦ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٥٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٣٨ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٨٨ ، ٢٨٩ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٨٤ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٩٦ ، ١٠٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٤٨٢ ، ٤٨٣ ، وعقد الجمان (١) ٣٥٥ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١١٩ ، و ١٢ ، وشفاء القلوب ٤٣٣ ـ ٤٣٥ ، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ١ / ٤٠٧ ، ٤٠٨ ، وترويح القلوب ٥٦ رقم ٨٥ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٥.

(٢) انظر خبر الكرك في : الروض الزاهر ١٦٤ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٥٩ أوب ، (في المتن والهامش) ، والدرّة الزكية ٩٦ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢١٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٧ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٤٩٢ ، وعقد الجمان (١) ٣٥٧ ، ٣٥٨.

(٣) انظر خبر إمساك الأمراء في : الروض الزاهر ١٦٦ ـ ١٧٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢١٨ ، والدرّة الزكية ٩٦ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٨٤ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٤٩٣ ، وتاريخ

٧

[إظهار ملك التتار ميله للإسلام]

وفي رجب جاءت رسل بركة ملك التّتار يخبرون أنّه محبّ للإسلام (١) ، ويشكون من ابن عمّه هولاكو ، فأرسل إليه الملك الظّاهر هديّة وصوّب رأيه.

[استئمان طائفة من التتار]

وفيه وصلت طائفة من التتار مستأمنين مسلمين. ثمّ وصلت طائفة كبيرة مقدّمهم الأمير كرمون ، فتلقّاهم السّلطان وأنعم عليهم (٢).

[أستاذ داريّة ابن يغمور]

وفي شعبان وليّ الأستاذ داريّة جمال الدّين ابن يغمور.

[عزل قاضي الإسكندرية وتعيين آخر]

وفي شوّال سافر السّلطان إلى الإسكندريّة فأقام بها نحوا من شهر ، ثمّ عزل ناصر الدّين ابن المنير من قضائها بالبرهان إبراهيم بن محمد البوشي (٣).

__________________

= ابن سباط ١ / ٤٠٩ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٧ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٠ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ١٩٤ ، وعقد الجمان (١) ٣٥٨ ، ٣٥٩.

(١) انظر خبر إسلام ملك التتار في : التحفة الملوكية ٥٢ (في حوادث سنة ٦٦٢ ه‍) ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٥٩ ب ، ٦٠ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٨٧ ، ٨٨ ، والدرّة الزكية ٩٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٧ ، والبداية والنهاية ١٣ ٢٣٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٤٩٥ ، وعقد الجمان (١) ٣٦٠ ـ ٣٦٣.

(٢) خبر استئمان التتار في : الروض الزاهر ١٧٠ ، ١٧١ ، والتحفة الملوكية ٥١ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦١ أوب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٨٩ وفيه «كرومون آغا» ، والعبر ٥ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٥٩ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٤٩٧ و ٥٠١ ، وعقد الجمان (١) ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٠.

(٣) انظر عن السفر إلى الإسكندرية في : الروض الزاهر ١٧٤ ، ١٧٥ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦٠ ب ، ٦١ أ ، والبداية والنهاية ١٣ ، ٢٣٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٠ وفيه : «اليوشي» بالياء المثنّاة من تحتها ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٠٠ ، وعقد الجمان (١) ٣٦٣.

٨

[الوقعة بين هولاكو وبركة]

وجرت وقعة هائلة بين هولاكو وبركة ، وكانت الدّائرة على هولاكو ، وقتل خلق من أصحابه ، وغرق آخرون ، ونجا هو بنفسه (١).

[القصاص من شاب وامرأته]

وقال أبو شامة (٢) : في صفر سمّر شاب ، وخنقت امرأته فعلّقت في جولق تحته. كانت تتحيّل على النّساء وتؤدّيهم (٣) إلى الأفراح متلبّسات ، فتأتي بالمرأة إلى بيتها فيخنقها زوجها ، ويأخذ ما عليها ، ويرميها في بئر. فعل ذلك بجماعة من النّساء ، فبقي مسمّرا يومين ثمّ خنق ، وذلك بدمشق (٤).

__________________

(١) خبر الوقعة في : العبر ٥ / ٢٦٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٣٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٠ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ١٩٦.

(٢) في ذيل الروضتين ٢٢١ ، ٢٢٢.

(٣) تؤدّيهم : ترسلهم.

(٤) والخبر في : عقد الجمان (١) ٣٦٦.

٩

سنة اثنتين وستين وستّمائة

[مشيخة الحديث لأبي شامة]

في شهر جمادى الأولى ولّي الإمام شهاب الدّين أبو شامة مشيخة دار الحديث الأشرفيّة بعد ابن الحرستانيّ (١).

[تدريس الشافعية والحنفية بالظاهرية]

وفي أوّلها فرغت المدرسة الظّاهريّة (٢) بين القصرين ، فدرّس بها للشافعيّة الإمام تقيّ الدين ابن رزين ، وللحنفيّة الصّاحب مجد الدّين ابن العديم.

وولّي مشيخة الحديث الحافظ شرف الدّين الدّمياطيّ.

ووليّ مشيخة الإقراء الشّيخ كمال الدّين المجلّى (٣).

[نيابة حمص]

وفيها بعث السّلطان نائبا له على حمص عقيب موت صاحبها الملك الأشرف (٤).

__________________

(١) ذيل الروضتين ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٢ وفيه «في جمادى الآخرة».

(٢) انظر عن المدرسة الظاهرية في : الروض الزاهر ١٨٤ ، و ٢٩١ ، (سنة ٦٦٦ ه‍) ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦٢ أوب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٩٣ ، ٩٤ ، والدرّة الزكية ١٠٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٢ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٢٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٢ ، وعقد الجمان (١) ٣٨٢ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٣ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٠.

(٣) هكذا في الأصل : «المجلّى» بالجيم ، وفي نهاية الأرب ٣٠ / ٩٤ «المحلى» بالحاء المهملة ، ومثله في عيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٣.

(٤) خبر نيابة حمص في : عيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٣ والمتسلّم هو الأمير بدر الدين بيليك العلائي.

١٠

[الزلزلة بمصر]

وفي ربيع الآخر زلزلت مصر زلزلة عظيمة (١).

[عزل نائب حلب]

وعزل الشّهابيّ (٢) عن نيابة حلب بالأمير نور الدّين عليّ بن مجلّى (٣).

[الغلاء بمصر]

وفيها كان الغلاء بمصر ، وبلغ الإردبّ مائة وخمسة دراهم (٤).

[الطفل المزدوج]

وفيها أحضر بمصر إلى السّلطان طفل ميّت وله رأسان ، وأربعة أعين ، وأربعة أيدي ، وأربعة أرجل (٥).

[خبر الخناقة بمصر]

وفيها كان خبر الخنّاقة بمصر. قال شمس الدّين الجزريّ في «تاريخه» (٦) : فيها ظهرت قتلى في خليج مصر ، وفقد جماعة. ودام ذلك أشهرا حتّى عرف أنّ صبية مليحة اسمها غازيّة كانت تتبرّج بالزّينة ، وتطمع من يراها ، ومعها

__________________

(١) خبر الزلزلة في : ذيل مرآة الزمان ١ / ٥٣٥ ، وعيون التاريخ ٢٠ / ٢٩٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٠٨ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٠ ، وكشف الصلصلة عن وصف الزلزلة ٢٠٠.

(٢) هو علاء الدين أيدكين بن عبد الله الصالحي الشهابي.

(٣) خبر نيابة حلب في : عيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٣ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٦١٣.

(٤) انظر عن الغلاء في : الروض الزاهر ١٨٨ ـ ١٩٠ ، والتحفة الملوكية ٥٢ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦٣ أوب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٩٦ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٤ ، ٢٩٥ ، وعقد الجمان (١) ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، والنجوم الزاهرة ٧٦ / ٢١٣ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣١٩ (سنة ٦٦١ ه‍).

(٥) خبر الطفل في : عيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٥ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥١٧ ، والنجوم الزاهرة. ٧ / ٢١٤.

(٦) في المختار من تاريخ ابن الجزري ٢٦٢.

١١

عجوز ، فتشاكل الرّجل وتقول : هذه ما يمكنها ما تريد منها إلّا في منزلها. فإذا انطلق معها ، واستقرّ في دارها ، خرج إليه رجلان جلدان فيقتلانه ، ويأخذان ما عليه.

وكانوا يتنقّلون من موضع إلى موضع ، إلى أن سكنوا على الخليج. وجاءت العجوز مرّة إلى ماشطة مشهورة لها حليّ تخرج به العرائس ، فقالت لها : عندي بنت ، ونريد أن تصلحي من شأنها. فجاءت بالحليّ تحمله الجارية. ورجعت الجارية من الباب فدمّسوا الماشطة ، ولمّا أبطأ خبرها على جاريتها مضت إلى الوالي فأخبرته ، فركب إلى الدّار وهجمها ، فوجد غازيّة والعجوز ، فأخذهما وتهدّدهما ، فأقرّتا ، فحبسهما فجاء إلى الحبس أحد الرّجلين ، فشعر به الأعوان ، فأخذ وقرّر وضرب ، فاعترف ودلّ على رفيقه ، وكان لهما رفيق آخر له قمّين للطّوب ، كان يلقي فيه من يقتلانه في اللّيل فيحترق. وأظهروا أيضا من الدّار حفيرة مملوءة بالقتلى ، فأنهي أمرهم إلى السّلطان فسمّروا خمستهم. وبعد يومين شفع أمير في الصبيّة فأنزلت وماتت بعد أيّام (١).

[العثور على فلوس قديمة بجهة قوص]

قال : وفيها اتّفق أنّ ليلة الإثنين كانت ليلة ثاني عشر ربيع الأوّل ، وفيها أحضرت إلى قلعة مصر فلوس كثيرة من جهة قوص وجدت مطمورة ، كان على الفلس صورة ملك ، وفي يده ميزان ، وفي يده الأخرى سيف. وعلى الوجه الآخر رأس بآذان كبار ، وحوله أسطر. فحضر جماعة من الرّهبان فيهم حكيم يونانيّ روميّ لا يعرف العربيّة فقرأ الأسطر ، فكان تاريخ الفلس من ألفين وثلاثمائة سنة ، وفيه مكتوب ، أنا غياث الملك ، ميزان العدل والكرم في يميني لمن أطاع ، والسيف في شمالي لمن عصى. وفي الوجه الآخر : أنا غياث الملك أذني مفتوحة للمظلوم ، وعيني انظر بها مصالح ملكي (٢).

__________________

(١) خبر الخنّاقة باختصار في : زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦٧ ب ، وهو بتوسّع في : نهاية الأرب ٣٠ / ١٠٣ ، ١٠٤ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٦٢ ، وذيل مرآة الزمان ١ / ٥٥٢ ، ٥٥٣ ، والدرّة الزكية ١٠٣ ، ١٠٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢١ ، وعقد الجمان (١) ٢٨٥ ، ٣٨٦.

(٢) الخبر كما هنا في : نهاية الأرب ٣٠ / ١٠٠ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٦٢ ، ٢٦٣ ،

١٢

[دخول الطوسيّ بغداد]

وفيها قدم بغداد النّصير الطّوسيّ للنظر في الوقوف وجمع الكتب ، وانحدر إلى واسط ، وجمع شيئا كثيرا لأجل الرّصد (١).

[قتل الباجسرائي ببغداد]

وقتلوا ببغداد النجم أحمد بن عمران الباجسرائيّ (٢) ، وأخذ مرارته جلال الدّين ابن الملك مجاهد الدّين الدّويدار. وكان ناظرا على السّواد ، جيّد التّصرّف ، وعظم في دولة هولاكو ، ولقّبه بالملك ، فعادى علاء الدّين فعقره. ثمّ إنّ ابن الدّويدار. [شرع في بيع] (٣) ما له من الغنم والجواميس وغير ذلك ، وافترض أموالا واستعار خيولا ، وأظهر أنّه يتصيّد ويزور المشهد وأخذ أمّه ، ثمّ تسحّب إلى الشّام ، فانقطع عنه ضعفا الجند ورجعوا ، فقتلهم الشّحنة قرابوقا (٤) ، وقتل كلّ من ظفر به من آحاد الأجناد.

[عزل قرابوقا]

وفيها عزل قرابوقا عن بغداد لكونه رافع الصّلاح علاء الدين بالكذب ، وولّى توكال شحنة (٥).

[التجاء ابن صاحب الروم إلى القسطنطينية]

وسار عزّ الدّين كيكاوس ابن صاحب الرّوم إلى قسطنطينيّة ، إلى صاحبها الأشكريّ ، لكونه وقع بينه وبين أخيه ركن الدّين قلج أرسلان في أمر سلطنة

__________________

= وذيل مرآة الزمان ١ / ٥٥٧ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٥.

(١) انظر خبر الطوسي في : الحوادث الجامعة ١٦٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٢ ، وعقد الجمان (١) ٣٨٧.

(٢) في الحوادث الجامعة ١٦٩ «الباجصري».

(٣) في الأصل بياض ، ما بين الحاصرتين استدركته من : الحوادث الجامعة ١٦٩.

(٤) في الحوادث الجامعة ١٦٩ «قرابوغا».

(٥) الخبر في الحوادث الجامعة ١٦٩ ، ١٧٠.

١٣

الرّوم ، فاستظهر عليه الرّكن فو [صل] (١) في حاشيته إلى قسطنطينيّة ، فأحسن إليه الأشكريّ وإلى أمرائه ، وداموا في عافية ، فعزموا على قتل الأشكريّ وإن حاصروا قسطنطينيّة معهم ، فأعماهم وسجن عزّ الدّين. ثمّ طلبه بركة وذهب إليه (٢).

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) انظر عن محاولة قتل الأشكري في : زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦٧ ب ، ٦٨ أ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢١٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٧ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢٢ ، وعقد الجمان (١) ٣٨٧ ، ٣٨٨.

١٤

سنة ثلاث وستين وستمائة

[انتصار ابن الأحمر على ملك النصارى بالأندلس]

قال أبو شامة (١) رحمه‌الله : فيها جاء إلى القاهرة كتاب يتضمّن نصر المسلمين على النّصارى في برّ الأندلس. وسلطان المسلمين أبو عبد الله بن الأحمر.

وكان الفنش (٢) ملك النّصارى قد طلب من ابن الأحمر السّاحل من مالقة (٣) إلى المريّة ، فاجتمع المسلمون والتقوهم ، فكسروهم مرارا ، وأخذ الفنش (٤) أسيرا.

ثمّ اجتمع العدوّ المخذول في جمع كبير ، ونازلوا غرناطة.

فانتصر عليهم المسلمون ، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وجمع من رءوسهم نحو خمسة (٥) وأربعين ألف رأس ، فعملوها كوما ، وأذّن المسلمون فوقه ، وأسروا منهم عشرة آلاف أسير. وكان ذلك في رمضان سنة اثنتين. وانهزم الفنش إلى إشبيليّة ، وهي له ، وكان قد دفن أباه بها بالجامع ، فأخرجه من قبره خوفا من استيلاء المسلمين ، وحمله إلى طليطلة.

__________________

(١) في ذيل الروضتين ٢٣٤.

(٢) في ذيل الروضتين «الفنس» بالسين المهملة.

(٣) في ذيل الروضتين : «مارقة» بالراء.

(٤) في ذيل الروضتين : «وأخذ أخو الفنس».

(٥) في ذيل الروضتين : في الأصل : «خمس».

١٥

قال (١) : ورجع إلى المسلمين اثنان وثلاثون بلدا ، من جملتها إشبيلية ومرسية (٢). كذا قال ، والله ينصر المسلمين حيث كانوا.

[معاقبة المتآمرين على الدولة]

قال قطب الدّين (٣) : وفي أوّلها بلغ السّلطان أنّ جماعة أمراء وأجناد اجتمعوا في دار ططماج (٤) ، فتكلّموا في الدّولة ، وزاد في الكلام ثلاثة أنفس. فسمّر أحدهم ، وكحّل الآخر ، وقطعت رجلا الثّالث ، فانحسمت مادّة الاجتماعات (٥).

[قطع أيدي نقباء بالقاهرة]

قال : وفي ربيع الآخر قطعت أيدي ثلاثة وأربعين نفسا من نقباء والي القاهرة ، ومن الخفر والمقدّمين ، فمات بعضهم. وسبب ذلك ظهور شلوح ومناشر بالقاهرة وضواحيها (٦).

[منازلة التتر البيرة]

وفيها نازلت التّتر البيرة ، فساق المحمّديّ ، وسمّ الموت (٧) للكشف. وأغار عيسى بن مهنّا على أطراف بلادهم فرحلوا عن البيرة (٨).

__________________

(١) القائل أبو شامة.

(٢) في ذيل الرضتين ٢٣٥ «إشبيلية وقرطبة ، ومرسية ، والرقة ، وشريش ، وجمع عساكر المسلمين على شاطبة وبلنسية». والخبر أيضا في : نهاية الأرب ٣٠ / ١٠٨ ، ١٠٩ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، والعبر ٥ / ٢٧٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٨ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٥ ، وعقد الجمان (١) ٤٠٩ ، ٤١٠ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٠.

(٣) في ذيل مرآة الزمان.

(٤) الططماج : نوع من المأكولات.

(٥) خبر المتآمرين في : نهاية الأرب ٣٠ / ١١١ ، والدرّة الزكية ١٠٦ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٨.

(٦) خبر النقباء في : نهاية الأرب ٣٠ / ١١٢ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٤٠ ، والدرّة الزكية ١٠٦ ، وعقد الجمان (١) ٤٠٧.

(٧) سمّ الموت هو : الأمير عزّ الدين يوغان ، كما في زبدة الفكرة.

(٨) ذيل الروضتين ٢٣٣ ، زبدة الفكرة ج ٩ ، ورقة ٦٩ أ ، الدرّة الزكية ١٠٧ ، والعبر ٥ / ٢٧٢ ،

١٦

[فتح قيسارية وأرسوف]

قال : وفي ربيع الآخر توجّه السّلطان بالعساكر إلى قيساريّة فحاصرها ، وافتتحها عنوة في ثامن جمادى الأولى ، وامتنعت القلعة عشرة أيّام وأخذت ، وهرب من فيها إلى عكّا ، فخرّبها السّلطان ، وأقطع قراها.

ثمّ سار فنازل أرسوف ، ونصب عليها المجانيق إلى أن تداعى برج تجاه الأمير بليك الخزندار ، فهجم البلد بأصحابه على غفلة ، ووقع القتل والأسر ، وذلك في ثاني عشر رجب. ثمّ هدمت ، وعاد السّلطان ، وزينت القاهرة (١).

[اتهام النصارى بحريق الباطنية]

وفيها أحرق بحارة الباطنيّة (٢) بالقاهرة حريق كبير ، ذهب فيه ثلاثة وستّون دارا. ثمّ كثر بعد ذلك الحريق بالقاهرة ، واحترق ربع العادل وغير ذلك ، فكانت توجد لفائف مشاق فيها النّار والكبريت على الأسطحة. وعظم ذلك على النّاس ، واتّهموا بذلك النّصارى ، وقدّم السّلطان فهمّ باستئصال النّصارى واليهود ، وأمر بجمع الأحطاب والحلفاء في حفيرة ليحرقوا فيها. ثمّ كتّفوا ليرموا في الحفيرة ، فشفع فيهم الأمراء ، وأمروهم أن يشتروا أنفسهم ، فقرّروا عليهم خمسمائة ألف دينار يقومون منها في العام بخمسين ألف دينار. وضمنهم الحبيس ، وكان كاتبا ثمّ ترهّب ، وأقام بجبل حلوان. فيقال إنّه وجد

__________________

= ودول الإسلام ٢ / ١٦٨ ، البداية والنهاية ١٣ / ٢٤٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٨ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣١٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢٣ ، ٥٢٤.

(١) انظر خبر قيسارية وأرسوف في : ذيل الروضتين ٢٣٣ و ٢٣٥ ، والروض الزاهر ٢٣٠ ـ ٢٤٣ ، والدرّة الزكية ١٠٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٢ ، والتحفة الملوكية ٥٣ ـ ٥٤ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ٦٩ أ ـ ٧٠ أ ، ونزهة المالك والمملوك ، ورقة ١٠٤ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١١٣ ، ١١٤ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٨ ، والعبر ٥ / ٢٧٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٧ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٩ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٨٢ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢٥ ، وعقد الجمان (١) ٣٩٦ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤١٠ ، والإعلام والتبيين ٦٢ (في سنة ٦٦٢ ه‍).

(٢) يقال : الباطنية ، والباطلية ، كما في : عيون التواريخ ٢٠ / ٣١٩.

١٧

في مغارة من الجبل دفينا للحاكم العبيديّ ، فلمّا ظفر بالمال واسى به الفقراء والصّعاليك من كلّ ملّة ، فاتّصل خبره بالسّلطان ، فطلبه وطلب منه المال ، فقال : لا يشمل إلى أن أعطيك من يدي إلى يدك. ولكن يصل إليك من جهة من تصادره ولا يقدر على تطلّبه منه ، فلا تعجل عليّ. فلمّا جرت هذه الواقعة للنّصارى ضمنهم (١).

وقد ذكرنا وفاته في سنة ستّ وستّين ، وكانت قد وصلت الفتاوى بقتله خوفا من الفتنة على ضعفاء الإيمان من المسلمين ، من علماء الإسكندريّة.

فقيل إنّ مبلغ ما وصل إلى بيت المال من طريقه في مدّة سنتين ستّمائة ألف دينار. وقد ضبط ذلك بقلم الصّيارفة الّذين كان يجعل عندهم المال ، ويكتب إليهم أوراقه. وذلك خارجا عمّا كان يعطيه بيده سرّا.

وكان لا يأكل من هذا المال ولا يلبس ، بل إنّ النّصارى يتصدّقون عليه بما يأكل ويلبس. ولم يظهر له بعد موته ولا دينار واحد. وكان يقول : من لم يكن معه شيء أدّيت عنه في المصادرة. فكان يدخل الحبس ويطلق من عليه دين ، ومن وجده ذا هيئة رثّة واساه ، ومن شكى إليه ضرورة أزاحها عنه.

وقد سافر إلى الإسكندريّة ، وأدّى جملة عن أهل الذّمّة ، وكذا سافر إلى الصّعيد ، وأدّى المقرّر على أهل الذّمة. وكان عجيب الحال ، لعنه الله. ومن لطف الله أنّه غير مسلم ، وإلّا لو كان مسلما لتألّهه النّاس ، وادّعوا فيه النّبوّة أو القطبيّة. نسأل الله العافية.

[الشروع في حفر بحر أشموم]

وفي شوّال شرع السّلطان في حفر بحر أشموم ، وفرّقه على الأمراء ،

__________________

(١) انظر خبر الحريق في : تاريخ الدولة التركية لمؤرّخ مجهول ، ورقة ١٠ أوب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١١٤ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٣٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٩ ، ٣٢٠ ، وعقد الجمان. (١) ٤١٠ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٠ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٢٤ ، ٣٢٥.

١٨

وعمل معهم بنفسه (١) ، فلمّا فرغ ركب في الحرّاقة ، وأخذ معه زاد أيّام يسيرة ، وسار ليسدّ فم جسر على بحيرة تنّيس انفتح منه مكان ، وخرج الماء فغرّق الطّريق بين الورّادة والعريش. فأقام هناك يومين ، وحصل له وعك ، فعاد إلى مصر.

[الكوكب المذنّب]

وفيه طلع من الشّرق كوكب الذّنب ، وهو كوكب له ذؤابة ، فبقي نحو أربعين يوما (٢).

[شنق قاضي البيرة]

وفيها شنق قاضي البيرة لأنّه كاتب صاحب سيس ليبيعه قلعة البيرة ، فهتكه الله وأهلكه.

[موت هولاكو]

وفي أولاها وصل رسول صاحب سيس يبشّر السّلطان بموت هولاكو (٣) ثمّ ورد الخبر بأنّ التّتار ملّكوا أبغا بن هولاكو ، وأنّ بركة قصده فكسره ، فعزم

__________________

(١) نهاية الأرب ٣٠ / ١١٦ ، عيون التواريخ ٢٠ / ٣٢٠ ، السلوك ج ١ ق ٢ / ٥٣٧ ، تاريخ الخلفاء ٤٨٠ وفيه : «أشمون» بالنون : وبدائع الزهور ج ١ ق / ٣١٨ (سنة ٦٦١ ه‍).

(٢) خبر الكوكب في السلوك ج ١ ق ٢ / ٥١٦ (سنة ٦٦٢ ه‍).

(٣) انظر خبر موت هولاكو في : تاريخ مختصر الدول ٢٨٤ (سنة ٦٦٤ ه‍) ، وتاريخ الزمان ٣٢٤ ، والتحفة الملوكية ٥٥ ، والحوادث الجامعة ١٧٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٣٠٢ ، ونهاية الأرب ٢٧ / ٣٩٣ ـ ٣٩٥ ، وجامع التواريخ لرشيد الدين الهمدانيّ ، المجلّد ٢ ، الجزء ١ / ٢٢٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٩ (سنة ٦٦٤ ه‍) ، والدرّة الزكية ١١٤ ، والعبر ٥ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٨ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٥٧ ـ ٢٥٩ ، والبداية والنهاية الخميس ٢ ، ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٤١ ، وعقد الجمان (١) ٤١٣ ـ ٤١٦ ، ونظام التواريخ للبيضاوي (ناصر الدين عبد الله بن عمر (توفي ٦٨٥ ه‍ / ١٢٨٧ م) تصحيح بهمن ميرزا كريمي ـ شركة مطبعة فرهومند وإقبال علمي ١٣١٣ ه‍ ـ ص ٩٤ وفيه وفاته في سنة ٦٦٠ ه‍ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤١١ ، والتاريخ الغياثي ٤٢ ، ٤٣ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣١٩ ، وتاريخ الأزمنة ٤٩ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٠.

١٩

الملك الظّاهر على التّوجّه إلى العراق ليغتنم الفرصة ، فلم يتمكّن لتفرّق العساكر في الإقطاعات (١).

[سلطنة الظاهر ولده الملك السعيد]

وفي شوّال سلطن السّلطان ولده الملك السّعيد (٢) وركّبه بأبّهة الملك في قلعة الجبل ، وحمل الغاشية بنفسه بين يدي ولده من باب السّر إلى السّلسلة ، ثمّ عاد. وكان صبيّا ابن أربع أو خمس سنين. ثمّ ركب الملك السّعيد ، وسيّر ، ودخل من باب النّصر ، وخرج من باب زويلة ، وسائر الأمراء مشاة ، والأمير عزّ الدّين الحليّ راكب إلى جانبه ، والوزير بهاء الدّين ، وقاضي القضاة تاج الدّين راكبان أمامه ، والبيسريّ حامل الجتر على رأسه ، وعليهم الخلع.

[ختان الملك السعيد]

ثمّ بعد عشرين يوما ختن الملك السّعيد ، وختن معه جماعة من أولاد الأمراء (٣).

__________________

(١) الخبر في : عيون التواريخ ٢٠ / ٣٢٠ ، ٣٢١.

(٢) انظر خبر سلطنة الملك السعيد في : الروض الزاهر ٢٠٣ ـ ٢١٣ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، والتحفة الملوكية ٥٢ (في حوادث سنة ٦٦٢ ه‍) ، ومثله في زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦٤ ب ـ ٦٦ ب ، وتاريخ الدولة التركية لمؤرّخ مجهول (مخطوطة كمبرج ، رقم ١٤٧ ٩Q (ورقة ١٠ أ(في حوادث سنة ٦٦٢ ه‍) ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٠٠ ، ١٠١ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، والدرّة الزكية ١١٥ ، والعبر ٥ / ٢٧٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٨ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٢١ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥١٦ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، وعقد الجمان (١) ٣٧٧ ـ ٣٨٢ (سنة ٦٦٢ ه‍). ومآثر الإنافة ٢ / ١٢٠ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٠.

(٣) خبر الختان في : الروض الزاهر ٢١٤ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٦٦ ب ، ٦٧ أ(في حوادث سنة ٦٦٢ ه‍) ، تاريخ الدولة التركية ، ورقة ١٠ أ(حوادث سنة ٦٦٢ ه‍) وفيه أن أولاد الناس الذين ختنوا مع الملك السعيد بلغوا ألفا وستمائة وخمسة وأربعين من أولاد الفقهاء والعوام ، غير أولاد الأمراء والمقدّمين والجند ، وأمر لكل واحد منهم بكسوة على قدره ، ومائة درهم ، ورأس غنم. ونهاية الأرب ٣٠ / ١٠٣ ، والعبر ٥ / ٢٧٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٨ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٢١ ، والسلوك ج ١ ق ٢ ، ٥١٦ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، ومآثر الإنافة ٢ / ١٢٠ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٢٢ (سنة ٦٦٢ ه‍).

٢٠