بأحد الا أبيك خيرا منه ، ومثله قول الشاعر وهو الكلحبة [اليربوعي واسمه هبيرة بن عبد مناف وهو من بنى عرين بن يربوع] : [طويل]
(١) أمرتكم أمري بمنقطع اللّوى |
|
ولا أمر للمعصىّ الا مضيّعا |
كأنه قال للمعصي أمر مضيعا كما جاز فيها رجل قائما وهذا قول الخليل ، وقد يكون أيضا على قوله لا أحد فيها الا زيدا.
[باب ما تكون فيه في المستثنى الثاني بالخيار]
وذلك قولك مالي الا زيدا صديق وعمرا وعمرو ، ومن لي الا أباك صديق وزيدا وزيد ، أما النصب فعلى الكلام الأول وأما الرفع فكأنه قال وعمرو لي لأن هذا المعنى لا ينقض ما تريد في النصب وهذا قول يونس والخليل.
[باب تثنية المستثنى]
وذلك قولك ما أتاني الا زيد الا عمرا ولا يجوز الرفع في عمرو من قبل أن المستثنى لا يكون بدلا من المستثنى ، وذلك أنك لا تريد أن تخرج الأول من شيء تدخل فيه الآخر وان شئت قلت ما أتاني الا زيدا الّا عمرو فتجعل الاتيان لعمرو ويكون زيد منتصبا من حيث انتصب عمرو ، فأنت في ذا بالخيار ان شئت نصبت الأول ورفعت الآخر وان شئت نصبت الآخر ورفعت الأول ، وتقول ما أتاني إلا عمرا إلا بشرا أحد كأنك قلت ما أتاني إلا عمرا أحد إلا بشر فجعلت بشرا بدلا من أحد ثم قدّمت بشرا فصار كقولك مالي الا بشرا أحد لأنك إذا قلت مالي إلا عمرا أحد إلا بشر فكأنك قلت مالى أحد إلا بشر ، والدليل على ذلك قول الشاعر (وهو الكميت) : [طويل]
(٢) فما لي الّا الله لا ربّ غيره |
|
ومالي إلا الله غيرك ناصر |
__________________
(٥٦٤) الشاهد فيه نصب مضيع على الحال من الامر وهو حال من نكرة وفيه ضعف لأن أصل الحال أن تكون للمعرفة ويجوز أن يكون نصبه على الاستثناء والتقدير الا أمرا مضيعا وفيه قبح لوضع الصفة موضع الموصوف ، واللوي مسترق الرمل حيث يلوى وينقطع.
(٥٦٥) الشاهد في تكرير المستثنى بالا وغير ، والتقدير وما لي ناصر الّا الله غيرك فالله بدل من ناصر ، وغيرك نصب على الاستثناء فلما قد ما لزما النصب لأن البدل لا يقدم.