تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٤٩

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

٣٠٦ ـ سنجر الصّيرفي (١).

الأمير علم الدّين.

من كبار الأمراء بمصر. ثمّ نقل إلى الشّام (٢).

توفّي كهلا في صفر ببعلبكّ ، رحمه‌الله تعالى.

٣٠٧ ـ سنجر الأمير (٣) قطب الدّين.

المستنصريّ ، البغداديّ ، المعروف بالياغز (٤).

أحد مماليك المستنصر فلمّا أخذ هولاكو بغداد هرب إلى الشّام. وكان محترما في الدّولة الظّاهريّة ، وعنده نباهة ، وفضل.

مات في صفر.

ـ حرف العين ـ

٣٠٨ ـ عائشة (٥) بنت المحدّث محمد بن جبريل بن عزّاز.

أم عبد الرّحمن الأنصاريّة ، الشّارعيّة.

روت عن : مكرم.

وماتت في سلخ جمادى الأولى.

٣٠٩ ـ عبّاس الملك (٦) الأمجد تقيّ الدّين.

__________________

(١) انظر عن (سنجر الصيرفي) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٥٩ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٠ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٢ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٦ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٤٧٤ رقم ٦٤٠ ، والدليل الشافي ١ / ٣٢٣ رقم ١١٠٣ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣١ ، والمنهل الصافي ٦ / ٦٧ رقم ١١٠٦.

(٢) وقال البرزالي : أقطعه (السلطان) عدّة قرى ببلاد ببعلبكّ.

(٣) انظر عن (سنجر الأمير) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٥٩ ، ٤٦٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٠ أ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٦ ، والوافي بالوفيات ١٥ / ٤٧٥ رقم ٦٤١ ، والدليل الشافي ١ / ٣٢٤ رقم ١١٠٤ ، والمنهل الصافي ٦ / ٦٧ ، ٦٨ رقم ١١٠٧ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٢.

(٤) في ذيل المرآة : «الباغز».

(٥) انظر عن (عائشة) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ ب.

(٦) انظر عن (عباس الملك) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ ب ،

٢٨١

ولد السّلطان الملك العادل سيف الدّين أبي بكر بن أيّوب.

كان آخر إخوته وفاة. وكان جليل القدر محترما عند الملوك لا سيّما عند الملك الظّاهر ، لا يترفّع عليه أحد في المجلس ولا في الموكب.

وكان دمث الأخلاق حسن العشرة حلو المجالسة ، رئيسا سريّا.

توفّي في جمادى الآخرة ، ودفن بالتّربة الّتي له بقاسيون.

وقد حدّث عن : التّاج الكنديّ ، والبكريّ.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، وجماعة. رحمه‌الله تعالى.

٣١٠ ـ عبد الله بن أحمد (١) بن عبد الواحد بن الحسين بن أبي المضاء.

شمس الدين أبو بكر البعلبكّي ، محتسب بعلبكّ.

عاش ثمانين سنة أو أكثر ، وأصابه خلط وصرع ، وكان يعتريه.

ومات رحمه‌الله في جمادى الآخرة (٢).

٣١١ ـ عبد الله بن عبد الرحمن (٣) بن عمر.

المفتي العلّامة ، سراج الدّين الشّرمساحيّ ، البصريّ ، الفقيه المالكيّ.

مدرّس المستنصريّة.

من كبار أئمّة المذهب ، وكان زاهدا صالحا متصوّفا.

مات في جمادى الآخرة ، وله سبعون سنة (٤).

__________________

= ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨١ ، ١٨٢ ، والوافي بالوفيات ١٦ / ٦٦٠ رقم ٧١٢ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٠ ، وعقد الجمان (٢) ٨٧ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٢ ، والمنهل الصافي ٧ / ٥٠٩ ، ٦٠ رقم ١٣٠٦ ، والدليل الشافي ٣٨٠١ رقم ١٣٠٣.

(١) انظر عن (عبد الله بن أحمد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٠ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ ب.

(٢) وقال البرزالي : وحج من سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وكان من أعيان أهل بعلبكّ وصدورها ، وولي فيها الحسية مدّة زمانية ، وولي غيرها من المناصب ، وله ثروة ووجاهة. روى لنا عنه الشيخ شرف الدين اليونيني.

(٣) انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ ب ، والحوادث الجامعة ١٧٧.

(٤) قال البرزالي : ومولده سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

٢٨٢

وقد روى الحديث. سمع منه : ابن خروف الموصليّ ، وغيره.

ودرّس بعده بالمستنصريّة أخوه علم الدّين.

٣١٢ ـ عبد الله بن عليّ (١) بن عبد الحفيظ.

الشّريف أبو محمد الحسينيّ ، الكلثميّ ، المصريّ.

ولد سنة لرر (٢) وتسعين.

وحدّث عن : عليّ بن البنّاء المكّيّ.

توفّي في ربيع الأوّل.

٣١٣ ـ عبد الحقّ بن إبراهيم (٣) بن محمد بن نصر بن محمد بن نصر بن محمد بن سبعين.

القرشيّ ، المخزوميّ ، الشّيخ قطب الدّين ، أبو محمد المرسي ، الرّقوطيّ ، الصّوفيّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الله بن علي) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٠ أ.

(٢) هكذا في الأصل ، والمراد : سنة اثنتين ، كما في المقتفي.

(٣) انظر عن (عبد الحق بن إبراهيم) في : الإحاطة في أخبار غرناطة ٤ / ٣١ ـ ٣٨ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٤ أ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٠ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٥ ب ، ٧٦ أ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ٣١٣ ، وعنوان الدراية ١٣٩ ، ١٤٠ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٢ ، ١٨٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٢ د والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٣ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، والعبر ٥ / ٢٩١ ، ١٩٢ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦١ ، وفوات الوفيات ٢ / ٢٥٣ رقم ٢٤٢ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٠ ، والوافي بالوفيات ١٨ / ٦٠ ـ ٦٤ رقم ٥٧ ، ومرآة الجنان ٤ / ١٧١ ، والعقد الثمين ٥ / ٣٢٦ رقم ١٧٠٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٧ ، وعقد الجمان ٢ / ٨٥ ، ٨٦ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٢ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٩ ، ونفح الطيب ٢ / ١٩٧ ـ ٢٠٧ ، ورسائل ابن سبعين ، المقدّمة للدكتور عبد الرحمن بدوي ـ القاهرة ١٩٦٥ ، ولسان الميزان ٣ / ٣٩٢ (٤ / ١١١ ـ ٢٢٤ رقم ٤٩٥٦) وكشف الظنون ٦٦٢ ، وإيضاح المكنون ١ / ٣٠ ، وهدية العارفين ١ / ٥٠٣ ، وديوان الإسلام ٣ / ١١٤ رقم ١٩٩ ، والإعلام ٣ / ٢٨٠ ، ومعجم المؤلفين ٥ / ٩٠ ، والمنهل الصافي ٧ / ١٤٤ ـ ١٤٧ رقم ١٣٦٠ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٢ ، والدليل الشافي ١ / ٣٩٤ رقم ١٣٥٧ ، والعقد الثمين ٥ / ٣٢٦ رقم ١٧٠٠ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٢٩.

٢٨٣

كان صوفيّا على قاعدة زهد الفلاسفة وتصوّفهم. وله كلام كثير في العرفان على طريق الاتحاد والزّندقة ، نسأل الله السّلامة في الدين.

وقد ذكرنا محطّ هؤلاء الجنس في ترجمة «ابن الفارض» و «ابن العربيّ» ، وغيرهما. فيا حسرة على العباد كيف لا يغضبون لله تعالى ، ولا يقومون في الذّبّ عن معبودهم ، تبارك اسمه ، وتقدّست ذاته ، عن أن يمتزج بخلقه أو يحلّ فيهم ، وتعالى الله عن أن يكون هو عين السّماوات والأرض وما بينهما. فإنّ هذا الكلام شرّ من مقالة من قال بقدم العالم ، ومن عرف هؤلاء الباطنيّة عذرني ، أو هو زنديق مبطن للاتّحاد ويذبّ عن الاتّحادية والحلوليّة ، ومن لم يعرفهم فالله يثيبه على حسن قصده. وينبغي للمرء أن يكون غضبه لربّه إذا انتهكت حرماته أكثر من غضبه لفقير غير معصوم من الزّلل. فكيف بفقير يحتمل أن يكون في الباطن كافرا ، مع أنّا لا نشهد على أعيان هؤلاء بإيمان ولا كفر لجواز توبتهم قبل الموت. وأمرهم مشكل ، وحسابهم على الله.

وأمّا مقالاتهم فلا ريب في أنّها شرّ من الشّرك ، فيا أخي ويا حبيبي أعط القوس باريها ، ودعني ومعرفتي بذلك ، فإنّني أخاف الله أن يعذّبني على سكوتي ، كما أخاف أن يعذّبني على الكلام في أوليائه. وأنا لو قلت لرجل مسلم : يا كافر ، لقد بؤت بالكفر ، فكيف لو قلته لرجل صالح أو وليّ لله تعالى؟

ذكر شيخنا قاضي القضاة تقيّ الدّين ابن دقيق العيد قال : جلست مع ابن سبعين من ضحوة إلى قريب الظّهر وهو يسرد كلاما تعقل مفرداته ولا تعقل مركّباته.

قلت : واشتهر عنه أنّه قال : لقد تحجّر ابن آمنة واسعا بقوله : لا نبيّ بعدي.

وجاء من وجه آخر عنه أنّه قال : لقد زرب ابن آمنة حيث قال : لا نبيّ بعدي.

٢٨٤

فإن كان ابن سبعين قال هذا فقد خرج به من الإسلام ، مع أنّ هذا الكلام في الكفر دون قوله في ربّ العالمين أنّه حقيقة الموجودات ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

وذكره الشّريف عزّ الدين فقال : له تصانيف عدّة ومكانة مكينة عند جماعة من النّاس. وأقام بمكّة سنين عديدة.

قلت : وحدّثني فقير صالح أنّه صحب فقراء من السبعينيّة فكانوا يهوّنون له ترك الصّلاة وغير ذلك. اللهمّ احفظ علينا إيماننا واجعلنا هداة مهتدين.

وحصن رقوطة من أعمال مرّسية.

وسمعت ان ابن سبعين فصد يديه وترك الدّم يخرج حتّى تصفّى ، ومات والله أعلم بصحّة ذلك.

وكان موته بمكّة في الثّامن والعشرين من شوّال ، وله خمس ، وخمسون سنة ، فإنّه ولد في سنة أربع عشرة.

اللهمّ يا ربّنا وربّ كلّ شيء ، إن كان هذا الشّخص وأضرابه يعتقدون أنّك عين مخلوقاتك ، وانّ ذاتك المقدّسة البائنة من الخلق هي حقيقة ما أبدعت وأوجدت من العدم ، فلا ترحمهم ولا ترض عنهم. وإن كانوا يؤمنون بأنّك ربّ العالمين وخالق كلّ شيء ، وأنّ مخلوقاتك غيرك بكلّ حال وعلى أيّ تقدير ، فاغفر لهم وارحمهم. فإنّ من كلامهم : ما ثمّ غير وما في الكون سوى الله.

وما أنت غير الكون بل أنت عينه

تعاليت يا إلهنا عن ذلك ، بل وما أنت عين الكون بل أنت غيره ، ويفهم هذا كلّ من هو مسلم.

ويقولون إنّ الله تعالى هو روح الأشياء ، وإنّه في الموجودات سار كالحياة في الجسم.

ويقولون إنّ الموجودات مظاهر له ، وإنّه يظهر فيها. كما قال رمضان

٢٨٥

التّوزيّ ، معثر عرف بالجوبان القوّاس :

مظاهر الح (...

 ...) (١) فيها فلا يحدّ

ف (... (٢)) لا يكاد يخفى

وظاهر لا يكاد يبدو

نشهده بين ذا وهذا

بأعين منه تستمدّ

إن بطن العبد فهو ربّ

أو ظهر الرّبّ فهو عبد

فعين كن عين زل

وجودا قبض وبسط أخذ وردّ

مراتب الكون ثابتات

وهو إلى حكمها المردّ

وقال الشّيخ صفيّ الدين الأرمويّ الهنديّ : حججت في حدود سنة ستّ وستّين ، وبحثت مع ابن سبعين في الفلسفة فقال لي : لا ينبغي لك الإقامة بمكّة. فقلت : كيف تقيم بها أنت؟ فقال : انحصرت القسمة في قعودي بها ، فإنّ الملك الظّاهر يطلبني بسبب انتمائي إلى أشراف مكّة ، واليمن صاحبها له فيّ عقيدة ، ولكنّ وزيره حشويّ يكرهني.

قال صفيّ الدين : وكان داوى صاحب مكّة فصارت له عنده مكانة بذلك ويقال إنّه نفي من المغرب بسبب كلمة كفر صدرت منه ، وهي أنّه قال : لقد تحجّر ابن آمنة في قوله : لا نبيّ بعدي.

قلت : وإن فتحنا باب الاعتذار عن المقالات وسلكنا طريقة التّأويلات المستحيلات لم يبق في العالم كفر ولا ضلال ، وبطلت كتب الملل والنّحل واختلاف الفرق. وقد ذكر الغزالي رحمه‌الله في كتاب «مشكاة الأنوار» فصلا في حال الحلّاج فأخذ يعتذر عما صدر منه مثل قوله : أنا الحقّ. وقول الآخر : ما في الجبّة إلّا الله. وهذه الإطلاقات الّتي ظاهرها كفر ، وحملها على محامل سائغة ، وأوّلها وقال : هذا من فرط المحبّة وشدّة الوجد ، وإنّ ذلك كقول القائل : أنا من أهوى ومن أهوى أنا.

__________________

(١) في الأصل بياض.

(٢) في الأصل بياض.

٢٨٦

قلت : بتقدير صحّة العقيدة فلا كلام ، وإنّما الكلام فيمن يقول : العالم هو الله ، كقوله في الفصوص إنّه عين ما ظهر وعين ما بطن ، وهو المسمّى بأبي سعيد الخرّاز ، وغير ذلك من أسماء المحدثات.

ومن طالع كتب هؤلاء علم علما ضروريا بأنّهم اتّحادية ، مارقة من الدّين ، وأنّهم يقولون : الوجود الواجب القديم الخالق هو الممكن المخلوق ما ثمّ غير ولا سوى. ولكن لمّا رأوا تعدّد المخلوقات قالوا : مظاهر ومجالي. فإذا قيل لهم فإن كانت المظاهر أمرا وجوديّا تعدّد الوجود ، وإلّا لم يكن لها حينئذ حقيقة. وما كان هكذا تبين أنّ الموجود نوعان خالق ومخلوق.

قالوا : نحن ثبت عندنا بالكشف ما يناقض صريح العقل. ومن أراد أن يكون عارفا محقّقا فلا بدّ أن يلتزم الجمع بين النّقيضين ، وإنّ الجسم لواحد يكون في وقت واحد في موضعين.

٣١٤ ـ عبد الحميد بن رضوان (١) بن عبد الله.

أبو محمد المصريّ ، الشّافعيّ ، الجراحيّ.

ولد في سنة ثمانين وخمسمائة في مستهلّ صفر بالقاهرة.

وذكر أنّه قرأ القرآن على أبي الجود ، وأنّه سمع على أبي القاسم البوصيريّ (٢). وقد روى عن ابن اللّتّيّ يسيرا.

وتوفّي في المحرّم ودفن بقاسيون.

وكان أديبا فاضلا يلقّب مجد الدين.

روى عنه : ابن الخبّاز ، وغيره (٣).

وقرأ عليه ابن فرح كتاب «شرح السّنّة» ، بروايته عن القزوينيّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الحميد بن رضوان) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ١٩ ب.

(٢) وقال البرزالي : ولم يظهر سماعه منه.

(٣) وقال البرزالي : أجاز لي جميع ما يرويه.

٢٨٧

٣١٥ ـ عبد الكريم بن ناصر (١).

أبو الكرم الدعجانيّ ، المصريّ ، المؤذّن ، المعروف بكريم.

ولد في حدود الثّمانين وخمسمائة.

وروى عن : أبي نزار ربيعة اليمنيّ.

وتوفّي في رجب.

حدّثني الحافظ أبو العبّاس الحلبي قال : ذكر الطّلبة لعبد الكريم فقالوا : قد سمّاك الحافظ عبد العظيم كريم ، وذلك لأجل الكاف فإنّها عزيزة فقال : أيطيب له أن يسمّيه أحد عظيم.

٣١٦ ـ عبد الوهّاب بن القاضي أبي الفضل (٢) أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين.

زين القضاة ، أبو المكارم بن الجبّاب السّعديّ ، المصريّ ، العدل (٣).

ولد في أوّل سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

وسمع من محمد بن أحمد بن جبير الكنانيّ ، وابن باقا.

وحدّث.

توفّي في جمادى الأولى.

٣١٧ ـ عليّ بن مؤمن (٤) بن محمد بن عليّ.

__________________

(١) انظر عن (عبد الكريم بن ناصر) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٢ أ.

(٢) انظر عن (عبد الوهاب بن أبي الفضل) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦١ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ أ ، ب ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٧.

(٣) وقال النويري : وهو من بيت الرئاسة والعدالة والفضل بالديار المصرية منذ سكنوها ، وهم من ذرّية زيادة الله بن الأغلب آخر ملوك بني الأغلب بإفريقية.

(٤) انظر عن (علي بن مؤمن) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٤ ب ، والعبر ٥ / ٢٩٢ ، ودول الإسلام ٢ / ١٧٢ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ٥ ق ١ / ٤١٣ ، ٤١٤ رقم ٧٠٠ ، والصلة لابن الزبير ١٤٢ ، وعنوان الدراية للغبريني ٣١٧ ـ ٣١٩ وفيه «علي بن موسى» ، والوفيات لابن قنفذ ٣٣١ رقم ٦٦٩ ، وملء العيبة للفهري ٢ / ١٤٤ ، ١٧٠ ، ٢١٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٠ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٢٦٥ ـ ٢٦٧ رقم ١٨٨ ، وعقود الجمان للزركشي ٢٣٣ ب ، وفوات الوفيات ٣ / ١٠٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ٢١٠ ، وتاريخ

٢٨٨

المعروف بابن عصفور. العلّامة ، أبو الحسن الحضرميّ ، الإشبيليّ ، حامل لواء العربيّة بالأندلس.

حمل وأخذ عن الأستاذ أبي الحسن الدّبّاج ، ثمّ عن الأستاذ أبي عليّ الشّلوبين. وتصدّر للإشغال مدّة.

ذكر أبو عبد الله محمد بن حيّان الشّاطبيّ في «تاريخه» قال : لازم ابن عصفور أبا عليّ نحوا من عشرة أعوام إلى أن ختم عليه «كتاب» سيبويه في نحو السّبعين طالبا.

قال الإمام أبو حيّان : الّذي نعرفه أنّه ما أكمل عليه الكتاب أصلا.

وكان أصبر النّاس على المطالعة لا يملّ من ذلك. وله تواليف منها :

«المقرّب» ، (......) ن (١) ، وكتاب «الممتع» (٢) ، و «المفتاح» ، و «الهلاليّ» ، و «الأزهار» ، و «إنارة الدّياجي» ، و «مختصر الغرّة» ، و «مختصر المحتسب» ، و «مفاخرة السّالف والعذار».

وممّا شرحه ولم يكمله : «شرح المقرّب» ، (.....) (٣) ، «شرح الحماسة» ،

__________________

= الخلفاء ٤٨٣ ، وخزانة الأدب للبغدادي ٣ / ٣٣٨ ، ٣٧١ ، ٣٨٠ ، ٣٩٠ ، ٣٩٤ ، ٤١٢ ، ٤١٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٣٣٠ ، وحاشية على شرح بانت سعاد ١ / ٣٥٦ ، وكشف الظنون ١٨٠٥ ، وفهرس دار الكتب المصرية ٢ / ١٦٣ ، وفهرس المخطوطات المصوّرة ١ / ٣٩٨ ، وتاريخ الأدب العربيّ ١ / ٥٤٦ ، والأعلام ٥ / ١٧٩ ، ومعجم المؤلفين ٧ / ٢٥١ ، ومفتاح السعادة ١ / ١١٨ ، وديوان الإسلام ٣ / ٣٤٩ رقم ١٥٣٢ وانظر مقدّمة كتابه «المقرّب» بتحقيق د. أحمد عبد الستار الجواري ، وعبد الله الجبوري ـ منشورات وزارة الأوقاف العراقية ، بغداد ١٣٩١ ه‍. / ١٩٧١ م ، وكتاب «ابن عصفور والتصريف» للدكتور فخر الدين قباوة ـ طبعة حلب ١٩٧١.

(١) في الأصل بياض.

(٢) في التصريف ، قال فيه ابن الوردي : «وهو بديع في فنّه». وقد لخصه أبو حيّان بكتاب سمّاه : «المبدع الملخص من الممتع». وصدر «الممتع» بتحقيق الدكتور فخر الدين قباوة في جزءين ١٣٩٠ ه‍. / ١٩٧٠ م. المطبعة العربية حلب.

(٣) في الأصل بياض.

٢٨٩

«شرح المتنبّي» ، «سرقات الشّعراء» ، «شرح الجزوليّ» (١) ، «البديع» ، وغير ذلك (٢).

وكان (....) (٣) بالنّحو لا يشقّ غباره ولا يجارى. أقرأ بإشبيليّة وبهريش ، ومالقة ، ولورقة ، ومرسية.

وولد سنة سبع وتسعين وخمسمائة بإشبيليّة.

ومات بتونس في الرابع والعشرين من ذي القعدة (٤).

ولم يكن بذاك الورع في دينه ، تجاوز الله عنّا وعنه ، فممّا قاله ارتجالا :

لما تدنّست بالتّفريط في كبرى

وصرت (٥) مغرى بشرب الرّاح واللّعس

رأيت أنّ (٦) خضاب الشّيب أستر لي

إنّ البياض قليل الحمل للدّنس

ولابن عصفور من قصيدة في فرس كميت :

هنيئا (٧) بطرف إذا ما جرى

ترى البرق يتعب في دائره

مصغّر لفظ ، ولكنّه

يجلّ ويعظم في قدره

قلت : كان بحرا في العربيّة (٨) يقرئ الكتب الكبار ولا يطالع عليها.

__________________

(١) ويسمّى : «البديع شرح المقدّمة الجزولية».

(٢) وله «شرح الجمل» للزجّاجي ، و «شرح الأشعار الستة ، والضرائر الشعرية».

(٣) في الأصل بياض.

(٤) رثاه القاضي ناصر الدين أحمد بن محمد المالكي المشهور بابن المنير قاضي الإسكندرية المتوفى سنة ٦٨٣ ه‍. بقوله :

أسند النحو إلينا الدّؤلي

عن أمير المؤمنين البطل

بدأ النحو عليّ وكذا

قل بحقّ ختم النحو علي

ووقع في الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج ٥ ق ١ / ٤١٤ انه توفي سنة تسع وخمسين وستمائة. وهذا غلط.

(٥) وفي رواية أخرى : «ورحت».

(٦) وفي رواية : «أيقنت أنّ».

(٧) وفي رواية : «ميسا».

(٨) امتدحه أبو عمرو عثمان بن سعد بن عبد الرحمن المعروف بابن تولو القرشي المتوفى سنة

٢٩٠

وكان في خدمة أمير. أقرأ بعدّة مدائن.

قال ابن الزّبير : لم يكن عنده ما يؤخذ عنه سوى ما ذكر ـ يعني العربيّة ـ ولا تأهّل بغير ذلك ، رحمه‌الله وعفى عنه.

قلت : ولا تعلّق له بعلم القراءات ولا الفقه ولا رواية الحديث. وكان يخدم الأمير أبا عبد الله محمد بن أبي زكريّا الهنتانيّ صاحب تونس.

٣١٨ ـ عمر بن حامد (١) بن عبد الرحمن بن المرجّى بن المؤمّل.

أبو حفص الأنصاريّ ، القوصيّ ، ثمّ الدّمشقيّ ، الشّافعيّ ، العدل.

سمع من : عمر بن طبرزد ، وحنبل ، وجماعة بإفادة أخيه شهاب الدين إسماعيل (٢).

روى عنه : الدّمياطيّ ، وابن الخبّاز ، وعلم الدين الدّواداريّ ، وجماعة (٣).

وكان أحد الشّهود.

ولد سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، ومات في ثالث عشر ربيع الآخر.

٣١٩ ـ عمر بن عبد الله (٤) بن صالح بن عيسى.

__________________

= ٦٨٥ ه‍. بقوله :

أبا حسن ، قرّبت للناس ما نأى

من النحو جدّا بالكتاب «المقرّب»

دللت على أسرار يفصح ما

خصصت به من كل لفظ مهذّب

يمينا لقد أطلعته شمس حكمة

أثرت بها ما بين شرق ومغرب

به علموا علم الكتاب حقيقة

وكان مجازا علمهم بالمغيّب

فحيّاك من أحيى بك العلم بعد ما

أميت بأقوام عن الفهم غيّب

(١) انظر عن (عمر بن حامد) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٠ ب ، والطالع السعيد للأدفوي ٤٤٠ ، والوافي بالوفيات ٢٢ / ٤٤٦ ، ٤٤٧ رقم ٣٢٢.

(٢) وقال البرزالي : «وله إجازة عفيفة الفارقانية ، وأسعد بن الروح ، والمؤيّد بن الإخوة».

(٣) وقال البرزالي : أجاز لي جميع ما يرويه ، وروى لنا عنه الدواداريّ.

(٤) انظر عن (عمر بن عبد الله) في : تكملة إكمال الإكمال ٢٣٣ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦١ ، ٤٦٢ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٤ ب ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٦ أ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨١ ، والمشتبه ١ / ٣٨٩ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٧ ، ٤٠٨ ، والوافي بالوفيات ٢٣ / ٥٠٢ رقم ٣٥٣ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٦ ، وعقد

٢٩١

الإمام ، أبو حفص السّبكيّ ، المالكيّ ، قاضي القضاة سيف الدين.

ولد سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

وتفقّه على الإمام أبي الحسن المقدسيّ الحافظ. وصحبه مدّة ، وسمع منه ، ومن القاضي عبد الله بن محمد بن مجلي.

وولي الحسبة مدّة بالقاهرة ، ثمّ ولي القضاء حين جعلت أربعة قضاة.

ودرّس للمالكيّة بالصّالحيّة. وأشغل وأفتى وانتهت إليه معرفة المذهب مع الدّين والخير والأمانة.

روى عنه : الدّمياطيّ ، وقاضي القضاة ، وبدر الدّين ابن جماعة ، وعلم الدين الدّواداريّ ، وغيرهم.

وسبك العبيد بلد من أعمال الدّيار المصريّة.

توفّي بالقاهرة في الخامس والعشرين من ذي القعدة وله أربع وثمانون سنة.

٣٢٠ ـ عمر بن عليّ (١) بن أبي بكر بن محمد بن بركة.

الإمام العلّامة ، رضيّ الدين ، أبو الرّضا المصريّ ، الحنفيّ ، المعروف بابن الموصلي.

ولد بميّافارقين سنة أربع عشرة وستّمائة. ودرّس وأفتى ، وبرع في المذهب. وشارك في الشّعر والأدب ، وكتب الخطّ المليح.

وكان ذا رئاسة وتجمّل ونبل.

توفّي في ثامن عشر رمضان بالقاهرة.

٣٢٠ ـ عيسى بن محمد (٢) بن أبي القاسم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم.

__________________

= الجمان (٢) ٨٤ ، وتبصير المنتبه ٨٠٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ٤٥٧ ، وتوضيح المشتبه ٥ / ٢٨٤.

(١) انظر عن (عمر بن علي) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٢ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٣ أ ، وعقد الجمان (٢) ٨٦ ، ٨٧.

(٢) انظر عن (عيسى بن محمد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٢ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ أ ، وزبدة الفكرة ٩ / ورقة ٧٥ ب ، ومشيخة قاضي القضاة ابن جماعة ٢ / ٤٥٣ ـ ٤٥٥ رقم ٥٠ ،

٢٩٢

الأمير شرف الدين ، أبو محمد ابن الأمير أبي عبد الله الهكّاريّ ، الكرديّ.

سمع بالمقدس كتاب «الأحكام» لعبد الحق ، من أبي الحسن عليّ بن محمد بن جميل المعافريّ الخطيب ، عن المصنّف (١). وأجاز له عمر بن طبرزد ، وغيره.

روى عنه : شيخنا برهان الدين الإسكندرانيّ ، وغير واحد سمعوا منه الأحكام.

وكان أحد الأبطال المشهورين بالشّجاعة والإقدام. وله مواقف مشهودة ووقائع مع الفرنج ، هذا مع الدين والكرم والمروءة والأوصاف الجميلة والرّئاسة والحشمة.

توفّي في الثّامن والعشرين من ربيع الآخر.

وآخر من سمع منه الأحكام قاضي القضاة ابن جماعة (٢). وكان مولده في سنة ٥٩٣.

ـ حرف الميم ـ

٣٢٢ ـ محمد بن أسعد (٣) بن عبد الرحمن.

الشّيخ الزّاهد الصّالح أبو عبد الله الهمدانيّ ، المجاور بمشهد عروة.

كان كبير القدر ، صاحب أوراد وعبادة وزهد وإقبال على الآخرة.

حدّث بالبخاريّ عن ابن الزّبيديّ.

قرأه عليه الخطيب شرف الدّين الفزاريّ.

__________________

= وعقد الجمان (٢) ٨٧ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٣.

(١) في هامش الأصل : بسماع المعافريّ للأحكام لفظا من عبد الحقّ في المحرّم سنة ٥٧٦.

(٢) قال ابن جماعة : سمعت عليه كتاب «اختصار الأحكام الشرعية من حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخباره ، (٢ / ٤٥٣).

(٣) انظر عن (محمد بن أسعد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٠١ ، ٢٠٢ رقم ٥٧٧.

٢٩٣

وسمع منه : قاضي القضاة نجم الدين ابن صصريّ ، وجماعة.

وتوفّي في صفر ، وشيّعه خلق ، كبير.

٣٢٣ ـ محمد بن إسماعيل (١) بن عثمان بن المظفّر بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين.

الشّيخ مجد الدّين ، أبو عبد الله بن عساكر ، الدّمشقيّ ، الشّافعيّ.

ولد في حدود سنة سبع وثمانين وخمسمائة.

وسمع من : الخشوعيّ ، والقاسم بن عساكر ، وعبد اللّطيف بن أبي سعد ، وأبي جعفر القرطبيّ ، وحنبل ، وابن طبرزد ، والتّاج الكنديّ ، وغيرهم.

وحدّث بدمشق ومصر.

روى عنه : ابن الخبّاز ، (وبرهان الدين) (٢) الإسكندرانيّ ، والشّيخ عبد الرحمن القرامزيّ ، وعلاء الدّين ابن العطّار ، وأحمد بن (...) (٣) المؤذّن ، وجماعة.

وكان عدلا جليلا من بيت الرّواية والرّئاسة.

وجدّه عثمان [بن المظفّر بن عبد الله] (٤).

وهو آخر من روى كتاب «التّجريد» لابن الفحّام عاليا.

توفّي إلى رحمة (٥) الله في ثامن ذي القعدة بدمشق.

٣٢٤ ـ محمد بن [تمّا] م (٦) بن يحيى بن عبّاس.

__________________

(١) انظر عن (محمد بن إسماعيل) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٤ أ ، ب ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٣ ، والعبر ٥ / ٢٩٢ ، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٦٤ ، والإعلام بوفيات الأعلام ٢٧٩ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢١٩ رقم ٦١٤ ، وذيل التقييد ١ / ١٠١ رقم ١٢٠ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٥ ، والدليل الشافي ٢ / ٦٠٥.

(٢) في الأصل بياض.

(٣) في الأصل بياض.

(٤) في الأصل بياض.

(٥) في الأصل : «رحمت».

(٦) انظر عن (محمد بن تمّام) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٣ والمستدرك منه ، ومن المقتفي للبرزالي

٢٩٤

أبو بكر الحميريّ ، الدّمشقيّ فخر الدين.

ولد سنة ثلاث وستّمائة.

وسمع من : داود بن ملاعب ، والشّيخ الموفّق.

وقد تقدّم أخوه يحيى.

توفّي محمد في رابع رجب. وكان عدلا رئيسا (١).

روى عنه : الدّواداريّ ، وقاضي القضاة نجم الدّين ، وابن العطّار.

٣٢٥ ـ محمد بن عبد المنعم (٢) بن نصر الله بن جعفر بن أحمد بن حواري.

الشّيخ تاج الدّين ، أبو المكارم التّنوخيّ ، المعرّيّ الأصل ، الدّمشقيّ ، الحنفيّ. ويعرف بابن شقير. الأديب الشّاعر.

ولد سنة ستّ وستّمائة.

وروى «الأربعين» الّتي لهبة الله القشيريّ ، عن أبي الفتوح البكريّ.

وروى عن : ابن الحرستانيّ ، وغيره.

وهو أخو المحدّث الأديب نصر الله.

سمع منهما الدّمياطيّ.

توفّي تاج الدّين في صفر.

ذكره قطب الدّين (٣) فقال : كان أديبا رئيسا ، دمث الأخلاق. وهو من

__________________

= ١ / ٢٢ ب ، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٧٧ ، رقم ٧٠٣ ، وذيل التقييد ١ / ١١٢ رقم ١٥٠ ، والدليل الشافي ٢ / ٦١٠ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٨ ، والمقفّى الكبير ٥ / ٤٧١ رقم ١٩٥٦.

(١) وقال البرزالي : وكان من صدور دمشق وأعيانها وعدولها ، حسن الأخلاق ، كريم النفس ، وله وجاهة وحرمة ، ويتردّد إلى بستانه بالمزّة الأكابر والفضلاء ويقوم بخدمتهم وإكرامهم ، وعنده فضيلة وشعر ورحلة إلى القاهرة ، وكتب بخطّه الحديث. روى لنا عنه الشيخ فخر الدين ابن عزّ القضاة. ولي منه إجازة.

(٢) انظر عن (محمد بن عبد المنعم) في : المقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٠ أ ، وذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٤ ، ٤٦٥ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤٠٨ ـ ٤١٦ ، وفوات الوفيات ٣ / ٤١١ ـ ٤١٣ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٨٥ ، والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٣٣ ، وعقود الجمان للزركشي ، ورقة ٢٩٠ ، والسلوك ج ١ ق ٢ / ٥٩٧ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٤٧ ـ ٥٠ رقم ١٥٠٦.

(٣) في ذيل المرآة ٢ / ٤٦٤.

٢٩٥

شعراء الملك النّاصر يوسف ، وله فيه مدائح جمّة. وكان يحبّه ويقدّمه على غيره من الشّعراء الّذين في خدمته (١).

فمن شعره :

ما ضرّ قاضي الهوى العذريّ حين ولي

لو كان في حكمه يقضي عليّ ولي

وما عليه وقد صرنا رعيّته

لو أنّه مغمد عنّا ظبا المقل

يا حاكم الحبّ لا تحكم بسفك دمي

إلّا بفتوى فتور الأعين النّجل

ويا غريم الأسى الخصم الألدّ هوى

رفقا عليّ فجسمي في هواك بلي

أخذت قلبي رهنا يوم كاظمة

على بقايا دعا وللهوى قبلي

ورمت منّي كفيلا بالأسى عبثا (٢)

وأنت تعلم أنّي بالغرام ملي

وقد قضى حاكم التّبريح مجتهدا

عليّ بالوجد حتّى ينقضي أجلي

لذا قذفت شهود الدّمع فيك عسى

أنّ الوصال بجرح الجفن يثبت لي

لا تسطونّ بعسّال القوام على

ضعفي فما آفتي إلّا من الأسل

هدّدتني بالقلى حسبي الجوى (٣) وكفى «أنا الغريق فما خوفي من البلل» (٤).

__________________

(١) ذكر ابن شاكر الكتبي كثيرا من شعره.

(٢) في الأصل : «عشى».

(٣) في عيون التواريخ ٣ / ٤١١ «الجنا».

(٤) ومن شعره :

وغزال سبا فؤادي منه

ناظر راشد وقدّ رشيق

ريقه رائق السلافة والثغر

حباب وخدّه الراووق

حلّ صدغيه ثم قال : أفرق

بين هذين؟ قلت : فرق دقيق

وقال أيضا :

وا حيرة القمرين منه إذا بدا

وإذا انثنى يا خجلة الأغصان

كتب الجمال ويا له من كاتب

سطرين من خدّيه بالريحان

وقال أيضا دو بيت :

أقسمت برشق المقلة النّبالية

قلبي وبلين القامة العسّالة

ما ألبسني حلّة سقم وضنى

يا هند سوى جفونك القتّالة

وله شعر غيره.

٢٩٦

٣٢٦ ـ محمود بن حيدر (١).

شيخ زاهد صالح ، صاحب تهجّد وأوراد وأذكار. وهو ربيب الشّيخ الكبير عبد الله اليونينيّ.

توفّي ببعلبكّ في جمادى الأولى. وقد جاوز السّبعين.

٣٢٧ ـ مرشد (٢).

الطّواشي الكبير شجاع الدين الحبشيّ ، المظفّريّ ، الحمويّ ، عتيق المظفّر صاحب حماة.

كان أحد الأبطال الشّجعان ، وكان الملك الظاهر يحبّه لذلك. وله مواقف مشهورة. وكان يتصرّف في مملكة حماة كتصرّف ابن أستاذه. وله هيبة وحرمة.

مات في عشر السّبعين بحماة (٣).

ـ حرف الهاء ـ

٣٢٨ ـ هيثوم بن قسطنطين (٤).

__________________

(١) انظر عن (محمود بن حيدر) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٥ وفيه : «محمد» ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢١ أ.

(٢) انظر عن (مرشد) في : ذيل مرآة الزمان ٢ / ٤٦٥ ، ٤٦٦ ، والمقتفي للبرزالي ١ / ورقة ٢٥ أ ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٧ ، وتالي كتاب وفيات الأعيان ١٣٧ رقم ٢١٦ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٢٦٠ ، وعقد الجمان (٢) ٨٧ ، ٨٨ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٨٣ ، وعيون التواريخ ٢٠ / ٤١٦.

(٣) قال الصقاعي : فأمّا برّه وصدقته ، فإن في سنة تسع وخمسين وستمائة وسنة ستين كان الغلاء عام (كذا) بالشام وأعظمه من حماة وما بعدها إلى حلب إلى أن صار الخبز الرطل خمس الدراهم ، ولم يوجد للصعاليك ميتة ليأكلوها. وكان كل يوم يتصدّق هذا الطواشي بمكوكين قمح خبز وهريسة. واجتمع بحماة لذلك من الصعاليك خلق عظيم ولم يسخو (كذا) أحد غيره بشيء. ويتفقد أرباب البيوت بالقمح والدراهم والملبوس.

(٤) انظر عن (هيثوم بن قسطنطين) في : زبدة الفكرة ، ورقة ٧٥ ب ، والمختصر في أخبار البشر ٤ / ٦ ، ٧ ، وعقد الجمان ٢ / ٨٨ ، والتحفة الملوكية ٧٢ ، ونهاية الأرب ٣٠ / ١٧٣ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٢٢٠.

٢٩٧

الكلب ، الملك المجير ، صاحب سيس.

توفّي في هذه السّنة ، وتملّك ولده.

ـ حرف الياء ـ

٣٢٩ ـ يحيى بن عبد الله.

فخر الدين البغداديّ.

ولد سنة ثلاث وسبعين.

روى المقامات الحريريّة.

سمعها منه الشّيخ ظهير الدّين الكازرونيّ وقال : كان أديبا منقطعا له سماعات عالية.

مات في ربيع الأوّل.

قلت : روى عنه ابن الشّيخ عبد القادر الّذي انتخب عليه البرزاليّ.

٣٣٠ ـ يحيى بن عبد العزيز (١).

الشّيخ ، نجم الدّين النّاسخ.

فاضل ورع. ناصح المسلمين وكاتبهم فأخذ ببغداد وقرّر ، فاعترف فقتلوه ، رحمه‌الله تعالى.

__________________

(١) انظر عن (يحيى بن عبد العزيز) في : الحوادث الجامعة ١٧٧.

٢٩٨

صورة ما كتب بخطّ في آخر سنة ٦٦٩ في وريقة ملحقة :

فائدة

٣٣١ ـ الملك الموحّد (١) عبد الله بن المعظّم توران شاه بن السّلطان الملك الصّالح نجم الدين أيّوب بن الكامل بن العادل.

ولد بآمد إذ أبوه متولّيها ، فقصد غياث الدّين صاحب الرّوم وعسكر حلب آمد وحاصروها ، ثمّ أخذوها من المعظّم ، وأبقوا له حصن كيفا ، فتحوّل إليه ، فلمّا مات أبوه بالدّيار المصريّة وطلب المعظّم وقدم وتملّك مصر والشّام في سنة سبع وأربعين ، خلّف الملك الموحّد هذا بحصن كيفا فتملّكه.

قال ابن واصل في «تاريخه» ، وقد ألّفه في حدود السّبعين وستّمائة : الملك الموحّد باق إلى الآن مستولي على حصن كيفا تحت أوامر التّتار وله عدّة أولاد على ما بلغني.

قال : وكان عمره لمّا قضى والده إلى مصر عشر سنين.

سألت الشّيخ تاج الدّين الفارقيّ عند الموحّد هذا ، فقال : رأيته ، وكان شجاعا قصيرا ، عاش إلى بعد الثّمانين وستّمائة وابنه إلى الآن باق بيده الحصن من تحت أوامر التّتار.

قلت : لقّب ابنه الملك الكامل. قتلته التّتار في حدود سنة سبعمائة ، وأقاموا بعده ولده الملك الصّالح صورة بلا أمر ، ورتبته كجنديّ كبير.

انتهت الفائدة

* * *

__________________

(١) انظر عن (الملك الموحّد) في : الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ٢٣٧ ق ٢ / ٤٧٧ و ٥٣٥.

٢٩٩

وفيها ولد :

القاضي جمال الدّين أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله بن القلانسيّ التّميميّ ،

والشّهاب أحمد بن صفيّ الدّين بن أبي بكر السّلاميّ بالبصرة ،

وتاج الدّين عليّ بن مجد الدّين إسماعيل بن كسيرات المخزوميّ الخالديّ ،

وجمال الدّين يوسف بن محمد بن حمّاد خطيب حماة ، في جمادى الآخرة ،

وقاضي القضاة عماد الدّين عليّ بن أحمد بن الطّرسوسيّ الحلبيّ في رجب بمنية بني خصيب.

٣٠٠