(١) أتاني على القعساء عادل وطبه |
|
برجلى لئيم واست عبد تعادله |
يريد عادلا وطبه ، وقال الزّبرقان بن بدر : [بسيط]
(٢) مستحقبي حلق الماذيّ يحفزه |
|
بالمشرفيّ وغاب فوقه حصد |
وقال سليك بن السّلكة : [وافر]
(٣) نراها من يبيس الماء شهبا |
|
مخالط درّة منها غرار |
يريد عرق الخيل ، ومما يزيد هذا الباب إيضاحا أنّه على معنى المنوّن قول النابغة : [بسيط]
__________________
(١٣١) الشاهد فيه حذف التنوين من عادل استخفافا واضافته الى ما بعده وتنكره وان كان مضافا الى معرفة لما ينوى فيه من التنوين والنصب والتقدير أتاني عادلا وطبه* هجا رجلا وجعله راعيا فيقول أتاني راكبا على راحلة قعساء وهي المحدودبة من الهزال قد عدل وطبه وهو زق اللبن باسته ورجليه أي جعلهما عدلا له وقد قيل أراد بالقعساء أتانا والاول أولى لذكره الوطب لأن الراعي انما يرتحل من الابل التي يرعاها.
(١٣٢) الشاهد في حذف النون من مستحقبين استخفافا واضافته الى ما بعده* وصف جيشا فقال مخبرا عن فرسانه مستحقبي حلق الماذي أي جعلوها في حقائبهم وهي مآخير الرحال معدة للباس ، والماذي الدروع الصافية الحديد اللينة اللمس واحدتها ماذية وقوله يحفزه اخبار عن الجيش فلذلك وحده والهاء عائدة على الماذي لانه اسم جنس ، والمشرفي السيف نسب الى المشارف وهي قرى بالشام يطبع بها السيوف ، ومعنى يحفزه بالمشرفي رفعه لحمائله وتشمير ذيوله ، وأراد بالغاب الرماح سماها بمنبتها والغاب جمع غابة وهي الغيضة والحصد المقطوع لأن الرماح تقطع من أجمتها فوصفها بذلك ويقال الحصد الملتف من قولهم استحصد الشيء اذا قوي واشتد وحبل محصد أي محكم الفتل شديد.
(١٣٣) الشاهد فيه حذف التنوين من مخالط واضافته الى الدرة والمعنى مع اثبات التنوين والنصب ، ويدل على ذلك ارتفاع غرار به والتقدير يخالط درتها غرار* وصف خيلا فيقول اذا يبس العرق عليها ابيض فرأيتها شهبا وكذلك عرق الخيل ، وأما عرق الابل فيصفر اذا يبس ثم وصفها باعتدال العرق وتوسطه للكثرة والقلة فقال يخالط درة عرقها وهي دفعته وكثرته غرار وهو تبجسه شيئا بعد شيء وقلته وهو المستحب ، ويكره افراطه لأن ذلك يجهده ويكره انقطاعه وعدمه لما يتوقع عليه من الربو بذلك.