لا تقوى الصفه في هذا الا حالا أو تجري على اسم كذلك هذه الصفة لا تجوز الا ظرفا أو تجري على اسم ، فان قلت دهر طويل أو شيء كثير أو قليل حسن وقد يحسن أن تقول سير عليه قريب لأنك تقول لقيته منذ قريب والنصب عربيّ كثير جيّد وربما جرت الصفة في كلامهم مجرى الاسم فاذا كان كذلك حسن ، فمن ذلك الأبرق والأبطح وأشباههما ، ومن ذلك ملي من النهار والليل ، تقول سير عليه ملي والنصب فيه كالنصب في قريب ، ومما يبيّن لك أن الصفة لا يقوى فيها إلا هذا أنّ سائلا لو سألك فقال هل سير عليه لقلت نعم سير عليه شديدا وسير عليه حسنا فالنصب في ذا على أنه حال وهو وجه الكلام لأنه وصف السّير ولا يكون فيه الرفع لأنه لا يقع موقع ما كان اسما ، ولم يكن ظرفا لأنه ليس بحين يقع فيه الامر إلا أن تقول سير عليه سير حسن او سير عليه سير شديد ، فان قلت سير عليه طويل من الدهر وشديد من السّير فأطلت الكلام ووصفت كان أحسن وأقوى وجاز ولا يبلغ في الحسن الأسماء وانما جاز حين وصفت وأطلت لأنه ضارع الاسماء لأن للموصوفة في الأصل الاسماء.
[باب ما يكون من المصادر مفعولا]
فيرتفع كما ينتصب اذا شغلت الفعل به وينتصب اذا شغلت الفعل بغيره وانما يجيء ذلك على أن تبيّن أيّ فعل فعلت أو تأكيدا ، فمن ذلك قولك على قول السائل أيّ سير سير عليه فتقول سير عليه سير شديد وضرب به ضرب ضعيف فأجريته مفعولا والفعل له ، فان قلت ضرب به ضربا ضعيفا فقد شغلت الفعل به ، ومثله سير عليه سيرا شديدا وكذلك إن أردت هذا المعنى ولم تذكر الصفة تقول سير عليه سير وضرب به ضرب كأنك قلت سير عليه ضرب من السير وسير عليه شيء من السير وكذلك جميع المصادر ترتفع على أفعالها اذا لم تشغل الفعل بغيرها ، وتقول سير عليه أيّما سير سيرا شديدا كأنك قلت سير عليه بعيرك سيرا شديدا ، وتقول سير عليه سيرتان أيّما سير كأنك قلت سير عليه بعيرك أيّما سير فجرى مجرى ضرب زيد أيّما ضرب ، وضرب عمر وضربا شديدا ، وتقول على قول السائل : كم ضربة ضرب به ، وليس في هذا إضمار شيء سوى كم والمفعول كم ، فتقول ضرب به ضربتان وسير عليه سيرتان