الأوّل ولأن زيدا رجل وصار لا كزيد كأنك قلت لا أحد كزيد ثم قلت رجل كما تقول لا مال له قليل ولا كثير على الموضع ، قال الشاعر (وهو امرؤ القيس) :
(١) ويلمّها في هواء الجوّ طالبة |
|
ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب |
كأنه قال ولا شيء كهذا ورفع على ما ذكرت لك ، وإن شئت نصبته على نصبه [طويل]
(٢) * فهل في معدّ فوق ذلك مرفدا*
كأنه قال لا أحد كزيد رجلا وحمل الرجل على زيد كما حمل المرفد على ذلك ، وإن شئت نصبته على ما نصبت عليه لا مال له قليلا ولا كثيرا ، ونظير لا كزيد في حذفهم الاسم قولهم لا عليك وانما تريد لا بأس عليك ولا شيء عليك ولكنه حذف لكثرة استعمالهم إيّاه.
[باب ما لا تغيّر فيه لا الأسماء عن حالها التي كانت عليها قبل أن تدخل لا]
ولا يجوز ذلك إلّا أن تعيد لا الثانية من قبل أنه جواب لقوله أغلام عندك أم جارية اذا أدّعيت أنّ أحدهما عنده فلا يحسن إلّا أن تعيد لا كما أنه لا يحسن اذا أردت المعنى الذي تكون فيه أم إلا أن تذكرها مع اسم بعدها ، واذا قال لا غلام فانما هي جواب لقوله هل من غلام وعملت لا فيما بعدها وان كان في موضع ابتداء كما عملت من في الغلام وان كان في موضع ابتداء ، فمما لا يتغيّر عن حاله قبل أن تدخل عليه لا قول الله عزوجل (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) وقال الشاعر (وهو الراعي) :
(٣) وما صرمتك حتّى قلت معلنة |
|
لا ناقة لي في هذا ولا جمل |
__________________
(٥٢٥) الشاهد فيه رفع مطلوب حملا على موضع الكاف لأنها في تأويل مثل وموضعها موضع رفع وهو بمنزلة لا كزيد رجل ، ولو نصب حملا على اللفظ أو على التمييز لجاز* وصف عقابا تتبع ذئبا لتصيده فتعجب منها في شدة طلبها ومنه في سرعته وشدة هروبه ، وأراد ويل أمها فحذف الهمزة لثقلها ثم أتبع حركة اللام حركة الميم.
(٥٢٦) استشهد به على نصب رجل على التمييز في قولك لا مثلك رجلا والتقدير فهل في معد مرفد فوق ذلك مرفدا وقد تقدم البيت بتفسيره في ص ٣٤٩ رقم ٤٤٢.
(٥٢٧) الشاهد فيه رفع ما بعد لا بالابتداء والخبر لتكريرها على ما يجب فيها مع ـ