تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

يروي عن أصحاب النّسفيّ.

٢٣٣ ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله.

المحدّث ، أبو عمر الأنصاريّ الأندلسيّ ، المالقيّ.

روى الكثير ، وسمع من : أبي العبّاس بن مقدام.

وتتفرّد عن جماعة.

توفّي في آخر سبع وستّين عن سبع وسبعين سنة ، رحمه‌الله تعالى.

٢٣٤ ـ عبد الكريم بن عبد الله (١) بن بدران.

أبو محمد الأنصاريّ ، البهنسيّ ، الصّالح ، الخيّر.

سمع من : مكرم ، وعبد الصّمد الغضاريّ.

وحدّث.

توفّي في ربيع الآخر.

٢٣٥ ـ عبد المجيد بن أبي الفرج (٢) بن محمد.

الشّيخ العلّامة ، مجد الدّين ، أبو محمد الرّوذراوريّ.

شيخ إمام ، مشهور ، بارع في اللّغة ، كثير المحفوظ من أشعار العرب ، فصيح العبارة ، مليح الخطّ ، جيّد المشاركة ، مليح الشّكل والبزّة.

نفّذه الملك الظّاهر رسولا إلى الملك بركة فمرض في الطّريق فرجع. وكان له حلقة إشغال بالحائط الشّماليّ. وله شعر جيد (٣).

__________________

(١) انظر عن (عبد الكريم بن عبد الله) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب.

(٢) انظر عن (عبد المجيد بن أبي الفرج) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤١٨ ، ٤١٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب ، وتالي كتاب وفيات الأعيان ١٠٢ رقم ١٥١ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والعبر ٥ / ٢٨٦ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٤ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٢ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٤.

(٣) ومن شعره :

أهوى العقود لأنهنّ تألفا

يحكين درّ كلامك المنظوما

وأذم أرمد لا يعد لعينه

كحلا تراب جنابك الملثوما

وأعد أمر المكرمات مشتّتا

إن لم أجده بسعيه ملموما

٢٤١

توفّي رحمه‌الله في صفر وهو في عشر السّبعين.

٢٣٦ ـ عبد المنعم بن كامل (١).

قاضي القضاة بالجانب الشّرقيّ ، نظام الدّين البندنيجيّ.

شيّعه الخلق ، ودفن بدكّة الجنيد ، وله ستّ وسبعون سنة.

وكان مفتيا ، علّامة ، ورعا ، تقيّا ، شافعيّا ، كبير الشّأن (٢).

ولّي القضاء بعد نجم الدّين البادرائيّ ، ثمّ بعد أيّام أخذت بغداد فأقرّه على القضاء هولاكو. وقد أعاد مدّة بالمستنصريّة. ثمّ ولي قضاء الجانب الغربيّ ، واستمرّ مدّة. وقيل له : من يصلح بعدك؟ فقال : تقلّدت حيّا فلا أتقلّد ميّتا. ثمّ أشار بسراج الدّين محمد بن أبي فراس الهنايسيّ (٣) الشّافعيّ مدرّس البشيريّة ، فولّي بعده قضاء العراق.

٢٣٧ ـ عبد الوهاب بن محمد (٤) بن عطيّة بن المسلّم بن رجا.

الإمام ، أبو محمد الإسكندرانيّ ، المعدّل.

حدّث عن : عبد الرحمن مولى ابن باقا.

وناب في القضاء ببلده. ومات في المحرّم.

__________________

= وإذا أجلت الفكر في أخلاقه

لم تلق إلّا روضة ونسيما

(تالي كتاب وفيات الأعيان).

(١) انظر عن (عبد المنعم بن كامل) في : الحوادث الجامعة ١٧٤ ، ١٧٥.

(٢) وقال صاحب الحوادث الجامعة : «اشتغل بالفقه في عنفوان شبابه بمدرسة دار الذهب ببغداد حتى برع ، وأفتى ، ثم رتّب معيدا بالمدرسة المستنصرية ، ثم شهد عنده أقضى القضاة كمال الدين عبد الرحمن بن اللمغاني ، ثم جعل في ديوان العرض على إطلاق معايش الجند ، فلما تكمّلت له سنة أطلق له عنها المشاهرة فامتنع من أخذها وقال : لا يحلّ لي أن أجمع بين خدمة ووظيفة المستنصرية. فأنهي ذلك إلى الخليفة فاستحسنه وتقدّم أن يطلق له مشاهرة مع أرباب الرسوم.

(٣) في الأصل : «الهناييسي» ، والتصحيح من الحوادث الجامعة ، ومن ترجمته.

(٤) انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ ، وعقد الجمان (٢) ٥٥.

٢٤٢

٢٣٨ ـ عليّ بن أقسيس (١) بن أبي الفتح بن إبراهيم.

الصّدر ، محيي الدّين البعلبكيّ ، ناظر الزّكاة بدمشق.

كان رئيسا عاقلا ، أنيق الملبس والمأكل ، ظريف المسكن ، مليح الحركات ، كثير الصّدقة والتّلاوة. له حكايات ، في المكارم.

توفّي في ربيع الآخر بدمشق ، وقد جاوز السّتين.

وأظنّه روى عن : البهاء عبد الرحمن المقدسيّ.

٢٣٩ ـ عليّ بن داود بن (٢) عليّ بن أبي بكر.

فخر الدين ، أبو الحسن الخلاطيّ ، الوكيل.

سمع من : عمر بن طبرزد ، وأبي اليمن الكنديّ.

وحدّث بدمشق والقاهرة. وقدم من خلاط بعد السّتّمائة.

وتوفّي إلى رحمة (٣) الله بالقاهرة في المحرّم.

٢٤٠ ـ عليّ بن عبد الواحد (٤) بن أبي الفضل بن حازم.

أبو الحسن الأنصاريّ ، الدّمشقيّ ، البزّاز.

ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

وروى عن : الخشوعيّ.

روى عنه : ابن الخبّاز ، وأبو العبّاس بن فرج ، وأبو الحسن عليّ بن مسعود ، وعليّ بن مكتوم الخطيب ، وصالح بن عربشاه ، وطبقتهم.

وتوفّي في رابع شعبان بدمشق.

__________________

(١) انظر عن (علي بن أقسيس) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤١٩ ، ٤٢٠ وفيه «أفسيس» بالفاء ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب ، ١٣ أ ، وتالي وفيات الأعيان ١٠٢ رقم ١٥٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٣ وفيه : «أقسيس».

(٢) انظر عن (علي بن داود) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ.

(٣) في الأصل : «رحمت».

(٤) انظر عن (علي بن عبد الواحد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ أ ، وذيل التقييد ٢ / ٢٠١ رقم ١٤٣٤.

٢٤٣

٢٤١ ـ عليّ بن وهب (١) بن مطيع بن أبي الطّاعة.

الإمام العلّامة ، مجد الدّين ، أبو الحسن ، والد شيخ الإسلام قاضي القضاة أبي الفتح ابن دقيق العيد القشيريّ ، البهزيّ ، بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة ، المنفلوطيّ المالكيّ ، نزيل قوص.

ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وتفقّه على أبي الحسن بن المفضّل الحافظ ، وسمع منه ومن غيره.

ودرّس وأفتى ، وصنّف في المذهب ، وانتفع به أهل الصّعيد.

وكان شيخ تلك الدّيار تفقّه عليه ولده وغير واحد.

ذكره الشّريف عزّ الدّين ، فقال : كان أحد العلماء المشهورين والأئمّة المذكورين ، جامعا لفنون من العلم ، معروفا بالصّلاح والدّين ، معظّما عند الخاصّة والعامّة ، مطّرحا للتّكلّف ، كثير السّعي في قضاء حوائج النّاس على سمت السّلف الصّالح (٢).

توفّي في ثالث عشر المحرّم بقوص.

٢٤٢ ـ عليّ ابن شيخ الخطباء (٣) رضيّ الدّين يوسف بن حيدرة.

__________________

(١) انظر عن (علي بن وهب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٠ ، ٤٢١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ٢ / ورقة ١١٦ أ ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ١ / ٤٣٤ ـ ٤٣٦ رقم ٤٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٦ ، والعبر ٥ / ٢٨٦ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٢ ، والطالع السعيد ٤٢٤ رقم ٣٣١ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٦٦ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٩ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٢٩٨ رقم ٢٢١ ، وعقد الجمان (٢) ٥٥ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٨ ، والدليل الشافي ١ / ٤٨٨ رقم ١٦٩٤ ، وتاريخ الخلفاء ٤٨٣١ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٥٧ ، ونيل الابتهاج للتنبكتي ١ / ٢٠٣ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٣١ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٤ ، وشجرة النور الزكية ١ / ١٨٩. وديوان الإسلام ٢ / ٢٩٥ رقم ٩٥٦.

وله ذكر في : ملء العيبة للفهري ٢ / ٣٢٤.

(٢) وقال ابن جماعة : وكان رجلا مباركا حسن الخلق وسليم الصدر ، مكرما للطلبة والفقهاء الواردين ينزلهم بمدرسته ويحمل إليهم ما يحتاجون إليه بنفسه. (١ / ٤٣٤).

(٣) انظر عن (علي ابن شيخ الخطباء) في : عيون الأنباء في طبقات الأطباء ٢ / ١٩٥ ، والوافي

٢٤٤

الرّحبيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، الحكيم شرف الدّين.

ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. وقرأ الطّبّ على والده وبرع فيه وأتقنه ، وصنّف.

وأخذ أيضا عن الموفّق عبد اللّطيف ، وحرّر عليه كثيرا من العلوم ، وقرأ العربيّة على السّخاويّ. ولمّا احتضر المهذّب عبد الرّحيم الدّخوار جعله مدرّس مدرسته. وكان منهمكا على علم النّجوم ، زائغا عن الطّريق ، معثرا ، نسأل الله السّلامة.

ومن جهله أنّه قال للمشتغلين : بعد قليل أموت ، وذلك عند قران الكوكبين. ثمّ يقول : قولوا للنّاس هذا حتّى يعرفوا مقدار علمي في حياتي وعلمي بوقت موتي.

إلّا أنّه كان محقّقا للطّبّ ، صنّف فيه كتاب خلق الإنسان وهيئة أعضائه ومنفعتها أحسن فيه ما شاء.

ومات في المحرّم عن أربع وثمانين سنة (١).

ـ حرف الغين ـ

٢٤٣ ـ غازي بن حسن (٢).

التّركمانيّ ، الرّجل الصّالح.

__________________

= بالوفيات ٢٢ / ٣٥١ رقم ٢٤٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٥ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٣ ، والدارس ١ / ١٣٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٧ وفيه وفاته سنة ٦٦٨ ، وعقد الجمان ٢ / ٥٢ ، ٥٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٨٩ ـ ٣٩١ ، وكشف الظنون ٧٢٣ ، وإيضاح المكنون ١ / ٤٣٩ ، وهدية العارفين ١ / ٧١١ ، ومعجم المؤلّفين ٧ / ٢٦٥.

(١) ومن شعره :

يساق بني الدنيا إلى الحتف عنوة

ولا يشعر الباقي بحالة من يمضي

كأنهم الأنعام في جهل بعضها

بما تمّ من سفك الدماء على البعض

(٢) انظر عن (غازي بن حسن) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ أ.

٢٤٥

قال الشّيخ قطب الدّين (١) : كان متعبّدا ، صالحا ، صوّاما ، منعزلا عن النّاس. يدخل بعلبكّ أيّام الجمع. وكان سليم الصّدر. توفّي في الزّاوية الّتي له بدورس. وقيل إنّه جاوز مائة سنة ، رحمه‌الله تعالى.

ـ حرف الكاف ـ

٢٤٤ ـ كمش التّركيّة (٢).

جارية ابن الدّولعيّ.

روت عن : زينب بنت إبراهيم القيسيّة (٣).

وماتت في شوّال.

ـ حرف الميم ـ

٢٤٥ ـ محمد بن إبراهيم (٤) بن محمد بن عليّ.

قوام الدّين ، أبو عبد الله الرّازيّ ، الصّوفيّ ، المقرئ.

قرأ القرآن.

وسمع من : أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز اللّخميّ.

وتوفّي في جمادى الآخرة عن اثنتين وسبعين سنة (٥).

٢٤٦ ـ محمد بن شكران (٦) بن أبي السّعادات بن معمّر.

القدوة ، بقيّة السّلف ، شيخ العراق ، أبو الفقراء.

مات في تاسع شعبان سنة سبع ، فدفن برباطه بناحية الخالص ، وبني عليه قبّة عالية.

__________________

(١) في ذيل المرآة ٢ / ٤٢١.

(٢) انظر عن (كمش التركية) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ أ.

(٣) روى عنها علاء الدين الكندي.

(٤) انظر عن (محمد بن إبراهيم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ ب.

(٥) مولده سنة ٥٩٥ ه‍.

(٦) انظر عن (محمد بن شكران) في : الحوادث الجامعة ١٧٥ وفيه : «محمد بن السكران» بالسين المهملة.

٢٤٦

وكان زاهدا عابدا ، قانعا باليسير ، ممدود السّماط للواردين ، رفيع المحلّ ، كثير التّواضع ، فارغا عن نفسه. وله أتباع كثيرون ومحبّون.

وقيل : كان يجوع ولا يطلب شيئا من الفقراء ، وهم ينسونه ، وهو يصبر. ولا مهم مرّة ، فاعتذروا بكثرة الواردين.

قيل إنّ النّصير الطّوسيّ زاره وقال : ما حدّ الفقر؟ فقال : الّذي أعرفه أنّ زيق (١) الفقر ضيّق ما يدخله رأس كبير. رحمه‌الله.

٢٤٧ ـ محمد بن صدقة.

الشّيخ شمس الدّين الحرّانيّ ، سبط الشّيخ حياة.

توفّي في المحرّم.

٢٤٨ ـ محمد بن عبد العزيز (٢) بن أحمد بن عمر بن سالم بن محمد بن باقا.

شمس الدّين البغداديّ.

ولد سنة ستّ وتسعين.

وسمع من : أبي الفتوح محمد بن الجلاجليّ.

وحدّث.

ومات في الثّاني والعشرين من شعبان ، رحمه‌الله تعالى.

٢٤٩ ـ محمد بن الحافظ أبي الخطّاب (٣) عمر بن عليّ بن محمد ـ ولقبه : الجميّل ـ بن فرح بن قومس بن مزلال بن ملّال بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة.

أبو الطّاهر الكلبيّ.

ساق نسبه الشّريف عزّ الدّين ، وفي النّفس من صحّة ذلك. وقد تكلّم

__________________

(١) في الحوادث الجامعة : «ربق».

(٢) انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ أ.

(٣) انظر عن (محمد بن أبي الخطاب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢١ ـ ٤٢٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ ب ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٥ ، وعقد الجمان (٢) ٥٢.

٢٤٧

غير واحد من العلماء في أبي الخطّاب وفي انتسابه إلى دحية ، والله المستعان.

ولد محمد بالقاهرة سنة عشر ، وسمع من أبيه. وتولّى مشيخة دار الحديث الكامليّة مديدة.

وكان يحفظ جملة من كلام والده ، ويورد إيرادا جيّدا.

توفّي في رمضان.

٢٥٠ ـ محمد بن محمد (١) بن أبي بكر.

المحدّث المفيد زين الدّين ، أبو الفتح الأبيورديّ ، الكوفنيّ (٢) ، الصّوفيّ ، الشّافعيّ.

ولد سنة ستّمائة أو سنة إحدى. وقدم دمشق.

وسمع سنة أربعين من : كريمة ، والضّياء المقدسيّ ، والتّقيّ أحمد بن العزّ ، والمؤتمن بن قميرة ، والرّشيد بن مسلمة ، وأبي النّعمان بشير بن حامد الفقيه ، وجماعة بدمشق ومصر من أصحاب السّلفيّ ، وابن عساكر.

وسمع خلقا كثيرا من أصحاب البوصيريّ ، والخشوعيّ. ثمّ نزل إلى أصحاب ابن طبرزد والكنديّ وابن ملاعب ثمّ نزل إلى أصحاب ابن عمّار الحرّانيّ ، وابن باقا ، وزين الأمناء.

وكتب الكثير ، وحصّل جملة صالحة ، وحرص. وكلف بالحديث ، وبالغ في الإكثار ، وخرّج «المعجم» ، وروى اليسير ، ولم يعمّر ، ولا أفاق من الطّلب إلّا والمنيّة قد نزلت به ، رحمه‌الله.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ أ ، والعبر ٥ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١٢ رقم ٢٢٢٣ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٨ ، والوافي بالوفيات ١ / ٢٠٠ ، ٢٠١ رقم ١٢٤ ، وعقد الجمان (٢) ٥٥ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٣٣٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٥.

(٢) الكوفنيّ : بضم الكاف وسكون الواو وفتح الفاء وبعد النون ياء النسب ، نسبة إلى كوفن بلدة قريبة من أبيورد.

٢٤٨

وأيضا فلم يطلب الفنّ إلّا وهو ابن أربعين سنة. فالله يعوّضه بالمغفرة.

ذكره الشّريف فقال : كان حريصا على التّحصيل ، صابرا على كلف الاستفادة. حدّث ، وسمعت منه. وكان من أهل الدّين والصّلاح والخير والعفاف. وله فهم ومعرفة ، وفيه تيقّظ ونباهة وخرّج لنفسه «معجما» عن مشايخه الّذين سمع منهم. ووقف كتبه وأجزاءه. وكان حسن الطّريقة مشغولا.

وكوفن : بلدة قريبة من أبيورد.

وتوفّي في حادي عشر جمادى الأولى (١) بالقاهرة.

قلت : وله شعر يسير.

روى عنه : أبو محمد الدّمياطيّ بيتين ، وقال : توفّي بخان سعيد السّعداء.

٢٥١ ـ محمد بن محمد (٢) بن عليّ ابن العربيّ.

عماد الدّين ، ولد الشّيخ محيي الدّين.

توفّي في ربيع الأوّل بدمشق.

وقد حدّث عن ابن الزّبيديّ (٣).

٢٥٢ ـ محمد بن أبي الفتوح (٤) نصر بن غازي بن هلال.

أبو الفضائل الأنصاريّ ، المصريّ ، المقرئ ، المحدّث ، الجريريّ (٥).

__________________

(١) في شذرات الذهب وفاته سنة ٦٦٦ ه‍.

(٢) انظر عن (محمد بن محمد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩١ ، والوافي ١ / ١٩٣ رقم ١١٨ ، والمقفّى الكبير ٧ / ١٢٢ رقم ٣٢١١.

(٣) وقال ابن شاكر الكتبي : كان فاضلا سمع الحديث ... وقد نيّف على الخمسين من العمر ، ولما كان بحلب كتب إليه أخوه سعد الدين :

ما للنوى رقّة ترثي لمكتئب

حرّان في قلبه والدمع في حلب

قد أصبحت حلبا ذات العماد بكم

وجلّق إرما هذا من العجب

(٤) انظر عن (محمد بن أبي الفتوح) في : عقد الجمان (٢) ٥٤ ، والمقفّى الكبير ٧ / ٣٣٧ ، ٣٣٨ رقم ٣٤٣١.

(٥) في المقفّى : «الحريري» بالحاء المهملة.

٢٤٩

ولد (١) سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : القاضي زين الدّين عليّ بن يوسف الدّمشقيّ ، وعبد العزيز ابن باقا.

وسمع بالثّغر من : أبي القاسم بن عيسى ، وأبي الفضل جعفر الهمدانيّ.

وسمع كثيرا من أصحاب البوصيريّ.

وكان يمكنه السّماع منه فما يسّر له.

توفّي في ثالث محرّم بالقاهرة. وقد روى اليسير (٢).

٢٥٣ ـ محمد بن وثّاب (٣).

القاضي تاج الدّين البجيليّ (٤) الحنفيّ.

درّس وأفتى وناب في القضاء بدمشق ، وحمدت أحكامه.

ومات في ربيع الآخر وهو في عشر السّبعين.

٢٥٤ ـ المبارك بن يحيى (٥) بن أبي الحسن.

الإمام ، العلّامة ، نصير الدّين ، أبو البركات ابن الطّبّاخ ، المصريّ ، الشّافعيّ.

توفّي في حادي عشر جمادى الآخرة ، وله ثمانون سنة (٦).

وكان من كبار أئمّة المذهب. درّس وأفتى واشتغل وصنّف. وتخرّج به جماعة.

توفّي بالقاهرة.

__________________

(١) بقرية باهي من كورة بوش بصعيد مصر الأدنى.

(٢) وقال المقريزي : وكان ملازما لطلب العلم ، حريصا على تحصيل ما يقدر عليه من الفوائد سمع كثيرا.

(٣) انظر عن (محمد بن وثّاب) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ أ ، والوافي بالوفيات ٥ / ١٧٣ رقم ٢٣٠٩ ، وعقد الجمان (٢) ٥٢ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٥ ، والجواهر المضية ٢ / ١٤٠.

(٤) في الأصل : «التجيلي» ، والمثبت عن : البداية والنهاية.

(٥) انظر عن (المبارك بن يحيى) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٣ أ ، ب ، وطبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٥٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٦ ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٢ / ٤٧٧ رقم ٤٧٧ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٤٧٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٦ ، وعقد الجمان (٢) ٥٣.

(٦) مولده في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمائة.

٢٥٠

٢٥٥ ـ المظفّر بن عبد الكريم (١) بن نجم بن عبد الوهّاب بن الشّيخ أبي الفرج.

الفقيه ، المدرّس ، الإمام ، تاج الدّين ، أبو منصور بن الحنبليّ ، الأنصاريّ ، الخزرجي ، السّعديّ ، الدّمشقيّ ، مدرّس المدرسة الحنبليّة الّتي لجدّهم عبد الوهّاب.

ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : الخشوعيّ ، وحنبل ، وعمر بن طبرزد.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، والشّرف بن عرب شاه ، والقاضي تاج الدّين الجعبريّ ، وأبو العبّاس بن فرج.

توفّي فجأة بدمشق ثالث صفر.

ـ حرف الياء ـ

٢٥٦ ـ يحيى بن نجيب (٢) بن بشارة بن محرز.

أبو زكريّا السّعديّ ، المصريّ.

ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

وروى عن : القاسم بن عساكر بالإجازة.

توفّي في ذي القعدة.

٢٥٧ ـ يوسف بن الصّارم (٣) عبد الله بن إبراهيم.

الفقيه ، وجيه الدين ، أبو الحجّاج الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، الصّوفيّ.

__________________

(١) انظر عن (المظفّر بن عبد الكريم) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٢ أ ، والعبر ٥ / ٢٨٧ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٨ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٨ ، ومختصره ٧٨ ، والمنهج الأحمد ٣٩١ ، والمقصد الأرشد ، رقم ١١٥١ ، والدرّ المنضّد ١ / ٤١٠ ، ٤١١ رقم ١١٠٦.

(٢) انظر عن (يحيى بن نجيب) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ أ.

(٣) انظر عن (يوسف بن الصارم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ أ.

٢٥١

نزيل القاهرة. ويعرف بالوجيزيّ نسبة إلى حفظ كتاب «الوجيز».

ولد بدمشق سنة ثمانين وخمسمائة.

وسمع من : أبي الحسن بن المفضّل ، وأبي المجد القزوينيّ ، وجماعة.

وأجاز له منصور الفراويّ. وحدّث. وكان من فضلاء الشّافعيّة.

توفّي في الثّامن والعشرين من رجب.

الكنى

٢٥٨ ـ أبو الفضل الشّاغوريّ (١).

العابد. شيخ صالح عارف ، معروف. كثير الرّؤية للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

توفّي إلى رحمة (٢) الله في جمادى الأولى.

٢٥٩ ـ أبو محمد (٣).

ولد الشيخ القدوة سلطان بن محمود البعلبكّيّ.

كان صالحا عابدا قانعا ، كثير الانقطاع.

توفّي في رمضان ببعلبكّ في المعترك (٤).

* * *

وفيها ولد :

الشّيخ كمال الدّين محمد بن عليّ بن عبد الواحد الأنصاريّ ابن الزّملكانيّ ، شيخ الشّافعيّة.

وتقيّ الدين عثمان بن السّكاكينيّ.

وبدر الدّين يوسف بن القاضي دانيال ، بالشّوبك ،

__________________

(١) انظر عن (الشاغوري) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٣٢٩.

(٢) في الأصل : «رحمت».

(٣) انظر عن (أبي محمد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٤ ب ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩١.

(٤) وقال البرزالي : ودفن بتربة الشيخ عبد الله اليونيني ، وهو من أبناء الثمانين ، وكان صالحا عاكفا على العبادة والاشتغال بالقرآن لا يتكلّم فيما لا يعنيه.

٢٥٢

وجمال الدّين يحيى بن محمد بن الفويرة السّلميّ ،

والشّيخ المقرئ رافع بن هجرس الصّميديّ ،

ومحمد بن عمر بن الرّشيد البعليّ ،

والشّيخ شمس الدّين محمد بن أحمد بن عليّ الرّقيّ ، في حدودها ؛

والشّيخ علاء الدّين عليّ بن أيّوب المقدسيّ ، تقريبا ،

ومحمد بن إسماعيل بن الخبّاز ، في شعبان.

والشّرف عيسى بن عليّ المحدّث ، في المحرّم ؛

وقاضي القضاة برهان الدّين إبراهيم بن عليّ بن عبد الحقّ الحنفيّ.

٢٥٣

سنة ثمان وستين وستمائة

ـ حرف الألف ـ

٢٦٠ ـ أحمد بن عبد الدّائم (١) بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير.

المعمّر ، العالم ، مسند الوقت ، زين الدّين ، أبو العبّاس المقدسيّ. الفندقيّ ، الحنبليّ ، النّاسخ.

ولد بفندق الشّيوخ من جبل نابلس سنة خمس وسبعين ، وأدرك الإجازة الّتي من السّلفيّ لمن أدرك حياته. وأدرك الإجازة الخاصّة من خطيب الموصل أبي الفضل الطّوسيّ ، وأبي الفتح بن شاتيل ، ونصر الله القزّاز ، وخلق سواهم.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عبد الدائم) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ أ ، ومعجم شيوخ الدمياطيّ ١ / ورقة ١٠٩ أ ، وفهرست برنامج الوادي آشي ٣٤٠ ، ٣٤١ ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ١ / ١٤٥ ـ ١٥٠ رقم ٨ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧١ ، والمعين في طبقات المحدّثين ٢١٢ رقم ٢٢٢٤ ، والعبر ٥ / ٢٨٨ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، وذيل طبقات الحنابلة ٢ / ٢٧٨ ، ومختصره ٧٨ ، والوافي بالوفيات ٧ / ٣٤ ـ ٣٦ رقم ٢٩٦٧ ونكت الهميان ٩٩ ، وتاريخ علماء بغداد لابن رافع السلامي ٢٩ ، ٣٠ ، وعقود الجمان للزركشي ٢٩ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٧ ، وفوات الوفيات ١ / ٨٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٣ ، ٣٩٤ ، وذيل التقييد ١ / ٣٢٦ ، ٣٢٧ رقم ٦٤٩ ، والمنهج الأحمد ٣٩١ ، والمقصد الأرشد ، رقم ٨٨ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٨٩ ، وعقد الجمان (٢) ٦٥ ، ٦٦ ، (وذكر ثانية) ص ٦٨ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٠ ، والدرّ المنضّد ١ / ٤١١ رقم ١١٠٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٠ ، وكشف الظنون ٢ / ١٢١٦ ، وفهرس الفهارس ٢ / ٦٢٧ ، وديوان الإسلام ٣ / ٣٤٥ رقم ٧١٥٢٧ والتاج المكلّل ٢٤٩ ، والأعلام ١ / ١٤٥ ، ومعجم المؤلفين ١ / ٢٦٣.

٢٥٤

وسمع من : يحيى الثّقفيّ ، وأبي الحسين أحمد بن الموازينيّ ، ومحمد بن عليّ بن صدقة ، وإسماعيل الجنزويّ (١) ، والمكرّم بن هبة الله الصّوفيّ ، وعبد الخالق بن فيروز ، ويوسف بن معالي الكنانيّ ، وعبد الرحمن بن عليّ الخرقيّ ، وبركات الخشوعيّ ، ومحمد بن الخطيب ، وعمر بن طبرزد ، والحافظ عبد الغنيّ ، وأسماء بنت الرّان ، وطائفة سواهم.

ورحل إلى بغداد فسمع من : عبد المنعم بن كليب بقراءته ، ومن : أبي طاهر المبارك بن المعطوش ، وعبد الله بن أبي المجد ، وعبد الخالق بن البندار ، وعبد الوهّاب ابن سكينة ، وعليّ بن يعيش الأنباريّ ، وعبد الله بن دهبل ، والمبارك بن إبراهيم السّيبيّ ، وعبد الله ابن الطّويلة ، وضياء بن الخريف ، وعمر بن عليّ الواعظ ، وأبي الفتح المندائيّ ، ومحمد بن أبي محمد بن الغزون ، وطائفة.

وقرأ القرآن على الشّيخ العماد ، وتفقّه على الشّيخ الموفّق. وكتب بخطّه المليح السّريع ما لا يوصف لنفسه وبالأجرة ، حتّى كان يكتب في اليوم إذا تفرّغ تسعة كراريس أو أكثر ، ويكتب الكرّاسين والثّلاثة مع اشتغاله بمصالحه.

وكتب «الخرقيّ» في يوم وليلة ، ولازم النّسخ خمسين سنة أو أكثر. وكان تامّ القامة ، مليح الشّكل ، حسن الأخلاق ، ساكنا ، عاقلا ، لطيفا ، متواضعا ، فاضلا ، نبيها ، يقظا. خرّج لنفسه مشيخة ، وخرّج له ابن الظّاهريّ ، وابن الخبّاز وغير واحد.

فذكر ابن الخبّاز أنّه سمع ابن عبد الدّائم يقول : كتبت بخطّي ألفي جزء (٢).

__________________

(١) الجنزوي : بفتح الجيم وسكون النون وكسر الزاي ، وهذه النسبة إلى مدينة جنزة ، وهي من أذربيجان .. (اللباب ٣ / ٢٩٧) ويقال أيضا : «الجنزي».

(٢) في عيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٣ «كتبت بإصبعيّ هاتين أكثر من ألفي مجلّد ، وأضرّ في آخر عمره».

٢٥٥

وذكر أنّه كتب بخطّه «تاريخ دمشق» مرّتين.

قلت : الواحدة في وقف أبي المواهب بن صصريّ.

وكتب من التصانيف الكبار شيئا كثيرا.

وولي خطابة كفربطنا بضع عشرة سنة ، ثمّ تحوّل عنها. وقد ولد له ابنه الشّيخ أبو بكر بها.

وأنشأ خطبا عديدة. وحدّث سنين كثيرة ، وقرأ بنفسه كثيرا. وكان على ذهنه أشياء مليحة من الحديث والأخبار والشّعر (١).

روى عنه : الشّيخ شمس الدّين عبد الرحمن بن أبي عمر ، والشّيخ محيي الدّين يحيى النّوويّ ، والشّيخ تقيّ الدّين محمد بن دقيق العيد ، والدّمياطيّ ، وابن الظّاهريّ ، وابن جعوان ، وابن تيميّة شيخنا ، وأخوه أبو القاسم ، والقاضيان تقيّ الدّين سليمان ونجم الدّين ابن صصريّ ، وشهاب الدّين ابن فرج ، وشمس الدّين ابن أبي الفتح ، وشرف الدّين أبو الحسين اليونينيّ ، وشرف الدّين الفزاريّ الخطيب ، وأخوه الشّيخ تاج الدّين ، وولده الشّيخ برهان الدّين ،

__________________

(١) وقال ابن شاكر الكتبي : وله شعر لا بأس به ، فمنه :

أن يذهب الله من عينيّ نورهما

فإن قلبي بصير ما به ضرر

أرى بقلبي دنياتي وآخرتي

والقلب يدرك ما لا يدرك البصر

والله إن لكم في القلب منزلة

ما نالها قبلكم أنثى ولا ذكر

وصالكم لي حياة لا نفاد لها

والهجر موت فلا عين ولا أثر

ومن شعره فيما يكتبه في الإجازة :

أجزت لهم عنّي رواية كلّ ما

روايته لي مع ترقّ وإتقان

ولست مجيزا للرواة زيادة

برئت إليهم من مزيد ونقصان

ومن شعره :

عجزت عن حمل قرطاس وعن قلم

من بعد إلفي بالقرطاس والقلم

كتبت ألفا وألفا من مجلّدة

فيها علوم الورى من غير ما ألم

ما العلم فخر امرئ إلّا لعامله

إن لم يكن عمل فالعلم كالعدم

العلم زين وتشريف لصاحبه

فاعمل به فهو للطلّاب كالعلم

ما زلت أطلبه دهري وأكتبه

حتى ابتليت بضعف الجسم والهرم

٢٥٦

والخطيب شمس الدّين إمام الكلّاسة ، وشرف الدّين سيف قاضي القدس ، والشّيخ عليّ الموصليّ ، وعلاء الدّين ابن العطّار ، والقاضي شهاب الدّين أحمد بن الشّرف حسن ، والقاضي نجم الدّين أحمد الدّمشقيّ ، وخلق كثير في الأحياء بمصر والشّام.

ورحل إليه غير واحد ، وتفرّد بالكثير. وذهب بصره في أواخر عمره.

قال ابن الخبّاز : حدّثني يوم موته الشّيخ حسن بن أبي عبد الله الأزديّ الصّقليّ أنّ الشّيخ محمد بن عبد الله المغربيّ قال : رأيت البارحة كأنّ النّاس في الجامع ، فإذا ضجّة فسألت عنها ، فقيل لي : مات هذه اللّيلة مالك بن أنس رحمه‌الله. فلمّا أصبحت جئت إلى الجامع وأنا مفكّر ، فإذا إنسان ، ينادي : رحم الله من صلّى أو حضر جنازة زين الدّين ابن عبد الدّائم.

قلت : المعروف بالمنام هو محمد بن صالح الهشكوريّ خطيب جامع جرّاح ، والله أعلم.

وحدّثنا أبو بكر بن أحمد في سنة ثلاث وسبعمائة قال : رأيت أبي ، رحمه‌الله ، في اللّيلة الّتي دفنّاه فيها ، فأقسمت عليه : أخبرني ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي وأدخلني الجنّة.

توفّي ، رحمه‌الله ، لتسع خلون من رجب (١).

وقد أخبرنا أحمد بن العادل قال : أنا ابن عبد الدّائم سنة سبع عشرة وستّمائة ، فذكر حديثا.

__________________

(١) وقال قاضي القضاة ابن جماعة : شيخ جليل من أعيان المشايخ المسندين ، والطلبة الرحّالين ، قرأ الحديث بنفسه ، وكتب التسميعات بخطّه ، وكان يحدّث من لفظه ، ولديه فضل ، وعنده معرفة بالحديث والأدب ، ونسخ ما لا يدخل تحت حصر من الكتب الكبار والصغار ، وأجزاء الحديث ، وكانت معيشته من ذلك ، وكان خطه حسنا ، وطريقته مستحلاة ، وولي خطابة قرية كفربطنا من قرى دمشق مدة ، وكذلك ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية بسفح جبل قاسيون مدة ، وانقطع في آخر عمره وضعف عن الحركة ، وكان الطلبة يقصدونه ، وكفّ بصره في سنة أربع وستين وستمائة ، وحدّث بالكثير نحوا من خمسين سنة.

٢٥٧

٢٦١ ـ أحمد بن عمر (١) بن محمد بن كاكا.

أبو العبّاس الزّنجانيّ ، ثمّ الدّمشقيّ.

حدّث عن حنبل المكبّر.

وكتب عنه الطّلبة.

ومات في المحرّم (٢).

٢٦٢ ـ إبراهيم بن أحمد بن عليّ بن حسين.

تاج الدّين أبو البركات ، إمام جامع قليوب الأنصاريّ ، المصريّ ، الشّافعيّ.

ولد سنة ستّمائة.

وسمع من : أبي الحسين محمد بن أحمد بن جبير البلنسيّ ، وغيره.

وحدّث.

وتوفّي في شوّال بمصر.

٢٦٣ ـ إبراهيم بن محمد (٣) بن صالح.

القطيعيّ ، الدّقّاق.

سمع : أحمد بن صرما.

وحدّث. أجاز للبرهان الجعبريّ.

وتوفّي يوم عاشوراء.

__________________

(١) انظر عن (أحمد بن عمر) في : المقتفي للبرزالي / ورقة ١٥ ب وفيه : «أحمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر» ، ولقبه : «شرف الدين» ، وذيل التقييد ١ / ٣٦٣ رقم ٧٠٢.

(٢) وقال البرزالي : روى عن ابن الزبيدي ، وسمع منه الدواداريّ وروى عنه في معجمه ، وله إجازة الكندي ، وابن الحرستانيّ ، وأبي الفتوح البكري ، وابن ملاعب ، والشيخ أبي عمر بن قدامة ، وجماعة كثيرة ، وتاريخ إجازته في سنة ست وستمائة.

وقال قاضي مكة : سمع على الحسن بن المبارك الزبيدي «صحيح البخاري» ، وحدّث به بقراءة شرف الدين البارزي في سنة ست وستين وستمائة ، مع سبعة وعشرين شيخا.

(٣) انظر عن (إبراهيم بن محمد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٥ ب.

٢٥٨

٢٦٤ ـ إدريس بن أبي عبد الله (١) بن أبي حفص بن عبد المؤمن.

الملك أبو العلاء الواثق بالله ، أبو دبّوس. صاحب المغرب القيسيّ المؤمنيّ ، آخر ملوك بني عبد المؤمن.

تغلّب على الأمر ، وتوثّب على ابن عمّه عمر ، وقتله في سنة خمس وستّين. وكان شهما شجاعا مقداما. خرج عليه أبو يوسف يعقوب بن عبد الحقّ سيّد آل مرين وصاحب تلمسان ، فجرت بينهم حروب إلى أن قتل أبو دبوس في المحرّم بظاهر مرّاكش في المصافّ. واستولى المرينيّ على مملكة المغرب ، وانقضت دولة آل عبد المؤمن.

٢٦٥ ـ إسماعيل بن يحيى (٢) بن أبي الوليد.

الإمام ، أبو الوليد الأزديّ ، الغرناطيّ ، العطّار ، المقرئ.

تلا بالسّبع على الخطيب أبي بكر بن حسنون الحميريّ صاحب شريح وانفرد بالإجازة من أبي بكر بن عطيّة المحاربيّ. وأسمع في صغره.

وروى أيضا عن : الحافظ عبد الرّحيم بن الفرس ، وأبي جعفر بن حكم.

وله فلاحة وعقار.

قرأ عليه بالسّبع : أبو جعفر بن الزّبير (٣).

وأضرّ بأخرة وهرم.

ورّخه ابن الزّبير ، وعاش أربعا وثمانين سنة.

__________________

(١) انظر عن (إدريس بن أبي عبد الله) في : البيان المغرب ٣ / ٤٤١ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٣ ، ٤٣٤ ، وروض القرطاس (طبعة فاس) ١٩٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ١٥ ب (باختصار شديد) ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٦ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧١ ، ١٧٢ ، والعبر ٥ / ٢٨٨ ، ٢٨٦ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٥٦ ، ج ١ ق ٢ / ٥٨٨ ، وصبح الأعشى ٥ / ٩٦ ، وعقد الجمان (٢) ٦٢ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٤٢٩ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٧ ، ومآثر الإنافة ٢ / ٢٥٣ ، وشرح رقم الحلل ٢٠٧ ، والوافي بالوفيات ٨ / ٣٢٦ رقم ٣٧٤٨ وفيه «إدريس بن عبد الله».

(٢) انظر عن (إسماعيل بن علي) في : غاية النهاية ١ / ١٧٠ رقم ٧٩٠.

(٣) روى عنه كتاب «التبصرة».

٢٥٩

٢٦٦ ـ أيبك (١).

الأمير عزّ الدّين الظّاهريّ ، نائب حمص.

توفّي بها في صفر. وكان غشوما ظلوما.

٢٦٧ ـ أيبك (٢).

الأمير عزّ الدّين الصّالحيّ ، الزّرّاد ، متولّي قلعة دمشق.

توفّي في ذي القعدة.

وكان مهيبا محتشما ، حسن السّيرة.

٢٦٨ ـ أيّوب بن محمود (٣) بن نصر الله.

صفيّ الدّين ابن البعلبكّيّ ، الدّمشقيّ.

رحل وسمع من عبد السّلام الدّاهريّ ، وابن روزبه ، وأبي الحسن القطيعيّ ، والأنجب بن أبي السّعادات ، وجماعة.

كتب عنه : ابن ابحبّاز ، وابن نفيس ، والطّلبة.

مات في صفر في ربيع الآخر (٤).

ـ حرف الحاء ـ

٢٦٩ ـ الحسن بن أبي البركات (٥) عليّ بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن أبي الفتح بن أبي السّنان.

__________________

(١) انظر عن (أيبك الظاهري) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ أ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٤ ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٧٦ رقم ٤٤٣٣ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٢٩ ، والدليل الشافي ١ / ١٦٢ ، والمنهل الصافي ٣ / ١٣٣ ، ١٣٤ رقم ٥٧٨.

(٢) انظر عن (أيبك الزرّاد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٧ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٨ ب ، والوافي بالوفيات ٩ / ٤٧٦ رقم ٤٤٣٤ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٣٩٤ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٠ ، والدليل الشافي ١ / ١٦٣ ، والمنهل الصافي ٣ / ١٣٦ رقم ٥٨٢.

(٣) انظر عن (أيوب بن محمود) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٣٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٦ ب ، وذيل التقييد لقاضي مكة ١ / ٤٨٢ رقم ٩٤٢.

(٤) وقال البرزالي : أجاز لي ما يرويه.

(٥) انظر عن (الحسن بن أبي البركات) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٧ ب.

٢٦٠