(١) * كأن وريديه رشاء خلب*
وهذه الكاف انما هي مضافة الى أنّ فلمّا اضطررت الى التخفيف ولم تضمر لم يغيّر ذلك أن تنصب بها كما أنك قد تحذف من الفعل فلا يتغير عن عمله ، ومثل ذلك قول الشاعر (وهو الأعشي) : [بسيط]
في فتية كسيوف الهند قد علموا |
|
أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (٢) |
كأنه قال أنّه هالك ، ومثل ذلك أول ما أقول أن بسم الله كأنه قال أوّل ما أقول أنّه بسم الله وان شئت رفعت في قول الشاعر :
* كأن وريداء رشاء خلب*
على مثل الاضمار الذي في قوله إنّه من يأتها تعطه أو يكون هذا المضمر هو الذي ذكر بمنزلة :
* كأن ظبية تعطو الى وارق السّلم* (٣)
ولو أنهم اذ حذفوا جعلوه بمنزلة إنّما كما جعلوا إن بمنزلة لكن لكان وجها قويا ، واما قوله أن بسم الله فانما يكون على الاضمار لأنك لم تذكر مبتدء ومبنيا عليه ، والدليل على انهم انما يخفّفون على اضمار الهاء انك تستقبح قد عرفت ان يقول ذاك حتّى تقول أن لا او تدخل سوف والسين اوقد ، ولو كانت بمنزلة حروف الابتداء لذكرت الفعل مرفوعا بعدها كما تذكره بعد هذه الحروف كما تقول انّما تقول ولكن تقول.
[باب آخر أن فيه مخفّفة]
وذلك قولك قد علمت ان لا يقول ذاك وقد تيقّنت أن لا تفعل ذاك كأنه قال أنه
__________________
(٧٢٥) الشاهد في اعمال أن مخففة عملها مشددة تشبيها بما حذف من الفعل ولم يتغير عمله نحو لم يك زيد منطلقا والوجه الرفع اذا خففت لخروجها عن شبه الفعل في اللفظ ، والوريدان حبلا العنق ، والرشاء الحبل ، والخلب الليف.
(١) تقدم شرحه وتفسيره في ص ٣٢٩ رقم ٤١٢
(٢) تقدم شرحه في ص ٣٢٨ رقم ٤٠٨