لم يجعل ركوبه الآن ورحلته فيما مضى ولم يجعل الدخول الآن وسيره فيما مضى ، ولكنّ الآخر متّصل بالأول ولم يقع واحد دون الآخر ، واذا قلت لقد ضرب أمس حتى لا يستطيع أن يتحرّك اليوم فليس كقولك سرت فأدخلها اذا لم ترد أن تجعل الدخول الساعة لأن السير والدخول جميعا وقعا فيما مضى ، وكذلك مرض حتى لا يرجونه أي حتّى إنّه الآن لا يرجونه فهذا ليس متّصلا بالأول واقعا معه فيما مضى ، وليس قولنا كاتّصال الفاء يعني أنّ معناه معنى الفاء ولكنك أردت أن تخبر أنه متّصل بالأوّل وأنهما وقعا فيما مضى وليس بين حتّى في الاتّصال وبينه في الانفصال فرق في أنه بمنزلة حرف الابتداء وأن المعنى واحد إلا أنّ أحد الموضعين الدخول فيه بالسير متّصل وقد مضى السير والدخول والآخر منفصل وهو الآن في حال الدخول وانما اتّصاله في أنه كان فيما مضى وإلا فانه ليس يفارق موضعه الآخر في شيء اذا رفعت.
[باب الرفع فيما اتّصل بالأوّل كاتّصاله بالفاء وما انتصب لأنه غاية]
تقول سرت حتّى أدخلها وقد سرت حتّى أدخلها سواء ، وكذلك إني سرت حتّى أدخلها فيما زعم الخليل فان جعلت الدخول في ذا غاية نصبت ، وتقول رأيت عبد الله سار حتّى يدخلها وأرى زيدا سار حتى يدخلها ومن زعم أن النصب يكون في ذا لأن المتكلّم غير متيقّن فانه يدخل عليه سار زيد حتّى يدخلها فيما بلغني ولا أدري ، ويدخل عليه عبد الله سار حتّى يدخلها أرى ، فان قال إني لم أعمل أرى فهو يزعم أنه ينصب بأرى الفعل ، وإن جعلت الدخول غاية نصبت في ذا كلّه ، وتقول كنت سرت حتّى أدخلها اذا لم تجعل الدخول غاية وليس بين كنت سرت وبين سرت مرّة في الزمان الأول حتى أدخلها شيء ، وانما ذا قول كان النحويّون يقولونه ويأخذونه بوجه ضعيف ، يقولون اذا لم يجز القلب نصبنا فيدخل عليهم قد سرت حتّى أدخلها أن ينصبوا وليس في الدنيا
__________________
ـ الحوض وهي الدمن فان عافت الشرب أي كرهته لتغير الماء لم تندّ ولكن ترحل فتركب فيجعل لها ذلك بدلا من التندية والتندية أن تراد ثم ترد الى المرعى ثم تعاد الى الماء ، ومعنى تراد يجاء بها ويذهب ويقال راد الشيء وأراده.