تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

الشّيخ عماد الدّين أبو محمد ، ويسمّى عبد الرّحيم أيضا ، ويعرف بابن الحدّوس الموصليّ.

ولد سنة إحدى عشرة.

وسمع ببغداد من عبد السّلام بن سكينة ، وغيره.

وحدّث. ومات بمصر.

ـ حرف الدال ـ

٢٧٠ ـ داود بن سليمان (١) بن عليّ بن سالم.

أبو سليمان بن الحمويّ ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، العدل.

ولد سنة سبع وثمانين وخمسمائة.

وحدّث عن : حنبل.

وهو من بيت العدالة والرّواية.

توفّي فجأة في سادس ذي الحجّة بدمشق (٢).

ـ حرف الراء ـ

٢٧١ ـ ريحان الحبشيّ (٣).

مولى التّقيّ صالح بن الخضر ، المقرئ.

روى عن : مكرّم ، وغيره.

ومات بالقاهرة في شعبان.

ـ حرف السين ـ

٢٧٢ ـ سعد الله بن أبي الفضل بن سعد الله بن أحمد بن سلطان.

أبو محمد التّنوخيّ ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، البزّار.

__________________

(١) انظر عن (داود بن سليمان) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٩ أ.

(٢) وقال البرزالي : أجاز لي جميع ما يرويه.

(٣) انظر عن (ريحان الحبشي) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ ب ، وفيه : «ريحان بن عبد الله».

٢٦١

ولد في أوّل سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : عبد اللّطيف بن إسماعيل ، وحنبل بن عبد الله.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، وأبو عبد الله بن الزّرّاد ، وجماعة.

ومات في رابع شوّال.

ـ حرف الصاد ـ

٢٧٣ ـ صالح بن الخضر (١) بن حاتم.

تقيّ الدين ، أبو البقاء ابن قمر الدّولة الأنصاريّ ، المصريّ ، المقرئ الشّافعيّ ، الضّرير.

سمع الكثير ، وحدّث عن : مكرّم بن أبي الصّقر.

ومات بقليوب في رمضان.

٢٧٤ ـ صالح بن الحسين (٢) بن طلحة بن الحسين بن محمد.

القاضي الجليل ، الإمام ، تقيّ الدّين ، أبو البقاء الهاشميّ ، الجعفريّ ، الزّينبيّ.

ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : عليّ بن البنّاء ، وغيره.

وحدّث. وكان رئيسا نبيلا ، عارفا بالأدب. ولي قضاء قوص مدّة.

وله خطب ونظم ونثر وتصانيف. وأنحس نفسه بولاية نظر قوص ، وفاعل ذلك منقوص.

حدّث عنه الدّمياطيّ.

__________________

(١) انظر عن (صالح بن الخضر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨ أ.

(٢) انظر عن (صالح بن الحسين) في : ذيل مرآة الزمان ١ / ٤٣٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨ ب ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٢٥٦ ، ٢٥٧ رقم ٢٨٣ ، وعقد الجمان (٢) ٦٨.

٢٦٢

ـ حرف العين ـ

٢٧٥ ـ عبد الله بن عبد الرحمن (١) بن سلامة بن نصر بن مقدام بن نصر.

أبو محمد الحنبليّ ، المقدسيّ ، السّراج.

ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة.

وحدّث عن : حنبل.

وولي حسبة قاسيون.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، وابن الزّرّاد ، وجماعة.

مات في تاسع ذي الحجّة.

٢٧٦ ـ عبد الصّمد بن يوسف (٢) بن منصور بن يوسف.

سديد الدّين أبو محمد السّعديّ ، الشّاميّ ، ثمّ المصريّ.

توفّي عن إحدى وثمانين سنة بالقاهرة.

روى شيئا عن عليّ بن محمد بن رحّال.

٢٧٧ ـ عبد الرحمن بن الحافظ أبي محمد عبد الله بن سليمان بن حوط الله.

الفقيه أبو عمر الأنصاريّ ، الأنديّ ، الأندلسيّ.

سمع «صحيح البخاريّ» من أبي العبّاس بن مقدام صاحب شريح.

وأجاز له خلق بإفادة أبيه وعمّه.

وسمع من طائفة.

مات في المحرّم ، وقارب السّبعين.

٢٧٨ ـ عبد المغيث بن عبد الكريم (٣) بن أبي الفضائل.

محيي الدّين ، أبو الفرج الأنصاريّ ، الدّلاصيّ ، الصّعيديّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨ ب.

(٢) انظر عن (عبد الصمد بن يوسف) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ أ.

(٣) انظر عن (عبد المغيث بن عبد الكريم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ ب.

٢٦٣

ولد سنة إحدى وستّمائة.

من الحافظ ابن المفضّل.

وتوفّي في الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل.

٢٧٩ ـ عثمان عزّ الدّين بن الشّيخ الوجيه بن منجّا.

أكبر أولاد أبيه ، توفّي شابّا طريّا إلى رحمة الله في جمادى الآخرة وشيّعه الأعيان.

ورّخه شمس الدّين ابن الفخر فقال : توفّي صاحبي عزّ الدّين وعمل عزاؤه بالمسماريّة.

٢٨٠ ـ عليّ بن الحسن (١) بن الفرج بن النّعمان بن محبوب.

تقيّ الدّين. المعرّي الأصل ، البعلبكيّ.

الفقيه الشّافعيّ. كان فاضلا ، حسن الأخلاق والعشرة.

توفّي بدمشق في ربيع الآخر ، رحمه‌الله تعالى ، وقد ناهز السّتين.

٢٨١ ـ عليّ بن أبي طالب (٢) بن محمد.

الشّريف علاء الدّين الحسينيّ ، الموسويّ ، الدّمشقيّ.

ولد سنة ثمان وتسعين.

وسمع من : أبي اليمن الكنديّ.

وكان عدلا حسن الشّكل.

توفّي في ذي القعدة. وهو والد المسند موسى بن عليّ الشّاهد شيخنا.

وكان شيخا بالمقدّميّة للإقراء.

٢٨٢ ـ عمر بن محمد (٣) بن أبي سعد بن أحمد.

__________________

(١) انظر عن (علي بن الحسن) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ أ.

(٢) انظر عن (علي بن أبي طالب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ أ.

(٣) انظر عن (عمر بن أحمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ ب ، والعبر ٥ / ٢٨٩ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٢ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١٣ رقم ٢٢٢٥ ، والإشارة إلى وفيات

٢٦٤

الواعظ ، العالم ، بدر الدّين ، أبو حفص الكرمانيّ الأصل ، النّيسابوريّ ، التّاجر.

ولد بشاذياخ نيسابور في تاسع المحرّم سنة سبعين وخمسمائة. وكان يمكنه أن يسمع من عبد المنعم بن الفراويّ ، وطبقته ، وإنّما سمع في الكهولة من القاسم بن عبد الله الصّفّار. سمع منه الشّطر الأوّل من «مسند أبي عوانة» ، وسمع منه ثلاثة مجالس المخلديّ ، و «الأربعين» لعبد الخالق بن زاهر.

وحدّث بدمشق ومصر. وعمّر دهرا طويلا.

قرأت بخطّ العلاء الكنديّ : حدّثني الواعظ بدر الدّين النّيسابوريّ قال : حفظت «مقامات الحريريّ» ، وكان أبي يغلق عليّ باب غرفة كلّ ليلة حتّى أكرّر على كلّ الكتاب.

ولا نعلم أحدا روى عن الصّفّار بالسّماع بعده.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن فرج ، وإمام الحنابلة ، وابن الخبّاز ، وابن الزرّاد ، ونبيه الحلبيّ ، وعزّ الدّين محمد بن العزّ ، وعليّ بن محمد بن المهتار ، وخلق من هذه الطّبقة.

وقد روى عنه الشّيخ شمس الدّين عبد الرّحمن مع تقدّمه.

وتوفّي بدمشق في ليلة الحادي والعشرين من شعبان ، وقد قارب المائة. وسماعه صحيح مع الشّيخ الضّياء.

ـ حرف الكاف ـ

٢٨٣ ـ كريمة بن أبي المنى بن سعد بن الحسن.

النّجيب النّابلسيّ.

ولد سنة اثنتين وتسعين.

__________________

= الأعيان ٣٦٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، وذيل التقييد ٢ / ٢٥٦ رقم ١٥٦٧ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٨.

٢٦٥

وروى بالأرض المقدّسة وغيرها عن أبي جعفر الصّيدلانيّ بالإجازة.

سمع منه : ابن الخبّاز.

ـ حرف الميم ـ

٢٨٤ ـ محمد بن إبراهيم بن عيّاش.

أبو عبد الله السّلاويّ.

سمع : ابن البنّ ، وابن صصريّ.

وعاش سبعين سنة.

روى عنه : شيخنا الدّمياطيّ.

٢٨٥ ـ محمد بن أحمد (١) بن عمر.

العلّامة جلال الدّين العيديّ (٢) ، البخاريّ ، الحنفيّ. أحد شيوخ أبي العلاء الفرضيّ.

تفقّه على حسام الدّين محمد بن محمد الأخشيكتيّ ، وحميد الدّين عليّ الرّامشيّ ، وعلى حافظ الدّين. وحصّل المذهب. وكان ذا معرفة تامّة بالفقه والأصلين ، ودرّس وأفتى.

وقال البخاريّ : أظنّه في رمضان سنة ثمان بكلاباذ.

٢٨٦ ـ محمد بن أبي الفتح (٣) الحسن الحافظ الكبير ثقة الدين أبي القاسم عليّ بن هبة الله بن عساكر.

شمس الدّين ، أبو عبد الله الدّمشقيّ.

ولد سنة ثلاث وتسعين ، وسمع من عمّه القاسم فيما أحسب.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أحمد) في : المشتبه في الرجال ١ / ٤٣٥ ، وتوضيح المشتبه ٦ / ١١٤ ، ١١١٥.

(٢) العيدي : بالكسر مع إهمال الدال. نسبة إلى العيد. في آبائه من ولد في العيد فنسب إليه.

(٣) انظر عن (محمد بن أبي الفتح) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ ب ، ١٦ أ ، وتالي كتاب وفيات الأعيان ١٣٩ ، ١٤٠ رقم ٢٢٣ ، وعقد الجمان (٢) ٦٨.

٢٦٦

وسمع من : حنبل ، وابن طبرزد ، ومحمد بن الزّنف ، والكنديّ ، وستّ الكتبة بنت الطّرّاح.

وحدّث بدمشق وبمصر مدّة.

أكثر عنه الشّريف عزّ الدّين والمصريّون. ومات بدمشق في سابع صفر.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن ابحبّاز ، وجماعة.

٢٨٧ ـ محمد بن داود (١) بن أبي العبّاس خمار (٢) بن محمود بن غازي.

الشيخ شهاب الدّين ، أبو بكر الأنصاريّ ، المصريّ ، المقرئ.

ولد سنة ستّمائة. وقرأ القرآن بالروايات وأتقنها ، وتصدّر بجامع مصر لإقرائها.

وكان ديّنا ، خيّرا ، ساكنا ، لا أعلم على من قرأ. وقد روى اليسير عن مكرّم.

ومات في رابع شوّال ، رحمه‌الله تعالى.

٢٨٨ ـ محمد بن عبد الحميد (٣) بن عبد الهادي.

الشيخ شمس الدّين ابن العماد ، أخو شيخنا العزّ.

ولد سنة سبع وستمائة.

وسمع من : ابن ملاعب ، والموفّق ، وابن راجح ، وموسى بن عبد القادر ، وابن البنّ ، والعزّ محمد بن الحافظ ، وابن أبي لقمة ، وجماعة.

وهو والد صاحبنا الفقيه عبد الحميد.

سمع منه : ابن الخبّاز ، وابن نفيس ، وابنه عبد الحميد. وكان فقيها إماما ، زاهدا ، قدوة ، قوّالا بالحقّ ، كثير الخير.

توفّي رحمه‌الله في رمضان.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن داود) في : المقتفي للبرزالي ١ / ١٨ أ ، والمقفّى الكبير ٥ / ٦٤٢ ، ٦٤٣ رقم ٢٢٣٤.

(٢) خمار : بضم الخاء المعجمة وتخفيف الميم ثم ألف بعدها راء مهملة.

(٣) انظر عن (محمد بن عبد الحميد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨ أ.

٢٦٧

٢٨٩ ـ محمد الوزير (١).

فخر الدّين ، أبو عبد الله ابن الصّاحب الوزير بهاء الدين عليّ ابن القاضي السّديد محمد بن سليم (٢) المصريّ ، الشّافعيّ ، ابن حنّا.

سمع من : أبي الحسن بن المقيّر.

وحدّث ، ودرّس بمدرسة والده ، وعمّر رباطا كبيرا بالقرافة ، ووقف عليه ما يقوم بالفقراء.

وكان ديّنا فاضلا ، محبّا لأهل الخير ، مؤثرا لهم.

توفّي في شعبان. وهو أبو الصّاحب تاج الدّين محمد. شيّعه خلق كثير (٣).

وقد روى عنه الدّمياطيّ شيئا من نظمه.

٢٩٠ ـ محمد بن عمر بن أبي القاسم أحمد بن أحمد بن محمد.

الشّريف ، شيخ القرّاء ، أبو البدر العبّاسيّ ، الرّشيديّ ، الواسطيّ ، المعروف بابن الدّاعي.

قرأ بالرّوايات علي : ابن الباقلّاني ، وابن الكمال ، وأبي جعفر بن زريق ، وأبي طالب ، وأبي طالب بن عبد السّميع.

وحدّث عن ابن الجوزيّ بكتاب «جامع المسانيد» وغير ذلك.

__________________

(١) انظر عن (محمد الوزير) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٩ ، ٤٤٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٧١ ، ١٧٢ ، والوافي بالوفيات ٤٠ / ١٨٥ رقم ١٧٢٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٨ ، والمقفّى الكبير ٦ / ٣٣٤ ـ ٣٣٦ رقم ٢٨١٠ ، وعقد الجمان (٢) ٦٧ ، والدليل الشافي ٦٥٦ رقم ٢٢٥٧.

(٢) ضبطه المقريزي فقال : سليم ، بفتح السين المهملة وكسر اللام ، بن حنّا بحاء مهملة مكسورة بعدها نون مشدّدة مفتوحة. (المقفى الكبير ٦ / ٣٣٤).

(٣) وقال فيه شرف الدين البوصيري :

نم هنيئا محمد بن علي

بجميل قدّمت بين يديكا

أنت أحسنت في الحياة إلينا

أحسن الله في الممات إليكا

كنت عونا لنا على الدهر حتى

حسدتنا أيدي المنون عليكا

٢٦٨

وسمع «الغيلانيات» من المندائيّ. وحدّث بجزء ابن عرفة عن ابن كليب.

وأجاز له ذاكر بن كامل ، وابن بوش ، وابن كليب ، وعدّة.

وتصدّر للإقراء ، وحمل عنه جماعة القراءات كالشّيخ عليّ خريم ، وابن غزال ، وابن المحروق.

وبالإجازة شيخنا البرهاني الجعبريّ.

ولد في المحرّم سنة سبع وسبعين ، وتوفّي في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وستّين وستّمائة.

٢٩١ ـ محسّن (١).

الحبشيّ ، الصّالحيّ ، الطّواشيّ.

سمع الكثير من أصحاب السّلفيّ كابن رواج ، وابن الحميريّ.

وحصّل الأصول ، وتقدّم عند الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب ، وبعده ثمّ سافر إلى المدينة المنوّرة فجاور وتقدّم على الخدّام. ثمّ رجع إلى مصر.

توفّي في العشرين من شعبان.

٢٩٢ ـ منصور بن محمد (٢) بن عليّ بن محمد بن عليّ بن منصور.

أبو محمد القرشيّ ، البالسيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، الكاتب.

قال الشّريف عزّ الدين : ولد سنة ستّمائة. وسمع من الكنديّ.

وحضر حنبل بن عبد الله. ومات في مستهلّ ربيع الأوّل بالشّقيف.

روى عنه : الدّمياطيّ وابن الخبّاز ، وغيرهما.

وكان أديبا شاعرا (٣).

__________________

(١) انظر عن (محسن) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٩ ، وعقد الجمان (٢) ٦٨.

(٢) انظر عن (منصور بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ أ.

(٣) وقال البرزالي : أجاز لي ما يرويه في ربيع الآخر سنة ست وستين وستمائة.

٢٦٩

ـ حرف الياء ـ

٢٩٣ ـ يحيى بن تمّام (١) بن يحيى بن عبّاس بن أبي الفتوح بن تميم.

الشّيخ عماد الدّين ، أبو زكريّا الحميريّ ، الدّمشقيّ.

ولد سنة ستّ وستّمائة.

وسمع من : داود بن ملاعب ، والشّيخ الموفّق.

وحدّث بدمشق ومصر.

ومات في شعبان.

وكان رئيسا سمحا جوادا.

٢٩٤ ـ يحيى بن محمد (٢) بن عليّ بن محمد بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز بن عليّ بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد.

قاضي القضاة ، أوحد الحكّام ، محيي الدّين ، أبو المفضّل ابن قاضي القضاة محيي الدّين أبي المعالي ابن قاضي القضاة زكيّ الدّين أبي الحسن ابن قاضي القضاة منتخب الدّين أبي المعالي ابن القاضي أبي الفضل ، القرشيّ ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ.

ولد في الخامس والعشرين من شعبان سنة ستّ وتسعين وخمسمائة.

وسمع من : حنبل ، وابن طبرزد ، وأبي اليمن الكنديّ ، وابن الحرستانيّ ، وجماعة.

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن تمّام) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ ب ، وذيل التقييد ٢ / ٣٠٢ رقم ١٦٧٦.

(٢) انظر عن (يحيى بن محمد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٤٠ ، ٤٤١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ أ ، ب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٧١ ، والعبر ٥ / ٢٨٩ ، ٢٩٠ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٢ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، وذيل التقييد ٢ / ٣٠٨ ، ٣٠٩ رقم ١٦٩٠ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٩ ، وعقد الجمان (٢) ٦٦ ، ٦٧ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٧.

٢٧٠

وتفقّه على : فخر الدّين ابن عساكر ، وغيره.

وولي قضاء دمشق غير مرّة ، ولم تطل ولايته. وكان صدرا ، رئيسا ، محتشما ، نبيلا ، جليلا ، معرقا في القضاء.

وحدّث بدمشق ومصر ، وكتب عنه غير واحد.

روى عنه الدّمياطيّ في «معجمه» ، وساق نسبه إلى عثمان رضي‌الله‌عنه ، ولا أعلم لذلك صحّة. فإنّي رأيت الحافظ ابن عساكر قد ذكر جدّه لأمّه القاضي أبا المفضّل يحيى بن عليّ المذكور ، وذكر ابنه المحتسب وغيرهما ، ولم يتجاوز القاسم بن الوليد. وقال في جدّه المعروف بابن الصّائغ : القرشيّ قاضي دمشق. ولم يقل لا الأموي ولا العثمانيّ.

ثمّ إنّي رأيت كتاب وقف لبني الزّكيّ ، وهو وقف من جدّهم عبد الرحمن بن الوليد بن القاسم بن الوليد القرشيّ. وقد وقفه في سنة نيّف وسبعين ومائتين ، ولم يزد في نسبه ولا نسبته على هذا ، ولا سمّى للوليد أبا ، ولا ذكر أنّه أمويّ ، والّذي زعم أنّه عثمانيّ قال فيه : الوليد بن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفّان.

والله أعلم بحقيقة ذلك. فإنّ المعروف من ذلك أنّ المتقدّمين يحفظون أنسابهم ويرفعونها. فإذا طالت السّنون والأحقاب على الأعقاب نسيت وأهملت واجتزئ بالنّسبة إلى القبيلة ، فقيل القرشيّ والقيسي والهمدانيّ وأمّا بالعكس فلا ، فإنّا لم نر هذا الواقف القديم الّذي كان بعد السّبعين ومائتين رفع في نسبه فوق ما ذكر في كتاب وقفه. ولا رأينا أحدا من أولاده وهلمّ جرّا إلى زمان قاضي القضاة زكيّ الدّين أبي الحسن يذكرون أنّهم أمويّون ولا عثمانيّون. وإنّما هو أمر لم ينقل عن أهل هذا البيت الطّيب فينبغي أن يصان عن الزّيادة والانتساب إلى غير جدّهم إلّا بيقين ولو ثبت ذلك لكان فيه مفخر وشرف.

روى عنه : ابن الخبّاز ، وشرف الدّين ابن أبي الفتح ، وشمس الدّين بن الزّرّاد ، وجماعة.

٢٧١

وقال الشّيخ قطب الدّين (١) : كان له في الفقراء عقيدة. وصحب الشّيخ محيي الدّين ابن العربيّ وله فيه عقيدة تجاوز الوصف.

قال : وحكي لي عنه أنّه كان يفضّل عليّا على عثمان رضي‌الله‌عنهما ، كأنه كان يقتدي في ذلك بابن العربيّ (٢).

وله قصيدة في مدح عليّ ، رضي‌الله‌عنه ، منها :

أدين بما دان الوصيّ ولا أرى

سواه وإن كانت أميّة محتدي

ولو شهدت صفّين خيلي لأعذرت

وساء بني حرب هنالك مشهدي

قلت : وقد سار إلى هولاكو فولّاه قضاء الشّام وغيرها ، وخلع عليه خلعة سوداء مذهّبة خليفتيّة ، وبدت منه أمور. والله يسامحه. وكان لهجا بالنّجوم وأشياء لا أقولها.

بحيث أنّه دخل ببنت سناء الملك لأجل الطّالع وقت الظّهر ، ولم نسمع بعرس في هذه السّاعة ، ثمّ بعد ليال ماتت هذه العروس ، فنقل التّاج ابن عساكر أنّها ماتت فجأة. سقوها دواء يزيل العقل ليفتضّها الزّوج فقلقت ، فيا شؤمه افتضاضا عليها.

وقد أمره السّلطان بالسّكنى بديار مصر.

وتوفّي بمصر في رابع عشر رجب سنة ثمان ، ودفن بسفح المقطّم عن أحد عشر ولدا ، وهم : علاء الدّين أبو العبّاس أحمد ، وقاضي القضاة بهاء الدّين يوسف ، وزكيّ الدّين حسين ، وشرف الدّين إبراهيم ، وعزّ الدّين عبد العزيز ،

__________________

(١) في ذيل المرآة ٢ / ٤٤٠.

(٢) يقول خادم العلم وطالبه ، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الواضح أن المؤلّف الذهبي ـ رحمه‌الله ـ ينقل قول قطب الدين اليونيني ، وهو ليس قوله ، ومع ذلك فقد علّق اليافعي على هذا القول ونسبه إلى «الذهبي» فقال : «وهذا من الذهبي العجب العجاب»! وساق في تفضيل عليّ رضي‌الله‌عنه على عثمان رضي‌الله‌عنه كلاما كثيرا. انظر : مرآة الجنان.

٢٧٢

وتقيّ الدّين عبد الكريم ، وكمال الدّين عبد الرّحمن إمام محراب الصّحابة ، وزينب شيختنا ، وستّ الحسن ، وعائشة وفاطمة. وأوّلهم وفاة زكيّ الدّين بعد أبيه بقليل.

٢٩٥ ـ يعقوب بن عبد الرّفيع (١) بن زيد بن مالك.

الصّاحب ، زين الدّين الأسديّ ، الزّبيريّ ، من ولد عبد الله بن الزّبير ، رضي‌الله‌عنهما.

ولد سنة بضع (٢) وثمانين وخمسمائة ، ومات في ربيع الآخر.

ذكره قطب الدّين فقال : كان إماما فاضلا ، ممدّحا ، كثير الرّئاسة. وزر للملك المظفّر قطز ، ثمّ وزر للملك الظّاهر في أوائل دولته ، ثمّ عزل بابن حنّا فلزم بيته. وله نظم جيّد (٣).

* * *

__________________

(١) انظر عن (يعقوب بن عبد الرفيع) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٤١ ، ٤٤٢ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ ب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٧٢ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٧ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٩ ، وعقد الجمان (٢) ٦٥ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٣١.

(٢) في بدائع الزهور : سنة سبع وثمانين.

(٣) منه :

لا مني والعذر مشتهر

عاذل ما عنده خبر

في هوى من حسن صورته

سجدت طوعا له الصور

رشأ ما قال واصفه

إنه بالوصف ينحصر

رام غصن البان قامته

فانثنى من ذاك يعتذر

واستعار الظبي مقلته

واكتسى من نوره القمر

أسمر أخبار عاشقه

بين أرباب الهوى سمر

وإمام في ملاحته

واثق بالحسن مقتدر

أمروا قلبي بسلوته

أنا عاص للذي أمروا

لو بقلبي مثله عشقوا

وبعيني حسنه نظروا

لرأوا غيّا به رشدا

ولكانوا في الهوى عذروا

٢٧٣

وفيها ولد :

بدر الدّين محمد بن أحمد بن بصحان ابن السّراج الدّمشقيّ ، المقرئ ،

وكمال الدّين عبد الرحمن بن القاضي محيي الدّين يحيى بن الزّكيّ القرشيّ في رجب ،

وعلاء الدّين عليّ بن إسماعيل بن المقداد ،

وشمس الدّين عبد الأحد بن سعد الله بن نجيح الشّافعيّ ،

ومحمد ابن شيخنا الزّين أبي بكر ،

والفخر عثمان بن عمر الحرستانيّ المؤذّن ،

وصلاح الدّين يوسف بن محمد بن المغيزل ،

وفخر الدين عثمان بن محمد بن قاضي حماة ابن البارزيّ ،

ونجم الدين عليّ بن داود القحفازيّ ،

وقاضي القضاة علاء الدّين القونويّ ،

وقاضي الحنابلة تقيّ الدّين عبد الله بن محمد بن أبي بكر الدّيرانيّ ،

والنّاصح النّقيب محمد بن عبد الرّحيم ،

والفخر عثمان بن محمد قاضي حماة نجم الدّين عبد الرّحيم ابن البارزيّ ،

وعليّ بن أحمد بن محمد بن النّجيب الخلاطيّ ،

والشّيخ أحمد بن جملة في رجب ،

وإبراهيم بن محمد أخو المقريزيّ ،

وقاضي العراق قطب الدّين محمد بن عمر الفضليّ الشّافعيّ ، المعروف باحوبن ،

والشّيخ صدر الدّين سليمان بن يحيى بن إسرائيل البصرويّ مدرّس الخاتونيّة ،

والقاضي فخر الدين محمد بن محمد بن مسكين المصريّ ، في شوّال منها.

٢٧٤

سنة تسع وستين وستمائة

ـ حرف الألف ـ

٢٩٦ ـ أحمد بن عبد الله (١) بن عزّاز بن كامل.

العلّامة زين الدّين ، أبو العبّاس المصريّ ، النّحويّ ، المعروف بابن قطنة.

كان من أئمّة العربيّة المتنصّبين لإقرائها بمصر.

توفّي في ربيع الآخر ، وقد نيّف على السّبعين.

انتفع به جماعة.

٢٩٧ ـ أحمد بن القاضي الأعزّ أبي الفوارس (٢) مقدام بن أحمد بن شكر.

القاضي الأجلّ ، كمال الدّين أبو السّعادات المصريّ ، أحد كبراء البلد.

له عقل ودهاء ورأي ، وفيه حشمة وسؤدد.

وعيّن للوزارة. وله نظم حسن.

توفّي ليلة السّادس والعشرين من رمضان.

٢٩٨ ـ إبراهيم بن إسماعيل (٣) بن إبراهيم بن عثمان بن عبّاس.

أبو إسحاق المقدسيّ ، المقرئ.

ولد سنة إحدى وتسعين.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٠ ب ، والوافي بالوفيات ٧ / ١٢٣ رقم ٣٠٥٨ ، وبغية الوعاة ١ / ١٣٧.

(٢) انظر عن (أحمد بن أبي الفوارس) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٥٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٣ أ ، ب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٢ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٥ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٦ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣١ ، والوافي بالوفيات ٨ / ١٨٦ رقم ٣٦١٤.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٩ ب.

٢٧٥

وسمع من : أبي الفضل محمد بن الحصيب ، وداود بن ملاعب ، وغيرهما.

وكتب عنه الطّلبة ، ومات بالصّنمين في أوّل رجب راجعا من الحجّ.

وهو أخو الشّيخ شهاب الدّين أبي شامة.

٢٩٩ ـ إبراهيم بن المسلم (١) بن هبة الله بن البارزيّ.

الحمويّ ، القاضي شمس الدّين. أحد الأئمّة الفضلاء ببلده.

ولد سنة ثمانين وخمسمائة. وكان فيه دين وورع. قرأ على أبي اليمن الكنديّ. وصحب الفخر ابن عساكر وتفقّه به ، وأعاد له. ودرّس بالرّواحيّة بدمشق ، ثمّ درّس بحماة ، وولي قضاءها إلى أن مات.

وقد درّس أيضا بالمعرّة.

وكان محمود السّيرة في القضاء ، وله شعر (٢) ، وفضائل.

وليّ قضاء حماة بضع عشرة سنة.

توفّي في شعبان [من هذه السنة] (٣).

روى عنه : حفيده قاضي القضاة شرف الدّين هبة الله شيخنا ، وقاضي القضاة ابن جماعة ، وثنا أنّه قرأ عليه «التّنبيه» دروسا ، وأنّه حفظ ثلث «النهاية» لإمام الحرمين ، وغير ذلك ، وأنّه كان يصوم الدّهر ويقوم اللّيل ، رحمه‌الله تعالى (٤).

__________________

(١) انظر عن (إبراهيم بن المسلّم) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٢ ب ، وفيه : «أبو الطاهر إبراهيم بن عبد الله بن المسلّم ...» ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨١ ، والعبر ٥ / ٢٩١ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٣٢١ ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ١ / ١٣٢ ـ ١٣٥ رقم ٥ وفيه «إبراهيم بن هبة الله بن المسلّم بن هبة الله بن حسّان ...» ، والوافي بالوفيات ٦ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ٢٥٩٠ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٧٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٧ ، وعقد الجمان (٢) ٨٦ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣١ ، والدليل الشافي ١ / ٢٩ رقم ٨٢ ، والمنهل الصافي ١ / ١٦٢ ، ١٦٣ رقم ٨٢ ، والدارس ١ / ٢٦٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٨.

(٢) ومن شعره ينعت دمشق :

دمشق لها منظر رائق

فكلّ إلى وصلها تائق

فأنّى يقاس بها بلدة

أبى الله والجامع الفارق

(٣) في الأصل بياض مقدار ثلاث كلمات ، والمستدرك من عيون التواريخ.

وقد كتب في الأصل بعد البياض : «إبراهيم بن البريّ الواعظ» ، وهو مقحم.

(٤) وقال قاضي القضاة ابن جماعة : «أحد الأئمّة المشهورين ، والعلماء العاملين ، والقضاة

٢٧٦

٣٠٠ ـ إسحاق بن محمود (١) بن بلكويه (٢) بن أبي الفيّاض.

الشّيخ شمس الدّين ، أبو إبراهيم البروجرديّ (٣) ، الصّوفي ، المشرف (٤).

__________________

= العادلين ، كان رحمه‌الله درّس بدمشق بالمدرسة الرواحية ، في سنة تسع وستمائة ، وأعاد للشيخ الإمام أبي منصور عبد الرحمن بن عساكر ، ودرّس بحماة في سنة ثلاث وأربعين وستمائة بالمدرسة الخطبيّة ، ولم يزل مدرّسها إلى حين وفاته ، ودرّس أيضا بالمعرّة مدّة ، وأفتى مدّة طويلة ، وولي قضاء حماة وأعمالها سنة إحدى وخمسين وستمائة ، ولم يزل قاضيا إلى أن مات وكان مفنّنا يعرف التفسير ، والحديث ، والفقه ، والأصولين ، والنحو. يحفظ كثيرا من الرقائق ، وكان يكرّر على نحو الثلث من كتاب «نهاية المطلب» في الفقه ، وقيل إنه كرّر على الجميع. وكان رقيق القلب ، سريع الدمعة ، يصوم الدهر ، ويقوم الليل ، مع كبر السنّ ، ولا يفرّط في شيء من أوقاته ، قد وطف على نفسه أورادا من العبادة ليلا ونهارا ، واختصر في آخر عمره من لباسه فكان يلبس على رأسه بطانة من الخادم أذرعا يسيرة ، بذؤابة لطيفة ، ولم يزل على ذلك إلى أن توفّي .. ولما توفّي كنت مع الجيش على حصن الأكراد ، وكان قدومي في هذه المرة من الديار المصرية إلى حماة لرؤيته ، وزيارة والدي رضي‌الله‌عنهما ، فإنّي كنت قرأت عليه جميع كتاب «التنبيه» ، دروسا وانتفعت به وصحبته.». (مشيخة قاضي القضاة ١ / ١٣٢ ، ١٣٣).

(١) انظر عن (إسحاق بن محمود) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٩ أ ، ب ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٥ ب ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ١ / ١٨٨ ـ ١٩٥ رقم ١٤ ، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني ٣٠١ رقم ٣٠٧ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ١ / ورقة ١٤٠ أ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٤٢٤ رقم ٣٨٩٥ ، ومنتخب المختار من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ، لابن رافع السلامي (ت ٧٧٤ ه‍). انتخبه قاضي مكة المالكي الفاسي (ت ٨٣٢ ه‍). نشره عباس العزاوي ، مطبعة الأهالي ، بغداد ١٣٥٧ ه‍. / ١٩٣٨ م. ـ ص ٣٩ ، وعقد الجمان (٢) ٨٥ ، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني (نشر في مجلّة معهد المخطوطات العربية ـ المجلّد ٢٩ ، ج ٢ / ٤٦٣) ، وتوضيح المشتبه ٣ / ٧٠ ، وتبصير المنتبه ٤ / ١٢٩١ ، وفهرس الفهارس ٢ / ٦٤٣ ، ٦٤٤.

والطريف ، مع كل هذه المصادر لترجمة ابن بلكويه ، قال محقّق الإعلام بوفيات الأعلام ص ٢٧٩ في الحاشية رقم (٥) : «لم نقف على ترجمته فيما بين أيدينا من المصادر»!

(٢) في الوافي بالوفيات ٨ / ٤٢٤ «ملكويه» وهو غلط.

(٣) البروجردي البروجردي : بضم الباء والراء بعدها الواو ، وكسر الجيم ، وسكون الراء ، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بروجرد ، وهي بلدة حسنة. من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان. (الأنساب ٢ / ١٧٤ ، اللباب ١ / ١٤٣).

أما ياقوت فضبطها : برجرد : بالفتح ثم بالضم ، ثم السكون ، وكسر الجيم ، وكسر الراء ، ودال. (معجم البلدان ١ / ٤٠٤) وتابعه عبد المؤمن البغدادي في (مراصد الاطلاع ١ / ١٨٩).

(٤) المشرف : بالضم ، والسكون ، وكسر الراء ، (تبصير المنتبه ٤ / ١٢٩١). وقال ابن ناصر الدين : عرف بالمشرف لأنه كان مشرفا على دويرة الصوفية بمصر المعروف بسعد السعداء. (توضيح المشتبه ٣ / ٧٠).

٢٧٧

من أكابر مشايخ الصوفية وقدمائهم ، ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة ببروجرد.

وسمع ببغداد من :. بي طاهر لاحق بن قندرة (١) ، وعمر بن طبرزد ، وعبد الرّزاق ابن الشّيخ عبد القادر ، وأبي تراب يحيى بن إبراهيم الكرخيّ ، وعبد الباقي بن عبد الجبّار الهرويّ.

وسمع بالقاهرة من : أبي الحسن بن المفضّل الحافظ ، ومحمد بن الحسن اللّرّستانيّ ، وجماعة.

وكان يكتب خطّا جيّدا ، ونسخ الكثير ، وصحب شيخ الشّيوخ أبا الحسن محمد بن حمويه.

خرّج له أبو بكر محمد بن عبد العظيم المنذريّ «مشيخة» في جزء.

روى عنه : الدّمياطيّ ، والشّيخ شعبان ، والأمير علم الدّين الدّواداريّ ، ومحمد بن عالي الدّمياطيّ ، وأحمد بن عبد المحسن بن رفعة ، والمصريّون.

ومات في خامس المحرّم بالقاهرة.

وقال جمال الدّين ابن الصّابونيّ (٢) : سمعت منه ، وهو ثقة نبيل ، لديه فضل ، ولي إشراف الخانكاه مدّة ، رحمه‌الله تعالى.

٣٠١ ـ إسرائيل بن أحمد (٣) بن أبي الحسين بن عليّ بن غالب.

القرشيّ ، العرضيّ ، الدّمشقيّ ، التّاجر ، الطّبيب.

سمع من : الحافظ عبد العزيز بن الأخضر.

وحدّث بدمشق ، ومصر.

وتوفّي في سابع رمضان بدمشق.

روى عنه : الدّمياطيّ.

__________________

(١) وهو : لاحق بن أبي الفضل بن علي الحريمي الخبّاز المعروف بابن قندرة. ولد سنة ٥١٢ وتوفي سنة ٦٠٠ ه‍.

(٢) في تكملة إكمال الإكمال ٣٠١.

(٣) انظر عن (إسرائيل بن أحمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٣ أ.

٢٧٨

ـ حرف الحاء ـ

٣٠٢ ـ حسن بن أبي عبد الله (١) بن صدقة بن أبي الفتوح.

الإمام ، المقرئ ، الزّاهد ، أبو عليّ الأزديّ ، الصّقليّ.

ولد سنة تسعين وخمسمائة (٢). وقرأ القراءات على أبي الحسن السّخاويّ. واستوطن دمشق.

وروى بالإجازة عن : المؤيّد الطّوسيّ ، وأبي روح الهرويّ ، وزينب الشّعريّة ، وكان من السّادة العبّاد ، صاحب أوراد وإخلاص ومشاركة في العلوم.

وكان صديقا للشيخ زين الدّين الزّواويّ. وسمع من جماعة من أصحاب الحافظ ابن عساكر كأبي إسحاق ابن الخشوعيّ وأقرانه.

وأقرأ وأفاد.

روى عنه : ابن الخبّاز ، وأبو الحسن ابن العطّار ، وغيرهما.

وتوفّي إلى رضوان الله في ليلة الثّاني والعشرين من ربيع الآخر.

وذكره الشّيخ قطب الدّين (٣) فقال : كان من السّادات في تعبّده وزهده وتقلّله من الدّنيا ، وافر الحرمة ، ساعيا في قضاء الحوائج والحقوق ، له مهابة وقبول تامّ.

__________________

(١) انظر عن (حسن بن أبي عبد الله) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٥٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٠ ب ، ٢١ أ ، وصلة التكملة للحسيني ٢ / ورقة ١٠١ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٢ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، والعبر ٥ / ٢٩١ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٦٧٥ رقم ٦٤٢ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٧١ وفيه «حسن بن عبد الله الأزدي» ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٥ ، ٤٠٦ ، وغاية النهاية ١ / ٢١٩ رقم ٩٩٩ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٥ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٨ ، والوافي بالوفيات ١٢ / ٩٢ رقم ٧٧ ، والمقفّى الكبير ٣ / ٣٤٢ ، ٣٤٣ رقم ١١٧١.

(٢) في المقتفي : سنة تسع وثمانين. وكتب على الحاشية : أو سنة تسعين.

(٣) في ذيل المرآة ٢ / ٤٥٨.

٢٧٩

٣٠٣ ـ حسين القاضي (١) زكيّ الدّين ابن قاضي القضاة محيي الدّين ، يحيى.

الزّكويّ.

كان فاضلا نبيلا ، إماما ، مفتيا.

مات شابّا عن سبع وعشرين سنة في صفر. وله شعر (٢).

ـ حرف السين ـ

٣٠٤ ـ ساعد بن سعد الله (٣) بن ثلّاج.

أبو سعد المحجيّ ، الصّالحيّ.

حدّث عن : ابن الزّبيديّ ، والفخر الإربليّ.

ومات في ذي القعدة.

روى لنا عنه : أبو الحسن بن العطّار.

٣٠٥ ـ سامة بن كوكب (٤).

السّواديّ ، والد الشّهاب أحمد ، وجدّ المحدّث شمس الدّين.

فقير متعفّف قنوع. من سكّان جبل الصّالحيّة.

يروي عن : ابن اللّتّيّ.

كتب عنه : ابنه ، وابن الخبّاز.

__________________

(١) انظر عن (حسين القاضي) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٦ ، والوافي بالوفيات ١٣ / ٨٣ رقم ٧٥.

(٢) ومن شعره :

حيّا وأقبل يمشي مشية الثمل

يستن في حسن برد ناعم خضل

في كفّه طاسة يهدي لمغرمه

رشا ألذّ وأحلى من جني العسل

فقلت : هيهات لا خوف ولا جزع

أنا الغريق فما خوفي من البلل

(٣) انظر عن (ساعد بن سعد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٤ أ.

(٤) انظر عن (سامة بن كوكب) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٢ أ.

٢٨٠