وقال الآخر :
(١) فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب فما بك والأيّام من عجب |
[باب ما لا يجوز فيه الاضمار من حروف الجرّ]
وذلك الكاف في أنت كزيد وحتّى ومذ وذلك لأنهم استغنوا بقولهم مثلى وشبهي عنه فأسقطوه ، واستغنوا عن الاضمار في حتّى بقولهم رأيتهم حتّى ذاك وبقولهم دعه حتّى يوم كذا وكذا وبقولهم دعه حتى ذاك وبالاضمار في إلى اذا قال دعه اليه لأنّ المعنى واحد كما استغنوا بمثلى ومثله عن كي وكه ، واستغنوا عن الاضمار في مذ بقولهم مذ ذاك لأن ذاك اسم مبهم وانما يذكر حين يظنّ أنه قد عرف ما يعنى إلّا أنّ الشاعر اذا اضطرّ أضمر في الكاف فيجرونها على القياس ، قال الشاعر (وهو العجّاج) :
(٢) * وأمّ أو عال كها أو أقربا*
وقال أيضا :
(٣) فلا ترى بعلا ولا حلائلا |
|
كه ولا كهنّ إلّا حاظلا |
شبّهوه بقوله له ولهنّ ، ولو اضطرّ شاعر فأضاف الكاف الى نفسه قال ما أنت كي ، وكي خطأ من قبل أنه ليس في العربية حرف يفتح قبل ياء الاضافة.
__________________
(٥٨٩) الشاهد فيه عطف الأيام على المضمر المجرور والقول فيه كالقول في الذي قبله ، ومعنى قربت جعلت وأخذت يقال قربت تفعل كذا أي جعلت تفعله والمعنى هجوك لنا من عجائب الدهر فقد كثرت فلا يعجب منها.
(٥٩٠) الشاهد فيه ادخال الكاف على المضمر تشبيها لها بمثل لأنها في معناها واستعمل ذلك عند الضرورة ، وام أو عال أكمة بعينها والهاء في قوله كها عائدة على شيء مؤنث شبه الأكمة به وعطف أقرب على شيء قبل البيت.
(٥٩١) الشاهد في قوله كهو ولا كهن وأراد مثله ومثلهن والقول فيه كالقول في الذي قبله ، والوقف على كهو باسكان الواو لانه ضمير جر متصل بالكاف اتصاله بمثل ، فالوقف عليه هنا كالوقف عليه ثم* وصف حمارا وآتنا والحاظل ، والعاضل سواء وهو المانع من التزويج لأن الحمار يمنع آتنه من حمار آخر يريدهن ، ولذلك جعلهن كالحلائل وهي الأزواج.