[باب ما يجري مما يكون ظرفا هذا المجرى]
وذلك قولك يوم الجمعة ألقاك فيه وأقلّ يوم لا ألقاك فيه وأقلّ يوم لا أصوم فيه وخطيئة يوم لا أصيد فيه ومكانكم قمت فيه فصارت هذه الأحرف ترتفع بالابتداء كارتفاع عبد الله وصار ما بعدها مبنيّا عليها كبناء الفعل على الاسم الأول فكأنك قلت يوم الجمعة مبارك فاذا قلت يوم الجمعة صمته فصمته في موضع مبارك حيث كان المضمر هو الأول ويدخل النصب فيه كما دخل في الاسم الأول ويجوز في ذلك يوم الجمعة آتيك فيه وأصوم فيه ، كما جاز في قولك عبد الله مررت به كأنه قال ألقاك يوم الجمعة فنصبه لأنه ظرف ثم فسّر فقال ألقاك فيه وان شاء نصبه على الفعل نفسه كما أعمل فيه الفعل الذي لا يتعدّى الى مفعول ، كلّ ذلك عربيّ جيد ونصبه لأنه ظرف لفعل أضمره وكأنه قال يوم الجمعة ألقاك والنصب في يوم الجمعة صمته ويوم الجمعة سرته مثله في قولك عبد الله ضربته إلا أنه ان شاء نصبه بأن ظرف. وان شاء أعمل فيه الفعل كما أعمله في عبد الله لأنه يكون ظرفا وغير ظرف ولا يحسن في الكلام ان تجعل الفعل مبنيا على الاسم ولا تذكر علامة إضمار الأول حتى تخرج من لفظ الإعمال في الأول ومن حال بناء الاسم عليه وتشغله بغير الأول حتى يمتنع من أن يكون يعمل فيه ولكنه قد يجوز في الشعر وهو ضعيف في الكلام ، قال ابو النجم العجلي : [رجز]
(١) قد أصبحت أمّ الخيار تدّعى |
|
علىّ ذنبا كلّه لم أصنع |
__________________
(٧١) استشهد به على رفع كل مع حذف الضمير من الفعل وجعله في الجواب مثل زيد ضربت ، وقال هو بمنزلته في غير الشعر لان النصب لا يكسر الشعر يريد انه لو قال كله لم أصنع لاجراه على ما ينبغي ولم يحتج الى الرفع من حذف الضمير ، والقول عندي ان الرفع هنا أقوى منه في قولك زيد ضربت وألزم ولان كلا لا يحسن حملها على الفعل لأن أصلها أن تأتي تابعة للاسم مؤكدة كقولك ضربت القوم كلهم أو مبتدأة بعد كلام كقولك ان القوم كلهم ذاهب فان قلت ضربت كلا القوم وبنيتها على الفعل قبحت لخروجها عن الاصل فاذا كان الأمر كذلك فينبغي أن يكون قوله كله لم أصنع ، وان كان قد حذف الهاء أقوى من قوله كله بالنصب وتكون الضرورة فيه حذف الهاء لا رفع كل وكذلك ما يجري مجراه.