تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

ـ حرف العين ـ

٥٤ ـ عبد العزيز بن القاضي أبي عبد الله محمد (١) بن عبد المحسن بن محمد بن منصور بن خلف.

الإمام ، العلّامة ، شيخ الشّيوخ ، شرف الدّين ، أبو محمد الأنصاريّ ، الأوسيّ ، الدّمشقيّ ، ثمّ الحمويّ ، الشّافعيّ ، الأديب ، الصّاحب ، ابن قاضي حماة ، ويعرف بابن الرّفّاء.

ولد سنة ستّ وثمانين وخمسمائة بدمشق ، ورجل به والده وهو صبيّ ، فسمّعه «جزء ابن عرفة ، من ابن كليب ، و «المسند» كلّه من عبد الله بن أبي المجد الحربيّ.

وحدّث بالجزء نحوا من ستّين مرّة بدمشق ، وحماة ، وبعلبكّ ، ومصر ، وروى المسند» غير مرّة.

__________________

(١) انظر عن (عبد العزيز بن محمد) في : عقود الجمان لابن الشعار ٤ / ورقة ١١ أ ، وذيل الروضتين ٢٣١ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٣٩ ـ ٢٩٢ ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ١ / ٣٤٣ ـ ٣٥١ رقم ٣٧ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ٢ / ورقة ٤٨ أ ، ومنتخب المختار من ذيل تاريخ بغداد لابن رافع ١١٢ ـ ١١٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢١٩ ، وتالي وفيات الأعيان ٩٧ ، ٩٨ رقم ١٤٥ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٤٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، والعبر ٥ / ٢٦٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٧ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١١ رقم ٢٢٠٧ والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، ٣٦٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢٣ ، وذيل التقييد ٢ / ١٣٣ رقم ١٢٩٤ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٥٤٦ ـ ٥٥٦ رقم ٥٥١ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٤ ، والدليل الشافي ١ / ٤١٧ ، رقم ١٤٣٧ ، والمنهل الصافي ٧ / ٢٩٣ ـ ٢٩٩ رقم ١٤٤٣ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٠٢ وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٠٩ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣١٩ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٩ ، وطبقات الشافعية الكبرى ٨ / ٢٥٨ ، وطبقات الشافعية لابن كثير ، ورقة ١٧٩ أ ، ب ، وكشف الظنون ٢٨٣ ، وهدية العارفين ١ / ٥٨٠ ، وديوان الإسلام ٣ / ١٤٨ رقم ١٢٤٩ ، والأعلام ٤ / ٢٥ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٢٥٩ ، وتاريخ حماة للصابوني ١٣١ ، والأدب في بلاد الشام لعمر كمال موسى ٣٢٣ ـ ٣٢٧ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ / ج ٢ / ٢١٧ ، ٢١٨ رقم ٥٥٢ ، وعقود الجمان للزركشي ١٨٣.

وانظر : ديوان الشرف الأنصاري (مصوّرة مخطوطة ليدن) ، ونسخة مكتبة وليّ الدين المضمومة إلى مكتبة بيازيد الثاني رقم ٢٦٦٩ ، ومفرّج الكروب لابن واصل ٤ / ٢٧٣ (سنة ٦٢٦ ه‍).

١٠١

قرأه عليه الشّيخ شرف الدّين الفزاريّ غير مرّة.

وقرأ الكثير من كتب الأدب على أبي اليمن الكنديّ ، وسمع منه أيضا.

ومن : أبيه ، وأبي الحسن عليّ بن محمد بن يعيش الأنباريّ ، وأبي أحمد بن سكينة ، ويحيى بن الرّبيع الفقيه.

وتفقّه وبرع في العلم والأدب والشّعر. وكان من أذكياء بني آدم المعدودين ، وله محفوظات كثيرة. وسكن بعلبكّ مدّة.

وسمع بها من البهاء عبد الرحمن ، وحدّث معه.

وسكن دمشق مدّة ، ثمّ سكن حماة.

وكان صدرا محتشما ، نبيلا ، معظّما ، وافر الحرمة ، كبير القدر (١).

روى عنه : الدّمياطيّ ، وأبو الحسين بن اليونينيّ ، وأبو العبّاس بن الظّاهريّ ، وقاضي القضاة أبو عبد الله بن جماعة ، وأبو عبد الله بن الفخر البعلبكّيّ (٢) ، وأبو محمد عبد الخالق بن سعيد ، وأبو محمد صالح بن تامر قاضيا بعلبكّ ، وأبو العبّاس الفزاريّ خطيب دمشق ، وأبو المظفّر موسى بن النّويبيّ ، وأبو الفضل الأسديّ الصّفّار ، وأبو الخير محمد بن المجد عبد الله ، وأخوه

__________________

(١) وقال أبو شامة : وكان شيخا فاضلا ، حسن الصورة ، والمحاضرة ، وله نظم حسن في مدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وغيره.

وقال قطب الدين اليونيني : وكان أحد الفضلاء المعروفين ، وذوي الأدب المشهورين ، جامعا لفنون من العلوم ومعارف حسنة. ذات سمت ووقار ، وجدّ ، وحسن خلق ، وإقبال على أهل العلم وطلبته ، وتقدّم عند الملوك وترسّل عنهم غير مرة ، وكانت له الوجاهة التامّة والمكانة المكينة ، وله النظم الفائق واليد الطولى في الترسّل والأصالة في الرأي مع الدين المتين ومكارم الأخلاق ولين الجانب وحسن المحاضرة والمباسطة والإفضال على سائر من يعرفه والتكرّم على من يقصده. (ص ٢٤٠).

وقال ابن جماعة : أحد الأئمّة الفضلاء ، ومن أعيان السادة النبلاء ، جمع بين الفضل الغزير والديانة والرئاسة ، وحسن الخلق وكرم النفس والتواضع ، وكان حسن المحاضرة ، مليح الهيئة ، متضلّعا من فنون الأدب ، له النظم الفائق ، وكان شيخ الشيوخ ، له الوجاهة والمنزلة الرفيعة والرتبة العليّة عند الملوك والخاصّ والعامّ ، وترسّل إلى دار الخلافة وإلى ملوك الشام ومصر غير مرة.

(٢) وهو أكبر من شيخه.

١٠٢

محمد ، وأبو محمد إبراهيم بن داود المقرئ ، وأبو العبّاس أحمد بن فرج اللّخميّ ، وأبو الفتح نصر بن سليمان المنبجيّ ، وأبو عبد الله ابن الزّرّاد ، وأبو المظفّر يوسف ابن قاضي حرّان ، وخلق سواهم.

وقد قرأت له عدّة قصائد على تاج الدّين عبد الخالق. قرأها عليه. ومن شعره :

شرحت لوجدي من محبتكم صدرا

وصبّرني صحبي فلم أستطع صبرا

وقلت لعذّالي : ألم تعرفوا الهوى

لقد جئتم شيئا بعذلكم نكرا

لعمري لقد طاوعت رائد لوعتي

عليكم ، وما طاوعت زيدا ولا عمرا

خليليّ ها سقط اللّوى قد بدا لنا

فلا تقطعاه بل قفا نبك من ذكرى

فيا يوسف الحسن الّذي مذ علقته

بسيّارة من فكرتي قلت : يا بشرى

بدا فاسترقّ العالمين جماله

فمن أجل هذا أجلّ بالبخس أن يشرى

لقد حلّ من سرّي بواد مقدّس

ليقبس من قلبي الكليم به جمرا

وأذكر آيات الخليل عذاره

بجنّته الخضراء في ناره الحمرا

وأجّج كربي فترة من لحاظه

فأرسلت دمعا حرّم النّوم والصّبرا

فلا تعجبوا للسّيف والسّيل ، واعجبوا

لأجفانه الوسنى ومقلتي العبرا (١)

 __________________

(١) وله أشعار كثيرة في ذيل مرآة الزمان. وله بيتان في : بدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣١٩.

هزم الهمّ عن ندامى راح

حظيت من سماعهم باللحون

لم تكد في الكئوس تظهر لطفا

فبدت من خدودهم في الصحون

وقال أبو الفداء : وكان مرة مع الملك الناصر يوسف صاحب الشام بعمان فعمل الشيخ شرف الدين :

أفدي حبيبا منذ واجهته

عن وجه بدر التّمّ أغناني

في وجهه خالان لولاهما

ما بتّ مفتونا بعمان

وأنشدهما للملك الناصر فأعجباه إلى الغاية وجعل يردّد إنشادهما وقال لكاتبه كمال الدين ابن العجمي : هكذا تكون الفضيلة. فقال ابن العجمي : إن التوراة لا تخدم هنا لأن عمان مجرورة في النظم فلا تخدمه في التوراة. فقال الملك الناصر للشيخ شرف الدين ما قاله. فقال شرف الدين : إن هذا جائز وهو أن يكون المثنّى في حالة الجرّ على صورة الرفع. واستشهد شرف الدين بقول الشاعر :

١٠٣

وتوفّي في ثامن رمضان.

٥٥ ـ عبد الكريم بن عبد الصّمد (١) بن محمد بن أبي الفضل بن عليّ.

الإمام ، القاضي ، الخطيب ، عماد الدّين ، أبو الفضائل الأنصاريّ ، الخزرجيّ ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، ابن الحرستانيّ.

ولد في سابع عشر رجب سنة سبع وسبعين وخمسمائة بدمشق.

وسمع من أبيه قاضي القضاة جمال الدين. ومن : الخشوعيّ ، والبهاء بن عساكر ، وحنبل ، وابن طبرزد ، وغيرهم.

وتهاون أبوه وفوّته السّماع من يحيى الثّقفيّ وطبقته ، والسّماع رزق.

وتفقّه على والده وبرع في المذهب ، ودرّس وأفتى وناظر ، وولي قضاء القضاة بعد والده من جهة السّلطان الملك العادل.

وقد ناب عن والده في القضاء ثمّ عزل ، ودرّس بالغزاليّة مدّة ، وولي الخطابة مدّة.

وكان من كبار الأئمّة وشيوخ العلم ، مع التّواضع والدّيانة وحسن السّمت والتّجمّل. وولي مشيخة الأشرفيّة بعد ابن الصّلاح (٢).

__________________

= فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى

مساغا لناباه الشجاع لصمّما

 واستشهد بغير ذلك فتحقق الملك الناصر فضيلته.

(١) انظر عن (عبد الكريم بن عبد الصمد) في : ذيل الروضتين ٢٢٩ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٩٥ ، ٢٩٦ وفيه : «عبد الكريم بن جمال الدين بن عبد الصمد» ، وتالي وفيات الأعيان ٩٦ رقم ١٤٤ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ١٦٨ أ ، ودول الإسلام ٢ / ٢٦٧ والعبر ٥ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٤٣ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١١ رقم ٢٢٠٨ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٣ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، وذيل التقييد ٢ / ١٤٧ رقم ١٣٢٠ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٤٦٨ ، ٤٦٩ رقم ٤٣٨ ، ودرة الأسلاك ١ / ورقة ٣٣ ، والوافي بالوفيات ١٩ / ٧٨ ، ٧٩ رقم ٧٦ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢٢ ، ٥٢٣ ، وعقد الجمان (١) ٣٨٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٧ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤١٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٤٢١ ، وقضاة دمشق للنعيمي ٦٧.

(٢) وقال أبو شامة : وكان من أهل بيت قضاء ، وعلم ، وصلاح ، تولّى قاضي القضاة في الأيام

١٠٤

روى عنه : الدّمياطيّ ، وبرهان الدين الإسكندرانيّ ، وابن الخبّاز ، وابن الزّرّاد ، وناصر الدين ابن المهتار ، ومحمد بن المحبّ ، ومحيي الدين إمام المشهد ، والكمال محمد بن نصر الله الكاتب ابن النحّاس ، وآخرون.

ومات في التّاسع والعشرين من جمادى الأولى.

٥٦ ـ عبد الملك بن نصر (١) بن عبد الملك بن عتيق بن مكّيّ.

الشّيخ الإمام ، شرف الدّين ، أبو المجد القرشيّ ، الفهريّ ، المقرئ (٢) ، النّحويّ.

ولد بالإسكندريّة سنة تسع وسبعين وخمسمائة.

وسمع من : أبي الحسن الحافظ.

واشتغل بالأدب وبرع فيه.

وأقرأ مدّة. واشتهر باللّغة والنّحو ، وانتفع النّاس به. وحدّث.

كتب عنه الشّريف وقال : توفّي في رابع عشر ربيع الأوّل بمصر.

٥٧ ـ عبد المنعم بن أبي بكر بن أحمد.

القاضي ، أبو الفضل الدّمشقيّ ، الدّقّاق.

حدّث عن : حنبل.

ومات في صفر. قاله الشّريف.

٥٨ ـ عبد الوهّاب بن عبد العزيز بن عبد الوهّاب بن مهديّ.

العدل ، أبو محمد الدّمراويّ.

__________________

= الأشرفية ، وناب في القضاء عن أبيه في الأيام العادلية ، وعن شمس الدين أحمد بن الخليل الخوبي عام حجّه ، ثم تولّى الخطابة بجامع دمشق ، وتدريس الزاوية الغربية ، ومشيخة دار الحديث الأشرفية ، واستمرّ ذلك له من الأيام الصالحية النجمية وقبلها إلى أن توفي بدار الخطابة».

(١) انظر عن (عبد الملك بن نصر) في : الوافي بالوفيات ١٩ / ٢١٣ رقم ١٩٣ ، وبغية الوعاة ٢ / ١١٥ رقم ١٥٧٩.

(٢) لم يذكره ابن الجزري في : غاية النهاية.

١٠٥

روى عن : حمّاد الحرّانيّ.

ومات بالإسكندريّة في ثانى عشر جمادى الأولى. لا أعرفه. ثمّ وجدت أنّ الشّيخ شعبان روى لنا عنه.

٥٩ ـ عثمان (١).

الفخر المصريّ ، المعروف بعين غين (٢).

قال أبو شامة : جاءنا الخبر من مصر بوفاته.

* * *

قلت : وكان لنا صاحب فقيه حجّ عام حججت ، وكان كثير التّحصيل ، واسمه الفخر عثمان المصريّ ، لقّبه ابن الوكيل عين غين لصغير عينه الواحدة.

مات في حدود السّبعمائة.

٦٠ ـ عفيف الدّين ابن أبي الفوارس (٣).

شابّ ، فاضل ، متميّز في الكتابة ، حاذق في الحساب ، مطبوع ، ماهر.

ولي عمالة الجامع وعمالة الأيتام معا (٤) فعاجلته المنيّة ، ودفنه أبوه المسكين بالتّربة الّتي أنشأها لنفسه في حائط بستانه المجاور للشّبليّة الخانكاه. ثمّ صار البستان والتّربة إلى عزّ الدين بن السّويديّ فدفن بالتّربة أيضا.

توفّي العفيف في رجب (٥) ، وهو أخو نجم الدين عامل الصّدقات الآن.

__________________

(١) انظر عن (عثمان) في : ذيل الروضتين ٣٣٢ وفيه : «وجاءنا الخبر من مصر بموت العزّ السركسي رحمه‌الله ، والفخر المصري في يوم واحد». ثم ذكره ثانية بعد قليل : «وجاءنا الخبر من مصر بوفاة الفخر المصري عثمان المعروف بعين عين» ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٤.

(٢) هكذا في الأصل : «غين» بمعجمة. وفي ذيل الروضتين : «عين» مهملة ، والمثبت يتفق مع البداية والنهاية.

(٣) انظر عن (عفيف الدين ابن أبي الفوارس) في : ذيل الروضتين ٢٣٠.

(٤) في ذيل الروضتين : «تولّى عمالة الجامع ، وعمالة مخزن الإمام (!) جمعا له لحذقه بهذه الصناعة كما قيل».

وقوله : «مخزن الإمام» تصحيف ، والصواب ما أثبتناه أعلاه.

(٥) كانت وفاته في ١٢ رجب.

١٠٦

٦١ ـ عليّ بن محمد (١) بن عليّ بن محمد بن عليّ بن منصور بن مؤمّل.

المحدّث ، العالم ، ضياء الدّين ، أبو الحسن بن البالسيّ ، المعدّل ، الخطيب.

ولد سنة خمس وستّمائة بدمشق.

وأسمع من : حمزة بن أبي لقمة ، وأبي محمد بن البنّ ، وغيرها.

وأجاز له التّاج الكندي ، وغيره.

وطلب الحديث ، وسمع من : زين الأمناء ، وأبي القاسم بن صصريّ ، وابن الزّبيديّ ، ومكرّم ، وخلق بعدهم.

وحجّ سنة ثمان وعشرين فسمع بمكّة من : أبي الحسن القطيعيّ ، وأبي عليّ الحسن بن الزّبيديّ.

ونسخ بخطّه المنسوب الكثير ، وعني بالطّلب وحرص وأسمع أولاده شيوخنا ، وارتزق بالشّهادة وتميّز فيها.

روى لنا عنه : ولده أبو المعالي.

وروى عنه الدّمياطيّ في «معجمه».

وذهب هو وابنه إلى مصر في شهادة فأدركه أجله في رابع صفر بالقاهرة (٢).

٦٢ ـ عمر (٣).

__________________

(١) انظر عن (علي بن محمد) في : ذيل الروضتين ٢٢٩ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٤٣ ، والعبر ٥ / ٢٦٩ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٧ ، والمعين في طبقات المحدثين ٢١٠ رقم ٢٢٠٩ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٩٥ ، ٩٦ رقم ٤٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣١٠ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٧.

(٢) وقال أبو شامة : «أحد كتّاب الحكم المعدّلين تحت الساعات ، وكان له اشتغال باستماع الحديث وكتابته».

(٣) انظر عن (عمر الملك المغيث) في : الروض الزاهر ١٤٨ ـ ١٥١ ، وتالي وفيات الأعيان للصقاعي ٩٨ ، ٩٩ رقم ١٤٦ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٩٧ ـ ٣٠٠ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢١٦ ، ٢١٧ (سنة ٦٦١ ه‍) ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٧٩ ، والعبر ٥ / ٢٦٩ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٠ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٦ ، والدرّة الزكية ٩٥ ، ٩٦ ، والبداية

١٠٧

الملك المغيث فتح الدّين ابن السّلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر ابن السّلطان الملك الكامل محمد بن العادل.

تملّك الكرك مدّة. قتل أبوه وهذا صغير ، فأنزل إلى عمّة أبيه فنشأ عندها. ولمّا مات عمّه الملك الصّالح أيّوب أراد شيخ الشّيوخ ابن حمّويه أن يسلطنه فلم يتمّ ذلك ، ثمّ حبس بقلعة الجبل. ثم نقله ابن عمه الملك المعظّم لمّا قدم إلى الشّوبك فاعتقل بها.

وكان الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب لمّا أخذ الكرك من أولاد النّاصر داود استناب عليها وعلى الشّوبك الطّواشيّ بدر الدّين بدر الصّوابيّ ، فلمّا بلغ الصّوابيّ قتل المعظّم بن الصّالح أخرج الملك المغيث من قلعة الشّوبك وسلطنه بالكرك والشّوبك ، وصار أتابكه.

وكان المغيث ملكا كريما ، جوادا ، شجاعا ، محسن السّيرة في الرّعية ، غير أنّه كان ما له حزم ولا حسن تدبير. ضيّع الأموال والذّخائر الّتي كانت بالكرك من ذخائر الملك الصّالح. فلمّا قلّ ما عنده ألجأته الضّرورة إلى الخروج من الكرك ، وذلك لأنّ الملك الظّاهر نزل على غزّة في ربيع الآخر سنة إحدى وستّين وهو على قصد الكرك ، فنزلت إليه والدة المغيث فأكرمها ، وبقيت الرّسل تتردّد إلى المغيث وهو يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى خوفا من القبض عليه. ثمّ إنّه خرج منها ، فلمّا وصل إلى خدمة الملك الظّاهر تلقّاه ، وأراد أن ينزل له فمنعه ، وسايره إلى باب الدّهليز. ثمّ أنزل المغيث في خركاه واحتيط عليه ، وبعث به إلى قلعة مصر مع الفارقانيّ ، فكان آخر العهد به.

قال قطب الدّين (١) : أمر الملك الظّاهر بخنقه ، وأعطى لمن خنقه ألف دينار. فأفشى الّذي خنقه السّر ، فأخذ منه الذّهب وقتل.

__________________

= والنهاية ١٣ / ٢٣٨ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٨٨ ، ٢٨٩ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٥٩ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢٢ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٩٦ ، ١٠٨ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٨٤ ، وعقد الجمان

(١) ٣٥٥ ، و ٣٧٠ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ١١٩ ، ١٢٠ ، وشفاء القلوب ٤٣٣ ـ ٤٣٥ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٠٧ ، ٤٠٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣١٠ ، وترويح القلوب ٥٦ رقم ٨٥.

(١) في ذيل مرآة الزمان ٢ / ٢٩٧.

١٠٨

وكان قتل المغيث في أوائل سنة اثنتين ، وكان مولد أبيه في سنة خمس عشرة وستّمائة ، وخنق أيضا في سنة خمس وأربعين أو سنة ستّ.

وعاش المغيث نحو ثلاثين سنة كأبيه.

وكان للمغيث ولد صبيّ أعطاه السّلطان إمرة مائة فارس.

ـ حرف الفاء ـ

٦٣ ـ فاطمة بنت أبي الثّناء محمود بن عبد الله بن محمد ابن الملثّم العادليّ.

أمّ شهاب.

سمعت من : البوصيريّ ، والأرتاحيّ ، وعاشت اثنتين وثمانين سنة.

روى عنها : الدّمياطيّ ، وغير واحد.

وماتت في رابع رجب.

ـ حرف القاف ـ

٦٤ ـ قريش بن حجّاج.

أبو هاشم القرشيّ ، المصريّ ، المقرئ (١) ، الضّرير.

سمع : أبا المجد القزوينيّ ، وابن باقا.

كتب عنه : الدّمياطيّ ، والشّريف عزّ الدّين ، والدّواداريّ ، وغيرهم.

ومات في تاسع عشر شوّال عن ثلاث وسبعين سنة.

ـ حرف الميم ـ

محمد بن إبراهيم (٢) بن عليّ بن إبراهيم بن معروف.

أبو عبد الله الأنصاريّ ، الدّمشقيّ ، البزّاز بجيرون ، المعروف بالبابشرقيّ (٣) ، ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة.

__________________

(١) لم يذكره ابن الجزري في «غاية النهاية».

(٢) انظر عن (محمد بن إبراهيم) في : الإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، والعبر ٥ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٤٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣١٠.

(٣) البابشرقي : نسبة إلى محلة أمام باب الجامع الأموي الشرقي المسمّى باب جيرون.

١٠٩

وسمع من : الخشوعيّ ، وأحمد بن حبوس الغنويّ ، وعبد اللّطيف بن أبي سعد ، والعماد الكاتب ، وحنبل المكبّر ، وابن طبرزد ، وجماعة.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، ومحمد بن المحبّ ، وأبو عبد الله بن الزّرّاد ، وفاطمة بنت الرّهاويّ ، وغيرهم.

وقد كتب عنه ابن الحاجب وقال : لم يكن محمود السّيرة. كان يلي جباية الخراج.

توفّي البابشرقيّ في الثّامن والعشرين من ربيع الأوّل.

٦٦ ـ محمد بن الحسين (١) بن إسحاق.

العلويّ ، الحسينيّ (٢).

حدّث عن ابن جبير الكنانيّ.

وعنه : الدّمياطيّ وقال : قتل سنة اثنتين وستّين.

٦٧ ـ محمد بن حمدان (٣) بن جرّاح.

الفقيه العالم ، شرف الدين ، أبو أحمد النّميريّ ، الجزريّ الحرّانيّ ، الشّافعيّ ، الأديب ، إمام مسجد تربة القضاة بكفربطنا.

شيخ فاضل من طلبة ابن الصّلاح.

سمع من : ابن اللّتّي ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن الحسين) في : الطالع السعيد للأدفوي ٥١٥ رقم ٤١٠ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢١ رقم ٨٨٥ ، والمقفّى الكبير ٥ / ٥٧٥ رقم ٢١١٥.

(٢) طوّل المقريزي في نسبه وقال : الحسني السرسنيّ ، نسبة إلى سرسنا قرية من قرى المنوفية. تفقّه وسمع الحديث واستوطن الإسكندرية. توفي شهيدا مشنوقا في فتنة جرت له بالقاهرة في الدولة الظاهرية.

(٣) انظر عن (محمد بن حمدان) في : ذيل الروضتين ٢٣١ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٠٤ ، والمقفّى الكبير ٥ / ٦٠٧ ، ٦٠٨ رقم ٢١٦٨ وفيه اسمه : «محمد بن حمدان بن نصر بن جراح بن المنّ بن محمد بن أحمد بن ثمال بن وزر بن عطّاف بن بشر بن حمدان بن عبد الداعي بن حصين بن معاوية ، شرف الدين ، أبو عبد الله النميري ، الجزري».

١١٠

وسكن كفربطنا وجاءته الأولاد ، وكان يدخل ويحضر المدارس ، ويقول الشّعر (١) ، وينبسط ويقول : أنا زعيم بني نمير (٢).

روى عنه الدّمياطيّ من نظمه ، وقال : ولد بعد التّسعين وخمسمائة ، ومات في رمضان.

وذكر أنّه كان خطيبا بكفربطنا ، فسألت ولده النّجم محمود فقال : لم يخطب بها قطّ (٣).

٦٨ ـ محمد بن الإمام الفقيه عبد القادر بن أبي عبد الله.

البغداديّ الأصل ، المصريّ أبو عبد الله.

روى عن : أبيه ، والحافظ ابن المفضّل وعاش تسعا وسبعين سنة.

توفّي في ربيع الآخر.

٦٩ ـ محمد بن عليّ (٤).

البكريّ ، المراكشيّ ، والد الأجلّ أبي الحسن عليّ وأبي الفرج عبد الرحمن.

مات بدمشق في ذي القعدة.

٧٠ ـ محمد بن عليّ بن عبد الوهّاب (٥) بن محمد بن أبي الفرج.

__________________

(١) وقال أبو شامة : وكان ينظم الشعر على طريقة المغرب (!).

وقال المقريزي : وكان خفيف الروح يضحك من كلامه ، وله شعر نازل.

(٢) تصحفت في ذيل الروضتين إلى : «زعيم غير».

(٣) وقال أبو شامة : كان يكون عندنا بالمدرسة الأمينية ثم بالمدرسة الحسامية.

وقال قطب الدين اليونيني : كان فاضلا ينظم الشعر على طريقة العرب ، ويلقب نفسه زعيم نمير ، وكان شيخا لطيفا ، رأيته غير مرة عند والدي ـ رحمه‌الله ـ بدمشق ، وسمعته ينشد مقاطيع من شعره.

وقال المقريزي : ولد بأرض حرّان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، ودخل إلى العراق ، وسكن البصرة ، وسافر إلى البطائح ، وقدم مصر وأكثر من الإقامة بكفر بطنا خارج دمشق.

(٤) انظر عن (محمد بن علي البكري) في : ذيل الروضتين ٢٣٢.

(٥) انظر عن (محمد بن علي بن عبد الوهاب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٠٤ ، والمقفى الكبير ٦ / ٣١٩ رقم ٢٧٨٥ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٦٨ أوفيه : «أبو الفرح محمد» ، وعقد الجمان

١١١

القاضي الإمام زين الدّين ابن القاضي موفّق الدين الإسكندرانيّ ، قاضي الإسكندريّة وخطيبها.

روى عن : عليّ بن البنّاء ، والحافظ ابن المفضّل.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وغيره.

وكان صدرا محتشما وافر الجلالة ولأهله الآثار الجميلة والأوقاف والخير بالإسكندريّة (١).

توفّي في عاشر رجب.

٧١ ـ محمد بن محمد بن إبراهيم (٢) بن الحسين بن سراقة.

__________________

= (١) ٣٩٢.

(١) وقال اليونيني : وتولّى القضاء والخطابة ببلده مدّة ، وكان أحد رؤسائها ومن ذوي بيوتها. ولأهله بها الآثار الجميلة من الأوقاف على أبواب البر وغير ذلك ، وكان زين الدين عالما فاضلا ، سقط عليه بعض جدار داره فمات.

وقال المقريزي : كان ذا نفس عليّة ، وصورة بهيّة ، فاق أهل عصره رئاسة ونبلا ، وسياسة وفضلا ، وولي قضاء الإسكندرية خمس مرات ... ووجد له من الكتب ألفا مجلّد وسبعة عشر مجلّدا.

(٢) انظر عن (محمد بن محمد بن إبراهيم) في : ذيل الروضتين ٢٣٠ وفيه : «المحيي بن سراقة ، مغربي» ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٠٤ ـ ٣٠٧ ، وتاريخ إربل لابن المستوفي ١ / ٤٥٦ ـ ٤٥٨ رقم ٣٣٢ ، وعقود الجمان لابن الشعار ٧ / ورقة ٧٨ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٦٥ و ٢١١ و ٢٢٩ و ٢٤١ و ٢٤٨ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٦٨ بن وفيه : «محمد بن محمد بن سراقة» ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٤٣ وفيه : «محيي الدين (يحيى بن) محمد بن محمد» ، وهو غلط ، والعبر ٥ / ٢٧٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٧ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، والمغرب في حلى المغرب ٢ / ٣٨٨ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٠ ، والوافي بالوفيات ١ / ٢٠٨ رقم ١٣٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٣ ، ٣١٤ ، وفوات الوفيات ٢ / ٢٠٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٣ وفيه : «محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسين بن سراقة» ، وتاريخ علماء بغداد للفاسي ٢٠٢ ، وذيل التقييد ، له ١ / ٢١٦ ، ٢١٧ رقم ٤١٦ ، والمقفى الكبير للمقريزي ٧ / ١٥٣ ، ١٥٤ رقم ٣٢٥٦ وفيه «محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم» ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٦ ، والدليل الشافي ٢ / ٦٩٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢١٥ ، ونفح الطيب ٢ / ٦٣ رقم ٤٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣١٠ ، ٣١١ ، والأعلام للزركلي ٦ / ٢١٧ وفيه وفاته سنة ٦٦٣ ه‍ ، ومعجم المؤلّفين ١١ / ١٧٦ ، وعقد الجمان (١) ٣٨٩ ـ ٣٩١ وفيه : «محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم» ، وكشف الظنون ٤٥ ، وإيضاح المكنون ١ / ٩٩ ، وهدية العارفين ٢ / ١٢٧.

١١٢

الإمام محيي الدّين ، أبو بكر الأنصاريّ ، الشّاطبيّ (١).

ولد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.

وسمع من : أبي القاسم أحمد بن يزيد بن بقيّ (٢) القاضي (٣).

ثمّ حجّ ورحل إلى العراق ، فسمع من : عبد السّلام الدّهريّ ، وعمر بن كرم ، وأبي عليّ بن الجواليقيّ ، ومحمد بن محمد بن أبي حرب النّرسيّ ، وشرف النّساء بنت الأبنوسيّ ، وأبي المنجّا ابن اللتّي ، وجماعة كثيرة.

وولي مشيخة دار الحديث البهائيّة بحلب ، ثمّ دخل ديار مصر وولي مشيخة دار الحديث الكامليّة إلى حين وفاته.

روى عنه : الدمياطيّ ، وعلم الدين الدّواداريّ ، وشرف الدين محمد بن النّشو القرشيّ ، وغيرهم.

وكان فاضلا متفنّنا ، كثير المعارف ، ذا تصوّف ولطف ، وكرم أخلاق ، ولين جانب ، وله مصنّفات في التّصوّف (٤).

__________________

(١) الشاطبي : نسبة إلى شاطبة ، مدينة في شرقيّ الأندلس وشرقيّ قرطبة ٧ وهي مدينة كبيرة قديمة. (معجم البلدان ٣ / ٣٠٩).

(٢) تصحّف في ذيل التقييد ١ / ٢١٦ إلى : «تقي» بالتاء المثنّاة.

(٣) روى عنه «الموطّأ».

(٤) وقال أبو شامة : «عالم ، ديّن ، متواضع ، كريم ، حسن المحاضرة. كان نزل بحب (؟) ثم عبر علينا بدمشق إلى مصر فتولّى دار الحديث بالكاملية بالقاهرة مع الزكيّ عبد العظيم زمانا ، رحمهما‌الله ، بعد ابن دحية».

وقال اليونيني : وكان أحد الأئمّة المشهورين بغزارة الفضل وكثرة العلم والجلالة والنبل ، وأحد المشايخ المعروفين ، بمعرفة طريق القوم ، وله في ذلك الكلام الحسن والإشارات اللطيفة ، مع ما جبل عليه من كرم الأخلاق واطراح التكلّف ورقّة الطبع ولين الجانب.

وقال ابن الشعار : الشيخ محيي الدين من أبناء القضاة الفقهاء ، حفظ الكتاب الكريم وتفقّه على مذهب مالك بن أنس رحمه‌الله عليه ، ورحل إلى مدينة السلام في طلب الحديث فلقي بها جماعة من مشايخها ... وقدم مدينة إربل ، وقرأ على أبي الخير بدل التبريزي في سنة ست وعشرين وستمائة ، وكان محيي الدين رجلا فاضلا متنسّكا عاقلا ذا دين وعفاف وبشر ووقار جيّد المعرفة بمعاني الشعر ، صالح الفكرة في حلّ التراجم.

وذكر له شعرا. وله شعر في : عقود الجمان ، وتاريخ إربل ، وفوات الوفيات ، وغيره.

وقال ابن المستوفي : وأخذ في قراءة كتاب «البسيط» للواحدي ، على أبي الخير بدل من أبي

١١٣

توفّي في العشرين من شعبان بالقاهرة.

وقد روى عنه الفخر التوزريّ بمكّة «الموطّأ» بسماعه من ابن بقيّ.

٧٢ ـ محمد بن أبي بكر (١) بن سيف.

الفقيه شمس الدين التّنوخيّ ، الموصليّ ، ابن الوتّار. خطيب المزّة.

توفّي بالمزّة في ذي الحجّة ، وله نيّف ، وثمانون سنة.

له شعر حسن (٢).

وكان مولده بالموصل سنة تسع وسبعين وخمسمائة.

٧٣ ـ محمد بن الأمير أبي العلاء (٣) بن أبي بكر بن مبارك.

مجد الدين ، أبو عبد الله النّجمي ، الموصليّ الأصل ، المصريّ ، المعروف بابن أخي المهتر.

ولد بالقاهرة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ، وسمع وهو كهل من :

مكرم ، وعبد القادر بن أبي عبد الله البغداديّ.

وكان فاضلا رئيسا ، من بيت تقدّم. تولّى عدّة ولايات ، وحدّث.

__________________

= المعمّر. ورد إربل في شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين وستمائة. أنشدني لنفسه.

(١) انظر عن (محمد بن أبي بكر) في : ذيل الروضتين ٢٣٢ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣١٠ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ رقم ٦٨٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٥ ، ٣١٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٤ وفيه : «الشمس الوبّار الموصلي» ، وعقد الجمان (١) ٣٩٤ ، وتالي وفيات الأعيان ١٣٩ رقم ٢٢٢.

(٢) وقال أبو شامة : وأنشدني لنفسه في الشيب وخضابه :

وكنت وإياها مذ اختط عارضي

كزوجين في جسم وما نقضت عهدا

فلما أتاني الشيب يقطع بيننا

توهّمته سيفا فأثبته غمدا

وقال الصقاعي : كان من الفضلاء ، وفيه مسارعة في الأجوبة ، وحصل بينه وبين صفي الدين بن مرزوق كلام بسبب جارية بعد عزله من الوزارة ، وصار يعامله كعادته في أيام وزارته ، فعمل الوتار :

ما أبصر الناس ولا يبصروا

في عصرهم مثل ابن مرزوق

من جهله يحكم في عزله

كهارب يضرب بالبوق

(٣) انظر عن (محمد بن أبي العلاء) في : المقفى الكبير للمقريزي ٦ / ٤٦٣ رقم ٢٩٦٥.

١١٤

والمهتر : بكسر الميم وتاء ، مستفاد مع المهير بضمّ الميم وياء.

توفّي في ثاني جمادى الآخرة بالقاهرة.

٧٤ ـ محمود بن محمد بن حسن.

أبو الثّناء البسطاميّ ، الصّوفيّ.

ولد سنة ثمان وسبعين بالقاهرة.

وسمع من : عبد اللّطيف بن إسماعيل الصّوفيّ.

قال الدّمياطيّ : قرأت عليه قبل الاختلاط ، وتوفي في ثاني عشر جمادى الأولى.

وكان مولده يوم موت الشّيخ روزبهان.

٧٥ ـ موسى السّلطان الملك الأشرف (١).

مظفّر الدّين ابن السّلطان الملك المنصور إبراهيم ابن الملك المجاهد شيركوه ابن الأمير ناصر الدّين محمد ابن الملك أسد الدّين شيركوه بن شاذي. الحمصيّ.

ولد سنة سبع وعشرين وستمائة. وتملّك حمص بعد موت أبيه سنة أربع وأربعين ، ووزر له الصّدر مخلص الدين إبراهيم بن إسماعيل بن قرناص. واعتضد بالملك الصّالح صاحب مصر ، فعظم ذلك على صاحب حلب وأخذ منه حمص.

__________________

(١) انظر عن (السلطان الملك الأشرف موسى) في : الروض الزاهر ١٨٦ ، وذيل الروضتين ٢٢٩ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣١٣ ـ ٣١٤ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ٩١ (سنة ٦٦١ ه‍ ، و ٣٠ / ٩٤ (سنة ٦٦٢ ه‍) ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٢١٨ (سنة ٦٦١ ه‍) ، وتالي وفيات الأعيان للصقاعي ١٣٤ ، ١٣٥ رقم ٢١٣ ، والعبر ٥ / ٢٧٠ ، ٢٧١ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٨ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٠ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٦ ، ٢١٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٢٩٣ و ٢٩٦ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٠٥ و ٥٢٢ ، والدرّة الزكية ١٠٣ ، ودرّة الأسلاك ج ١ ورقة ٣٢ ، وعقد الجمان (١) ٣٧٢ ، (سنة ٦٦١ ه‍) والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٧ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣١١ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٠٩ ، وأخبار الدول ٢ / ٢٦٧.

١١٥

وجرت له أمور ، ثمّ سار مع صاحب الشّام الملك النّاصر لقصد الدّيار المصرية ، فأسر في وقعة العباسيّة سنة ثمان وأربعين ، وبقي محبوسا في قلعة الجبل إلى أن وقع الصّلح في سنة إحدى وخمسين ، وأطلق فيمن أطلق ، وعاد إلى معاداة الملك النّاصر. وكان له مكاتبات إلى التّتار ، وله قصّاد ، لما بقي بالرّحبة وتلك البلاد المتطرّفة. فلمّا ملك هولا وقصده فأقبل عليه وأكرمه ، واستعان به في تسلّم القلاع ، ثمّ ولّاه نيابة الشّام ، وأعاد إليه مدينة حمص. ولما مرّ به الملك النّاصر تحت حوطة التّتر نزل به ، فلم يلتفت عليه ووبّخه وعنّفه. ثمّ إنّ الملك المظفّر قطز بعث إليه يستميله ويلومه على ميله إلى العدوّ المخذول ، ويعده بأمور ، فأجاب. فلمّا طلبه النّوين كتبغا لحضور المصافّ تمرّض واعتلّ بالمرض ، وكان إذ ذاك بدمشق. فلمّا انكسرت التّتار هرب هو والزّين الحافظيّ والتتار. ثمّ انفصل عنهم الملك الأشرف من أرض قارا ، وسار إلى تدمر ، وراسل السّلطان ، فوفى له ، فقدم عليه دمشق ، فأكرمه وأقرّه على مملكة حمص ، فتوجّه إليها.

ثمّ غسل فعائله بالوقعة الكائنة على حمص سند تسع وخمسين ، وثبت وكسر التّتار ، فنبل قدره ، ورأى له الملك الظّاهر وأعاد إليه تلّ باشر ، فلمّا قبض الظّاهر على المغيث عمر المذكور في هذه السّنة تخيّل الأشرف من الملك الظّاهر ، وشرع في إظهار أمور كامنة في نفسه. وعزم الملك الظاهر على الوثوب عليه ، فقدّر الله مرضه ووفاته. ويقال إنّه سقي.

ذكره قطب الدّين فقال (١) : كان ملكا حازما ، كبير القدر ، يقظا ، خبيرا ، شجاعا ، كبير النّفس ، له غور ودهاء ، وكان وافر العقل ، قليل البسط والحديث ، يقيّد ألفاظه ، ويلازم النّاموس حتّى في خلواته ، ويحذو حذو الصّالح نجم الدّين أيّوب. وخلّف أموالا عظيمة من الجواهر والذّهب والذّخائر ، وتسلّم الملك الظّاهر بلاده وحواصله. توفّي في صفر بحمص وله خمس وثلاثون سنة ، ودفن بتربة جدّه الملك المجاهد.

__________________

(١) في ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣١٤.

١١٦

وقال أبو شامة (١) : كان شابّا عفيفا ، (له صلات إلى من يقصده) (٢) ، وكسر التّتار بحمص.

وقال ابن شدّاد : ملك الرّحبة ، وحمص ، وتدمر ، وزلوبية بعد أبيه ، وخرج من دمشق مع النّاصر في نصف صفر ، ففارقه من الصّفّين ، وسار إلى تدمر وسار إلى هولاكو ، وهو على قلعة حلب ، فتوسّط بينه وبين أهلها حتى سلّموها في ربيع الأوّل ، وبقي عنده يسفر بينه وبين من في القلاع ، فلمّا ردّ هولاكو ولّاه على الشّام بأسره نيابة عنه ، وردّ إليه بلاده.

ـ حرف النون ـ

٧٦ ـ نصر بن بروس (٣) بن قسطة.

أبو محمد الإفرنجيّ ، القصّار (٤) الزّكويّ.

سمع من : أبي اليمن الكنديّ.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وكنّاه أبا الفتح.

وكان تاجرا بقيساريّة الفرش بدمشق (٥).

ومات في جمادى الأولى.

٧٧ ـ نصير بن نبأ بن صالح.

بدر الدّين ، أبو الفتح التّميميّ ، المصريّ ، الكتبيّ ، المحدّث.

عني بالحديث والسّماع وتحصيل الأصول. وسمع الكثير ، ومات شابّا.

__________________

(١) في ذيل الروضتين ٢٢٩.

(٢) ما بين القوسين ليس في ذيل الروضتين. والّذي فيه : «وكان شابا عفيفا عمّا يقع فيه غيره من الشراب».

(٣) انظر عن (نصر بن بروس) في : ذيل الروضتين ٢٢٩ وفيه : «نصر بن بدوس» (بالدال بدل الواو) ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣١٤ وفيه : «نصر بن تروس» ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٣.

وفيه : «نصر بن دس» ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٦ وفيه : «نصر بن تروس».

(٤) في ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣١٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٦ «العضوي».

(٥) وقال أبو شامة : «وكان رجلا موسرا ، ملازما للصلاة بالجامع ، من أهل الخير».

١١٧

ـ حرف اللام ألف ـ

٧٨ ـ لاجين (١).

الأمير ، حسام الدّين ، الجوكندار ، العزيزيّ.

من كبار الأمراء بدمشق. كان فارسا شجاعا حازما ، له في الحروب آثار جميلة خصوصا في وقعة حمص الكائنة في سنة تسع وخمسين.

وكان محبّا للفقراء وأخلاقهم ، كثير البرّ بهم ، يجمعهم على السّماعات التي يضرب بها المثل.

قال قطب الدّين (٢) : كان يغرم على السّماع الواحد ثمانية آلاف (٣) درهم.

توفّي في المحرّم ، وخلّف تركة عظيمة ، ودفن بجوار الشّيخ عبد الله البطائحيّ. وقد ناهز الخمسين وقيل إنّه سقي ، وإنّ مملوكا له واطأ عليه. طلبني ليلة فحضرت السّماع بداره بالعقيبة ، فرأيت من الشّموع الكبار الكافوري والأتوار (٤) الفضّة والمطعّمة ما يقصر عنه الوصف. ثمّ مدّ بعد المغرب سماطا نحو مائة زبديّة (٥) عادليّة ، في الزّبديّة خروف صحيح رضعيّ ، وقريب ثلاثمائة زبديّة ، في كلّ زبديّة ثلاثة طيور دجاج ، وغير ذلك من الأطعمة.

قال : وبعد العشاء شرعوا في الرّقص ، فرقص بين الفقراء سالكا من

__________________

(١) انظر عن (لاجين) في : ذيل الروضتين ٢٢٩ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠٣ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٠٩ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، ودرّة الأسلاك ١ / ورقة ٣٣ ، والعبر ٥ / ٢٧١ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٠ ، وعيون التواريخ ٢ / ٣١٠ ـ ٣١٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٢٢ ، وعقد الجمان (١) ٣٩٣ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٦ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣١١.

(٢) في ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٠١.

(٣) في الأصل : «ألف».

(٤) هكذا في الأصل. وفي ذيل مرآة الزمان ، والمختار من تاريخ ابن الجزري : «الأنوار».

(٥) الزبدية : وجمعها زبادي وهي وعاء للشراب أو الطعام. (العصر المملوكي في مصر والشام ٤٢٢) واقتصر معناها حاليا في مصر على وعاء اللبن ، فيقال له : زبادي.

١١٨

الأدب معهم ما لا مزيد عليه. فلمّا فرغت النّوبة مدّ صحون الحلواء والقطائف السكّريّة ، فأكلوا بعضه ، وأخذ عامّة ذلك الفقراء في خرقهم.

ثمّ رقص هو وغلمانه والمشايخ ، فلمّا فرغوا مدّ فواكه في غاية الكثرة والحسن. وكان ذلك في آخر الشّتاء. وكان يدّخرها من كفربطنا وزبدين وغير ذلك ، فإنّها كانت إقطاعه. ثمّ غنّوا ثالث نوبة ، ومدّ مكسّرات ، فرفع الفقراء عامّة ذلك. وكان الماء بالثّلج والسّكر والمسك والمباخر بالنّدّ والعنبر طول اللّيل.

فلمّا كان وقت السّحر أدخل الفقراء إلى حمّام ابن السّرهنك المجاور لداره ، فدخل كثير من الجماعة ، ولم أدخل أنا ، فخدمهم بنفسه وغلمانه ، وكسا جماعة لمّا خرجوا ثيابا ، وسقاهم السّكّر ، ومدّ لهم ططماجا (١) ، وخلع على المغاني عدّة أقبية فاخرة.

وكان هذا السّماع في آخر سنة تسع وخمسين ، واللّحم (٢) بسبعة دراهم ، والغرارة بثلاثمائة درهم.

ـ حرف الياء ـ

٧٩ ـ يحيى بن بكران (٣).

الجزريّ ، زين الدين الجزريّ ، التّاجر.

سكن دمشق ، وصار من عدولها.

وولي ديوان الحشر ، وغيره.

ومات في شعبان.

روى لنا ولده عن البكريّ حضورا (٤).

__________________

(١) الططماج : نوع من الأطعمة يشبه الثريد. (الموسوعة التيمورية لأحمد تيمور ٥٣).

(٢) في ذيل المرآة ، والمختار : «ورطل اللحم».

(٣) انظر عن (يحيى بن بكران) في : ذيل الروضتين ٢٣٠.

(٤) وقال أبو شامة : وكان طلق المحيّا : ظريف الحركات ، ودودا وعمّه هو المعلّم الجزري ، وكان

١١٩

٨٠ ـ يحيى بن عليّ (١) بن عبد الله بن عليّ بن مفرّج بن أبي الفتح.

الإمام ، الحافظ ، المحدّث ، رشيد الدين ، أبو الحسين القرشيّ ، الأمويّ ، النّابلسيّ ، ثمّ المصريّ ، المالكيّ ، العطّار.

ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : أبيه أبي الحسن ، وعمّه أبي القاسم عبد الرحمن ، وأبي القاسم البوصيريّ ، وإسماعيل بن ياسين ، وعليّ بن حمزة الكاتب ، والأثير أبي الطّاهر ابن بنان ، وعبد اللّطيف بن أبي سعد ، ومحمد بن عبد المولى ، ومحمد بن يوسف الغزنويّ ، والعماد الكاتب ، وابن نجا الواعظ ، وزوجته فاطمة ، وحمّاد الحرّانيّ ، وعليّ بن خلف الكوميّ ، ومحمد بن يوسف الآمليّ ، وابن المفضل الحافظ وعنه أخذ علم الحديث.

وسمع بدمشق من : الكنديّ ، وابن الحرستانيّ ، وابن ملاعب ، وبمكّة والمدينة من جماعة. وخرّج عنهم «معجما».

__________________

= شيخا يسكن برأس درب التمّارين في الصف الشامي من سوق العطارين الّذي يلي قنطرة الحبّالين. وكان يعلّق الرماح وغيرها من آلات الحرب بعرقة فوق رأس الدرب المذكور ، وكان إذا قدمت العساكر مع السلطان في زمن العادل أبي بكر بن أيوب ومن بعده ، أو قدمت الرسل من بغداد يتلقّاهم مع الناس فوق رأسه مصحف كريم في كيسه يحمله وهو راكب».

(١) انظر عن (يحيى بن علي) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣١٤ ، ٣١٥ ، وذيل الروضتين ٢٢٩ ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ٢ / ٥٤٩ ـ ٥٥٤ رقم ٧١ ، ودول الإسلام ٢ / ١٦٨ ، والعبر ٥ / ٢٧١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١١ رقم ٢٢١٠ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٩ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٤٢ ، ١٤٤٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢١٧ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣١٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٤٣ ، وذيل التقييد ٢ / ٣٠٤ رقم ١٦٨١ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢١٧ ، وطبقات الحفاظ ٥٠٥ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣١١ ، والدليل الشافي ٢ / ٧٧٨ رقم ٢٦٣٠ ، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين ١٨٨ رقم ١١١٢ ، والبدر السافر للأدفوي ٢٣١ ، وفوات الوفيات ٤ / ٢٩٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٣٥٦ ، وعقود الجمان للزركشي ٣٤٥ ، ونيل الابتهاج (على هامش الديباج المذهب ـ طبعة القاهرة ١٣٥١ ه‍) ٣٥٤ ، ٣٥٥ ، وكشف الظنون ٣٧٤ ، ٦٩٣ ، وهدية العارفين ٢ / ٥٢٣ ، ٥٢٤ ، وفهرس الفهارس ١ / ٢٨٦.

١٢٠