تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سنة سبعين وستمائة

ـ حرف الألف ـ

٣٣٢ ـ أحمد بن سعيد (١) بن أحمد بن بكر بن الحسين.

الشّيخ القدوة الزّاهد ، صفيّ الدين ، أبو العبّاس النّيسابوريّ الأصل اللهاوريّ ، الصّوفيّ.

ولد بلهاور سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. ولقي الكبار والزّهّاد. وكان أحد المشهورين بالزّهد والعبادة والانقطاع ، وله كلام على طريق الصّوفيّة مع ما كان عليه من لين الجانب ولطف الأخلاق وحسن الملقى.

ذكره الشّريف عزّ الدّين وقال : توفّي في حادي عشر رمضان.

وقد روى عن أبي القاسم سبط السّلفيّ.

٣٣٣ ـ أحمد بن عبد العزيز (٢) بن عبد الله بن عليّ بن عبد الباقي.

الإمام أبو الفضل ابن الصّوّاف.

ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة في ثاني رجب بالإسكندريّة.

وقرأ القراءات على أبي القاسم ابن الصّفراويّ.

وسمع من : محمد بن عماد ، ومن والده.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن سعيد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٩ أ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧٤ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٧ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٢ ، وعقد الجمان (٢) ٩٧ وفيه : «أحمد بن سعد».

(٢) انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٧ ب.

٣٠١

وحدّث ، وأسمع ولده يحيى شيخنا.

وكان معروفا بالعلم والدّين والصّلاح والورع ، وكرم الخلائق ، وحسن الطّرائق.

توفّي في ثامن رجب بالإسكندريّة.

٣٣٤ ـ أحمد بن عليّ (١) بن يوسف بن عبد الله بن بندار.

المسند ، العالم ، معين الدّين ، أبو العبّاس ابن قاضي القضاة زين الدّين أبي الحسن ابن العلّامة أبي المحاسن. الدّمشقيّ الأصل ، المصريّ ، الشّافعيّ.

ولد سنة ستّ وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : أبيه ، ومن : عمّه أبي حفص عمر ، والبوصيريّ ، وإسماعيل بن ياسين ، وأبي الفضل الغزنويّ ، والعماد الكاتب ، وغيرهم.

وروى الكثير مدّة.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة ، والشّيخ شعبان ، وقاضي القضاة سعد الدين الحنبليّ ، والشّهاب أحمد الزّبيريّ ، والأمين عبد القادر الصّعبيّ ، وأحمد بن إبراهيم الكنانيّ الحنبليّ ، وأحمد بن يوسف التّليّ ، وعلم الدين الدّواداريّ ، ومحمد بن عالي الدّمياطيّ ، والجمال محمد بن محمد العثمانيّ المهدويّ ، وطائفة سواهم.

وكان آخر من روى «صحيح البخاريّ» عن هبة الله البوصيريّ.

توفّي في ثامن عشر رجب بالقاهرة.

٣٣٥ ـ أحمد بن عمر.

الزّاهد ، العابد ، القدوة. خطيب باجسرى ، أبو العبّاس.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن علي) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٨ أ ، والعبر ٥ / ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٢٤٠ رقم ٣١٩٦ ، وذيل التقييد ١ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ رقم ٦٩٥ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٧ ، والدليل الشافي ١ / ٦٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣١.

٣٠٢

مات بناحيته. أرّخه الكازرونيّ.

٣٣٦ ـ أحمد بن أبي السرّ (١) مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم.

تاج الدّين أبو العبّاس القيسيّ ، الدّمشقيّ ، العدل. عمّ شيخنا الصّدر إسماعيل.

سمع من : النّفيس أبي محمد بن البنّ ، وابن الزّبيديّ ، وجماعة.

وحدّث.

ومات بمصر في شوّال.

ـ حرف الجيم ـ

٣٣٧ ـ جوشن بن دغفل (٢) بن عالي.

أبو محمّد ، واسمه أيضا محمد ، التّميميّ ، المزّيّ.

ولد سنة اثنتين وستّمائة.

وسمع من : ابن أبي لقمة.

روى لنا عنه : أبو الحسن بن العطّار.

ـ حرف الحاء ـ

٣٣٨ ـ الحسن (٣).

الملك الأمجد أبو محمد ابن الملك النّاصر داود بن الملك المعظّم عيسى بن العادل.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن أبي السرّ) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٩ ب.

(٢) انظر عن (جوشن بن دغفل) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٠ ب.

(٣) انظر عن (الحسن) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧٤ ـ ٤٧٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٢ ـ ٤٢٤ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٦ ، وشفاء القلوب ٤٢٤ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣١ ، وترويح القلوب ٧٥ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٦ رقم ٤ ، والمقفّى الكبير ٣ / ٣٠٨ رقم ١١٥٠ ، والدليل الشافي ١ / ٢٦١ ، والمنهل الصافي ٤ / ٧٤ ، ٧٥ رقم ٨٩٧.

٣٠٣

ولد سنة نيّف وعشرين (١) وستّمائة ، واشتغل في الفقه والأدب ، وشارك في العلوم ، وأتقن الأدب ، وتنقّلت به الأحوال ، وتزهّد وصحب المشايخ.

وكان كثير المعروف عالي الهمّة ، عنده شجاعة وإقدام وصبر وثبات.

وكان إخوته يتأدّبون معه ويقدّمونه ، وكذلك أمراء الدولة.

وله شعر ويد طولى في التّرسّل وخطّ منسوب. أنفق أكثر أمواله في الطّاعة. وكان مقتصدا في ملبسه ومركبه. وتزوّج بابنة الملك العزيز عثمان بن الملك العادل ، ثمّ تزوّج بأخت السّلطان الملك النّاصر يوسف الحلبيّ فجاءه منها المولى صلاح الدين.

وكان عنده من الكتب النّفيسة شيء كثير فوهب معظمها.

وكان ذا مروءة تامّة ، يقوم بنفسه وماله مع من يقصده.

وأمّه هي بنت الملك الأمجد حسن بن العادل.

وقد رثاه شهاب الدّين محمود الكاتب ، أبقاه الله ، بقصيدة أوّلها :

هو الرّبع ما أهوى وأضحت (٢) ملاعبة

مشرعة إلّا وقد بان صاحبه

عهدت به من آل أيّوب ماجدا

كريم المحيّا زاكيات مناسبه

يزيد على وزن الجبال وقاره

وتكثر ذرّات الرمال مناقبه (٣)

توفّي رحمه‌الله بدمشق في جمادى الأولى ، وهو في عشر الخمسين.

وقد روى عن : ابن اللّتّيّ ، وغيره.

٣٣٩ ـ الحسن بن عثمان (٤) بن عليّ.

الإمام ، القاضي ، محتسب الثّغر ، ركن الدّين أبو عليّ التّميميّ ، القابسيّ ، المالكيّ ، المعدّل.

__________________

(١) وقال البرزالي : مولده بقلعة الكرك في ثامن رجب سنة تسع وعشرين وستمائة.

(٢) في عيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٣ «ما أقوى وضاعت».

(٣) القصيدة بكاملها في : ذيل المرآة ، وعيون التواريخ.

(٤) انظر عن (الحسن بن عثمان) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ ب ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٧ أ ، وعقد الجمان (٢) ٩٦.

٣٠٤

قدم الثّغر شابّا ، فسمع من : ابن موقا ، وابن المفضّل ، وجماعة.

وتلا بالسّبع على منصور بن خميس الأندلسيّ.

تلا عليه عبد المجيد بن خلف الصّوّاف.

وروى عنه جماعة منهم ولده شيخنا يوسف.

مات في المحرّم (١).

٣٤٠ ـ الحسين بن عليّ (٢) بن عبد الرحمن بن عليّ بن محمد ابن الجوزيّ.

أبو المظفّر بن أبي القاسم ابن الشّيخ الإمام أبي الفرج.

توفّي في شعبان.

ـ حرف الخاء ـ

٣٤١ ـ خليل بن عليّ (٣) بن خليل.

كمال الدين ، أبو الصّفا العجميّ الأصل ، الدّمشقيّ.

ولد سنة ستّ وستّمائة.

وسمع : أبا المنجّا بن اللّتّيّ ، وكريمة.

وسمع من المتأخّرين كثيرا بدمشق ومصر.

توفّي بالقاهرة في المحرّم.

ـ حرف السين ـ

٣٤٢ ـ سلّار بن الحسن (٤) بن عمر بن سعيد.

__________________

(١) وقال بيبرس الدواداريّ : توفي ... عن سنّ عالية قريبة المائة سنة ، وكان معروفا بالفضل والخير والصلاح.

(٢) انظر عن (الحسين بن علي) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٩ أ.

(٣) انظر عن (خليل بن علي) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ أ.

(٤) انظر عن (سلّار بن الحسن) في : تاريخ الملك الظاهر بيبرس ٤١ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٧ أ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٧ أ ، ٣ ، والعبر ٥ / ٢٩٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ١٧٩ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٧١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٥ / ٥٦ ، وطبقات

٣٠٥

الإمام ، العلّامة ، المفتي ، كمال الدين ، أبو الفضائل الإربليّ ، الشّافعيّ ، صاحب الإمام تقيّ الدين أبي عمرو بن الصّلاح.

قال الشّريف عزّ الدين : توفّي ليلة خامس جمادى الآخرة ودفن بمقبرة باب الصّغير.

قال : وكان عليه مدار الفتوى بالشّام في وقته ، ولم يترك بعده في بلاد الشّام مثله (١). افتى مدّة ، وانتفع به جماعة.

قلت : وكان الشّيخ نجم الدّين الباذرائيّ قد جعله معيدا بمدرسته ، فلم يزل على ذلك إلى أن مات لم يتزيّد منصبا آخر.

ومات في عشر السّبعين (٢).

وقد تفقّه عليه جماعة (٣). وقيل : إنّه نيّف على السّبعين ، فالله أعلم.

٣٤٣ ـ سنقر (٤).

الأمير شمس الدين ، أبو سعيد الأقرع.

أحد مماليك الملك المظفّر غازي صاحب ميّافارقين ابن العادل.

__________________

= الشافعية الوسطى ، له ورقة ١٨٩ أ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ٦٥٩ ، وتهذيب الأسماء ١ / ١٨ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٢ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٤ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٤٦٣ ، ٤٦٤ رقم ٤٣٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٥٤ ، وعقد الجمان (٢) ٩٦ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٧ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٣ ، وديوان الإسلام ١ / ٩٧ رقم ١٢٠ ، و ٣ / ١٨ رقم ١١٢٢ ، وهدية العارفين ١ / ٣٨٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣١.

(١) زبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٧ ب.

(٢) ومولده في سنة ٥٨٩ ه‍.

(٣) وقال ابن شداد : كان إماما مفتيا ، اشتغل بالعجم والعراق والموصل ، ووصل إلى حلب وانقطع إلى المدرسة التي أنشأها الشيخ شرف الدين أبو طالب ابن العجمي ، فكان معيدا بالمدرسة. ثم لما جرت الكائنة بحلب رحل إلى دمشق وأقام بها إلى أن توفي بها بالمدرسة البادرائية.

(٤) انظر عن (سنقر) في : تاريخ الملك الظاهر لابن شدّاد ٤٠ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ أ ، ب ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٤٩٠ رقم ٦٥٤ ، والدليل الشافي ١ / ٣٢٧ رقم ١١١٩ ، والمنهل الصافي ٦ / ٨٧ رقم ١١٢٢.

٣٠٦

كان من كبار الأمراء بالدّيار المصريّة فأمسكه الملك الظّاهر وحبسه.

وتوفّي في ربيع الآخر.

ـ حرف العين ـ

٣٤٤ ـ عبد الرحمن بن سلمان (١) بن سعيد (٢) بن سلمان.

الإمام ، الفقيه ، جمال الدّين البغيداديّ ، ثمّ الحرّانيّ ، الحنبليّ.

ولد بحرّان سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : حمّاد الحرّانيّ ، وعمر بن طبرزد ، وحنبل بن عبد الله ، وعبد القادر الحافظ ، وأبي اليمن الكنديّ ، وأبي القاسم بن الحرستانيّ ، والشّيخ الموفّق ، والفخر بن تيميّة ، وغيرهم.

روى عنه : الدّمياطيّ ، والقاضي تقيّ الدّين سليمان ، وابن الخبّاز ، وأبو الحسن بن العطّار ، وأبو عبد الله بن أبي الفتح ، وأبو بكر بن عبد الحليم العسقلانيّ المقرئ ، والبرهان الذّهبيّ ، وجماعة سواهم.

وكان إماما ، صالحا ، فقيها ، عارفا بالمذهب ، خبيرا بالفتيا ، حسن التّعليم ، متواضعا.

توفّي بالبيمارستان بدمشق في الرّابع والعشرين من شعبان.

٣٤٥ ـ عبد الرّحيم بن عبد الرّحيم (٣) بن عبد الرّحيم بن عبد الرّحمن.

__________________

(١) انظر عن (عبد الرحمن بن سلمان) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٨ ب ، ٢٩ أ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، والعبر ٥ / ٢٩٣ ، وفيه «عبد الرحمن بن سعيد» ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٨١ ، وذيل التقييد ٢ / ٨٢ رقم ١١٩٣ ، والمنهج الأحمد ٣٩٢ ، والدرّ المنضّد ١ / ٤١١ ، ٤١٢ رقم ١١٠٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٧ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣٢ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ١٥٠ رقم ١٨٥ وفيه «عبد الرحمن بن سليمان».

(٢) في ذيل التقييد : «سعد».

(٣) انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الرحيم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٩ أ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، وتاريخ الملك الظاهر ٤٢ ـ ٤٤ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ٢ / ورقة ٣٥ أ ، ومشيخة قاضي القضاعة ابن جماعة ١ / ٣١٨ ـ ٣٢٠ رقم ٣٣ ، وعيون التواريخ

٣٠٧

القاضي عماد الدين أبو الحسين الحلبيّ ، ابن العجميّ.

ولد سنة خمس وستّمائة.

وسمع من : الإفتخار الهاشميّ ، وثابت بن مشرّف.

وحدّث ودرّس وأفتى ، وولي القضاء ببلد الفيّوم مدّة.

وكان مشكورا في القضاء.

توفّي في رابع رمضان بحلب.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن جماعة.

وناب في الحكم بدمشق (١).

٣٤٦ ـ عبد الوهّاب بن محمد (٢) بن إبراهيم بن سعد.

الشّيخ أبو محمد المقدسيّ ، الصّحراويّ ، القنبيطيّ ، الحنبليّ.

ولد سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.

وسمع من : الخشوعيّ ، وعمر بن طبرزد ، ومحمد بن الخصيب ، وحنبل ، وجماعة.

روى عنه : ابن الخبّاز ، وأبو الحسن الموصليّ ، وأبو الحسن ابن العطّار ، وأبو الحسن الكنديّ ، وأبو عبد الله بن أبي الفتح البعلبكّيّ ، وأبو عبد الله بن الزّرّاد ، ومحمد بن بدر النّسّاج ، وطائفة سواهم.

__________________

= ٢٠ / ٤٢٤ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٦ والوافي بالوفيات ١٨ / ٣٢٨ رقم ٣٨٥.

(١) وقال ابن شداد : وتولّى نيابة عن عمّه تدريس المدرسة الظاهرية خارج باب المقام ، ثم انتقل إلى نظر الجامع بحلب ، في سنة تسع وأربعين وكذلك البيمارستان. وما زال إلى سنة أربع وخمسين وفوّض إليه نظر الخزانة للصحبة بدمشق ، وما زال بها ناظرا إلى أن خرج من دمشق ناجعا إلى الديار المصريّة في سنة ثمان وخمسين ، وولي تدريس المدرسة الحسامية بالفيّوم من قبل قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف ـ رحمه‌الله ـ فأقام بها سنتين ، ثم نجع إلى مكة ـ حرسها الله تعالى ـ وأقام بها ثم دخل اليمن وأقام به وسمع الحديث واشتغل. وعاد إلى الديار المصرية في سنة أربع وستين ، وولي قضاء الحسينية في القاهرة ، ثم ولي تدريس المدرسة القطبية بالقاهرة. ثم خرج صحبة المولى الصاحب الوزير بهاء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن حنّا في جمادى الآخرة ، وفوّض إليه نظر الجامع والوقوفات بحلب ، ووكالة بيت المال ، فتوجّه إلى حلب ، وأقام بها إلى أن توفي ، كان رئيسا عاقلا فاضلا ديّنا ، حسن العشرة ، كثير المروءة والعصبية ، يحبّ الخير وأهله ، كثير المعروف ، كثير المشي إلى الناس.

(٢) انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٩ ب ، والعبر ٥ / ٢٩٣.

٣٠٨

وكان من بقايا المسندين.

توفّي في تاسع عشر رمضان عن ثمانين سنة ، رحمه‌الله تعالى.

٣٤٧ ـ عليّ بن عبد الله (١) بن إبراهيم.

أبو الحسن الباهليّ ، المالقيّ ، الأديب ، الشّاعر.

روى عن : محمد بن عبد الحقّ بن سليمان لقيه بتلمسان ، وقرأ عليه برنامجه.

فيه خفّة لا تخلّ بمروءته.

توفّي بمالقة سنة سبعين. قاله ابن الزّبير.

٣٤٨ ـ عليّ بن عبد الخالق (٢) بن عليّ.

عزّ الدّين الأسعرديّ ، ناظر ديوان بعلبكّ.

توفّي في ذي القعدة كهلا (٣).

٣٤٩ ـ عليّ البكّاء (٤).

الشّيخ عليّ ، رحمة الله عليه.

كان من كبار أولياء الله تعالى. أقام مدّة ببلد الخليل ، وكان مقصودا بالزّيارة والتبرّك.

__________________

(١) انظر عن (علي بن عبد الله) في : صلة الصلة لابن الزبير ١٤٢ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ٥ ق / ٢٢٠ رقم ٤٥١.

(٢) انظر عن (علي بن عبد الخالق) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٠ أ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٨٠.

(٣) وقال البرزالي : ودفن بالقرب من دير الياس ظاهر بعلبكّ وهو في عشر الستين ، ولي نظر بعلبكّ ونظر الأسرى بدمشق ونظر حمص ، وله خبرة بالكتابة والحساب ، وكان حسن الدين ، كثير المداراة.

ويقول خادم العلم «عمر تدمري» : وكان جدّه علي بن محمد قاضي بعلبكّ أيام صلاح الدين ، ولازم هو الشيخ محمد اليونيني ، وغيره ، وتولى شهادة ديوان بعلبكّ ، ثم مشارفته ، ثم نظره.

(٤) انظر عن (علي البكاء) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٧ ب ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٢ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٣٥٧ رقم ٢٥٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٤ ، وعقد الجمان (٢) ٩٨ ، ٩٩.

٣٠٩

ورد خبر موته إلى دمشق في يوم عاشر رجب سنة سبعين.

ويقال إنّه قارب مائة سنة. وقبره ظاهر يزار.

٣٥٠ ـ عليّ بن عثمان (١) بن عليّ بن سليمان.

أمين الدين السّليمانيّ ، الإربليّ ، الصّوفي ، الشّاعر.

من أعيان شعراء الملك النّاصر (٢).

كان جنديّا فتصوّف وصار فقيرا.

توفّي في جمادى الأولى (٣) بالفيّوم ، وهو في معترك المنايا.

٣٥١ ـ عليّ بن عمر (٤) بن نبا.

نور الدّولة اليونينيّ.

تربية الشّيخ الفقيه أبي عبد الله اليونينيّ.

ربّاه الشّيخ الفقيه وزوّجه ببناته الثّلاث واحدة بعد واحدة وأسمعه الحديث من : البهاء عبد الرحمن ، والعزّ بن رواحة.

__________________

(١) انظر عن (علي بن عثمان) في : تاريخ الملك الظاهر ٤٥ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٨٠ ـ ٤٨٤ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٧ أ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٧ أ ، وفيه : «أبو الحسن علي بن عثمان بن محمد الإربلي» وفوات الوفيات ٣ / ٣٩ رقم ٣٤٢ ، وعقد الجمان (٢) ٩٦ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٥ ـ ٤٢٧ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٤ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٣٣٦.

(٢) ومن شعره :

بعد عصر الصبى ورسم التصابي

أترجّى وصلا من الأحباب

يا لقومي كيف السبيل وقد حلّل

برأسي البازيّ بعد الغراب

انكسرت إذا رأت بياض عذاري

وصدّت من بعد طول اقتراب

دأبي الغانيات لو لا التجنّي

ما تدانى شيبي وولّى شبابي

ضحك الشيب فاستهلّ له الدمع

ألا ربّ ضاحك لارتياب

(٣) ومولده في سنة ثلاث وستمائة بإربل ، وضبط وفاته ابن يونس الإربلي في القسم الأخير من جمادى الأولى. وقال ابن شدّاد : ومولده سنة اثنتين وستمائة في أحد الربيعين.

(٤) انظر عن (علي بن عمر) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٨٤ ـ ٤٨٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٧ ب ، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير ـ د. عمر عبد السلام تدمري ـ طبعة دار الإيمان ، طرابلس ١٤١٧ ه‍. / ١٩٩٧ م. ص ٢٥٤.

٣١٠

وكان غزير المروءة شجاعا مقداما ، له حكايات في الشّجاعة وفي قتل الوحوش.

توفّي في جمادى الآخرة ، وقد نيّف على السّتّين.

٣٥٢ ـ عليّ بن محمد بن محمد (١) بن الفضل بن جعفر.

الشّريف ، الصّدر المعمّر ، زين الدّين ، أبو الحسن الهاشميّ ، العبّاسيّ ، الصّالحيّ ، المصريّ ، المالكيّ.

ولد في التّاسع عشر من ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.

وذكر أنّ السّلفيّ أجاز له إجازة خاصّة. وكان موصوفا بالخير والفضل والعفاف. فسمع عليه بالإجازة المطلقة من السّلفيّ.

قال الشّريف عزّ الدين : توفّي في الرّابع والعشرين من رجب (٢).

٣٥٣ ـ عليّ (٣).

أبو الحسن المتّيويّ ، المغربيّ ، السّبتيّ ، المالكيّ ، الزّاهد.

أحد الأئمّة الأعلام.

كان يحفظ «المدوّنة» و «التّفريع» لابن الجلّاب ، و «رسالة» ابن أبي زيد.

وألّف شرحا على «الرّسالة» ، ولم يتمّه ، بل وصل إلى باب الحدود.

وكان مع براعته في الفقه عجبا في الزّهد والورع ملازما لبيته ، ويخرج إلى الجمعة مغطّى الوجه لئلّا تقع عينه على مكروه. وكان لا يأكل إلّا ما سيق إليه من متّيويه من مواضع يعرف أصولها.

توفّي في حدود عام سبعين. وقبره بظاهر سبتة يزار ويتبرّك به.

__________________

(١) انظر عن (علي بن محمد بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٨ أ ، وتاريخ الملك الظاهر ٤٥ ، ٤٦.

(٢) وقال ابن شدّاد : اشتغل بالفقه على الفقيه جمال الدين ابن رشيق ، وابن شاس ، والفقيه عبد الوهاب البغدادي ، واشتغل بالنحو على ابن الحاجب ، وابن برّي. وله تصانيف ، منها كتاب في اللغة جيّد مفيد ، وسمع الحديث على جماعة من المشايخ.

(٣) انظر عن (علي المتّيوي) في : الوافي بالوفيات ٢٢ / ٣٥٧ ، ٣٥٨ رقم ٢٥١ ، ونيل الابتهاج للتنبكتي ٢٠٣.

٣١١

قال لي ابن عمران الحضرميّ : لم يكن في زمانه أحفظ منه لمذهب مالك.

أخذ النّاس عنه.

٣٥٤ ـ عمر بن أيّوب (١) بن عمر بن أرسلان بن جاولى.

المحدّث ، أبو حفص شهاب الدّين التّركمانيّ ، الدّمرداشيّ ، الدّمشقيّ ، الحنفيّ ، المعروف بابن طغريل السّيّاف.

ولد سنة خمس وعشرين وستّمائة تقريبا بدمشق ، وطلب بنفسه بمصر ، وأكثر عن أصحاب البوصيريّ ، وعني بالحديث ، وحصّل وفهم وجمع ، وخرّج لنفسه معجما. كتب العالي والنّازل.

وكان ثقة صالحا ، نبيها ، مفيدا.

توفّي بمصر في السّابع والعشرين من جمادى الأولى. ولا أعلمه حدّث.

ـ حرف الميم ـ

٣٥٥ ـ محمد بن أبي الغنائم سالم (٢) بن الحافظ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن صصريّ.

القاضي ، العدل الكبير ، عماد الدّين أبو عبد الله الرّبعيّ ، التّغلبيّ ، البلديّ الأصل ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ.

ولد بعد السّتمائة (٣) ، وسمع من أبيه ، وأبي اليمن الكنديّ ، وهبة الله بن طاوس ، وابن أبي لقمة ، وأبي المجد القزوينيّ ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (عمر بن أيوب) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ ب ، ٢٧ أ ، والجواهر المضية ٢ / ٦٣٨ رقم ١٠٤٠ ، والطبقات السنية ، رقم ١٦١٥ ، وهدية العارفين ١ / ٧٨٧.

(٢) انظر عن (محمد بن سالم) في : تاريخ الملك الظاهر ٤٩ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٨٦ ، ٤٨٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٠ أ ، والعبر ٥ / ٢٩٤ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٧٢ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٨٤ رقم ١٠٠٣ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٦٠٤ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٧.

(٣) في المقتفي : مولده في سنة ستمائة أو إحدى وستمائة تقريبا. وقال ابن شدّاد : ومولده قبل الستمائة. (تاريخ الملك الظاهر ٤٩).

٣١٢

روى عنه : ابنه قاضي القضاة نجم الدّين أبو العبّاس ، والشّيخ علاء الدّين ابن العطّار ، والحافظ الكبير شرف الدّين الدّمياطيّ ، والإمام زين الدّين الفارقيّ ، وبدر الدّين ابن الخلّال ، ونجم الدّين ابن الخبّاز ، وجماعة بقيد الحياة.

وكان صدرا رئيسا ، وافر الحرمة ، ظاهر الحشمة ، كبير الثّروة والنّعمة.

ولي غير مرّة في المناصب الدّينيّة فحمدت سيرته ، وكان ينطوي على دين وعبادة وحسن خلق ومروءة.

وكان محبّا للحديث ذا عناية به. رحل إلى مصر وسمع من أصحاب السّلفيّ. وكتب بخطّه وحصّل. وأعتني بولده وأسمعه الكثير.

وقد روى الحديث من بيته جماعة كثيرة ذكرناهم في هذا التّاريخ.

توفّي في العشرين من ذي القعدة ، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون.

٣٥٦ ـ محمد بن عليّ (١) بن أبي طالب بن سويد.

الرّئيس ، وجيه الدين التكريتيّ ، التّاجر.

كان نافذ الكلمة ، وافر الحرمة كثير الأموال والتّجارات ، واسع الجاه.

وكان من خواصّ الملك النّاصر (٢) ، ويده مبسوطة في دولته.

ذكره قطب الدّين (٣) فقال : لمّا توجّه إلى مصر في الجفل من التّتار غرم ألف ألف درهم. فلمّا تسلطن الملك الظّاهر قرّبه وأدناه وأوصى إليه وجعله ناظر أوقافه. وكان له من التّمكين ما لا مزيد عليه ، ولم يبلغ أحد من أمثاله من الحرمة ونفاذ الكلمة ما بلغ.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي) في : تاريخ الملك الظاهر ٤٦ ـ ٤٩ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٨٧ ـ ٤٩٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٩ ب ، ٣٠ أ ، وتالي كتاب وفيات الأعيان ١٤٨ ، ١٤٩ رقم ٢٤٠ وفيه : «محمد بن عبد الله بن أبي طالب» ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٩٣ ـ ١٩٥ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٣ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، والعبر ٥ / ٢٩٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٧ ، ٤٢٨ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٤٦٢ ، وعقد الجمان (٢) ٩٧ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٣٣٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣٣ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٨٦ رقم ١٧٢٧ ، والمقفّى الكبير ٦ / ٣٠١ ، ٣٠٢ رقم ٢٧٦٢.

(٢) هو الملك الناصر يوسف صاحب حلب.

(٣) في ذيل المرآة ٢ / ٤٨٨.

٣١٣

كانت متاجره لا يتعرّض لها متعرّض ، وكتبه عند سائر الملوك ، حتّى ملوك الفرنج ، نافذة. وكلّ من ينسب إليه مرعيّ الجانب (١).

ولمّا مات ولده التّاج محمد في صفر سنة ستّ وخمسين مشى الملك النّاصر في جنازته ثمّ ركب إلى الجبل ، وكانت جنازة مشهودة ، وتأسّف أبوه وامتنع من سكنى داره بالزّلّاقة ، فأمر السّلطان بأن تخلى له دار السّعادة وفرشت ليسكنها. ثمّ خرج إليه السّلطان ، وحلف عليه فنزل البلد.

ومن إكرامه أنّ ولده نصير الدّين عبد الله حجّ مع والدته عام حجّ الملك الظّاهر ، فحضر عنده يوم عرفة مسلّما ، فحيث وطئ البساط قام له السّلطان وبالغ في إكرامه ، وسأله عن حوائجه فقال : حاجة المملوك أن يكون معنا أمير يعيّنه السّلطان. فقال : من اخترت من الأمراء أرسلته في خدمتك. فطلب منه جمال الدّين ابن نهار. فقال له السّلطان : هذا المولى نصير الدين قد اختارك على جميع من معي فتروح معهم إلى الشّام وتخدمه مثل ما تخدمني. وهذا عظيم من مثل الملك الظّاهر.

وكان وجيه الدّين كثير المكاتبة للأمراء والوزراء ، وفيه مكارم ، وعنده برّ وصدقة ودماثة أخلاق ورقّة حاشية.

توفّي بدمشق في ذي القعدة ودفن بتربته بقاسيون ، وكان من أبناء السّبعين.

قلت : ولد سنة تسع وستّمائة (٢). وسمع من المؤتمن بن قميرة ، ولم يرو ، بل روى عنه الدّمياطيّ من شعره.

__________________

(١) وفيه يقول سيف الدين السامريّ في أرجوزة للملك الناصر :

وكيف من أشغاله التجارة

وعينه في الربح والخسارة

يسمع مولانا له إشارة

ما أهون الحرب على النظارة

(تالي كتاب وفيات الأعيان).

(٢) وقال ابن شدّاد : وكان مولده بتكريت في سنة إحدى عشرة وستمائة. (تاريخ الملك الظاهر ٤٦) وبها ورّخه المقريزي في : المقفّى الكبير ٦ / ٣٠١.

٣١٤

٣٥٧ ـ محمد بن عليّ (١) بن محمد.

الصّالح الزّاهد ، أبو عبد الله ابن الطّبّاخ الموصليّ ، ثمّ المصريّ.

روى عن الشّيخ مرهف شيئا من شعره ، وله زاوية بالقرافة الصّغرى ، ويقصد بالزّيارة والتبرّك لصلاحه ودينه.

عاش ثلاثا وسبعين سنة (٢).

وتوفّي في جمادى الآخرة.

٣٥٨ ـ محمد بن عليّ بن المظفّر (٣) بن القاسم.

أبو بكر النشبيّ (٤) المؤذّن بجامع دمشق.

ولد في سلخ المحرّم سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.

وسمع من : الخشوعيّ ، وبهاء الدّين القاسم ابن عساكر ، وستّ الكتبة بنت الطّرّاح ، وعمر بن طبرزد ، وحنبل ، والكنديّ ، وجماعة.

وروى الكثير ، وتفرّد بأجزاء. وكان يقرأ على الجنائز.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وأبو محمد الفارقيّ ، وأبو عليّ بن الخلّال ، وأبو الفداء ابن الخبّاز ، وأبو الحسن بن العطّار ، وأبو عبد الله بن الزّرّاد ، ومجد الدين ابن الصّيرفي ، وجماعة في الأحياء.

وتبطّأ بعض المحدّثين عن الأخذ عنه لكونه جنائزيّا. وقد سمع منه الشّهاب المقدميّ.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن علي) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٧ ب ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٧ ب ، وعقد الجمان (٢) ٩٦ ، ٩٧.

(٢) مولده سنة ٥٩٧ ه‍. بالقاهرة.

(٣) انظر عن (محمد بن علي بن المظفّر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٠ ب ، والعبر ٥ / ٢٩٤ ، والمشتبه ١ / ٧٥٤ ، ٣٤٨ والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، وذيل التقييد ١ / ١٩٠ ، ١٩١ رقم ٣٥٢ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣٣ ، وتوضيح المشتبه ١ / ٥٠٠ و ٥ / ٢٦.

(٤) تصحّفت في شذرات الذهب إلى : «البشتي» وقال : نسبة إلى بشت قرية بنيسابور. وهذا غلط. والنشبي : بضم النون وسكون الشين المعجمة. من نشبة بطن من قيس.

٣١٥

وكانت وفاته سادس ذي الحجّة.

٣٥٩ ـ محمد بن عمر (١) بن محمد بن عليّ.

زين الدّين ، أبو عبد الله بن الزّقزوق الأنصاريّ ، الفاسيّ الأصل ، المصريّ ، الصّوفيّ الكتبيّ.

ولد سنة سبع (٢) وثمانين وخمسمائة بمصر.

وسمع بدمشق من : حنبل الرّصافيّ ، وأبي القاسم بن الحرستانيّ.

سمع منه المصريّون. وروى عنه : الدّمياطيّ ، وغيره.

ومات بالقاهرة في نصف رجب (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عمر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٨ أ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٢٦٢ رقم ١٧٩٦ ، والمقفّى الكبير ٦ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ رقم ٢٩١٩.

(٢) في المقفّى الكبير ٦ / ٤٢٩ «سنة تسع» ، والمثبت يتفق مع : المقتفي ، والوافي.

(٣) قال الصفدي : ومن نظمه ما رواه الدمياطيّ في معجمه نقلته من خط الجزري المؤرّخ :

مرّ فقلنا من فنون به

لله هذا من فتى نابه

فقال بعض القوم لما رنا

للبعض : يا قوم فتنّا به

وقوله في مليح يرمي :

وساهم في فؤادي بدر تمّ

فحاز فؤاد عاشقه بسهمه

وناضل من كنانته فأصمى

بسهم جفونه من قبل سهمه

(الوافي بالوفيات) ومن شعره قوله :

أشكو إلى الله من دهري تقلّبه

ومن صروف أحالت صبغة اللمم

فشبت منها وما إن شبت من هرم

والشيب بالهمّ قبل الشيب بالهرم

وقوله :

شكا إليّ عذارا ظنّ أنّ به

أودى الجمال وأنّ الحسن قد هلكا

فقلت : لا تخش منه ، إنه فلك

والبدر لا بدّ من أن يسكن الفلكا

وقوله :

وذي جمال شنّ غاراته

بجيش حسن في لوا عارضيه

غارت عليه مقلتي أن ترى

ديباجة الحسن على وجنتيه

فأرسلت أسودها حارسا

إذ رأت الأبصار تهوي إليه

فقلت : يا أبصار عنه ارجعي

هل خلت خالا في صفا صفحتيه

لا تحسبي خالا على خدّه

بل هو إنساني رقيب عليه

٣١٦

٣٦٠ ـ محمد بن محمد (١) بن أحمد.

أبو بكر بن مشليون الأنصاريّ ، البلنسيّ ، المقرئ ، المحدّث.

كان عالي الإسناد في القراءات. أخذها عن جعفر بن عون الله الحصّار ، فكان آخر أصحابه.

واستوطن سبته وأقرأ بها إلى أن تحوّل في أواخر عمره إلى تونس فتوفّي بها سنة سبعين أو بعدها بقليل.

قرأ عليه القراءات الشّيخ أبو إسحاق الغافقيّ المتوفّى سنة ٧١٦.

٣٦١ ـ محمد بن ملكداد (٢).

الموقانيّ (٣) نجم الدّين. معيد البادرائيّة.

٣٦٢ ـ محمد بن أبي فراس (٤).

قاضي القضاة سراج الدّين الهنايسيّ.

مات في رمضان ، ودفن عند معروف الكرخيّ.

سمع من : عليّ بن إدريس.

ودرّس بالبشيريّة. وكان ديّنا ، متبحّرا ، بصيرا بالمذهب الشّافعيّ (٥) ، رحمه‌الله تعالى.

٣٦٣ ـ مدالة (٦) بنت محمد بن إلياس بن عبد الرحمن ابن الشّيرجيّ.

__________________

= (المقفّى الكبير).

(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : غاية النهاية ٢ / ٢٣٨ رقم ٣٣٩٩.

(٢) انظر عن (محمد بن ملكداد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣٠ ب ، وتاريخ الملك الظاهر ٤٩ وفيه «محمد بن ملكراد» براء ثم دال.

(٣) في تاريخ الملك الظاهر : «النوقاني».

(٤) انظر عن (محمد بن أبي فراس) في : الحوادث الجامعة ١٧٨ ، ١٧٩.

(٥) وقال في الحوادث الجامعة : كان في مبدإ أمره فقيها ، ثم ولي مدرّسا في المدرسة البشيرية ، ثم نقل إلى القضاء ، وخطب بجامع الخليفة وهو قاض ، وولي القضاء بعده عز الدين أحمد الزنجاني نقلا من قضاء الجانب الغربي في ذي الحجة.

(٦) انظر عن (مدالة) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٨ ب.

٣١٧

أمّ محمد الدّمشقيّة.

خرّج لها جمال الدّين ابن الصّابونيّ أربعين حديثا بالإجازات من شيوخها.

أجاز لها : عبد اللّطيف بن أبي سعد ، والخشوعيّ ، والقاسم بن عساكر ، والحافظ عبد الغنيّ.

روى عنها : ابن الخبّاز ، وأبو الحسن بن العطّار ، وغيرهما.

توفّيت في ثاني شعبان عن ثمانين سنة.

٣٦٤ ـ مظفّر (١) ابن القاضي مجد الدّين عبد الرحمن بن رمضان بن إبراهيم.

الحكيم بدر الدّين الطّبيب ، شيخ الطّبّ المعروف بابن قاضي بعلبكّ.

قرأت بخطّ الإمام شمس الدّين محمد بن الفخر أنّه توفّي يوم الثّلاثاء ثاني وعشرين صفر سنة سبعين.

قال : وكان رئيس الأطبّاء شرقا وغربا ، فيلسوف زمانه ، لم نعلم في وقته مثله. انهدم بعده ركن من الحكمة. وله مصنّفات عظيمة النّفع في الطّبّ. ووقع له من حسن العلاج في زماننا ما لم يقع إلّا للأكابر.

فمنه أنّ الملك المنصور صاحب حماة نزل به خوانيق أشرف منها على الموت ، فأنفذ إلى دمشق يطلب البدر المذكور والموفّق السّامريّ فذهبا إليه فكوياه في وسط رأسه بميل من ذهب ، فبرأ ، وأعطاهما شيئا عظيما. وكان ذلك بإشارة البدر.

__________________

(١) انظر عن (مظفّر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، وعيون الأنباء ٢ / ٢٥٩ ـ ٢٦٥ ، وكشف الظنون ١٤٦٣ ، ١٧٧٢ ، ١٧٨٣ ، والأعلام ٨ / ١٦٣ ، ١٦٤ ، ومعجم المؤلّفين ١٢ / ٢٩٩ ، فهرس المخطوطات المصوّرة بمعهد المخطوطات العربية ج ٣ (العلوم) القسم الثاني (الطب) وضعه إبراهيم شبوح ، القاهرة ٩٥٩ ـ ص ١٠٨ ، ١٠٩ ، ومطالع البدور في منازل السرور ، لعلاء الدين البهائي الغزولي ، مصر ١٢٩٩ ه‍. ج ١ / ١٧٣ ، والقاموس الإسلامي ١ / ٣٢٩ ، وتاريخ بعلبكّ ٢ / ٥٥١ ـ ٥٥٤ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٤ / ٢٥٦ ـ ٢٥٨ رقم ١٢٧٣.

٣١٨

قال ابن أبي أصيبعة (١) : نشأ بدمشق ، وقد جمع الله فيه من العلم الغزير والذّكاء المفرط والمروءة ما تعجز الألسن عن وصفه.

قرأ الطّبّ على الدّخوار ، وأتقنه في أسرع وقت ، وحفظ كثيرا من الكتب. وكان ملازما له. عرض عليه مقالته في الاستفراغ ، وسافر معه إلى الشّرق. وخدم بمارستان الرّقّة. وصنّف مقالة في مزاج الرّقّة. واشتغل بها على الزّين الأعمى الفيلسوف.

ثمّ قدم دمشق ، فلمّا تسلطن الجواد بدمشق استخدمه ، وحظي عنده وتمكّن. وولّاه رئاسة الأطبّاء والكحّالين والجرائحيّة ، وكتب له منشورا في صفر سنة سبع وثلاثين.

وقد اشترى دورا إلى جانب مارستان نور الدّين ، وغرم عليها مبلغا ، وكبّر بها قاعات المرضى ، وبناها أحسن بناء. وشكروه على ذلك.

وخدم الملك الصّالح وغيره. ثمّ تجرّد لحفظ مذهب أبي حنيفة. وسكن بيتا في الفليجيّة. وحفظ القرآن ثمّ القراءات ، وأخذها عن الإمام أبي شامة على كبر ، وأتقنها.

وفيه عبادة ودين.

وقد مدحه ابن أبي أصيبعة بقصائد في «تاريخه».

وله كتاب «مفرج النّفس» استوفى فيه الأدوية القلبيّة ، وكتاب «الملح» في الطّبّ.

٣٦٥ ـ مظفّر بن لؤلؤ (٢).

أبو غالب الدّمشقيّ ، الضّرير ابن الشّربدار.

__________________

(١) في عيون الأنباء ٢ / ٢٥٩.

(٢) انظر عن (مظفّر بن لؤلؤ) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ ب ، وفيه : «زين الدين أبو غالب المظفّر بن أبي الدرّ ياقوت بن عبد الله الشرابي النجمي».

٣١٩

يروي عن : عمر بن طبرزد.

توفّي في جمادى الأولى.

وقال ابن الخبّاز فيه : مظفّر بن ياقوت زين الدّين الشّربدار العاديّ. روى عن ابن طبرزد. وولد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة (١).

ـ حرف النون ـ

٣٦٦ ـ النّصير بن تمّام (٢) بن معالي.

أبو الذّكر المقدسيّ ، رئيس المؤذّنين بجامع دمشق.

ولد سنة سبع وثمانين وخمسمائة.

وسمع في كهولته من : ابن اللّتّيّ.

وحدّث. وذكر أنّه سمع من الكنديّ.

وكان طيّب الصّوت ، مليح الشّكل.

توفّي في المحرّم ، ودفن بمقبرة باب الفراديس (٣).

ـ حرف الياء ـ

٣٦٧ ـ يحيى بن عبد الرّحيم (٤) بن المفرّج بن عليّ بن المفرّج بن مسلمة.

__________________

(١) وقال البرزالي : وضبط موته الإربلي في مستهلّ جمادى الأولى. ولي منه إجازة.

(٢) انظر عن (النصير بن تمام) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ ب ، وذيل مرآة الزمان ٢ / / ٤٩٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٢٨ ، ٤٢٩.

(٣) رثاه بعضهم بقوله :

يا دائم المعروف كن غافرا

ذنوب ميت كان يحيى النفوس

من كان كفؤا لها فلا تلمها

إن بكت عليه العروس

ورثاه مجد الدين ابن المهتار بقوله :

أو حشت بالتسبيح والتأذين

أهل التهجّد يا نصير الدين

فبكوا لفقدك مثلما أبكيتهم

بلذيذ إنشاء وطيب حنين

وقال نور الدين ابن مصعب :

ألا يا دائم المعروف روّى

ثرى قبر ثوى فيه النفير

لقد بكت العروس عليه حزنا

وكاد النسر من أسف يطير

(٤) انظر عن (يحيى بن عبد الرحيم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٦ ب.

٣٢٠