تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سمع بمكّة من : يحيى بن ياقوت ، وزاهر بن رستم ، ويونس بن يحيى الهاشميّ ، وأبي الفتوح نصر بن الحصريّ ، وأبي عبد الله بن البنّاء.

وبمصر من : المطهّر بن أبي بكر البيهقيّ ، وعليّ بن خلف الكيفي (١) ، وابن الفضل الحافظ ، وجماعة.

ودرّس بالمدرسة المالكيّة المجاورة للجامع العتيق. وولي مشيخة دار الحديث الكامليّة بعد الرشيد العطّار. وكان من أعلام الأئمّة المشهورين بالفضيلة والدّين ، وحسن الأخلاق ، والصّلاح ، ولين الجانب ، ومحبّة الحديث وأهله.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وقاضي القضاة بدر الدّين ابن جماعة ، وعلم الدّين الدّواداريّ ، وعبد المحسن الصّابونيّ ، وعبد الله بن عليّ الصّنهاجيّ ، وزهرة بنت الختنيّ ، والمصريّون.

وتوفّي إلى رحمة الله في سابع عشر شوّال ، وله سبع وسبعون سنة وأشهر (٢). وهو أخو الشّيخ قطب الدّين (٣).

١٧٢ ـ عليّ.

الصدر علاء الدّين عليّ بن جمال الدّين بن مقبل الدّمشقيّ.

توفّي فيها.

__________________

= يشتبه ذلك على من ليس عنده علم ، فإنّهما مشتركان في أوصاف متعدّدة ، وكلاهما ابن القسطلاني ، وكلا أبويهما اسمه أحمد وأبو العباس كنيته ، وكلاهما زاهد وعالم ومصري ومالكي ، وكلا الوالدين عالم ومدرّس ومفتي وشيخ الحديث في الكاملية ، ولكن قطب الدين متأخر يأتي في سنة ست وثمانين ، فهو أجلّ الرجلين قدرا وأشهر هما ذكرا.

(١) توضيح المشتبه ٧ / ٣٥٤ وفي الأصل : «الكومي».

(٢) مولده سنة ٥٨٨ ه‍. (المقتفي ١ / ورقة ٦ ب).

(٣) وقال ابن جماعة : كان شيخا جليلا فاضلا خيّرا ، كثير الصلاح والتواضع ، من أعيان المعدّلين الذين يباشرون أمر الأنكحة بالديار المصرية ، وممّن يعتمد عليه ويشار إليه ، وكان فقيها عالما بمذهب مالك رضي‌الله‌عنه يفتي فيه ، ثم لونه ولي مشيخة دار الحديث الكاملية ، ولم يزل بها شيخا إلى حين وفاته. (١ / ٤١٧).

٢٠١

١٧٣ ـ عليّ بن موسى (١) بن يوسف.

الإمام ، المقري ، الزّاهد ، أبو الحسن السّعديّ ، المصريّ ، الدّهّان.

ولد بالقاهرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

وقرأ القراءات على أبي الفضل جعفر الهمدانيّ.

وقرأ على أبي القاسم الصّفراويّ جمعا إلى آخر الأعراف.

وسمع من جماعة. وتصدّر للإقراء في المدرسة الفاضليّة ، وقصده القرّاء. وكان عارفا بالقراءات ووجوهها ، محقّقا لها ، ديّنا ، صالحا ، متعفّفا ، قانعا ، حسن الصّحبة ، تامّ المروءة ، ساعيا في حوائج أصحابه ، صاحب قبول عند النّاس.

قرأ عليه القراءات : شيخنا الشّمس الحاضريّ ، وأبو عبد الله محمد بن إسرائيل القصّاع ، والبرهان أبو إسحاق الوزيريّ ، وجماعة.

وتوفّي فجأة في الرّابع والعشرين من رجب. وشيّعه الخلق.

وكان شيخنا الحاضريّ يصف دينه ومروءته وتواضعه وفضائله ، رحمه‌الله تعالى.

١٧٤ ـ عمر (٢).

الأمير ، خليفة المغرب المرتضى ، أبو حفص ابن الأمير أبي إبراهيم بن يوسف القيسيّ ، المؤمنيّ.

ولي الأمر بعد المعتضد بالله عليّ بن إدريس سنة ستّ وأربعين وستّمائة.

__________________

(١) انظر عن (علي بن موسى) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٥ أ ، ب ، وصلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني ٢ / ورقة ٨٧ ، والعبر ٥ / ٢٨١ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٦١٢ رقم ٦٤٠ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٨ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٥ ، وغاية النهاية ١ / ٥٨٢ رقم ٢٣٦١ ، ونهاية الغاية ، ورقة ١٧٢ ، وحسن المحاضرة ١ / ٥٠٢ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٠ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٢٥٢ ، ٢٥٣ رقم ١٨٣.

(٢) انظر عن (عمر الأمير) في : العبر ٥ / ٢٨٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٠ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٥ ، ومآثر الإنافة ٢ / ١٠١ ، ١٠٢ ، وشرح رقم الحلل ١٩٥ ، ٢٠٦ ، ٢٤٠ ، ٢٤١.

٢٠٢

وامتدّت دولته. وكان ملكا مستضعفا وادعا ، فلمّا كان في المحرّم من هذه السّنة دخل ابن عمّه الواثق بالله إدريس بن أبي عبد الله يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ، الملقّب بأبي دبوس ، مدينة مرّاكش فهرب المرتضى إلى بلد آزمور ، فظفر به عامله فخانه وأمسكه ، وكتب إلى أبي دبوس ، فكتب إليه يأمره بقتله ، فقتله في ربيع الآخر. وأقام أبو دبّوس في الأمر بالمغرب ثلاث سنين ، وبهلاكه زالت دولة بني عبد المؤمن وقامت دولة بني مرين ، والله أعلم.

ـ حرف الميم ـ

١٧٥ ـ محمّد بن عبد الله (١) بن عبد العزيز.

أبو عبد الله الرّعينيّ ، المالقيّ ، العبد الصّالح.

سمع من : أبي محمّد القرطبيّ الكتب الخمسة.

وأجاز له أبو جعفر بن عبد المجيد الخيّار ، وأبو إسحاق بن عبيديس.

قال ابن الزّبير : غلبت عليه العبادة.

مات في آخر العام عن نحو الثّمانين.

١٧٦ ـ محمّد بن عبد الله (٢) بن علّيات بن فضالة بن هاشم.

أبو عبد الله القرشيّ ، العثمانيّ ، الأمويّ ، المكّيّ.

عاش تسعين سنة.

وروى عن : أبي الفتوح بن الحصريّ.

ومات في صفر بمكّة. وهو خادم الشّيخ عبد الرحمن المغربيّ ، ووالد الشّيخ محمد بن محمد الخادم.

١٧٧ ـ محمد بن عمر (٣) بن حسن بن عبد الله.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن عبد الله) في : صلة الصلة لابن الزبير.

(٢) انظر عن (محمد بن عبد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢ ب ، والعقد الثمين ٢ / ٧١ ، وذيل التقييد ١ / ١٤١ ، ١٤٢ رقم ٢٢٩.

(٣) انظر عن (محمد بن عمر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣ أ ، والذيل على الروضتين ٢٣٨ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ١ / ورقة ٥٥ ب ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ٢ / ٥٠٩ ، ٥١٠ رقم ٦٢.

٢٠٣

الشّيخ ضياء الدّين ابن خواجا إمام الفارسيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ،

ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

وسمع ، محمد بن الخصيب ، وحنبل ، وابن طبرزد.

وعنه : الدّمياطيّ ، والشّيخ عليّ الموصليّ ، وابن الخبّاز.

وكتب عنه من القدماء : زكيّ الدّين البرزاليّ ، وغيره.

وكان رجلا صالحا منقطعا ، يؤمّ بمسجد مثقال الجمدار على نهر يزيد.

وهو والد شيخنا الشّرف النّاسخ.

توفّي في سادس ربيع الأوّل (١).

١٧٨ ـ محمّد بن أبي الفضل (٢) عمر بن أبي القاسم.

الشّريف أبو عبد الله ابن الدّاعي الرّشيديّ ، الواسطيّ ، الهاشميّ ، المقرئ. شيخ القرّاء ومسند الآفاق.

كان أحد من عني بهذا الشّأن.

قرأ بالعشرة على : أبي بكر الباقلّانيّ ، وأبي جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد بن زريق الحدّاد ، ومحمد بن محمد بن الكال الحلبيّ.

وعمّر دهرا ، وجلس للإقراء ببغداد.

قرأ عليه القراءات : الموفّق عبد الله بن مظفّر بن علّان البعقوبيّ ، والشّيخ عليّ حريم الواسطيّ ، والجمال المصريّ.

وسمع منه القراءات : الشّيخ عبد الصّمد بن أبي الجيش ، وغيره.

بقي إلى سنة خمس وستّين وستّمائة بواسط ، وأجاز فيها لابن خروف بخطّ شديد الاضطراب.

__________________

(١) وقال ابن جماعة : كان شخصا صالحا من الفقهاء الأخيار ، منقطعا عن الناس ، حسن السمت ، ظاهر الخير. (٢ / ٥٠٩).

(٢) انظر عن (محمد بن أبي الفضل) في : المعين في طبقات المحدّثين ٢١٢ رقم ٢٢١٩ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٢٦٣ رقم ١٧٩٨ ، وغاية النهاية ٢ / ٢١٩.

٢٠٤

وروى عنه إذنا البرهان الجعبريّ ببلد الخليل عليه‌السلام.

١٧٩ ـ محمد بن محمد (١) بن أبي الفتوح محمد بن محمد بن محمد بن عمروك.

الشّريف شرف الدّين ، أبو الفضل القرشيّ ، التّيميّ ، البكريّ.

ولد سنة تسعين وخمسمائة (٢) بالقاهرة.

وسمع من جدّه ، ومن : حنبل ، وابن طبرزد ، وأبي اليمن الكنديّ ، وستّ الكتبة بنت الطّرّاح ، وجماعة.

روى عنه : ابن الحلوانيّة ، والدّمياطيّ ، ومحمد بن محمد الكنجيّ ، وأبو عبد الله ابن الزّرّاد ، وأبو الحسن بن الشّاطبيّ ، وطائفة.

وقد روى من بيته جماعة بالقاهرة. وفي رابع المحرّم توفّي.

١٨٠ ـ محمد بن محمد (٣) بن أبي بكر.

أبو عبد الله الرّازيّ الأصل ، المكّيّ ، الصّوفيّ.

روى عن : عليّ بن البنّاء.

وتوفّي بقوص في رجب.

١٨١ ـ محمد بن مفرّج (٤) بن وليد.

الأمير القائد المجاهد ، أبو الشّوائل السّيّاريّ ، الغرناطيّ.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : الذيل على الروضتين ٢٣٨ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٧٢ ، والمقتفي على الذيل على الروضتين للبرزالي ، (مخطوطة طوب كابي) ج ١ / ورقة ٢ أ ، ب ، والوافي بالوفيات ١ / ٢٨٣ رقم ٧١٨٦ والعقد الثمين ٢ / ٣٣٧ ، وذيل التقييد ١ / ٢٦١ رقم ٥١١ ، والمقفّى الكبير ٧ / ٨٦ ، ٨٧ رقم ٣١٦٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ٣٢٩ رقم ٢٢٧.

(٢) جاء في (المقفى الكبير ٧ / ٨٧) : ولد في شعبان سنة خمس ، وقيل ولد بمصر سنة تسع ـ وخمسمائة»! وهذا غلط.

(٣) انظر عن (محمد بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٤ ب ، والعقد الثمين ٢ / ٢٨٦ ، وذيل التقييد ١ / ٢٢٠ رقم ٤٢٣ ، والوافي بالوفيات ٥ / ٥٠ رقم ٢٠٣٥.

(٤) انظر عن (محمد بن مفرّج) في : الإحاطة في أخبار غرناطة.

٢٠٥

كان كثير الأموال وأكثرها من الغنائم. وله برّ ومعروف وصدقات وافرة جدّا. وأمّا جهاده فقلّ من يصل إلى رتبته فيه. لم يكن فيه عضو إلّا وفيه طعنة برمح فيما أقبل من جسده. ولم يولد له قطّ. وقد أوصى بثلث ماله للمساكين ، وأعتق عبيده أجمعين. وأعطاهم لكلّ واحد خمسين دينارا.

وقد بلغ تسعين سنة ، رحمه‌الله.

مات في محرّم سنة خمس. قرأت هذا بخطّ أبي الوليد بن الحاجّ يقول فيه : توفّي سيّدنا ورابّنا الشّيخ القائد المجاهد في سبيل الله الّذي أبلى (١) بلاء حسنا مدى عمره في ذات الله أبو عبد الله ، الشّهير بأبي الشّوائل.

قلت : كان رئيس غرناطة وعميدها.

١٨٢ ـ محمود بن أبي القاسم (٢) إسفنديار بن بدران بن أيّان (٣).

الزّاهد ، العالم ، أبو محمّد الدّشتيّ ، الإربليّ.

سمع الكثير من : جعفر الهمدانيّ ، وأبي الحسن بن المقيّر ، وأبي القاسم ابن رواحة ، والضّياء المقدسيّ ، وابن خليل ، وابن يعيش ، وطبقتهم.

وعني بالحديث ، ونسخ الأجزاء ، وخطّه رديء ، معروف.

وكان قانعا متعفّفا ، صبورا على الفقر. يلبس قبع دلك وفروة حمراء وثوب خام. وكان أمّارا بالمعروف نهّاء عن المنكر ، داعية إلى السّنّة مجانبا للبدعة ، يبالغ في الرّدّ على نفاة الصّفات الخبريّة. وينال منهم سبّا وتبديعا ، وهم يرمونه بالتّجسيم. وكان بريئا من ذلك رحمه‌الله ، لكنّه ناقص الفضيلة قاصر

__________________

(١) في الأصل «أبلا».

(٢) انظر عن (محمود بن أبي القاسم) في : المشتبه ١ / ٤ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٤ ب ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦١ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٣٢٣ ، وتوضيح المشتبه ١ / ١٢٤ ، وتبصير المنتبه ١ / ٤ ، وتاج العروس (مادة : دشت).

(٣) في الأصل : «أبان» ، ومثله في تاج العروس. والتصحيح من : المشتبه ، والتوضيح ، والتبصير. بياء آخر الحروف مشدّدة.

٢٠٦

عن إفحام الخصوم. وقد دخل مرّة على السّلطان الملك النّاصر فأنكر عليه بعض هناته فلكمه السّلطان وأخرج.

وله تعاليق وتواليف.

روى عنه : ابن أخيه شهاب الدّين أحمد ، وغيره.

وتوفّي في الحادي والعشرين من رجب. وقد نيّف على السّتّين ، ودفن بسفح المقطّم.

وممن روى عنه : الدّمياطيّ في «معجمه».

ولمّا أهانه الملك النّاصر ندم وبعث إليه يستعطفه فقال : وددت أنّني أدخل إليه وأخاطبه بما خاطبته ويعود يضربني.

وقد ضربه مرّة نائب السّلطنة لؤلؤ بحلب لأنّه قرأ مناقب الصّحابة ، وقصد إسماعه ذلك يوم الجمعة. وكان لؤلؤ يتشيّع ولهذا ضربه.

وأنكر على البادرائيّ القيام عند الدّعاء للخليفة بدار السّعادة.

وكان كثير الصّوم ، فإذا أفطر أفطر على أربعة عشرة لقمة أو نحوها.

ويأثر أنّ عمر رضي‌الله‌عنه كان يقتصر على ذلك.

وكان ينكر على الأمراء الكبار ويغلظ لهم في المحافل. ولا يقبل من أحد شيئا ، ويتقنّع باليسير ، رحمه‌الله تعالى.

١٨٣ ـ ملك شاه (١).

القاضي شمس الدّين الحنفيّ ، قاضي بيسان.

ولي نيابة الحكم مدّة بدمشق ، ودرّس بالمعينيّة.

وكان من كبار الحنفيّة.

توفّي في صفر.

١٨٤ ـ موهوب بن عمر (٢) بن موهوب بن إبراهيم.

__________________

(١) انظر عن (ملك شاه) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٧٢.

(٢) انظر عن (موهوب بن عمر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٤ ب ، والذيل على الروضتين

٢٠٧

القاضي الإمام ، صدر الدّين ، أبو منصور الجزريّ ، الشّافعيّ.

ولد سنة تسعين بالجزيرة. وتفقّه وبرع في المذهب والأصول والنّحو. ودرّس وأفتى وتخرّج به جماعة.

وكان من فضلاء زمانه. ولي القضاء بمصر وأعمالها دون القاهرة مدّة.

وتوفّي فجأة بمصر في تاسع رجب (١).

ـ حرف النون ـ

* ـ ناصر الدين القيمريّ.

ملك الأمراء. اسمه الحسين. تقدّم ذكره (٢).

١٨٥ ـ نبا بن سعد الله (٣) بن راهب بن مروان بن عبد الله.

الإمام ، الفقيه ، موفّق الدين ، أبو البيان البهرانيّ ، الحمويّ ، الشّافعيّ.

ولد بحماه سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، وسمع جزءا من الحافظ الشّابّ جعفر العبّاسيّ. وحدّث بدمشق ، ومصر. وأعاد بمصر بالشّافعيّ مدّة.

ويسمّى محمدا أيضا (٤). وكان فقيها صالحا ، أضرّ في آخر عمره وزمن ، ومات في تاسع جمادى الآخرة.

__________________

= ٢٤٠ ، ونهاية الأرب ١٣٨ ، ١٣٩ ، وطبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٦٢ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣ / ٨ رقم ٤٥٣ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٥٦ ، ٣٥٧.

(١) وقال أبو شامة : وكان رفيقنا في الاجتماع عند الشيخ علم الدين السخاوي ، والشيخ عز الدين عبد السلام ، ثم ناب عنه بالقاهرة في الحكم بها.

وقال النويري : وكان كثير المال مرزوقا في التجارة ، فاكتسب مالا جزيلا فمدّ صاحب الجزيرة عينه إلى أمواله وقصد أخذها ، فبلغه ذلك ، فأرسل أكثر أمواله إلى مصر والشام صحبة التجار ثم هرب واختفى ، ووصل إلى الشام ثم إلى الديار المصرية ... ولما مات ترك ما يقارب ثلاثين ألف دينار. (نهاية الأرب).

(٢) برقم (١٦٠).

(٣) انظر عن (نبا بن سعد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٤ أ.

(٤) قاله البرزالي.

٢٠٨

روى عنه : الدّواداريّ ، وغيره. رحمه‌الله.

ـ حرف الياء ـ

١٨٦ ـ يعقوب بن عبد الرحمن (١) بن الإمام الكبير أبي سعد بن أبي عصرون.

الشّيخ سعد الدين ، أبو يوسف التميميّ ، الشّافعيّ.

روى بالإجازة عن الإمام أبي الفرج بن الجوزيّ ، ودرّس بالمدرسة القطبيّة الّتي بالقاهرة مدّة ، وكان فقيها فاضلا ، رئيسا ، نبيلا. توفّي بالمحلّة في الثّالث والعشرين من رمضان.

وولي أبوه قضاء حماة. وتأخّر أخوه محمود وحدّث.

١٨٧ ـ يعقوب بن نصر الله (٢) بن هبة الله بن الحسن بن يحيى.

الرّئيس تاج الدّين ، المعروف بابن سنيّ الدّولة الدّمشقيّ.

حدّث عن : حنبل بن عبد الله.

وتوفّي في ذي الحجّة عن سبعين سنة.

وكان خبيرا بالكتابة الدّيوانيّة. وليّ نظر بعلبكّ وغير ذلك.

١٨٨ ـ يعقوب بن أبي بكر (٣) بن محمد بن إبراهيم.

أبو أحمد الطّبريّ ، المكّيّ.

روى عن : يونس بن يحيى الهاشميّ ، وزاهر بن رستم الأصبهانيّ ، وغيرهما.

__________________

(١) انظر عن (يعقوب بن عبد الرحمن) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٦ أ ، ب ، وطبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٥١ ، وعقد الجمان (٢) ١٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٣٤.

(٢) انظر عن (يعقوب بن نصر الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٧ أ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٧٣.

(٣) انظر عن (يعقوب بن أبي بكر) في : المقتفى للبرزالي ١ / ورقة ٦ أ ، والعقد الثمين ٧ / ٤٧٣ ، وذيل التقييد ٢ / ٣١٢ ، ٣٣٣ رقم ١٧٠٠.

٢٠٩

روى عنه : الدّمياطيّ ، ورضيّ الدّين الطّبريّ ابن أخيه (١) ، وقاضي مكّة نجم الدّين.

توفّي في سلخ شعبان. فكانوا سبعة إخوة قدم أبوهم وجاور.

١٨٩ ـ يوسف بن عمر (٢) بن يوسف بن يحيى بن عمر بن كامل.

العدل ، ضياء الدين ، أبو الطّاهر الزّبيديّ ، المقدسيّ ، الأبّاريّ ، الكاتب ، ابن خطيب بيت الأبار.

ولد سنة إحدى وثمانين.

وسمع من : أبي الفضل إسماعيل الجنزويّ ، وأبي طاهر الخشوعيّ ، والقاسم بن عساكر ، وحنبل ، وابن طبرزد ، وغيرهم.

روى عنه : الشّيخ زين الدّين الفارقيّ ، والدّمياطيّ ، وأبو عليّ ابن الخلّال ، وجماعة في الأحياء.

وناب أبوه في خطابة دمشق في أيّام الملك العادل لمّا ذهب الدّولعيّ في الرّسليّة. وهو أخو الخطيب أبي المعالي داود ، وأبي حامد عبد الله.

توفّي يوم الجمعة يوم عيد النّحر.

١٩٠ ـ يوسف بن أبي السرّ (٣) مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم.

الشّيخ شمس الدّين ، أبو الحجّاج القيسيّ ، السّويديّ ، الحورانيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، المقرئ الحبّال ، والد شيخنا المعمّر صدر الدّين إسماعيل.

ولد سنة أربع وثمانين وخمسمائة.

__________________

(١) في الأصل من غير تنقيط الياء المثنّاة من تحتها ، والتحرير من المقتفي.

(٢) انظر عن (يوسف بن عمر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٧ أ ، والعبر ٥ / ٢٨٢ وفيه : «يوسف بن يحيى» ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٦٢.

(٣) انظر عن (يوسف بن أبي السّر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٣ أ ، والذيل على الروضتين ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦١ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٦٢ ، والعبر ٥ / ٢٨٢ ، وذيل التقييد ٢ / ٣٣٢ رقم ١٧٣٦ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢١.

٢١٠

وسمع من : الخشوعيّ ، وعبد اللّطيف ابن شيخ الشّيوخ ، والقاسم بن عساكر ، وحنبل ، وجماعة.

روى عنه الحافظ زكيّ الدين البرزاليّ ومات قبله بتسع وعشرين سنة.

وبقي حتّى سمع منه : شرف الدّين منيف القاضي ، وشرف الدين ابن عرب شاه ، وأخوه داود ، ومحمد بن المحبّ ، وهذه الطّبقة ، وولده الصّدر.

وتوفّي في حادي عشر ربيع الأوّل ، رحمه‌الله.

* * *

وفيها ولد :

الشّيخ علم الدّين القاسم ابن البرزاليّ ،

والشّيخ صدر الدّين محمد بن زين الدّين عمر بن مكّيّ الشّافعيّ ،

وبهاء الدّين أبو بكر بن شمس الدّين محمد بن غانم ،

والقاضي عزّ الدّين محمد بن القاضي تقيّ الدّين سليمان ،

والتّقي أحمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان ،

والشّرف عبد الله بن أحمد بن القراط المقدسيّ ،

وجمال الدّين داود بن إبراهيم بن العطّار ،

وعلاء الدين عليّ بن عثمان بن قاضي بالس ،

ومحيي الدّين يحيى ابن القاضي الفخر عثمان الزّرعيّ ،

وخطيب المزّة شهاب الدّين أحمد بن عبد الرحمن المنبجيّ ،

ومحمد بن أحمد بن النّاصح عبد الرحمن بن محمد بن عيّاش الصّالحيّ ،

وشمس الدّين يوسف بن يحيى بن النّاصح بن الحنبليّ ،

وأبو نعيم أحمد بن التّقيّ عبيد الإسعرديّ ،

وقاضي القضاة شرف الدّين محمد بن أبي بكر بن ظافر الهمدانيّ ، المالكيّ ،

٢١١

والزّين محمد بن محمود بن عليّ بن مخلص القزوينيّ المؤذّن ،

والتّقيّ عبد الرحمن بن أحمد ابن شيخنا إبراهيم ابن القوّاس ،

ومحيي الدّين يحيى بن الخضر العبّاسيّ ،

وعلاء الدّين عليّ بن عليّ بن إبراهيم بن الصّيرفيّ ،

ويوسف بن عبد القادر الخليليّ ،

وشمس الدّين محمد بن إبراهيم بن المهندس تقريبا بخطّه.

٢١٢

سنة ست وستين وستمائة

ـ حرف الألف ـ

١٩١ ـ أحمد بن عبد الله (١) بن أبي الغنائم المسلّم بن حمّاد بن محفوظ بن ميسرة.

المحدّث ، الرّئيس ، مجد الدين ، أبو العبّاس الأزديّ ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، التّاجر ، المعروف بابن الحلوانيّة.

ولد في نصف ربيع الأوّل سنة أربع وستّمائة.

وسمع من : أبي القاسم بن الحرستانيّ ، والشّمس أحمد بن عبد الله العطّار ، والشّيخ العماد إبراهيم بن عبد الواحد ، والقاضي أبي الفضل إسماعيل بن إبراهيم الشّيبانيّ الحنفيّ ابن الموصلىّ ، وسماعه منه في سنة عشر وستّمائة لكنّه نازل ـ والمسلّم بن أحمد المارنيّ ، وابن صبّاح ، وابن الزّبيديّ ، والشّيخ الموفّق بن قدامة ، وابن اللتّيّ ، والنّاصح بن الحنبليّ ، وخلق بدمشق وأبي عليّ أحمد بن المعزّ الحرّانيّ ، وأحمد بن يعقوب المارستانيّ ، وإبراهيم بن عثمان الكاشغريّ ، وجماعة ببغداد ، وعبد الرّحيم بن الطّفيل ، وعليّ بن مختار ، والعلم بن الصّابونيّ ، وجماعة بمصر.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٨ ب ، والعبر ٥ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١٢ ، رقم ٢٢٢٠ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٨ ، والعبر ٥ / ٢٨٣ ، والوافي بالوفيات ٧ / ١٢٣ رقم ٣٠٥٧ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٦.

٢١٣

وعبد الحليم بن دخان الهمدانيّ ، وظافر بن شحم ، وعليّ بن زيد التّسارسيّ ، والوجيه محمد بن عليّ ابن تاجر عينه ، وجماعة بالإسكندريّة.

وعني بالحديث والسّماع ، وكتب بخطّه الكثير ، وحصّل الأصول ، وصار له أنسة بالفنّ جيّدة. وخرّج لنفسه معجما كبيرا ومعجما صغيرا (١).

روى عنه : الدّمياطيّ ، والأبيورديّ ، وابن الخبّاز ، وزينب بنت ابن الخبّاز ، وابنته صفيّة بنت الحلوانيّة والدة شمس الدّين محمد بن السّراج ، وآخرون.

وكان عدلا رئيسا ، حسن البزّة ، كيّس المجالسة له دكّان بالخواتيميّين.

توفّي في حادي عشر ربيع الأوّل ، ودفن بمقبرة باب الصّغير.

١٩٢ ـ أحمد بن عبد العزيز (٢) بن محمد بن عبد الرّحيم بن العجميّ.

الصّدر ، كمال الدّين ، والد المولى الإمام بهاء الدّين.

كان رئيسا محتشما ، جيّد الإنشاء ، بارع الكتابة ، حسن الدّيانة ، ذا مروءة وحسن عشرة ، وكثرة محاسن.

كتب الإنشاء في الأيّام النّاصريّة والأيّام الظّاهريّة.

وتوفّي في ذي الحجّة بظاهر مدينة صور ، ونقل إلى دمشق فدفن بمقبرة الصّوفيّة (٣).

__________________

(١) وقال البرزالي : «وجمع شيوخه في سبعة أجزاء».

(٢) انظر عن (أحمد بن عبد العزيز) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٨٨ ، ٣٨٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١١ أ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٦٦ ـ ٣٧٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٧٢ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٦٨ ـ ٧١ رقم ٣٠١٠.

(٣) وقال البرزالي : روى عنه الدمياطيّ من شعره.

وذكر ابن شاكر الكتبي شعرا كثيرا. وأورد الصفدي نصوصا نثرية وشعرا له.

٢١٤

١٩٣ ـ أحمد بن عبد المحسن (١) بن أحمد بن محمد بن عليّ بن حسن بن عليّ بن محمد بن جعفر بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق.

الشّريف نور الدّين ، أبو العبّاس العلويّ ، الحسينيّ ، الموسويّ ، الواسطيّ ، الغرّافّي ، التّاجر ، السّفّار.

ولد سنة بضع (٢) وثمانين وخمسمائة.

وسمع بمرو من : أبي المظفّر عبد الرّحيم بن السّمعاني.

وبالإسكندريّة من : محمد بن عمّار ، وغيره.

وببغداد من : أبي الحسن بن القطيعيّ مع ولده شيخنا تاج الدّين.

والعزّاف من أعمال واسط.

روى عنه : ولداه أبو الحسن عليّ ، وأبو إسحاق إبراهيم ، والدّمياطيّ ، وجماعة.

توفّي في خامس صفر بثغر الإسكندريّة (٣) ، رحمه‌الله تعالى.

١٩٤ ـ أحمد بن عبد النّاصر (٤) بن عبد الله.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد المحسن) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٨ أ ، ب ، والمقفّى الكبير ١ / ٥٠٩ رقم ٤٩٣ ، وعقد الجمان (٢) ٣٦ ، ٣٧ ، والوافي بالوفيات ٧ / ١٤٢ رقم ٣٠٧٢.

(٢) في المقتفي ١ / ورقة ٨ ب «سنة سبع أو ثمان وثمانين» ، وفي المقفّى الكبير : ولد قبل الثمانين وخمسمائة.

(٣) وقال البرزالي ١ / ورقة ٨ ب : «وكان شيخا فاضلا ، كبير القدر ، روى لنا عنه عماد الدين ابن البالسي».

ومن شعره :

زمان علا فيه اللئيم ترفّعا

وحطّ به أهل النهى والتجارب

تطاول نوكاه ، إلينا وقوّضت

معاقل كانت للكرام الأطايب

وكتب على كتاب «التنبيه» في الفقه شرحا جليلا استدلّ فيه بعدّة أحاديث وخرّجها ، سمّاه : «معتمد التنبيه على أحاديث مسائل التنبيه». (المقفى الكبير).

(٤) انظر عن (أحمد بن عبد الناصر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٨ ب.

٢١٥

أبو العبّاس اليمنيّ (١).

روى عن : أبي الفتوح بن الحصريّ.

وسمع من أهل مصر.

مات في ربيع الأوّل (٢).

١٩٥ ـ أحمد بن القاضي شمس الدين عمر بن أسعد بن المنجا.

الإمام ، الفقيه ، الصّالح ، عماد الدّين التّنوخيّ ، الحنبليّ ، أخو شيختنا ستّ الوزراء.

ذكر وفاته شمس الدين ابن الفخر في جمادى الآخرة ، وكانت جنازته حفلة كبيرة وعمره أربعون سنة إلّا شهران.

قلت : سمع مع أخته ، وهي أكبر منه ، «صحيح البخاريّ». ولم يرو.

وهو واقف حلقة العماد برواق الحنابلة.

١٩٦ ـ إبراهيم بن عبد الله (٣) بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر.

الإمام ، الزّاهد ، القدوة ، الخطيب ، عزّ الدين ، أبو إسحاق ابن الخطيب شرف الدين أبي محمد ابن الزّاهد الكبير الإمام القدوة أبي عمر المقدسيّ ، الجمّاعيليّ (٤) الأصل ، الدمشقيّ الصالحي الحنبلي.

__________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي المقتفي : «التميمي».

(٢) وقال البرزالي : ومولده بمكة في النصف الأول من صفر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. روى لنا عنه الدواداريّ في معجمه».

(٣) انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٨٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٨ ب ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٢ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٨ ، والعبر ٥ / ٢٨٤ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٥ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٧ ، ومختصره ٧٨ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٦٦ ، والمنهج الأحمد ٣٩١ ، والمقصد الأرشد ، رقم ٢١٨ ، والمنهل الصافي ١ / ٦٤ ـ ٦٦ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٧ ، والدرّ المنضد ١ / ٤١٠ رقم ١١٠٥ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٢ ، والوافي بالوفيات ٦ / ٣٥ ، ٣٦ رقم ٢٤٦٨.

(٤) الجمّاعيلي : نسبة إلى جمّاعيل قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين قريبة من بيت المقدس.

٢١٦

ولد في رمضان سنة ستّ وستّمائة.

وسمع من : عمّ أبيه ، الشّيخ موفّق الدين ، والشّيخ العماد ، والشّيخ الشّهاب بن راجح ، والقاضي أبي القاسم بن الحرستانيّ ، وداود بن ملاعب ، وأبي عبد الله بن عبدون البنّاء ، وأبي اليمن الكنديّ ، وأبي القاسم أحمد بن عبد الله العطّار ، وموسى بن الشّيخ عبد القادر ، وأبي المحاسن بن أبي لقمة ، وأبي الفتوح محمد بن الجلاجليّ ، وأبي محمد بن البنّ ، وأبي الفتح محمد بن عبد الغنيّ ، وأبي المجد القزوينيّ ، وطائفة وسواهم.

وسماعه من الكنديّ حضور.

روى عنه : الدّمياطيّ ، والقاضي تقيّ الدّين سليمان ، وابن الخبّاز ، وابن الزّرّاد ، وجماعة.

وأجاز له عمر بن طبرزد ، والمؤيّد الطوسي ، وجماعة.

وكان فقيها ، عارفا بالمذهب ، صاحب عبادة وتهجّد وإخلاص ، وابتهال وأوراد ومراقبة وخشية. وله أحوال وكرامات ودعوات مجابات.

قال ابن الخبّاز : كان إذا دعا كان القلب يشهد بإجابة دعائه من كثرة ابتهاله وإخلاصه وتذلّله وانكساره. وله أدعية تحفظ عنه. وكان أمّارا بالمعروف نهّاء عند المنكر ، يروح إلى الأماكن البعيدة ومعه جماعة فينكر ويبدّد الخمر ويكسر الأواني. رأيت ذلك منه غير مرّة.

قال : وكان ليس بالأبيض ولا بالآدم ، معتدل القامة ، واسع الجبهة ، أشقر اللّحية ، أشهل العينين بزرقة ، مقرون الحاجبين ، أقنى (١) العرنين.

قال : وسمعت الشّرف أحمد بن أحمد بن عبيد الله يقول : أنا من عمري أعرف الشّيخ العزّ ما له صبوة. وسمعت العزّ أحمد بن يونس يقول ما كان الشّيخ العزّ إلّا سيّد وقته معدوم المثل.

__________________

(١) في الأصل : «أقنا».

٢١٧

وقال أبو بكر الدّقّاق : من يكون مثل الشّيخ العزّ ، كان إذا جاء إليه أقلّ الخلق ضحك في وجهه وبشّ به وتلطّف به.

وقال سالم بن عليّ الجزريّ : كان كثير التّواضع للصّغير والكبير ، كثير الصّدقة والمعروف. ما رأت عيني مثله ، ولا رأيت أحدا على صفته.

قال ابن الخبّاز : كان رحمه‌الله يتألّف النّاس ويلطف بالغرباء والمساكين ويحسن إليهم ، ويواسيهم ويودّهم ، ويتفقّدهم ، ويسألهم عن حالهم ، ويأخذهم إلى بيته كلّ ليلة وفي كلّ وقت ، فيطعمهم ما أمكنه. وكان يذمّ نفسه ذمّا كثيرا ويحقّرها ويقول : أيش يجي منّي؟ أيش أنا؟ وكان كثير التّواضع.

وحدّثني الشّيخ الصّالح أحمد بن محمد بن أبي الفضل قال : كنت أعالج الشّيخ العزّ في مرضه الّذي قبض فيه ، فكنت إذا جئته بشيء أسقيه يقول : يا حيائي من الله ، يا حيائي من الله.

قال : وحدّثني الزّاهد أبو إسحاق إبراهيم ابن الأرمنيّ قال : رأيت في المنام قبل وفاة الشّيخ بأربع ليال كأنّني في وادي الرّبوة ، وشخصان جاءا إليّ وقالا : إنّ الله قد أذن لإبراهيم أن يدخل عليه. فأصبحت وبقيت مفكرا ، فجاءني رجل وقال : العزّ مريض. فقلت : هذه الرّؤية له ، وخفت عليه من يومئذ. ثمّ قال : وهذه عناية عظيمة في حقّه ، رضي‌الله‌عنه ، تدلّ على أنّه من أولياء الله تعالى.

قال ابن الخبّاز : وجدت بخطّ البدر عليّ بن أحمد بن عمر المقدسيّ ، وقرأته عليه : كان الشّيخ عزّ الدّين كثير الخير والمعروف والإحسان والصّدقة ، وطيّب الكلمة ، وحسن الملتقى ، واللّطف بالنّاس. ويؤثر كثيرا ويطعم القوم. لم يكن في جماعتنا أكثر منه صدقة. ويزور المنقطعين والأرامل ويلطف بهم. وكان مجتهدا في طلب العلم وتحصيله ، حريصا على دينه مفتّشا عنه ، كثير الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. وحجّ مرّتين ، الأولى سنة اثنتين وعشرين مع والده ، والثّانية سنة ثلاث وخمسين ، أحسن إلى النّاس في هذه المرّة إحسانا كثيرا بماله وروحه.

٢١٨

وكان كثير الزّيارة إلى القدس والخليل ، وكان يلطف بالنّساء والصّغار والكبار ويفرّح الصّبيان في المواضع ويوجدهم راحة ويسلّم عليهم ، ويسلّم على الصّغير والكبير.

ثمّ ذكر منامات عديدة حسنة رآها غير واحد للشّيخ العزّ. وذكر عن جماعة ثناءهم عليه ووصفهم إيّاه بالسّخاء والكرم والمروءة والإحسان الكثير إلى الفقراء ، وإيثارهم وقضاء حوائجهم والتّواضع لهم ، وطلاقة الوجه والبشاشة والورع والخوف والعبادة والأخلاق الجميلة ونحو ذلك.

وتوفّي في تاسع عشر ربيع الأوّل عن ستّين سنة ، رحمة الله تعالى.

وقد جمع ابن الخبّاز فضائله وسيرته في بضعة عشر كرّاسا.

وله أولاد فقهاء صلحاء.

١٩٧ ـ إبراهيم بن يحيى (١) بن أبي حفاظ مهدي.

الإمام ، أبو إسحاق المكناسيّ ، النّحويّ ، أحد الفضلاء والرحّالين.

ولد سنة ستّمائة.

وسمع من : أبي الحسين محمد بن محمد بن زرقون ، وطائفة بإشبيليّة ، وارتحل إلى الشّام والعراق.

أخذ عنه الدّمياطيّ ببغداد. وخطّه معرب مليح.

مات بالفيوم في سنة ستّ. وله شعر وفضائل.

١٩٨ ـ إسحاق بن إبراهيم (٢) بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن بدر الدّين.

أخو الشّيخ تقيّ الدين.

ولد سنة إحدى عشرة ، ومات في سادس صفر بدمشق.

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في : بغية الوعاة ١ / ٤٣٥ رقم ٨٨١.

(٢) انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٨ أ.

٢١٩

١٩٩ ـ إسحاق بن عبد الله (١) بن عمر بن عبد الله.

أبو إبراهيم الدّمشقيّ ، ابن قاضي اليمن.

ولد سنة بضع وثمانين وخمسمائة.

وحدّث عن : عبد اللّطيف بن أبي سعد ، وستّ الكتبة بنت الطّراح.

كتب عنه الأبيورديّ ، والطّلبة.

ومات في شعبان. وهو أخو إسماعيل الآتي.

٢٠٠ ـ إسماعيل بن عبد الله (٢) بن عمر بن عبد الله.

أبو الطّاهر (٣) ، ويعرف أبوه بقاضي اليمن.

حدّث عن : عبد اللّطيف بن أبي سعد الصّوفيّ (٤).

وحدّث بالقاهرة ودمشق.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وغيره.

ومات في ذي القعدة بجوبر (٥).

__________________

(١) انظر عن (إسحاق بن عبد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٠ أ.

(٢) انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٠ ب ، ١١ أ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٢ ، والوافي بالوفيات ٩ / ١٥٠ رقم ٤٠٥٥ ، وعقد الجمان (٢) ٣٦ ، والمنهل الصافي ٣ / ٢٢٧ رقم ٦٣٣ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٦.

(٣) في المقتفي : «أبو الفداء» ولقبه : شرف الدين.

(٤) وكان سمع منه في سنة ست وتسعين وخمسمائة بالقاهرة ودمشق.

(٥) مولده في شهر ربيع الأول سنة ٥٨٦ ه‍. وفي الوافي : سنة تسع وثمانين.

ومن شعره :

كنتم على البعد لي في قربكم أمل

حتى إذا ما دنت من داركم داري

نأيتم فبعادي عنكم أبدا

أرجى وأروح في قلبي وإضماري

ومنه :

كانوا بعيدا ولي في وصلهم طمع

حتى دنوا فنأوا في القرب وانقطعوا

فالبعد أروح لي من قربهم فعسى

بعد ليشغل قلبي ذلك الطمع

ومنه في أسود يشرب خمرا :

عاينت أسود يحتسي

خمرا يسير بها المثل

فتأمّلوا وتعجّبوا

للشمس يكرعها زحل

٢٢٠