تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سنة سبعين وستمائة

[وقوع الخزندار في البحر]

في المحرّم ركب السّلطان من الصّناعة في الشّواني ومعه نائب السّلطنة بيليك الخزندار ، فلمّا صار في الشّيني مال فوقع الخزندار في البحر ، فنزل خلفه من أطلعه بشعره ، وقد كاد (١).

[نيابة أيدمر بدمشق]

ثمّ خرج السّلطان إلى الكرك ، وأخذ معه النّائب عزّ الدّين أيدمر (٢) ، وقدم به دمشق ، فجعله نائبا عليها ، وعزل النّجيبيّ (٣). ثمّ سار إلى حماة ورجع. ثمّ مضى إلى حلب (٤).

[الوقعة بين التركمان والمغل بين حارم وأنطاكية]

وسببه أنّ صمغرا ومعين الدّين البرواناه (٥) والتّتر لمّا عادوا من عند أبغا

__________________

(١) خبر الخزندار في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ أوب. وفيه : «وقد كاد يغرق ، فخلع عليه وأحسن إليه» ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، وعقد الجمان (٢) ٨٩.

(٢) في المختصر لأبي الفداء ، وتاريخ ابن الوردي : «علاء الدين أيدكين الفخري الأستاذدار».

(٣) في زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٨٦ أ«البحبى» ، وقد صحفت ، وهو الأمير جمال الدين أقوش ، وفي المختصر في أخبار البشر ٤ / ٧ «النجمي» ، وفي تاريخ ابن الوردي «التجيبي».

(٤) خبر نائب دمشق في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ ب ، والعبر ٥ / ٢٩٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٣ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٠ ، ٢٢١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٧ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٨ ، وعقد الجمان (٢) ٩٠٠.

(٥) واسمه : «سليمان». (ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٧).

٦١

في السّنة الخالية جاءهم أمر بقصد الشّام فحشدوا ، وجاء صمغر في عشرة آلاف إلى البلستين ، ثمّ إلى مرعش ، وبلغهم أنّ السّلطان بدمشق ، فبعثوا من المغل ألفا وخمسمائة للإغارة وتجسّس الأخبار ، فوصلوا إلى عين تاب ثمّ إلى قسطون (١) ، ووقعوا على التّركمان هناك بين حارم وأنطاكية فاستأصلوهم ، فأمر السّلطان بتجفيل البلاد حتّى أهل دمشق ليطمع التّتار فيتوغّلون في البلاد ويتمكّن منهم. وطلب جيش مصر فقدموا ومقدّمهم الأمير بدر الدين بيسريّ ، فوصلتهم الأخبار فأسرعوا الرّجعة ، وساق الفارقانيّ وراء التّتر فلم يدركهم (٢).

[غارة الفرنج إلى قاقون]

وأغارت الفرنج من عثليث إلى قاقون ، وأخذت التّركمان (٣).

[تسليم مفاتيح حرّان للسلطان]

وساق الأمير علاء الدّين بن طيبرس الوزيريّ ، وعيسى بن مهنّى (٤) ، فخاضوا الفرات إلى حرّان ، فخرج إليهم من بها من التّتار ، فطاردهم ابن مهنّى ، فخرج عليهم طيبرس ، فلمّا رأوا الجيش نزلوا وقبّلوا الأرض ، وألقوا سلاحهم ، فأخذوهم وكانوا ستّين نفسا.

وسار طيبرس فغلّقوا أبواب حرّان سوى باب واحد ، وخرج إليه الشّيخ محاسن وهو من أصحاب الشّيخ حيوة ، وأتوه بمفاتح حرّان وقالوا : البلد للسّلطان أيّده الله. ثمّ عاد طيبرس (٥).

__________________

(١) قسطون : حصن كان بالروج من أعمال حلب ، (معجم البلدان ٤ / ٣٤٨).

(٢) انظر خبر الوقعة في : التحفة الملوكية ٧٣ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٦ أوب ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ ب ، و ٢٦ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٧ ، والدرّة الزكية ١٦٤ ، ١٦٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٧ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٠ ، وعقد الجمان (٢) ٩٠ ، ٩١.

(٣) خبر الغارة إلى قاقون في : زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٦ ب ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٠ ، ١٠١.

(٤) هكذا في الأصل ، وهو : «مهنّا» كما في : التحفة الملوكية ٧٣.

(٥) خبر حرّان في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ أ ، وتاريخ الدولة التركية ، ورقة ١١ أ ، ونهاية

٦٢

[طرح امرأة أحد عشر ولدا]

قال شمس الدّين محمد بن الفخر ، رحمه‌الله : من أعجب ما يؤرّخ أنّ امرأة امساحي (١) في جوار دار بني هلال بباب النّاطفيّين في جمادى الأولى في مدّة سبعة أيّام وضعت طروحا أحد عشر ولدا ذكورا وإناثا ، بعضهم قد كملت خلقته ، وبعضهم قد نبتن بعضها لأربعة أشهر ونصف. وهذا غريب نادر ، واشتهر ذلك في دمشق ، واستثبته قاضي القضاة عزّ الدّين وأرّخه (٢).

[اكتشاف نفق فيه حيوانات ملفوفة]

وفي جمادى الآخرة عبر السّلطان إلى برّ الجيزة ، فأخبر أنّ ببوصير مغارة فيها مطلب ، فجمع لها خلقا وحفروا مدّا طويلا ، فوجدوا كلابا ميّتة وقطاطا وطيورا ، والكلّ ملفوف في عصائب وخرق ، فإذا حلّت اللّفائف ولاقى ذلك الحيوان الهواء صار هباء. وأقاموا ينقلون من ذلك شيئا كثيرا ولا ينفذ فتركوه (٣).

[الحوطة على دار القاضي ابن العماد]

وفي شعبان احتيط على دار القاضي شمس الدين محمد بن العماد ، وحمل ما فيه من الودائع إلى قلعة الجبل. وذلك لأنّ ابن العماد عزل نجم الدّين بن حمدان عن نيابة الحكم لأمر ، فحمل أخاه (٤) التّقيّ شبيبا الكحّال (٥) التعصّب على أن كتب ورقة إلى السّلطان أنّ عند العماد ودائع كثيرة لتجّار من حرّان ، وبغداد ، والشّام ، وقد مات أهلها. فاستدعاه السّلطان وسأله عن الودائع ،

__________________

= الأرب ٣٠ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، والدرّة الزكية ١٦٦ ، ١٦٧ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٨ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٨ ، ٤١٩ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٢.

(١) هكذا رسمها في الأصل.

(٢) الخبر باختصار في السلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٤ ، وعقد الجمان (٢) ٩٥.

(٣) انظر خبر الحيوانات في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٩ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٩ ، وعقد الجمان (٢) ٨٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١٥٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٣٣.

(٤) في الأصل : «أخوه» ، وهو غلط نحويّ.

(٥) هو تقيّ الدين شبيب بن حمدان بن شبيب. توفي سنة ٦٩٥ ه‍.

٦٣

فأنكر ، فحلّفه ، فحلف متأوّلا. فكبس بيته ، فوجد فيه كثير ممّا قيل ، لكنّ أصحابها أحياء ، ومنهم من مات وله وارث ، فأخذ من ذلك زكاته مدّة سنتين ، وحنق عليه السّلطان وحبسه ، فتسلّط عليه شبيب ، وادّعى أنّه حشويّ (١) ، وأنّه يقدح في الدّولة ، وكتب بذلك محضرا. وسافر السّلطان إلى الشّام. ثمّ عقد مجلس بحضرة الأمير بدر الدين بيليك الخزندار ، فاستدعي بالشّهود والّذين في المحضر ، فرجع بعضهم في الشّهادة وشهد الباقون ، فأخرق بهم وجرّحهم ، وتبيّن للخزندار تحامل شبيب فحبسه ، واحتاط على موجودة ، وأعيد الشّيخ شمس الدّين إلى الحبس بالقلعة ، فأقام بها سنتين إلى أن أفرج عنه في نصف شعبان من سنة اثنتين وسبعين. ولو لا عناية الخزندار به ومحبّته له لكان شيئا آخر (٢).

[شنّ الغارات على بلاد عكا]

وأمّا السّلطان فسار إلى الشّام وشنّ الغارات على بلاد عكّا فراسلوه ، وطلبوا الصّلح فصالحهم عشر سنين ، ثمّ دخل دمشق (٣).

[تخريب التتار سور حرّان]

وفي رمضان جاءت طائفة من التّتار ، فأخربوا شرفات سور حرّان وبعض أسواقها ، ونقلوا كثيرا من أخشابها واستاقوا معهم أهلها وأخليت ودثرت بالكلّيّة (٤).

__________________

(١) الحشويّ : لفظ تحقير أطلق على من اعتقد صحّة الأحاديث المسرفة في التجسيم من غير نقد. (دائرة المعارف الإسلامية ـ مادّة الحشوية).

(٢) انظر خبر ابن العماد في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٨ أوب ، وتاريخ الملك الظاهر لابن شدّاد ٣١ ، ٣٢ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٩٠ ، ١٩١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٢ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٩ ، ٤٢٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٣.

(٣) انظر خبر عكا في : تاريخ الملك الظاهر ٣٣ ، والروض الزاهر ٣٩٨ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧١ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٩١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٨ ب ، والتحفة الملوكية ٧٤ ، وزبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٦ ب ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٢ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١٥٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٣٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠١ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٠.

(٤) انظر خبر سور حرّان في : تاريخ الملك الظاهر ٣٣ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧١ ، ونهاية

٦٤

[مواجهة رسل السلطان لأبغا ملك المغل]

وفيها وصلت رسل صمغر (١) والبرواناه فقالوا للسّلطان إنّ صمغرا يقول لك : منذ جاورك في البلاد لم يصله من جهتك رسول ، وقد رأى من المصلحة أن تبعث إلى أبغا رسولا بما تحبّ حتّى نساعدك ونتوسّط. فأكرم السّلطان الرّسل ، ثمّ بعث في الرّسليّة الأمير فخر الدّين أياز (٢) المقرّي ، والأمير مبارز الدين الطّوريّ إلى أبغا ، وبعث له جوشنا ، وبعث لصمغر قوسا (٣) ، فوصلا قونية ، فسار بهما البرواناه إلى أبغا فقال : ما شأنكما؟ قالا : إنّ سلطاننا يقول لك إن أردت أن أكون مطاوعا لك فردّ ما في يدك من بلاد المسلمين. فغضب وأغلظ لهما وقال : ما يرضى رأسا برأس! وانفصلا من غير اتّفاق (٤).

وعندي في وقوع ذلك نظر ، لكن لعلّه سأله ردّ ما بيده من العراق والجزيرة ، وإلّا فجميع ما بيده بلاد المسلمين.

[وصول رسل بركة إلى السلطان]

وفيها وصلت رسل بيت بركة من عند منكوتمر بن طغان يطلبون من السّلطان الإعانة على استئصال شأفة أبغا (٥).

__________________

= الأرب ٣٠ / ١٨٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٩ ب ، والدرّة الزكية ١٦٦ ، ١٦٧ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٣ ، والعبر ٥ / ٢٩٢ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٠ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٣٤.

(١) يلفظ : صمغر وصمغار ، وورد في الدرّة الزكية ١٦٤ «صمغوا» ، وفي صبح الأعشى ٥ / ٣٦١ «صمغان».

(٢) في التحفة الملوكية ٧٤ «إياد» وهو تصحيف.

(٣) التحفة الملوكية ٧٤.

(٤) خبر رسل السلطان في : زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٦ ب (والورقة التي بعدها ناقصة من المخطوط) وتاريخ الملك الظاهر لابن شدّاد ٣٤ ، ٣٥ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٩١ ، ١٩٢ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧١ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢١ ، وعقد الجمان (٢) ٩٢ ، ٩٣.

(٥) انظر خبر رسل بركة في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٠ أوب ، وتاريخ الملك الظاهر لابن شدّاد ٣٥ ، والدرّة الزكية ١٦٧ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧٢ ، والنهج السديد لابن أبي

٦٥

[كشف السلطان على حصن الأكراد وعكار]

وفي ذي الحجّة سار السّلطان إلى حصن الأكراد وحصن عكّار فأشرف عليهما ، ورجع إلى دمشق (١).

[زواج الصاحب شرف الدين هارون]

وفيها تزوّج الصّاحب شرف الدّين هارون بن الوزير شمس الدّين الجوينيّ ببغداد برابعة بنت أحمد بن أمير المؤمنين المستعصم ، على صداق مبلغه مائة ألف دينار مصريّ ، وعقده قاضي القضاة سراج الدّين محمد بن أبي فراس في دار صاحب الدّيوان علاء الدّين ، بإنشاء بهاء الدّين عليّ بن عيسى الإربليّ ، وشرطت عليه والدة العروس بأن لا يشرب الخمر ، فأجاب.

[الحريق ببغداد]

واحترق ببغداد (...) (٢) من النظاميّة كلّه ، واحترق فيه خلق كانوا في الغرف.

آخر المجلد العشرين

__________________

= الفضائل ٤٠.

(١) التحفة الملوكية ٧٣ ، زبدة الفكرة ج ٩ / ورقة ٧٧ أ ، المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٠ ب ، تاريخ الملك الظاهر لابن شدّاد ٣٦ ، ٣٧ ، الأعلاق الخطيرة ج ٢ ق ٢ / ١١٣ ، والنهج السديد لابن أبي الفضائل (نشره بلوشه) ٥٣٢ ، ٥٣٣ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٦ ، نهاية الأرب ٣٠ / ١٩٢.

(٢) بياض في الأصل.

٦٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الطبقة السابعة والستون

سنة إحدى وستين وستمائة

ـ حرف الألف ـ

١ ـ أحمد بن محمد (١) بن إبراهيم بن رزمان بن عليّ بن بشارة.

الفقيه ، فخر الدّين ، أبو العبّاس الدّمشقيّ ، الحنفيّ.

فقيه ، إمام ، مدرّس ، عدل ، متميّز من أعيان الحنفيّة.

روى عن : الخشوعيّ نسخة وكيع وغيرها.

روى عنه : ابن الحلوانيّة ، والدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، وطائفة ، ومحمد بن المحبّ.

توفّي في أوائل شوّال (٢) ، ودفن بسفح قاسيون.

٢ ـ أحمد بن عبد الله (٣).

الشّيخ الصّالح ، أبو العبّاس المقدسيّ ، الحنبليّ ، تربية البدويّ (٤).

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن محمد) في : ذيل الروضتين ٢٢٧ وفيه : «الفخر أحمد بن إبراهيم الحنفي ، أحد مدرّسي الحنفية ، من الشيوخ ، وكان أحد الشهود تحت الساعات» ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ ، والجواهر المضيّة ١ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ رقم ١٧٦ ، والطبقات السنية ، رقم ٢٨٧.

(٢) في ذيل الروضتين ٢٢٧ توفي في خامس شوال.

(٣) انظر عن (أحمد بن عبد الله) في : صلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني ، ورقة ١٣٦.

(٤) مهمل في الأصل.

٦٧

سمع من شيخه عبد الله بن عبد الجبّار البدوي ، وحنبل ، وابن طبرزد.

وحدّث بدمشق والقدس.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، والشّيخ شعبان.

وحدّث بدمشق.

وكان موته بقرية أبي ثور بظاهر القدس في نصف المحرّم.

٣ ـ إبراهيم بن محمد (١) بن إبراهيم بن محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن سوار بن أحمد بن حزب الله بن عامر بن سعد الخير بن عيّاش. وهو أبو عيشون بن محمود الدّاخل إلى الأندلس بن عنبسة بن حارثة بن العبّاس بن مرداس.

السّلميّ ، الإمام ، المحدّث ، أبو إسحاق ابن الشّيخ عبد الله الأندلسيّ ، البلّفيقيّ ، المعروف بابن الحاجّ ، نزيل دمشق.

ولد بالمريّة سنة ستّ عشرة وستمائة ، وكان محدّثا ، فاضلا ، مفيدا ، عارفا.

وبلّفيق : بباء موحّدة ولام مشدّدة ، حصن عند المريّة.

ذكره الشّريف عزّ الدّين فقال : سمعت منه وحصّل الأصول الحسنة الكثيرة. وسمع بمصر من جماعة ، وحجّ وعاد. ثمّ سافر إلى دمشق فتوفي بها في المحرّم.

قلت : هذا كتبته ولا أعرفه (٢).

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن محمد) في : الوافي بالوفيات ٦ / ١٣٥ رقم ٢٥٧٣ ، والمقفّى الكبير للمقريزي ١ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ رقم ٣١٨ ، وتبصير المنتبه ١ / ١٧٠.

(٢) وقال المقريزي : وكان حسن الخط والتقييد ، أديبا ، نحويا ، قارئا ، متقنا ، ذاكرا للتاريخ ، وخطّه وافر من الفقه ، ورعا فاضلا ، ذا هدي صالح وسمت حسن ، نشأ على طهارة وعفاف ، جمع وخرّج وحدث بيسير.

كتب عنه منصور بن سليم فوائد ، وله تقييد من روى عنه.

٦٨

٤ ـ إلياس بن عيسى (١).

الإربليّ. شيخ فقير مشهور بالدّين والخير.

كان يجلس أكثر نهاره برواق الحنابلة ، ويجلس إليه أعيان ورؤساء لدينه ، وعلى ذهنه عجائب ونوادر.

وكان ظريفا ، مليح الشّكل (٢).

مات في شعبان.

٥ ـ أيّوب بن محمود (٣) بن أبي القاسم عبد اللّطيف بن أبي المجد بن سما بن عامر.

السّلميّ. محتسب دمشق ، تاج الدّين ، أبو المجد.

توفّي في سلخ شعبان وله تسع وستّون سنة.

حدث عن : عمر بن طبرزد.

ـ حرف الباء ـ

٦ ـ بدر الخشنيّ.

الشّهابي ، الطّواشيّ ، أبو الضّياء.

توفّي بالمدينة النّبويّة.

وروى عن : عبد الوهّاب بن رواح.

كتب عنه الشّريف عزّ الدّين ، وغيره.

٧ ـ بهادر الخوارزميّ (٤).

__________________

(١) انظر عن (إلياس بن عيسى) في : ذيل الروضتين ٢٢٧ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٢٢ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٣٧٤ رقم ٤٣٠١ ولم يذكر في المطبوع من : تاريخ إربل.

(٢) وقال قطب الدين اليونيني : وكان والدي ـ رحمه‌الله ـ يحبّه ويؤثر سماع حديثه فكان لا يكاد يفارقه ، كان والدي بدمشق ، وله على والدي رسم من النفقة يسيّره إليه في كل سنة.

(٣) سيعاد في السنة التالية برقم (٤٦).

(٤) انظر عن (بهادر الخوارزمي) في : كنز الدرر ٨٣ (سنة ٦٥٩ ه‍) ، والبداية والنهاية

٦٩

الأمير. أوّل من ولي العراق لهولاكو. وكان على ظلمه له ميل إلى الإسلام ، وعلّم أولاده القرآن ، وكان ربّما صلّى ويعرف بالعربيّ.

وفيه دهاء ومكر. قتلته التّتار لأمور نقموها.

ـ حرف الحاء ـ

٨ ـ الحسن بن عليّ (١) بن منتصر بن زكريّا.

أبو عليّ الفاسيّ ، ثمّ الإسكندرانيّ ، الكتبيّ.

شيخ معمر فاضل. ولد سنة أربع وسبعين.

وسمع سنة أربع وثمانين من : عبد المجيد بن دليل الكنديّ.

وسمع من : عبد الرحمن بن موقا.

وتفرّد بالرّواية عن ابن دليل.

روى عنه : الدّمياطيّ ، والشّيخ شعبان الإربليّ ، وجماعة.

مات في ثامن وعشرين ربيع الآخر بالإسكندريّة.

ـ حرف الزاي ـ

٩ ـ زكريّا بن عبد السّيّد بن ناهض.

أبو يحيى الأنصاريّ ، المصريّ ، النّويريّ ، المالكيّ ، المؤدّب.

روى عن : عليّ بن المفضّل الحافظ.

سمع منه : الشّريف ، وجماعة.

ومات في رابع صفر.

__________________

(١٣) / ٢٣٩ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٢٩٤ ، ٢٩٥ رقم ٤٨٠٦ ، والدليل الشافي ١ / ١٩٩ ، والمنهل الصافي ٣ / ٤٢٧ ، ٤٢٨ رقم ٧٠٢.

(١) انظر عن (الحسن بن علي) في : العبر ٥ / ٢٦٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٥.

٧٠

ـ حرف السين ـ

١٠ ـ ستّ الدّار بنت مكّيّ بن عليّ بن كامل الحرّانيّ.

أخت زينب.

سمعت من : داود بن ملاعب ، وموسى بن عبد القادر.

وماتت في ربيع الأوّل.

١١ ـ سليمان بن خليل (١) بن إبراهيم بن يحيى بن فارس.

الخطيب ، الإمام ، أبو الرّبيع الكتّانيّ ، العسقلانيّ الأصل ، المكيّ.

الفقيه الشّافعيّ.

سمع من : زاهر بن رستم (٢) ، ويحيى الفرّاش.

روى عنه : الدّمياطيّ ، والرّضى الطّبريّ ، وجماعة.

وخطب مدّة بمكّة ، وكان مشهورا بالعلم والدّين والعبادة.

ولد قبل موت جدّه لأمّه عمر الميانشيّ (٣) قبل الثّمانين وخمسمائة.

وكفّ بصره في آخر أيّامه.

ومات في رابع عشر المحرّم بمكّة.

وحدّث «بالنّسائيّ» عن ابن الحصريّ (٤).

__________________

(١) انظر عن (سليمان بن خليل) في : العبر ٥ / ٢٦٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٥٩ ، ١٦٠ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٣٧٤ رقم ٥٢١ ، وذيل التقييد ١ / ٨ رقم ١٠٥٦ ، والعقد الثمين ٤ / ٦٠٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٥.

(٢) سمع عليه «جامع الترمذي».

(٣) تصحّفت هذه النسبة في العبر إلى : «الميانسي» بالسين المهملة ، وعنه نقل ابن العماد الحنبلي التصحيف في : شذرات الذهب.

(٤) وقال القاضي الفاسي : وكان فقيها فاضلا خيّرا ، تصدّى للتدريس والإفتاء بمكة ، وألّف منسكا كبيرا مفيدا ، رأيته بخطّه في مجلّدين ، وولي خطابة المسجد الحرام سنين كثيرة ، وأمّ بمقام إبراهيم عليه‌السلام ، وخطب بمنى في أيام التشريق.

٧١

ـ حرف الشين ـ

* ـ الشّهاب

أجير البهاء الشّروطيّ. هو محمد بن عبد الرّحيم. يأتي (١).

ـ حرف الصاد ـ

١٢ ـ صلاح بن جعفر بن ضرغام بن نزار.

أبو عمر العجلانيّ ، الفيّوميّ ، المؤدّب.

توفّي في جمادى الأولى بالقاهرة.

وقد سمع في الكهولة من : مكرّم ، وابن المقيّر.

وحدّث. أخذ عنه الطّلبة.

ـ حرف العين ـ

١٣ ـ عبد الله بن محمد بن رضوان بن عبدك.

أبو محمد العجميّ شيخ معمر حدّث عن السّلفيّ بالإجازة العامّة. قاله الشّريف عزّ الدّين.

١٤ ـ عبد الخالق بن جعفر بن محمد.

الإمام عزّ الدّين ، أبو محمد البليناويّ (٢) ، المصريّ ، الشّافعيّ.

الفقيه.

سمع وحصّل وعني بالحديث وأكثر.

وحدث عن ابن باقا ، ومات في ذي الحجّة كهلا.

١٥ ـ عبد الرّزاق بن رزق الله (٣) بن أبي بكر بن خلف.

__________________

(١) برقم (٣١).

(٢) لم تذكر هذه النسبة في كتب الأنساب والمشتبه المتوافرة.

(٣) انظر عن (عبد الرزاق بن رزق الله) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٢١٩ ، ٢٢٠ ، والمعين في

٧٢

الإمام ، الحافظ ، المفسّر ، عزّ الدين أبو محمد الرّسعنيّ (١) ، المحدّث الحنبليّ.

ولد برأس عين سنة تسع (٢) وثمانين وخمسمائة ، وسمع «تاريخ بغداد» كلّه من أبي اليمن الكنديّ.

وسمع ببغداد من عبد العزيز بن حنينا ، وطبقته ، وبحلب من الإفتخار الهاشميّ (٣).

وقدم بغداد مرّة رسولا ، فقرأ عليه أبو حامد بن الصّابونيّ جزءا. فسمعه جماعة وله شعر رائق. وولي مشيخة دار الحديث بالموصل.

وسمع برأس عين من : أبي المجد القزوينيّ ، وغير واحد.

وصنّف تفسيرا حسنا روى فيه بأسانيده (٤). وله كتاب «فضل الحسين» (٥) ، وغير ذلك.

__________________

= طبقات المحدّثين ٢١٠ رقم ٢٢٠٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٦ ، والعبر ٥ / ٢٦٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٢ ، ١٤٥٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٧ وفيه : «عز الدين بن عبد الرزاق» ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٤ ـ ٢٧٦ رقم ٣٨٦ وفيه : «عبد الرزاق» ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٠ ، ٢٩١ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤١ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٤٠٩ رقم ٤٢٠ وفيه : «عبد الرزاق» ، ودرّة الأسلاك ١ / ورقة ٣٢ ، وغاية النهاية ١ / ٣٨٤ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٠٢ وفيه «عبد الرزاق» ، وعقد الجمان. (١) ٣٦٧ وفيه «عبد الرزاق» ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١١ ، وطبقات الحفاظ ٥٠٥ ، وطبقات المفسرين للسيوطي ٧٩ ، وطبقات المفسرين للداوديّ ١ / ٢٩٣ ـ ٢٩٥ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٥ ، وكشف الظنون ٤٥٢ ، ٧٤٣ ، ٩١٣ ، ١٧١٥ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين ١١٢ رقم ١١٨١.

(١) الرّسعنيّ : نسبة إلى بلدة رأس عين شمالي حلب.

(٢) في عيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٠ مولده سنة «سبع».

(٣) هو عبد المطلب.

(٤) سمّاه : «رموز الكنوز» ذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٥.

(٥) ألزمه بتصنيفه صاحب الموصل ، فكتب فيه ما صحّ من القتل دون غيره. وكان لما قدم بغداد أنعم عليه المستنصر ، وصنّف هذا التفسير ببلده ، وأرسله إليه ، وهو في ثمان مجلّدات ، وقف المدرسة البشيرية ببغداد.

وله تصانيف غير تفسيره المشهور : في التفسير ، والفقه ، والعروض ، وغير ذلك.

٧٣

وكان إماما ، محدّثا ، فقيها ، أديبا ، شاعرا ، ديّنا ، صالحا ، وافر الحرمة. وله مكانه عند صاحب الموصل لؤلؤ لجلالته وفضله (١).

وروى عنه الأبرقوهيّ في «معجمه».

وروى عنه : الدّمياطيّ ، وغيره.

ومات في ثاني عشر ربيع الآخرة (٢).

وقرأت بخطّ سيف الدّين ابن المجد في ذكر عبد الرّزاق الرّسعنيّ قال : حفظ «المقنع» ، وسمع بدمشق سنة خمس وسنة ست. وسمع من : الكنديّ ، والخضر بن كامل ، وابن الحرستانيّ ، وابن الجلاجليّ (٣) ، وابن قدامة.

وببغداد من الدّاهريّ ، وعمر بن كرم (٤).

__________________

= ومن شعره :

وكنت أظنّ في مصر بحارا

إذا ما جئتها أجد الورودا

فما ألفيتها إلّا سرابا

فحينئذ تيمّمت الصعيدا

(١) انظر : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٢١٩.

(٢) وقال ابن الفوطي : في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة ستين وستمائة.

(٣) في الأصل : «الحلاجي» والتحرير من : تذكرة الحفاظ ، والذيل على طبقات الحنابلة. وفي تذكرة الحفاظ ٤ / ١٥٤ «الحلاجلي» بالحاء المهملة في أوله.

(٤) وقال المؤلّف ـ رحمه‌الله ـ : أنشدني محمود بن أبي بكر الفقيه ، ثنا علي بن عبد العزيز قال :

أنشدنا عزّ الدين عبد الرازق بن رزق الله لنفسه :

حفظت لفظا عظيم الوعظ يوقظ من

ظمأ لظى وشواظ الحظ والوسن

من يكظم الغيظ يظفر بالظلال ومن

يظعن على الظلم يظلل راكد السفن

لا تنظر الظن والفظ الغليظ ولا

تظهره ظهر الظهور تحظ بالإحن

انظر تظاهر من لم ينتظر خليت

عظامه ظفر الظلماء والمحن

فهذه أربع يا صاح قد حصرت

ما في القرآن من الظاءات فامتحن

(تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٤ ، ١٤٥٥).

ومن شعره :

يا من يرينا كل وقت وجهه

بشرا ويبدي لفّه معروفا

أصبحت في الدنيا سريا بعد ما

أمسيت فيها بالتقى معروفا

وقال :

نعب الغراب فدلّنا بنعيبه

وأنّ الحبيب دنا أوان مغيبة

٧٤

١٦ ـ عبد الرحمن بن سالم (١) بن يحيى بن خميس بن يحيى بن هبة الله.

الإمام ، المفتي ، جمال الدّين ، أبو محمد الأنصاريّ ، الأنباريّ (٢) الأصل ، البغداديّ ، ثمّ الدّمشقيّ. الفقيه الحنبليّ.

سمع من : التّاج الكنديّ ، وابن الحرستانيّ ، وابن ملاعب.

وبحرّان من الحافظ عبد القادر.

وتفقّه على الشّيخ الموفّق.

ونسخ بخطّه كثيرا من كتب العلم. وكان صحيح النّقل ، جيّد الشّعر ، ديّنا ، صالحا.

كتب عنه عمر بن الحاجب ، والقدماء.

وروى عنه : ابن الخلّال ، والدّمياطيّ ، والشّيخ تاج الدّين عبد الرحمن وأخوه الخطيب شرف الدّين ، وابن الخباز ، والبرهان الذّهبيّ ، وآخرون.

ومات في سلخ ربيع الآخر ، ودفن بسفح قاسيون.

وكان يسكن بالجامع ، بالمنارة الغربيّة.

قال أبو شامة (٣) : كان يصلّي الصّبح إماما بالمتأخّرين ، فيطيل إطالة مفرطة

__________________

= يا سائلي عن طيب عيشي بعدهم

جدلي بعيش ثم سل عن طيبه

وقال :

ولو أنّ إنسانا يبلغ لوعتي

وشوقي وأشجاني إلى ذلك الرشا

لأسكنته عيني ولم أرضها له

ولو لا لهيب القلب أسكنته الحشا

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن سالم) في : ذيل الروضتين ٢٢٦ وفيه : «الجمال الأنباري» الساكن بالجامع بالمنارة الغربية ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٦ ، والعبر ٥ / ٢٦٥ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٦ رقم ٣٨٧ ، ومختصره ٧٨ ، والمنهج الأحمد ٣ / ٣٩٠ ، والمقصد الأرشد ، رقم ٥٧٥ ، والدرّ المنضّد ١ / ٤٠٩ رقم ١١٠١ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ١٤٨ ، ١٤٩ رقم ١٨٢.

(٢) في ذيل الروضتين «الأبناري» بتقديم الباء على النون ، وهو تصحيف.

(٣) في ذيل الروضتين ٢٢٦.

٧٥

خارجة عن المعتاد بكثير ، إلى أن تكاد الشّمس تطلع ، ولا يترك ذلك.

قلت : سمع البرهان ، والكمال بن النّخّاس منه جميع كتاب «الأربعين» للرّهاويّ ، بقراءة شرف الدّين.

١٧ ـ عبد الرحمن بن محمد بن الحافظ الكبير عبد الغنيّ (١) بن عبد الواحد.

الإمام المحدّث ، عزّ الدين ابن العزّ.

أخو التّقي بن العزّ ، المقدسيّ ، الحنبليّ. ولد سنة تسع وتسعين ، أو سنة ستّمائة.

وسمع حضورا من : عمر بن طبرزد.

وحفظ القرآن على الشّيخ العماد. وتفقّه على الشّيخ الموفّق.

وسمع من التّاج الكندي ، وابن الحرستانيّ ، وابن ملاعب ، وطبقتهم.

ورحل فسمع ببغداد من الفتح بن عبد السّلام (٢) ، وعليّ بن بوزندار ، وابن الجواليقيّ ، وطبقتهم.

وسمع بحلب من : أبي محمد بن الأستاذ ، وبمصر والإسكندريّة من جماعة من أصحاب السّلفيّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الغني) في : صلة التكملة لوفيات النقلة ، للحسيني ، ورقة ١٣٩ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، والمنهج الأحمد ٢ / ٣٩٠ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٦ ، ٢٧٧ رقم ٣٨٨ ، ومختصره ٧٨ ، والعبر ٥ / ٢٦٥ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٤٠ رقم ٢٩٣ ، والدرّ النّضد ١ / ٤٠٩ رقم ١١٠٢ ، وشذرات الذهب ٦ / ٣٠٦ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق ٢ ج ٢ / ١٨٤ رقم ٥٠٨.

(٢) في الأصل : «السلم»

٧٦

وكتب الكثير ، وحصّل ، وكان حسن الفهم ، له معرفة بالرّجال ، من أفضل من بقي بالجبل.

بالغ في الثّناء عليه تلميذه نجم الدّين ابن الخبّاز ، وقال : كان ضابطا ، متقنا ورعا ، حافظا لأسماء الرّجال ، مجتهدا على فعل الخير ، مفيدا للطّلبة ، يمشي إلى الطّالب ويفيده ويعارض معه ، انتفعت به جدّا ، وأحسن إليّ ونصحني في ديني ودنياي ، وما رأت عيناي بعد شيخنا ضياء الدّين مثله وسمعت بقراءته في سنة تسع وثلاثين على عبد الحقّ بن خلف ، وغيره. وأسمع الحديث مدّة بدار الحديث الأشرفية الّتي بالجبل ، وكان ورعا ديّنا ، عاملا ، قليل الرّغبة في الدنيا ، كثير التّعفّف (١).

قلت : روى عنه : هو ، والدّمياطيّ ، والقاضي تقيّ الدّين ، وابن الزّرّاد ، وآخرون ثمّ ظفرت بمولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وستّمائة (٢).

ومات في النصف من ذي الحجّة ، ولم يستكمل السّتين.

وفي كنيته أقوال ، وهي : أبو الفرج (٣) ، وقيل : أبو محمد ، وأبو القاسم.

١٨ ـ عبد الرحمن بن مرهف (٤) بن عبد الله بن يحيى بن عبد المجيد

__________________

(١) وقرأ ابن العز في مجلس الشيخة كريمة حفيدة ابن أبي ذرّ الصوري «مسند عبد الله بن عمر» ، فسمعه بقراءته : سليمان ، وداود ، ومحمد ، وبنو حمزة بن أحمد ، وإبراهيم ، وعيسى ابنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار ، وابنه أخيهما فاطمة بنت عبد الله ، وذلك في العشر الأخير من شهر رمضان سنة ٦٣٧ ، كما كتب المسند المذكور بخطّه. (مسند عبد الله بن عمر ٥١ و ٥٥).

(٢) هكذا في ذيل مرآة الزمان ٢ / ٢١٨.

(٣) ذيل مرآة الزمان ٢ / ٢١٨.

(٤) انظر عن (عبد الرحمن بن مرهف) في : صلة التكملة للحسيني ٢ / ورقة ٧١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٦٥٩ رقم ٦٢٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٦ ، والعبر ٥ / ٢٦٥ وذيل التقييد للفاسي ٢ / ١٠٢ رقم ١٢٣٥ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٢٦٦ رقم ٣٢٣ ، والمقفى الكبير ٤ / ١٠٠ رقم ١٤٦٧ ، وغاية النهاية ١ / ٣٧٩ ، ٣٨٠ / رقم ١٦١٨ ، ونهاية الغاية ، ورقة ٩٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٠١ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٦ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٣٢٨.

٧٧

الإمام البارع ، تقيّ الدين ، أبو القاسم المصريّ ، الشّافعيّ ، النّاشريّ (١) ، المقرئ.

ولد سنة ثمانين وخمسمائة ، وقرأ القراءات على أبي الجود المقرئ (٢).

وسمع الحديث من عليّ بن المفضّل الحافظ ، وجماعة.

وانتصب للإقراء مدة بجامع مصر (٣) ، واشتهر اسمه وبعد صيته.

ذكره الشّريف عزّ الدّين فقال : سمعت منه ، وسألت عن مولده فقال : بمصر سنة ثمانين.

وانتفع به جماعة كثيرة ، وكان شخصا صالحا عارفا بالقراءات فاضلا فيها ، وإليه انتهت رئاسة الإقراء بجامع مصر.

توفي ليلة السّابع والعشرين من شوّال (٤) بمصر.

١٩ ـ عبد الغني بن سليمان (٥) بن بنين (٦) بن خلف.

الشّيخ المسند أثير الدّين ، أبو القاسم ، وأبو محمد المصريّ ، الشّافعيّ ، القبّانيّ ، النّاسخ.

ولد بمصر سنة خمس وسبعين. وسمع الكثير بإفادة والده أبي الربيع.

فسمع من : أبي القبائل عشير الجيليّ ، وقاسم بن إبراهيم المقدسيّ ،

__________________

(١) في تذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ «الفاشري» وهو تصحيف.

(٢) هو غيّاث بن فارس.

(٣) جامع عمرو بن العاص.

(٤) في شذرات الذهب وفاته سنة ٦٦١ ه‍.

(٥) انظر عن (عبد الغني بن سليمان) في : الإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٨ ، والعبر ٥ / ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١٠ رقم ٢٢٠٤ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٥٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٦ ، والمشتبه في الرجال ١ / ٩٤ و ٣٤٧ ، والوافي بالوفيات ١٩ / ٣٥ رقم ٢٧ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٦٠٦ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٦.

(٦) بنين : بفتح الباء.

٧٨

والقاسم بن عساكر ، وهبة الله الوصيريّ ، وإسماعيل بن ياسين ، ومحمد بن عبد المولى ، وابن نجا الواعظ ، والأرتاحيّ ، وغيرهم.

وأجاز له : عبد الله بن بري النّحوي ، وأبو القاسم عبد الرحمن السّبيي (١) ، والتّاج محمد بن عبد الرحمن المسعوديّ.

وحدّث بالشّيء مرّات ، وتفرّد في وقته. وهو آخر من روى عن عشير والسيبي ، وابن بريّ.

ذكره الشّريف فأثنى عليه وقال ، كان شيخا صالحا ساكنا من أولاد المشايخ الفضلاء.

كان أبوه مشهورا بالأدب ، صحب أبا محمد بن برّي وأخذ عنه.

وسمع وحدّث وصنّف.

توفّي أبو القاسم في ثالث ربيع الأول.

وقد سمع منه الحافظ عبد العظيم وذكره في «معجمه».

قلت : وروى عنه شيخنا الدّمياطيّ ، والدّواداريّ ، والشّيخ شعبان ، وإبراهيم بن الظّاهريّ ، والأمين الصّعبيّ ، وجماعة ، ويوسف الختنيّ ، والتّقيّ محمد ويحيى ولدا ضياء الدّين ابن عبد الرّحيم.

٢٠ ـ عبد المنعم بن عبد الوهّاب (٢) بن محمد بن رحمة (٣).

أبو محمد القضاعيّ ، الخولانيّ ، المصريّ ، المؤذّن ، ويعرف بابن سمعون.

روى عن : عليّ بن نصر ابن البنّاء المكّيّ (٤).

وتوفّي في ربيع الأول عن أربع وسبعين سنة.

__________________

(١) السبيي : نسبة إلى سبية من ضياع الرملة بتقديم الباء الموحّدة.

(٢) انظر عن (عبد المنعم بن عبد الوهاب) في :

ذيل التقييد للفاسي ٢ / ١٥٥ رقم ١٣٣٩

(٣) في ذيل التقييد : «حمزة».

(٤) سمع عليه «جامع الترمذي» ورواه عنه سماعا فخر الدين عثمان التوزري ، وسماعه عليه بجامع مصر في سنة اثنتين وخمسين وستمائة.

٧٩

كتب عنه المصريّون.

٢١ ـ عبد الوهّاب بن ضرغام بن سعيد.

أبو محمد المصريّ.

روى عن : المحدّث أبي الفتوح نصر بن الحصريّ.

وعاش ستّا وثمانين سنة.

توفّي في رجب.

٢٢ ـ عزيّة بنت محمد بن أحمد بن مفلح.

أمّ أحمد الصّالحيّة.

روت عن عمر بن طبرزد.

روى عنها : ابن الخبّاز ، وابن الزّرّاد ، وابنها الشّيخ محمد البجّديّ ، وغيرهم.

وماتت في الثّامن والعشرين من ذي الحجّة.

٢٣ ـ عتيق بن الحسين (١) بن عبد الله بن محمد بن رشيق.

أبو بكر التّغلبيّ ، البيّاسيّ.

أخذ عن : أبيه ، وأبي الخطّار بن واجب ، وأبي بكر بن حسنون ، وأبي محمد بن حوط الله وقرأ عليهم.

أخذ عنه ابن الزّبير بمرسية وقال : مات في ذي الحجّة سنة إحدى وستّين (٢).

__________________

(١) انظر عن (عتيق بن الحسين) في :

الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لابن عبد الملك ج ٥ ق ١ / ١١٩ ، رقم ٢٣٢ ، ١٢٠.

(٢) وقال ابن عبد الملك : وكان مقرئا ، محدّثا ، فقيها ، نحويا ، أديبا ، تاريخيا ، آخذا بحظ وافر من علم الطب عارفا بعلم الكلام وأصول الفقه ، فرضيّا ، عدديّا ، عاقدا للشروط ، وصنف في الحديث وغيره. وكان آدم اللون. ولد لثمان بقين من جمادى الآخرة عام أحد وثمانين وخمسمائة.

٨٠