مررت بزيد أخوه عمرو ، لم يكن فيه إلا الرفع لانّ هذا اسم معروف بعينه فصار بمنزلة قولك مررت بزيد عمرو وأبوه ولو أنّ العشرة كانوا قوما بأعيانهم قد عرفهم المخاطب لم يكن فيه إلا الرفع لأنك لو قلت مررت بأخيه أبوك كان محالا أن ترفع الأب بالأخ ، وهي مررت بأبي عشرة أبوه وبأبى العشرة أبوه اذا لم يكن شيئا بعينه يجوز على استكراه ، فان جعلت الأخ صفة للأوّل جرى عليه كأنك قلت مررت بأخيك فصار الشىء بعينه نحو زيد وعمرو وضارع أبو عشرة حسنا حين لم يكن شيئا بعينه قد عرفه كمعرفتك على ضعفه واستكراهه.
واعلم أنّ كلّ شيء من العمل وما أشبهه نحو حسن وكريم اذا أدخلت فيه الألف واللام جرى على المعرفة كمجراه على النكرة حين كان نكرة كقولك مررت بزيد الحسن أبوه ومررت بأخيك الضاربه عمرو
واعلم أن العرب يقولون قوم معلوجاء وقوم مشيخة وقوم مشيوخاء ، يجعلونه صفة بمنزلة شيوخ وعلوج.
[باب ما جرى من الأسماء التي من الأفعال وما أشبهها من الصفات التي ليست بعمل نحو الحسن] «والكريم وما أشبه ذلك مجرى الفعل اذا أظهرت بعده الأسماء أو أضمرتها»
وذلك قولك مررت برجل حسن أبواه ، وأحسن أبواه ، وأخارج قومك ، فصار هذا بمنزلة قال أبواك وقال قومك ، على حدّ من قال قومك حسنون اذا أخّروا ، فيصير هذا بمنزلة أذاهب أبواك أو منطلق قومك ، فان بدأت بالاسم قبل الصفة قلت قومك منطلقون وقومك حسنون كما تقول أبواك قالا ذلك ، وقومك قالوا ذاك ، فان بدأت بنعت مؤنّث فهو يجري مجرى المذكّر إلا أنك تدخل الهاء ، وذلك قولك أذاهبة جاريتاك وأكريمة نساؤكم ، فصارت الهاء في الأسماء بمنزلة التاء في الفعل اذا قلت قالت نساؤكم وذهبت جاريتاك ، وإنما قلت أكريمة نساؤكم على قول من قال أنساؤكم كريمات اذا أخّر الصفة ، والألف والتاء والواو والياء والنون في الجميع والألف والنون في التثنية بمنزلة الواو والألف في قالا وقالوا ، وبمنزلة الواو والنون في يقولون ، وكذلك أقرشي قومك